البحوث

الامارات الكردية في كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان لسبط ابن الجوزي

- دراسة تحليلية مقارنة–

القسم الثاني

أ.د. فرست مرعي

عضو الهيئة العامة لمركز الزهاوي

 

ثالثاً: الامارة الحسنوية

 

مما لا شك فيه أن الباحث يحار في المعلومات التي يوردها سبط ابن الجوزي، حول الامارات الكردية موضوعة البحث، فهو لا يذكرها بالصيغة المتعارف عليه عند المؤرخين حسب التسلسل التاريخيأي بنظام السنوات مثل غالبية المؤرخين كالروذرواري والفارقي وابن الاثير وابن كثير وابن خلدون، أو حتى بصورة موضوعية كالمسعودي واليعقوبي، وإنما يذكر نتفاً هنا وهناك، وهذا ينطبق على الامارة الحسنوية.

فلم يبدأ في ذكر كيفية تأسيس الإمارة وسنوات حكمها، بل ذكر إشارات عابرة الى المهام التي كان الأمير بدر بن حسنويه يتولاها والمساعدات والمنح التي كان يمنحها لمن يحتاجها من الأمراء والعامة.

ففي سنة370هـ /980م قام عضد الدولة البويهي بالسيطرة على بعض قلاع الكرد في إقليم الجبال، وقبض على عددٍ منهم، بعدها نزل منطقة النهروان في طريقه الى بغداد، وطلب من الخليفة العباسي الطائع لله أن يستقبله عند دخوله الى بغداد، إذ لم تكن العادة جارية أن يتلقى الخلفاء العباسيون الأمراء والسلاطين. (سبط ابن الجوزي، 2013، 17/539).

 

ويبدو أن رواية السبط كانت مقتضبة جداً الى درجة أنها لم تشِر الى الامراء الحسنويين بعد وفاة والدهم حسنويه سنة 369هـ/979م، لذا كان لابد من الرجوع الى المصادر التاريخية الاخرى لاماطة اللثام عن هذه الحركة، التي قام بها عضد الدولة للقضاء على الكيان الكردي، في إقليم الجبال دون رغبة أخيه ركن الدولة.

ومن جانب آخر فقد إستغل عضد الدولة الفرصة، التي أُتيحت له بوفاة حسنويه للتحرك من جديد بقصد إزلة الإمارة الحسنوية، التي طالما استغلت الخلافات الشخصية بين أبناء الأسرة البويهية، لتعزيز مكانتها وفرض نفوذها  على الجزء الأكبر من إقليم الجبال، حيث تراكمت  إثر ذلك ثروة كبيرة سال لها لعاب عضد الدولة البويهي. (مسكويه، 1987، 2/415 – 416).

ومما زاد في حراجة موقف أبناء حسنويه، أن الشقاق قد دَبَّ في صفوف حلفائهم البويهيين أيضاً، لذا بدأ عضد الدولة بالتحرك وتنفيذ فرصة إزالة الإمارة الحسنوية، فبعث خازنه أبا نصر خورشيد يزديار مع رسائل إلى كل من فخر الدولة ومؤيد الدولة وقابوس بن وشمكير([1])أملاً في التفاهم وإزالة أسباب الخلاف، حتى تتضافر كل الجهود في محاربة أبناء حسنويه للسيطرة على ممتلكاتهم لاسيما وأن الانقسامات التي ظهرت بينهم، أدت إلى إنحياز بعضهم إلى عضد الدولة، وكان من بين هؤلاء بختيار بن حسنويه الذي كان مستولياً على (قلعة سرماج) وهي قلعة أبيه وفيها أمواله وذخائره، فاتصل  بعضد الدولة ورغب في طاعته ثم غيَّر رأيه، بينما انضم بعض إخوته وهم: عبد الرزاق وأبو العلاء وأبو عدنان إلى جانب فخر الدولة وساروا إليه في مدينة همدان فأكرمهم ولم يهتم بنداءات أخيه عضد الدولة حول توحيد الجهود لإزالة الإمارة الكردية.

لذا سرعان ما جهزَّ عضد الدولة جيشاً كبيراً، يعاونه عدد من القواد وسار به إلى إقليم الجبال( الروذراوري، 1916، 3/10)، وما أن اقتربت جيوشه من همدان، حتى استأمن إليه قواد فخر الدولة ووزيره  ورجال حسنويه فضعف أمر فخر الدولة وغادر همدان التي دخلتها جيوش عضد الدولة، وهرب إلى بلاد الديلم ثم إلى جرجان ملتجئاً إلى قابوس بن وشمكير، وسيطر عضد الدولة على ما كان بيد فخر الدولة من مدن مثل: همدان والري وما بينهما من تلك النواحي وسلمها إلى أخيه مؤيد الدولة، الذي صالحه وجعله خليفته ونائبه في تلك البلاد (الروذراوري، 1916، 3/10). ثم قصد عضد الدولة بلاد الامير الكردي حسنويه، حيث تمكن من احتلال مدن: نهاوند والدينور، فيما أرسل قائده أبا الوفاء طاهر بن محمد في ذي الحجة سنة 369هـ/979م للسيطرة على قلعة سرماج( بمثابة عاصمة الامارة)، الذي حاصرها واستولى عليها واعتقل بختيار بن حسنويه وأخذ أموال القلعة وما فيها من ذخائر، كما سيطر على قلاع أخرى تعود لأولاد حسنويه وغنم منها أموالاً كثيرة.(الروذراوري، 1916، 3/10؛ الذهبي، د، ت، 4/513).

أما بقية أبناء حسنويه فقد اتصلوا بأحد قواد عضد الدولة أبو نصر خواشاذه([2]) أثناء مسيرة الجيش البويهي ما بين حلوان وقرميسين (كرمنشاه) عارضين عليه الطاعة والولاء، حيث تم وضعهم مع أتباعهم من الكتاب ووجوه الأكراد في بعض خيم المعسكر (خركاه) تحت حراسة مشددة خوفاً من فرارهم، ثم أصدر عضد الدولة أوامره بالقبض على بعض أولاد حسنويه وهم كل من: عبد الرزاق وأبو العلاء وأبو عدنان وبختيار فضلاً عن بعض خواصهم من الكتاب ووجوه الأكراد، بينما استدعى الإخوة الباقين وهم: بدر وعاصم وعبد الملك، حيث اصطنع عضد الدولة أحدهم وهو (بدر) وأحسن إليه وولاه زعامة الأكراد البرزيكانيين وأتباعهم، وخلع عليه سيفاً وحزاماً من ذهب وحمله على فرس مسرج بسرج من ذهب، قضلاً عن منحه لقب حاجب([3])، بينما خلع على عاصم وعبد الملك بـ(الدراعة)([4])والديباج والسيف بالحمائل وأركبا على فرسين بسرجين مذهبين، في حين قتل بقية المعتقلين من أبناء حسنويه وأتباعهم الأكراد ونهبت أموالهم، إذ يشير الروذراوري إلى هذا الحدث بقوله: “… ووضع على كل من كان من المقبوض عليهم من الأكراد السيف ونهبت حللهم” ( الروذرواري، 1916، 3/9؛ ابن الاثير، 1983، 5/،439)، ويقول في موضع آخر: “وقتل جميع أولاد حسنويه”( الروذرواري، 1916، 3/12).

إن التكريم الخاص الذي حظى به  الامير بدر، من قبل عضد الدولة البويهي في زعامة الكرد البرزيكانيين وأتباعهم دون أخويه عاصم وعبد الملك، أثار حسدهما وحفيظتهما(الروذرواري، 1916، 3/9 ؛ ابنالأثير،1983، 5/441- 442)، مما جعل أحدهم وهو عاصم إلى شق عصا الطاعة واستمالة بعض الكرد الذين لم يرضوا بالوضع الجديد تحت السيطرة المباشرة للبويهيين، فما كان من عضد الدولة إلا أن جهز جيشاً كبيراً أُنيطت قيادته بأبي الفضل المظفر بن محمود([5])الذي تمكن من تمزيق القوة الكردية المعارضة وتم أسر عاصم، الذي أركب على جمل لابساً دراعة ديباج([6])، واختفى عن الأنظار منذ  ذلك الوقت، حيث قتل هو وجميع إخوته ما عدا بدر. (الروذراوري، 1916، 3/12؛ابنالأثير،1983، 5/442).

 

وفي حوادث سنة385هـ/995م غضب بهاء الدولة على مقدم الجيوش أبو نصر الديلمي، فطلب منه كل من فخر الدولة والامير بدر بن حسنويه في القدوم إليهما، حيث ضمن له الامير الكردي بعض القلاع مع تقديم مبلغ سنوي يقدر بمئة ألف درهم، ولكن لم يحالف الحظ إلا للقائد البويهي، فمرض بمرض القولِنج بالبطيحة ( = منطقة الاهوار حنوب شرق العراق) ومات.( سبط ابن الجوزي، 2013، 85).

وفي سنة 387هـ/997م بعد موت فخر الدولة بن ركن الدولة، وتولية إبنه أبو طالب رستم الامر بعده، أُستشير الامير الكردي بدر بن حسنويه لمكانته الكبيرة عند الأمراء البويهيين حول انتزاع مدينة جرجان ومنطقة طبرستان من يد الامير قابوس بن وشمكير، فكان جوابه: إنَّ الامير الذي ورث هذا المال والملك حديث السن (عمره أربع سنوات)، ولا وجه لإضاعة المال فيما لا تعلم عواقبه، والصواب أن يترك هذا الأمر على حاله الى حين بلوغه، فإن خرج نجيباً على ما عُهد من خلائق آبائه قَدَرَ على ارتجاع ما أُخذ منه، وإن ضَعُفَّ لم تكونوا قد جمعتم عليه ذهاب ماله وأعماله، فخالفوه…”. ( سبط ابن الجوزي، 2013، 103).

وبعد مخالفة نصيحة الأمير بدر حسنويه، وخسارتهم في استرجاع مدينة جرجان، ووقوع تلك الاموال العظيمة بيد صاحب جرجان (قابوس)، إستقر رأي السيدة وبدر بن حسنويه على القبض على القائد البويهي أبو علي حمولة المنافس للوزير القدير أبو العباس الضبي وسجنه، حتى يتم في الأخير تقرير مصير مدينة جرجان، وفي الاخير بعد هروبه من السجن تم قتله بعصر خصيتيه. (سبط ابن الجوزي، 2013، 103 – 104).

وفي شهر شوال سنة388هـ/998م جلس الخليفة العباسي القادر بالله، لرسل الامير البويهي أبي طالب رستم بن فخر الدولة والامير الكردي بدر بن حسنويه- بإشارة من السلطان بهاء الدولة، وذلك لأن بدر بن حسنويه خدم بهاء الدولة عند مقامه بمدينة القنطرة البيضاء الواقعة في إقليم الاهواز( خوزستان – عربستان)، وحمل إليه الميرة والعلوفة والتجهيزات التي كان بأمس الحاجة إليها، وأظهر له الطاعة والموالاة، وطلب بهاء الدولة من الخليفة أن يبعث له ولابنه رستم وللامير الكردي بدر الخلع السلطانية والعهد، حيث أرسل مبعوثه (أبو القاسم مادرجواران، كما بعث الامير الكردي ( بدر بن حسنويه) رسوله المدعو(أبو القاسم يوسف بن كج) قاضي الدينور، فمنح الخليفة لقب مجد الولة وكهف الامة الى رستم بن فخر الولة، ومنح لقب ناصِرَّ الدين والدولة الى الامير الكردي بدر بن حسنويه، وبعث إلى كليهما الخلع المعهودة والعهد. (سبط ابن الجوزي، 2013، 110).

وفيشهر محرم سنة388هـ/998متعرض عرب بنوهلال–وكانوا حوالي600فارس – لحجاجالبصرةالذينانفصلواعنحجاجالعراقعندالموضعالمعروفبالشاج،فأخذواأموالهموجمالهم،وأفلتمندخلالبصرةعلىأقبححالٍمنالعريوالجوعوالعطش،فيقال: إنهمأخذوامنهممئةألفدينار. ( سبط ابن الجوزي، 2013، 18/ 166).

وفيهاسار الاميربدربنحسنويهإلىالريمعاوناًللسيدةأممجدالدولةعلىعودتهاإلىموضعها،ومرتباًلشمسالدولةأبيطاهرفيالإمارةعوضاًعنأخيهمجدالدولة.

وكان(الخطيرأبوعليالقاسمبنعلي)قدمنعالسيدة أم مجد الدولةمنالتصرف،وقبضيدها،وأوحشمجدالدولةمنها،ووضعالديلم،حتىقالوا: ماللنساءوالملك؟وكانوزيرهاأبوسعدبنالفضلبالريفأخافهفهربفصعدتالسيدةإلىالقلعةوتحصنتبها،فرتبالخطيرتحتهاجماعةيمنعونهامنالخروج،فكانتفيصورةالمعتقلة،وكانتلهاجاريةتشبهها،فكانتتنزلكليومتأخذلهامننهرتحتالقلعةوتصعدفألِفَالموكلون،وأرسلتالسيدةإلىقوممنأهلالرسداقفيهمعصبيةوفتوة،فواتثقتهمعلىحملهاإلىبلادبدربنحسنويه،فجاؤوافنزلواعلىالنهركأنهمعابرواسبيل،ونزلتوبيدهاالجرةكأنهاالجارية،وركبتدابة،وساروابهاإلىبلدبدربنحسنويه،وذلكفيسنةسبعوتسعين،وكانفينفسبدرمنالخطير(أبو علي القاسم بن علي)،فأكرمهابدر،وساربنفسهمعها،وكانابنهاشمسالدولةبهمذان،فوافاهابعساكرهمدانوقبلبدربينيديهالأرض،وسارواإلىالري،فأطلقالخطيرالأموال،وإستخلفالديلم،ووقعالقتالوجرىعلىالريأمرعظيممنالحريقوالنهبوالقتل،وظفربدربالخطير،فقبضعليه،وقبضتالسيدةعلىابنهامجدالدولة،وأصعدتهإلىالقلعة،وأقعدتشمسالدولةابنهاعلىالسريروعادتإلىماكانتعليه،وعادبدرإلىبلاده،وأخذالخطيرمعهوعذبهحتىمات،وتغيَّرتأخلاقشمسالدولة،وتمكنتمنهالمرةالسوداء(مرض يصيب الدم)فرجعإلىهمذانوساستالسيدةالملك،ودبرتالأمورأعظممنالرجال،وكانتتجلسمنوراءسترٍخفيف،والعارضوالوزيرجالسانبينيديهايخاطبانهاوتخاطبهما،وهماينتقدانالأمور،وكانتقدعزمتعلى القبض على شمس الدولة، فهرب الى قُم.(سبط ابن الجوزي، 2013، 166 – 167).

 

وبمقارنة ما ذهب إليه السبط بغيرها من المصادر، يلاحظ أن السبط قد جاء بمعلومات لا تتوفر في المصادر الاخرى، وهنا ربما يعني أنه قد أخذها من مصادر قد تكون مفقودة.  ففي سنة 387هـ/997م توفي فخر الدولة، فتولى حكم الدولة ابنه أبو طالب رستم، ولم يكن قد بلغ سن الرشد بعد(الروذراوري، 1916، 3/297؛ابنالأثير، 1983، 5/525)، فتولت والدته (السيدة) تسير أمور الدولة نيابةً عنه، فيما ولى أخوه شمس الدولة أعمال همدان وقرميسين إلى حدود العراق،(ابنالأثير، 1983، 5/525)، وكان يساعد السيدة في تسيير أمور الملك الوزيران: أبو العباس الضبي الملقب بالكافي الأوحد، وأبو علي بن حمولة الملقب بأوحد الكفاءة، وكان الإثنان حسب رواية الروذراوري على خصام(الروذراوري، 1916، 3/297)، فمن جهة بسط أبو علي ابن حمولة يده في منح الأموال بغية استمالة الجند إليه، وقد نجح في ذلك إلى حد كبير، بينما كان غريمه أبو العباس الضبي على العكس من ذلك، ولكن منـزلته مع هذا  كانت كبيرة بسبب قدمه في الوزارة(الروذراوري، 1916، 3/297).

وفي سنة 387هـ/997م تمكن السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي من هزيمة آخر أمراء الدولة السامانية عبد الملك بن نوح، وسيطر على خراسان وأزالها من الوجود، وكتب بذلك إلى الخليفة العباسي القادر بالله (381-422هـ/991-1983م)، فما كان من الخليفة العباسي إلا أن كتب إليه عهداً بالولاية على خراسان والجبال والهند وطبرستان وسجستان ولقبه بيمين الدولة وناصر الملة نظام الدين ناصر الحق نصير أمير المؤمنين( الروذراوري، 1916، 3/323؛ابنالأثير، 1983، 5/534).

وعليه فقد أرسل يمين الدولة محمود بن سبكتكين، رسولاً إلى السيدة شيرينزوجة فخر الدولة إثر تسلمها مقاليد (الحكم) في الري، متوعداً ومهدداً بالزحف عليها، ولما كانت السيدة على ثقة عظيمة برجاحة عقل الأمير الكردي(بدر بن حسنويه) وحسن تصرفه في أوقات المحن والشدائد، “حيث كانت لا تحل ولا تعقد إلا بمشاورة بدر”(الروذراوري، 1916، 3/291)، لذا أسرعت  بالكتابة إليه تسأله الرأي والمشورة، فكان جوابه بأن عليها إيفاد رسول يمين الدولة إليه، ليتولى هو شخصياً الرد المناسب على الرسالة، فكان جوابه أنهَّ رتب “طوائف الأكراد وأصناف العساكر وأمرهم أن ينـزلوا بحللهم بطول الطريق،من باب الري إلى سابور خواست، ويظهر عند اجتياز الرسول  بهم عددهم وأسلحتهم ويأخذوا زينتهم، ويسيروا به من حلة إلى حلة ومن عسكر إلى عسكر…”( الروذراوري، 1916، 3/291 ). ولما رأى الرسول هذه الإجراءات الحازمة المنبثة على جانبي الطريق، والإستعداد المنقطع النظير للحرب هاله الأمر، لذا طلب منه الأمير بدر إبلاغ سيده بأن إتباع طريق السلم والمهادنة مع أصحاب (الري) خير من التهديد والحرب، فكان للأمير بدر مثلما أراد حيث كفَّ يمين الدولة عن الحرب، وأخلد إلى السلم  والموادعة(الروذراوري، 1916، 3/291 ).

ومن جانب آخر فرغم إعتماد السيدة خاتون شيرين على الأمير بدر، وعدم البت في أي أمر دون مشورته (الروذراوري، 1916، 3/299)، إلا أن بعض توجيهاته وردوده على بعض الرسائل الموجهة من السيدة إليه بخصوص بعض الأمور التي لها مساس بأمن دولة الري، قد ذهبت أدراج الرياح، وتحملت الري تبعات ذلك، وهذا يبدو جلياً في الصراع  القديم الذي بدأت بوادره تلوح في الأفق، حينما إستشار فخر الدولة قبل وفاته وزيره الصاحب بن عباد، بخصوص إعادة شمس الدولة قابوس بن وشمكير إلى جرجان وتمليكها إياه، ولكن الصاحب رد هذا الرأي “وعظمها في عينه فأعرض عن الذي أراده، ونسي ما كان بينهما من الصحبة في خراسان، وأنه بسببه خرجت البلاد عن يد قابوس، والملك عقيم”. فلما مات فخر الدولة، كتب أهل جرجان([7]) إلى قابوس وهو بنيسابور([8])يستدعونه لتولي أمرهم مثلما كان في السابق، وعند ورود هذه المعلومات إلى (الري)، ونظراً لخطورتها وظهور خلافات في الرأي في كيفية معالجتها، فقد كوتب الأمير بدر بن حسنويه كالعادة في مثل هذه الحوادث الجسام بغية معرفة وجهة نظره والحل الذي يرتأيه (. الروذراوري، 1916، 3/297). ، فكان جوابه السديد على حد قول الروذراوري: “… إن الأمير  الذي ورث هذا الملك حدث السن – لا ينبغي أن يضيع ماله وذخائره فيما لا تتحقق عواقبه ومصايره، والصواب أن نترك على حاله…”(الروذراوري،، 3/298)، ولكنهم مع هذا لم يسمعوا إلى هذه النصيحة القيمة، فسرعان ما قاد الوزير أبو علي بن حمولة الذي كان يمني نفسه بإمارة جرجان جيشاً اتجه به نحو قابوس ولكنه خسر المعركة أمام قابوس، ورجع منهزماً إلى الري، فكان من رأي السيدة والأمير بدر عزل الوزير ابن حمولة وسجنه(الروذراوري، 1916، 3/299)، وجرت بهذا الخصوص  أمور وحوادث كثيرة أدت إلى عزل الوزير ابن حمولة الخطير وإرساله مخفوراً بصحبة كاتب بدر أبو عيسى سافري بن محمد إلى قلعة استوناوند([9]) إذ قتل هناك فيما بعد على يد أحد الأشخاص الذين أرسلوا خصيصاً لهذه المهمة من الري(   الروذراوري، 1916، 3/299؛ياقوتالحموي، 1979، 20/73)، ومما يجدر ذكره أنه كان هناك خلاف شديد بين الأمير بدر وبين الوزير ابن حمولة (الصابي، 1977، 453)، حيث كان الأمير بدر لا يخاطب  ابن حمولة بالوزير، في الوقت الذي كان يمتنع ابن حمولة من مخاطبة بدر بسيدنا( الصابي، 1977، 453)، ولكن هذا الخلاف تطور إلى عداء مكشوف  من جانب الوزير، حيث قام بحث أمراء الأطراف على معاداة بدر والتهوين من شأنه وقوته، فضلاً عن إرسال  الرسائل إلى إبنه(هلال) يحرضه فيها على تحدي والده ومقاطعته، فكان ذلك من أسباب خروج هلال على والده (الصابي، 1977،  453). إذ يورد سبط ابن الجوزي رواية مقتضبة بهذا الخصوص جاء فيها:” وفيها قبضهلالبنبدربنحسنويهعلىأبيهفيسنة403هـ” .( سبطابنالجوزي، 2013، 18/182).

أما الأمير بدر فإنه رأى أنه من الافضل له أن يوقف الوزير الخطير عند حده، حيث أرسل  إليه غلاماً ومعه سيف مجرد بدون غمد، وأمره بأن يضعه أمامه ولا ينبس ببنت شفة وينتظر جوابه، الذي لم يتأخر كثيراً، إذ أدخل الوزير الخطير قلمه في المحبرة ثم سلمه إلى الغلام وقال هذا جوابي لبدر بن حسنويه    (مرعي، 2005، 172 – 173).

يفهم من هذا النص بأن الأمير بدر هدد الوزير الخطير بالقتل بالسيف، إن لم يتراجع عن غيه، أما جواب الوزير فيتجلى بأنه باستطاعته التأثير عليه، بواسطة هذا القلم من خلال تحريض أمراء الأطراف ضده، بل حتى إثارة إبنه هلال عليه (مرعي، 2005، 173)، وهذا ما وقع فعلاً (الصابي، 1977، 453)، أما الأمير بدر فقد تمكن من استغلال هزيمة الوزير الخطير أمام قابوس بن وشمكير الزياري، وتمكن من عزله وقتله فيما بعد بدعم من السيدة زوجة فخر الدولة ( الروذراوري، 1916، 3/299؛ ياقوت الحموي، د، ت، 20/73). وفي ذي الحجة سنة 384هـ/994م اعترض الأصيفر المنتفقيالأعرابي ( الصابي، 1977، أ490) أمير العرب طريق الحجاج القادمين من العراق والمشرق ما بين زبالة([10]) و الثعلبية([11]) ومنعهم من المرور إلا بدفع مبلغ كبير من المال( ابن الجوزي، 1992، 14/ 369 ) متعذراً بأن الدراهم التي أرسلها الخليفة العباسي  إليه، كانت مزورة ويريد التعويض عنها( ابنالجوزي، 1992، 14/ 369؛ ابن الاثير، 1983، 5/ 506 – 507)، ولم يكن بإمكان الحجاج تلبية طلبه، وطالت فترة اعتراضهم مما حدا بهم إلى الرجوع  من حيث أتوا بسبب ضيق الوقت وعدم تمكنهم من أداء شعائر ومناسك الحج في تلك السنة.(ابنالجوزي، 1992، 14/ 369؛ابنالاثير، 1983، 5/ 506 – 507).

وفي سنة 385هـ/995م  قام الأمير بدر بوضع مبلغ تسعة آلاف دينار، كمنحة منه لتقديمها إلى أمير العرب الأصيفر الأعرابي كتعويض عما يأخذه من حجاج الركب العراقي، حتى يسمح لهم بالمرور إلى الديار المقدسة وأداء المناسك (ابن الجوزي، 1992، 14/ 270؛ الذهبي، 21)، غير أن الروذراوري يذكر  رواية أخرى تختلف عن سابقتها، سواء في توقيت دفع المبلغ أو مقداره، يقول بهذا الصدد ما نصه: “وحمل بدر بن حسنويه خمسة آلاف دينار مع وجوه القوافل الخراسانية، لتنصرف في خفارة  الطريق عوضاً عما كان يجيء من الحاج في كل سنة، وجعل ذلك رسماً زاد فيه من بعد حتى بلغ تسعة آلاف دينار…”. ( الروذراوري، 1916، 3/287)، وفي إشارة إلى قنوات أخرى للصرف لم ترد في مصادر أخرى يقول: “وكان يحمل مع ذلك ما ينصرف في عمارة الطريق ويقسم في أولاد المهاجرين والأنصار بالحرمين ويفرق على جماعة من الأشراف والفقهاء أهل البيوتات في مدينة السلام ]بغداد[ بما تكمل به المبلغ عشرين ألف دينار في كل سنة، فلما توفي، انقطع ذلك حتى أثر في أحوال أهله ووقف أمر الحج”. ( الروذراوري، 1916، /3/ 287).

ومن جانبه يذكر سبط ابن الجوزي رواية يتيمة، حول موضوع الأصيفر الاعرابي جاء فيها:”وفيسنة385هـبعثبدربنحسنويهالكرديخمسةآلافدينار،تدفعالىقاطعطريقالحج (الاصيفرالاعرابي)؛عوضاًعماكانيأخذهمنالحجاجالقاصدينلبيتاللهالحرام،وجعلذلكرسماًعليهأيبعبارةأخرىتعهدبدفعهذاالمبلغسنوياًلتأمينطريقالحجالىمكةالمكرمة،واستمرتالأمورعلىهذاالنحوالىسنة 403هـ”.( سبطابنالجوزي، 2013، 18/80).

وفي سنة 388هـ/998م ونظراً  للأعمال الجليلة، التي قام بها الأمير بدر بن حسنويه لخدمة المسلمين، الذيوصفه ابن كثير بأنه: “كان من خيار الملوك بناحية الدينور وهمدان، وله سياسة وصدقة كثيرة”. ( ابن كثير، 1990، 11/353؛ ابن الاثير، 1983، 5/604).

لذا فقد كوفئ الامير بدر بن حسنويه لقاء خدماته الكبيرة، وصدقاته من قبل الخليفة العباسي القادر بالله (381-423هـ/991-1031م) فكنَّاه بأبي النجم، وعهد له بحكم المناطق التي تحت إمرته في غربي إقليم الجبال، وعقد له لواء وحملت إليه الخلع السلطانية (الروذراوري، 1916، 3/311) ولقب بـ(نصرت الدولة).( الروذراوري، 1916، 3/311)، ولكنه لم يكن يرغب في هذا اللقب “فإنه كان سأل أن يلقب بناصر الدولة” (الروذراوري، 1916، 3/311؛ابنالجوزي،1992، 15/9). ، ثم لبيت رغبته من قبل الخليفة، حيث لقب (بناصر الدين والدولة).(الروذراوري،1916، 3/311؛ابنالجوزي،1992، 15/9. ابن الاثير، 1983، 5/533) سنة 388هـ/998م، ويبدو أن هذا التكريم جاء حسب ما يذكر الروذراوري: “سؤال بهاء الدولة وكتابه”( الروذراوري،1916، 3/311؛ابنالجوزي،1992، 15/9)، وهذا ما يتطابق مع ما ذكره السبط في روايته.

ومما يجدر ذكره أن جميع الألقاب التي منحتها الخلافة العباسية، للأمراء البويهيين وغيرهم أو لوزرائهم تكاد تخلو من الصبغة الدينية ما عدا لقب الأمير (بدر ناصر الدولة والدين)، ( ابنخلدون، د، ت، 4/485)، في الوقت الذي كان معتلياً سدة الخلافة العباسية القادر بالله المعروف بتشدده السني الواضح.

 

 

 

الخلاصة

مما تقدم يبدو أنه يمكن بناء تصور واضح على طريقة معالجة سبط ابن الجوزي لموضوع الامارات الكردية وفق ما يلي:

  • لم يتطرق السبط الى الدول والامارات الكردية التي ظهرت في العصر الإسلامي بالطريقة التي سار عليها مؤرخون آخرون مثل بداية تأسيسها والامراء والقادة الذين تبوأوا مقاليد الحكم فيها. ولكنه ذكر روايات مهمة لم ترد إلا في تاريخه التي يشير الى أنه نقلها من تاريخ ميافارقين لمؤرخ المدينة ( ابن الازرق الفارقي).
  • ذكر السبط روايات في غاية الاهمية مثل مشاركة الكرد في معركة ملاذكرد الفاصلة بين المسلمين من الترك والكرد بقيادة السلطان السلجوقي ألب أرسلان، والروم البيزنطيين بقيادة الامبراطور رومانوس الرابع في سنة 463هـ/1071م.
  • تطرق السبط الى دور بعض وزراء الدولة المروانية الذي كان لهم دور في إسقاطها من خلال نقل معلومات عن غناها وازدهارها الاقتصادي، الى السلطنة السلجوقية
  • أشار السبط الى تاريخ الامارة الحسنوية بصورة مقتضبة، حيث ذكر روايات مهمة عن شجاعة وذكاء الامير القدير ( بدر بن حسنويه)، علماً بأنه لم يتطرق البتة الى دور والده ( حسنويه) في تأسيس الامارة، فضلاً عن دور إخوته الآخرين إلا ما ندر.
  • وبخصوص الامارة العنازية فإنه أي السبط ذكر ثلاث أو أربع روايات يتيمة لا تعطي تصوراً واضحاً بحيث تساعد على تكوين تصور واضح عن هذه الامارة التي شغلت مساحة لا يستهان بها في منطقة شهرزور والمناطق المحيطة بها.

 

 

 

المصادر والمراجع

 

عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري (1983).

الكامل في التاريخ، حققه وضبط أصوله وعلق حواشيه: علي شيري، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

الأصفهاني، أبو الفرج علي بن الحسين (د، ت).

– تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء، دار مكتبة الحياة، بيروت.

ابن أعثم، أبو محمد أحمد الكوفي، (1970).

– كتاب الفتوح، حيدر آباد، الدكن، مجلس دائرة المعارف العثمانية.

– البدليسي، شرفخان، (1953).

– الشرفنامة، ترجمة: جميل بندي الروزبياني، مطبعة النجاح، بغداد.

– نفس الكتاب، ترجمة وتحقيق: محمد علي عوني(1958)، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة.

ابن تغري بردي، جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي الأتابكي، (د، ت).

– النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، مصر.

ابن الجوزي، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (1992م).

– المنتظم في أخبار الأمم والملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطاء مصطفى عبد القادر عطا، راجعه وصححه: نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت.

ابن حماد، عبد الله بن محمد بن علي،(د، ت)

– أخبار ملوك بني عبيد وسيرتهم، تحقيق ودراسة: التهامي نقرة وعبد الحليم عويس، دار الصحوة، القاهرة.

ابن حوقل، أبو القاسم بن حوقل النصيبيني، (1979).

– صورة كتاب الأرض، دار مكتبة الحياة، بيروت.

ابن خرداذبة، أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله (1899).

– المسالك والممالك، أعادت طبعه بالأوفسيت عن طبعة بريل، ليدن، مكتبة
المثنى، بغداد.

ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن محمد (د، ت).

– العبر وديوان المبتدأ والخبر في أخبار العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.

– المقدمة، دار الجيل، بيروت.

ابن خلكان، أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر (د، ت).

– وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، دار الفكر، بيروت.

ابن خياط، أبو عمرو خليفة العصفري (1985م).

– تاريخ خليفة بن خياط، تحقيق: أكرم ضياء العمري، دار طيبة، الرياض.

الدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود (د، ت).

– الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر، مراجعة د. جمال الدين الشيال، أعادت طبعه بالأوفست مكتبة المثنى، بغداد.

الذهبي، أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز (1993).

– تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت.

– تهذيب سير أعلام النبلاء، أشرف على تحقيق الكتاب: شعيب الأرناؤوط، هذبه أحمد فايز الحمصي، مؤسسة الرسالة الطبعة الثانية.

– كتاب دول الإسلام، مطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الدكن.

– سير أعلام النبلاء، تحقيق د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت.

– العبر في خبر من غبر، حققه وضبطه: أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت.

ابن  رسته، أبو علي أحمد بن عمر (1891).

– الأعلاق النفيسة، مطبعة بريل-ليدن، أعادت طبعة بالأوفست مكتبة
المثنى، بغداد.

الروذراوري، أبو شجاع محمد بن حسين بن عبد الله الوزير ظهير الدين (1916).

– ذيل تجارب الأمم، مطبعة شركة التمدن، مصر المحمية.

سبط ابن الجوزي، شمس الدين المظفر يوسف قزاوغاي ابن عبدالله(1990).

– مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، دراسة وتحقيق: جنان جليل محمد الهموندي، الدار الوطنية، بغداد.

السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (1998م).

– تاريخ الخلفاء، دراسة وتحقيق: عبد القادر عطا، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت.

ابن شداد، عز الدين محمد بن علي بن إبراهين (1981).

– الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، حققه: يحيى عبارة، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق.

الصابي، أبو إسحاق إبراهيم بن هلال (1977).

– المنتزع من كتابي التاجي، تحقيق: محمد حسين الزبيدي، بغداد.

الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير (د، ت).

– تاريخ الرسل والملوك، تحقيق: محمد ابو الفضل إبراهيم، دار المعارف، مصر.

ابن العبري، أبو الفرج جمال الدين غريغوريوس الملطي (د، ت).

– تاريخ مختصر الدول، تحقيق: صالحاني الدومينكي، دار المشرق، بيروت.

الفارقي، أحمد بن علي بن الأزرق (1974).

– تاريخ الفارقي، حققه وقدم له: بدوي عبد اللطيف عوض، دار الكتب اللبناني، بيروت.

ابن الفوطي، أبو الفضل كمال الدين عبد الرزاق البغدادي (1962).

– تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب، تحقيق: مصطفى جواد، المطبعة الهاشمية، دمشق.

– الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة، المنسوب إلى ابن الفوطي، تحقيق:  مصطفى جواد، مطبعة الفرات، بغداد.

الفيروزآبادي، مجد الدين بن يعقوب البكري (1996).

– القاموس المحيط، بإشراف محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت.

ابن العماد، أبو فلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي (د، ت).

– شذرات الذهب في أخبار من ذهب، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

القلقشندي، أبو العباس أحمد بن علي (1987).

– صبح الأعشى في صناعة الإنشا، شرحه وعلق عليه وقابل نصوصه: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العامة، بيروت.

الكتبي، محمد بن شاكر (د، ت).

فوات الوفيات والذيل عليه، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت.

ابن كثير، أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن كثير الدمشقي الشافعي (1990).

– البداية والنهاية، منشورات مكتبة المعارف، بيروت.

المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي (1983).

  • مروج الذهب ومعادن الجوهر، دار الاندلس، بيروت.

ياقوت الحموي، شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي (1979)

  • معجم البلدان، دار صادر، بيروت.

 

المراجع

الخطيب، مصطفى عبد الكريم (1996)

  • معجم المصطلحات والالقاب التاريخية، مؤسسة الرسالة، بيروت.

دائرة المعارف الإسلامية (1996)

  • سترك، مادة الديلم، ترجمة: ابراهيم الشنتاوي وزملائه، دار الشعب، القاهرة.

زكي، محمد أمين (1961)

 

  • خلاصة تاريخ الكرد وكردستان، ترجمة: محمد علي عوني، مطبعة صلاح الدين، بغداد.

مرعي، فرست (2005)

  • الامارات الكردية في العصر العباسي الثاني، دار سبيريز، دهوك.
  • الشيخ عبد الحميد البيزلي الريكاني سيرة ومواقف، مجلة الحوار، أربيل، العدد 181، خريف 2022.

 

[1]. قابوس بن وشمكير:أميرمنبنيزيار،خلفأخاهبيستونفيحكمجرجانوطبرستانسنة 366هـ،شاركمعحسامالدولةفيالسيطرةعلىجرجان،وكانقدنظرفيالنجومفرأىأنولدهيقتله،وكانيتوهمأنهولدهدارا،لمايرىمنمخالفتهلهولايخطرببالهمنوجهر،وكانهلاكهعلىيدمنوجهرسنة 403هـ. ينظر: (ابنالأثير، 1983، 5/445-446؛ ابنكثير، 1990، 11/350).

[2].أبونصرخواشاذه: أحدأعيانقوادعضدالدولة،هربفيأخرياتأيامهإلىمنطقةالبطائحجنوبالعراق،وقدكاتبهكلمنبهاءالدولةوفخرالدولةوصمصامالدولةوبدربنحسنويه،كلمنهميستدعيهويبذللهمايريد،ولكنهرفض،توفيسنة 385هـ. أنظرابنالأثير، 1983، 5/511.

[3].الحاجب: لقبمنألقابالتشريفيقوممقاممديرالتشريفاتالعامحالياً،وهومنصباستحدثهالخليفةالأمويمعاويةبنأبيسفيانرضياللهعنهبعدحادثةالخوارجالتياستهدفتحياته،بجانبمنعازدحامالناسعلىبابه،وقداقتدىالعباسيونبالأمويينفيمسألةالحجابة،وكانفيأيامهمتنافسمنصبالوزارة. ينظر (الصالح، 1989، 306، 307؛الخطيب، 1996م، 138).

[4].الدراعة: جبةمشقوقةالمقدمعلىهيئةالمعطفالقصيرمطرزةبالأكماموالأطراف،أنظر (الخطيب، 1996، 177).

[5]. أبوالفضلالمظفربنمحمود: أحدقوادعضدالدولةالبويهي،أصبححاجباًفيعهدابنهصمصامالدولة،تمكنمندرءخطرالقرامطةعنبغدادوانتصرعليهمفيمعركةحاسمةسنة 375هـحيثأسرزعيمهمأبوقيسمعقوادآخرين،حيثضربتعنقه،ينظر:(الروذراوري، 1916، 3/12، 109، 110).

[6]. دراعة ديباج: دراعة تم العريف بها سابقاً، ديباج: أعجمي معرب وأصل الديباج بالفارسية ديوباف أي نساجة الجن. ينظر: (الجواليقي، 1990م، ص291).

[7].جرجان: مدينةعظيمة تقع بين إقليميطبرستانوخراسان،ينظر (ياقوت، 1979، 2/119).

[8].نيسابور: مدينةعظيمةمنمدنخراسان،قيلفيسببتسميتهاأن الملك الساسانيسابور(= شابور)مرفيهاوفيهاقصبكثيرفقال: يصلحأنيكونهنامدينة،فقيللهانيسابور. ينظر (ياقوت، 1979، 5/331)؛ (القزويني،د، ت، 473).

[9].استوناوند: وردفيهامشذيلتجاربالأممللروذراوريبأنهاقلعةاستوناوند،وهيقلعةمشهورةبدنباوندمنأعمالالري ( شمال طهرانحالياً)،قيلإنهاعمرتمنذثلاثةآلافسنةونيف،وكانتفيأيامالفرس الساسانيينمعقلاًللمصمغانملكتلكالناحية،ومعنىالمصمغانمسمغان،والمسالكبير،ومغانالمجوس،معناهكبيرالمجوس. ينظر (ياقوت، 1979، 1/176).

[10].زبالة: بضمأوله،منـزلمعروفبطريقمكةمنالكوفة،ينظر (ياقوت، 1979، 3/129، 130).

[11]. الثعلبية: بفتحأوله،منمنازلطريقمكةمنالكوفة،ينظر (ياقوت، 1979، 2/78).

‎ٲ.د. فَرسَت مرعي

د.فرست مرعي اسماعيل مواليد ۱۹٥٦ دهوك ٲستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة دهوك له ۲۱ كتابا مؤلفا باللغتين العربية والكردية ، و٤۰ بحثا ٲكاديميا في مجال تخصصه

‎ٲ.د. فَرسَت مرعي

د.فرست مرعي اسماعيل مواليد ۱۹٥٦ دهوك ٲستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة دهوك له ۲۱ كتابا مؤلفا باللغتين العربية والكردية ، و٤۰ بحثا ٲكاديميا في مجال تخصصه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً