الٲخبار

معركة جلولاء كمقدمة لفتح كردستان في ضوء المصادر الإسلامية

ب.د. فَرسَت مرعي

 

مما لا شك أن هناك مصادر إسلامية تخص التاريخ والجغرافية (= البلدانيون) لها أهمية كبيرة في استجلاء حقائق غاية في الاهمية بخصوص تاريخ وجغرافية بلاد الكُرد (= كردستان) في العصر الإسلامي ، ومن أبرز مصادر التاريخ الاإسلامي:

  • خليفة بن خياط (المتوفى سنة240هـ/854م) في كتابه ( تاريخ خليفة بن خياط).
  • البلاذري (المتوفى سنة279هـ/892م) في كتابيه (فتوح البلدان) و( أنساب الاشراف).
  • أبو حنيفة الدينوري (المتوفى سنة282هـ/ 895م) في كتابه (الاخبار الطوال).
  • اليعقوبي (المتوفى سنة284هـ/897م) في كتابه (تاريخ اليعقوبي).
  • الطبري (المتوفى سنة310هـ/922م) في كتابه (تأريخ الرسل والملوك).
  • الازدي ( المتوفى سنة334هـ/946م) في كتابه ( تاريخ الموصل).
  • المسعودي (المتوفى سنة346هـ/957م) في كتابيه (مروج الذهب ومعادن الجوهر) و(تنبيه الاشراف).
  • مسكويه (المتوفى سنة421هـ/1030م) في كتابه ( تجارب الامم وتعاقب الهمم).
  • ابن الجوزي ( المتوفى سنة597هـ/1201م) في كتابه ( المنتظم في أخبار الملوك والامم).
  • ابن الاثير (المتوفى سنة 630هـ/1233م) في كتابه (الكامل في التاريخ).
  • ابن كثير (المتوفى سنة774هـ/ 1372م) في كتابه ( البداية والنهاية).
  • ابن خلدون ( المتوفى سنة 808هـ/1405م) في كتابه ( العبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الاكبر).

هذه المصادر التاريخية وغيرها الاقل اهمية زودتنا بمادة تأريخية على درجة كبيرة من الأهمية ومنها المتعلقة بالفتوحات الإسلامية لكردستان. ولكن ظهر بعض الاختلاف في التوقيت الزمني لهذه الفتوحات، وليس أدل على ذلك من اعتراف الطبري نفسه بهذا الاختلاف قائلاً:((أما الاختلاف في الفتوح التي نسبها بعض الناس إلى أنها كانت في عهد عمر وبعضهم إلى أنها كانت في عهد عثمان، فقد ذكرت قبل فيما مضى من كتابنا هذا ذكر اختلاف المختلفين في تأريخ كل فتح كان من ذلك))[1].

والى جانب هذه المصادر الإسلامية، هناك مصادر سريانية وأرمنية وبيزنطية لم تشِر من قريب ولا من بعيد الى حيثيات عمليات الفتح الاسلامي لبلاد الكرد، فبخصوص السريانية، فقد كان جل اهتمامها ينصب على بحث أحوال الكنيسة السريانية من النواحي اللاهوتية والطقسية وعلاقة السريان المحكومين بالحكومات التي كانت تحكمهم أو تُسَسِر أمورهم. فضلاً عن إشارتها الى الخلافات الكنسية وأسفرت عنه من تفرعات ناتجة حول الخلاف في طبيعة السيد المسيح (عبيه السلام).

أما بشأن المصادر الارمنية  فإنها تعتبر كل الاراضي التي كانت مسكونة بالكرد أو من ضمن بلاد الكرد التي كانت واقعة تحت سلطة الارمن الادارية من أيام ملكهم تيكران الكبير والى ما بعد هي أراضٍ أرمنية؛ لهذا فإنها تنطلق من هذا الامر ولا تشير لا من قريب ولا من بعيد الى الكرد لقمومية أو عرق متميز عن الارمن من  نواحٍ عديدة، وتتطرق فقط الى الاقاليم والتقسيمات الارمنية التي اقتبست منها غالبية مصادر الجغرافية الاسلامية وغير الاسلامية معلوماتها. ولكنها أشارت الى العمليات العسكرية التي كانت تجري بين الجيش الاسلامي والجيش الساساني، على سبيل المثال:(( ومما يجدر ذكره أن احد مؤرخى الأرمن ويدعى الإسقف (سيبييوس) تطرق فى مؤلفه (تاريخ هرقل) الى اشتراك كتيبتين من الأرمن الى جانب القوات الفارسية ضد المسلمين فى معركة القادسية ، الأولى بقيادة موشيل ماميكونيان تعدادها 3000 مقاتل والثانية بقيادة كريكوار السيمونى أمير سيونيك تعدادها 1000 مقاتل، واضاف بان الجيش الفارسى الذى احتشد لملاقات الجيش الاسلامى فى معركة القادسية كان من الميديين (سكان اقليم الجبال ) وعددهم ثمانين الف مقاتل [2].

أما المصادر البيزنطية فإنها ركزت في مروياتها على  سير العمليات الحربية وكيفية دخول الجيش الاسلام الى المناطق التي كانت تحت السيطرة البيزنطية، ولم تُشِ هي الاخرى الى الكرد ولا الى بلاد الكرد.

 

ولعل من الأمور اللافتة أن الجغرافيين والبلدانيين المسلمين لم يدونوا فى مدوناتهم المعلومات الجغرافية والبلدانية عن الكرد فى العصر الاسلامى بما فيه الكفاية، حتى يستطيع الباحث أن يبنى عليها، ما يمكن أن يطلق عليه تاريخ الكرد فى العصر الإسلامى، وإن كان لهم بعض العذر فى ذلك، لأن الدولة الفارسية الساسانية التى تصدت للمسلمين، كان أغلب الكرد من جملة رعاياها، فلا مناص أن يكون التاريخ الفارسى محور تصانيفهم، مع الأخذ بنظر الإعتبار وجود مصنفات تتكلم عن سير ملوكهم وعادات وتقاليد وأساطير شعبهم كالخداينامه وكارنامه وأردشير بابكان وغيرها[3].

ومن جانب آخر فإن الدولة الرومانية الشرقية (= البيزنطية) كانت هي الاخرى تسيطر على الجزء الآخر من بلاد الكرد في منطقتي الجزيرة الفراتية وقسم من إقايم أرمينيا؛ ولم تتطرق الى الكرد ولا الى بلادهم  في معرض حديثهم عن الارمن أو الكرج (الجورجيون) حلفائهم في الديانة المسيحية والمختلفين عنهم في المذهب.

وجاءت هذه الإشارات العابرة والنتف القليلة من المعلومات عن جغرافية البلاد الكردية في مصدر الجغرافية العربية الاسلامية حصراً؛ كتحصيل حاصل عندما وضعوا المصنفات البلدانية (= الجغرافية) من معجمات ورحلات وخطط تناولوا منها بالوصف والتخطيط الاقاليم التى كان الكرد جزءاً منها.

ومما لا شك فيه أنهم عنوا جغرافية المناطق الكردية الواقعة فى الاقاليم التالية:

  • الجزيرة الفراتية (= ميسوبوتاميا- شمال وشمال غرب بلاد ما بين النهرين)،
  • أرمينيا ( بلاد هكاري – بلاد الزوزان).
  • أذربيجان( أتروباتين – ميديا الصغرى).
  • شهرزور ( السليمانية وأطرافها).
  • الجبال (= كوهستان – عراق العجم).
  • خوزستان (= لورستان وأجزاء من شمال عربستان الحالية – شمال الاهواز).
  • فارس (= الزموم الكردية الواقعة في منتصف المسافة بين مدينة أصفهان – أسبهان والخليج الفارسي – العربي– زوميت كوردا).

كما ذكرت هذه المصنفات الجغرافية: الرساتيق عند أهل الجبال (= مجموعة القرى المحيطة بمدينة ما)، والمدن، والقرى، والقلاع، والزموم، والمسالك والممالك، ومقدار الخراج، إضافةً إلى زمن وسير الفتوحات الإسلامية فيها.

ومن أبرز المصنفين المســلمين الذين أهتموا بهذا الجـــانب:

  • إبن خرداذبة (250 هـ/ 864م)
  • اليعقوبى (278هـ/831 م)
  • ابن رسته (290 هـ/903 م)
  • ابن الفقيه (290هـ / 903م)
  • المسعودى (332هـ/943 م)
  • الاصطخرى (340 هـ/951 م)
  • ابن حوقل ( 367هـ/ 978 م)
  • المقدسى ( 375هـ/ 983 م )
  • ابن البلخى ( 500هـ/1107 م)
  • الادريسى ( 548هـ/ 1154م)
  • ابن جبير (580هـ/1184م)
  • ياقوت الحموى (623 هـ/ 1225م)
  • ابو الفداء الأيوبى (721 هـ / 1321م)
  • المستوفي القزويني ( 740 هـ/1340م)
  • ابن بطوطة (756 هـ/1355م).

 

وبخصوص تواجد الكرد في الاقاليم الجغرافية المدونة اعلاه، تعد المنطقة الغربية من اقليم الجبال ذات اغلبية كردية استناداً الى ما ورد فى كتابات البلدانيين المسلمين، فاليعقوبى(ت 284هـ/897م) يشير الى حلوان وهى أول بلدة فى اقليم الجبال بقوله :”حلوان مدينة جليلة كبيرة، واهلها أخلاط من العرب والعجم من الفرس والاكراد افتتحت ايام عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وخراج حلوان على أنها من كور الجبل، ومن مدينة حلوان الى المرج المعروف بمرج القلعة، وبهذا الموضع دواب الخلفاء فى المروج، ومن مرج القلعة الى الزبيدية، ثم منها الى مدينة قرماسين (كرمانشاه) وقرماسين مدينة جليلة القدر كثيرة الأصل اكثر اهلها العجم من الفرس والاكراد ومن مدينة قرماسين الى الدينور ثلاث مراحل”[4] . وعندما وصف اليعقوبى مدينة الدينور فإنه ذكر”الدينور مدينة  جليلة القدر واهلها اخلاط من الناس من العرب والعجم”[5] لم يفصل العجم كعادته فيمن سبقها من مدن الجبل كالصيمرة وحلوان الى الفرس والاكراد، علماً ان البلاذرى الذى يسبقه زمنياً اشار الى ان الكرد ثاروا فى ناحية الدينور سنة 66هـ فى عهد واليها عبد الله بن الحارث اثناء حركة المختار الثقفى[6].

والمسافة من همدان الى نهاوند مرحلتان، ونهاوند أحدى المدن التى يسكنها خليط من العرب والعجم[7]، ولم يحدد اليعقوبى ماهية هؤلاء العجم كعادته فى مدينة الدينور، واضاف قائلاً: “كان فيها اجتماع الفرس لما لقيهم النعمان بن مقرن المزنى سنة احدى وعشرين، حيث دارت فى أرجائها معركة نهاوند (فتح الفتوح)عام 21هـ/ 642م التى انتهت بإندحار الفرس الساسانيين وانتصار المسلمين الساحق واستشهد فيها الصحابى القائد النعمان بن مقرن المزنى”[8].

والمسافة من الدينور الى شهرزور اربعة مراحل،[9] ومن حلوان الى شهرزور اربعة مراحل، وشهرزور مدينة صغيرة عليها سور يسكنها الاكراد،[10] وعلى مسافة مرحلة واحدة تقع مدينة سهرورد وهى مدينة تشتهر بكثرة خيرانها كسابقتها شهرزور ويغلب عليها الاكراد[11].

وهناك تواجد للاكراد فى رساتيق اصفهان التى افتتحت سنة ثلاث وعشرين، ومن هذه الرساتيق: رستاق القامدان، وفيه الاكراد واخلاط العجم، ومنه خرجت فرقة الخرمية، ويعتبر هذا الرستاق الحد الفاصل بين اصفهان ومنطقة الاهواز، والرستاق الآخر الذى يتواجد فيه الاكراد هو: رستاق فهمان ويشارك الاكراد فيه الخرمية ايضاً[12].

كما ان هناك تركيزاً للاكراد فى جبل اللور الذى يقع بين تستر واصفهان، ويمتد هذا الجبل بشكل طولى نحو ستة ايام، وفيه عدد كبير من الاكراد ولهم ملوك، ويعتبر هذا الرستاق من اعمال اقليم خوزستان، وبهذا الاقليم اربعة انهار.[13]

اما فى اقليم كرمان وبالاخص فى الحد الفاصل بينه وبين اقليم سجستان فهناك جبال القفص وهى عبارة عن سبعة جبال، وجبال البارز، يسكنها مجموعات كبيرة من الاكراد “لا تحصى كثرة ولا يقبلون لمن ظفروا به عثرة مرشدة بأسهم”[14]. وهناك مجموعات كردية اخرى تستوطن فى هذا الصقع الذى يمتد باتجاه بحر فارس (الخليج العربى) ويسمى هرمز ينزل فيه التجار وهى آخر بلاد كرمان[15].

أما منطقة الجزيرة فيتركز الاكراد فى منطقة الموصل (قاعدة ديار ربيعة) حيث يقول ابن حوقل: “وللموصل بواد واحياء كثيرة تصيف في مصائفها وتشتو فى مشاتيها من احياء العرب وقبائل ربيعة ومضر واليمن، واحياء الاكراد كالهذبانية والحميدية واللارية”[16]، كما انهم يتركزون فى قرية جوزى( = كيزى الواقعة في منطقة برى كاره – جنوب مدينة العمادية) من نواحى الموصل فى جبال الهكارية[17] وقلعة عقر الحميدية،[18] وقرية جنكجى شرقي الموصل وأهلها من الأكراد الباجلانية[19]، ويستقرون ايضاً فى جبل داسن شمالى الموصل من جانب دجلة الشرقية ويقال لهم الداسنية.[20] كما سكنوا خلف جبل الجودى وامتدت حدود بلادهم الى ارمينيا[21].

ويشير الهمدانى الى ان حدود دياربكر هى لبني شيبان ولا يشاركهم احد العيش الى منطقة خراسان إلا الاكراد.[22] وروى ان اكثر اهل اربيل اكراد قد استعربوا، وكانت المناطق الواقعة بين نهري الزاب الكبير والصغير تتميز بمراعيها الكثيرة وضياعها العامرة وقد اتخذها الاكراد الهذبانية.[23] ويذكر ياقوت الحموي ان حصناً للاكراد يقع الى شمال الموصل فى مدينة العمادية يقال له آشب[24].

 

 

 

 

 

ومن جهة أخرى يعد البلداني (= الجغرافي) عبد الله بن خرداذبه أول جغرافى إسلامى أشار إلى مواطن إستقرار الكرد بقوله :” زموم[25] الأكراد بفارس وهى أربعة، وتفسير زموم محل الأكراد فمنها زم الحسن بن جيلويه ويسمى البازنجان من شيراز على أربعة عشر فرسخاً. وزم أردام بن جواناه من شيراز على ستة وعشرين فرسخاً. وزم القاسم بن شهر براز يسمى الكوريان من شيراز على خمسين فرسخاً. وزم الحسن بن صالح يسمى السوران من شيراز على سبع فراسخ”[26].

أما الإصطخرى فقد ذكر خمسة زموم للأكراد بفارس،[27] بزيادة زم واحد عما ذكره سلفه ابن خرداذبه ، وفى اعتقاد الباحث أن السبب لهذه الزيادة ربما يعود إلى الفترة الزمنية الطويلة نسبياً ما بين تصنيف ابن خرداذبة ( 250هـ/864 م) لمصنفه وبين كتابة الاصطخرى (340هـ/951 م) لمؤلفه، وقد تابعه ابن حوقل فى هذه الزيادة حرفياً الى حد ما لمعاصرته له قائلاً : “فاما زمومها فإن لكل زم منها قرى ومدناً مجتمعة قد ضمن خراج كل ناحية منها رئيس من الأكراد، والزم صلاح أحوال ناحيته وتنفيذ القوافل وحفظ الطرق والقيام بأحوال السلطان اذا عرضت بناحيته وتنفذ أوامره وهى كالممالك”[28]، ثم يشير بعد ذلك إلى الزموم الخمسة وهى: ” فاما زم جيلويا المعروف بالرميحان فأنه يلى أصبهان ويأخذ طرفاً من كوره إصطخر وطرفاً من كوره سابور وطرفاً من كوره الرجان، وحد منه ينتهى إلى البيضاء وحد منه ينتهى إلى حدود أصبهان وحد منه إلى حدود خوزستان وحد منه ينتهى إلى زم ناحية سابور. وكلما وقع فيه من المدن والقرى فكأنه من عمل أصبهان ومتاخمهم من عمل أصبهان المازنجان وهم من المازنجان الذين هم من زم شهريار، وليس منهم أحد فى عمل فارس إلا وله بها ضياع وقرى كثيرة غزيرة وأما زم الديوان المعروف بالحسين بن صالح فهو من كورة سابور فإن حد منه يلى أردشير خره، وثلاثة حدوده تنعطف عليها كورة سابور. فكلما كان من المدن والقرى فى اضعافه فهو منها، فأما اللوالجان زم أحمد بن الليث فهو فى كورة اردشير خره فحد منه يلى البحر ( الخليج العربى )، ويحيط بثلاثة حدودة كورة اردشير خره وما وقع فى أضعافه من القرى والمدن فهو منها. وأما زم الكاريان فأن حداً منه إلى سيف بني الصفار وحداً منه الى زم المازنجان، وحد من حدوده كرمان وحد منه أردشيرخره وجميعها فى اردشيرخرة”[29].

ثم يتطرق الاصطخرى الى ذكر ثلاثاً وثلاثين عشيرة كردية تقيم بفارس،[30] ذكرها ايضاً ابن حوقل نقلاً عن ديوان الصدقة[31] واشار اليها المقدسي بقوله: ” الكرمانية، الرامانية، ومدين، وحى محمد بن بشر، والبقيلية،  والبنداذمهرية، وحى محمد بن اسحق – والصباحية ، والاسحاقيه ، والاذركانية ، والسهركية والطمادهنية ،والزيادية، والشهروية، والبنداذقية، و الخسروية، والزنجية، والصفرية، والشهيارية، والمهركية، والمباركية، والاستامهرية،  الشاهوية، والفرائية ،والسلمونية، والصيرية، والبرازدختية ، والمطلبية، الممالية، واللارية ، والبرازدختية ، والشاهكانية ، والجليلية”[32].

وقد احصى ابن حوقل عدد هذه العشائر الكردية المتواجدة في اقليم فارس باكثر من نصف مليون اسرة استناداً الى ديوان الصدقات.[33]

ومن جانب آخر يثير البعض سؤالاً مفاده :لماذا لاتتحدث المصادر المتأخرة عن الوجود الكردى فى اقليم فارس (جنوب غرب ايران الحالية)؟ وللإجابة عليه يعتقد الباحث انه لابد من الرجوع الى المصادر الاسلامية المتقدمة: ابن خياط، [34] البلاذرى،[35] ابن قتيبة،[36] والطبرى،[37] ففى رواياتهم مشاهد كثيرة من حركات المقاومة والعصيان التى أبدتها المجموعات الكردية القبلية ضد عملية انسياح جيوش الفتح الاسلامى فى اقليمى خوزستان وفارس، فيذكر البلاذرى بهذا الصدد: “ولما فرع عبد الله بن عامر من فتح جور كَّر على أهل اصطخر وفتحها عنوة بعد قتال شديد ورمى بالمناجيق وقتل بها من الاعاجم اربعين الفاً وافنى اكثر اهل البيوتات ووجوه الاساورة”[38]. وفى رواية ثانية نقلاً عن ابى مخنف بخصوص نقض اهل اصطخر العهد وفتحها من جديد يقول:”… حتى ادخلهم اصطخر وفتحها الله عنوة، فقتل فيها نحو من مائة الف وأتى درا بجرد وفتحها …”[39].

ثم يعود البلاذرى يشير فى رواية اخرى الى نقض اهل اصطخر العهد فيقول: ” ولما ولى عبد الله بن عامر البصرة … سار الى اصطخر فى سنة ثمان وعشرين فصالحه ماهك عن اهلها ثم خرج يريد جور، فلما فارقها نكثوا وقتلوا عامله عليهم، ثم لما فتح جور كر عليهم ففتحها”[40].

وكان ابن البلخى قد اشار الى ان اكراد الزموم الخمسة فى اقليم فارس قد ابيدوا عن بكرة ابيهم اثناء الفتوحات الاسلامية وما أعقبها فى بلاد فارس من ثورات وحروب، فلم تنج من هذه العشائر والزموم إلا عشيرة الاك التى اعتنقت الاسلام، اما اكراد اصفهان فقد نقلهم اخيراً عضد الدولة البوبهى الى اقليم فارس[41].

ويبدوا للباحث ان الرأى الذى طرحه ابن البلخى فى كتابه (فارسنامه) ربما يكون مقتبساً من الرواية التى ينقلها ابن قتيبة الدينورى بقوله: “وقال ابو اليقظان: ولى الحجاج محمد بن القاسم بن محمد الحكم الثقفى قتال الاكراد بفارس فأباده منهم ثم ولاه السند …”[42]. وكان المسعودى قد ذكر العشائر الكردية المستوطنة فى اقليم فارس وغيرها ولو كانت قد ابيدت مثلما ذكر ابن قتيبة، لما استطاع المسعودى المتأخر زمنياً عن ابن قتيبة ان يشير اليها ويذكرها باسماءها وهى: “البازنجان، البارسيان، الجلالية، الشوهجان، الشادنجان، النشاوردة، البوذكيان، اللريه، الجورقان، الجاوانية، المستكان، الجابارقة، الجروغان، الكيكان، الماجردان، الهذبانية وغيرهم ممن بزموم فارس وكرمان وسجستان …”[43].

والملاحظ ان شيخ الربوة الانصارى يؤكد ما سبق ان قاله ابن قتيبة حول إنتهاء الوجود الكردى فى اقليم فارس، ولكن من خلال تعليل آخر يقول :”ابادتهم سيوف التتار بما حكم به عليهم مولج الليل فى النهار”[44].

ومهما يكن من أمر فقد ذكر حميد الله المستوفى اسم قبيلة كردية تدعى شبانكاره تسكن الاقليم الذى يتوسط مقاطعات فارس وكرمان الخليج العربى، وان معقل هذه القبيلة مدينة ايك،[45] ويشير ابن البلخى فى أوائل القرن السادس الهجرى الى ان لقبيلة شبان كارا خمسة بطون وهى: الاسماعيلية ، الرمانية، الكرزوية، المسعودية ، والشكانية[46].

ويرى الباحث ان هناك تشابهاً بين اثنين من اسماء بطون قبيلة شبانكاره التى جاءت فى كتاب فارسنامه لابن البلخى، وما اورده كل من الاصطخرى، المقدسى، ابن حوقل، والمسعودى عند تعرضهم لذكر العشائر الكردية في اقليم فارس وهى: رامانى ، شاهكانى،[47] علما ان هناك تفاوتاً زمنياً بين عصري رواد الجغرافية الاسلامية (الاصطخرى، والمقدسى …)، وابن البلخى، مما يدل على استحالة انقراض جميع العشائر الكردية فى اقليم فارس، وإنما اختلطت مع عشائر اخرى فارسية، او انتقلت الى مناطق اللًر الكردية بعد تحرك باتجاه الشمال الغربى حيث ديار قبائل اللًر الكردية التى تقطن المناطق الواقعة بين مدينى تستر واصفهان[48].

ويذكر القلقشندى الشبانكاره كإحدى اقسام الكرد وذلك فى تعريفه لجنس الكرد فيقول: “الفصل الرابع فى شنكاره – شبانكاره  وهم احسن من اللًر طريقاً وآمن فريقاً ومنهم رعاية الزمام ، وتمسك من الشريعة المطهرة ولهم بأس وشجاعة ولأمرائهم سمع وطاعة ….”[49].

وكان هؤلاء الشبانكاره يتولون ايام العهد الساسانى منصب الاسبهبذ،[50] فلا عجب ان التجأ اليهم الملك الفارسى يزدجرد الثالث بعد فراره من حلوان عقب معركة جلولاء [51].

 

بداية الفتح الاسلامي لبلاد الكرد – معركة جلولاء

 

وبشأن معركة جلولاء[52]، فقد اختلف المؤرخون المسلمون فى التاريخ الذى فتحت فيه والقائد الذى تم على يديه الفتح. فقد اتفق كل من : البلاذرى،[53] الطبرى،[54] مسكويه،[55] إبن الجوزى،[56] إبن الأثير،[57] ابن كثير،[58]و إبن خلدون،[59] على ان تاريخ الفتح كان فى ذى القعدة نهاية سنة 16هـ ، بينها وبين فتح المدائن تسعة أشهر،[60] بينما خالفهم خليفة بن خياط الذى جعل سنة الفتح 17هـ[61]، فى الوقت الذى اعتبرها اليعقوبى سنة 19هـ[62] .

وبخصوص القائد الذى تم على يديه الفتح، فقد كان هناك اجماع للمؤرخين على أن الذى فتحها هو الصحابى هاشم بن عتبة بن أبى وقاص[63]. ومن الجدير بالذكر أن ابا يوسف افاد فى حديثه عن فتح جلولاء بما يلى :(( وسرنا حتى نزلنا على شاطئ دجلة، فعبرت طائفة منا من علو الوادى أو من أسفل المدائن فحصرناهم حتى ما وجدوا طعاماً الا كلابهم وسنانيرهم فتحملوا فى ليلة حتى أتوا جلولاء ، فسار اليهم سعد فى الناس وعلى مقدمته هاشم بن عتبة … ))[64].

وفى الجانب الآخر فإن ملك الفرس يزدجرد بعد أن فرَ من عاصمته المدائن اثر سقوطها بإيدى المسلمين دعا زعماء الفرس الى عقد اجتماع عاجل للحيلولة دون تدفق القوات الاسلامية عبر منطقة الجبال المسماة بجبال زاكروس الى داخل بلاد فارس، وفى هذا يقول الطبرى : (( إن الاعاجم لما انتهوا بعد الهرب من المدائن الى جلولاء، وافترقت الطرق باهل اذربيجان والباب وبأهل الجبال وفارس تذامروا وقالوا: ان افترقتم فلن تجتمعوا ابداً … فهلموا فلنجتمع للعرب ولنقاتلهم …))[65].

وعلى اثر هذا الاجتماع عين يزدجرد مهران الرازى قائداً عاماً للقوات الفارسية[66] وأوكل اليه اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقوف المد الاسلامى ، حيث بادر الاخير الى حفر خندق كبير حول موقع جلولاء واسند ظهر هذا الخندق الى نهر جلولاء،[67] ورمى حول الخندق بحسك من الخشب فى البداية ، ولكن بعد السيطرة عليه من قبل مغاوير المسلمين اتخذ حسكاً من الحديد ما عدا الطرق التى يسلكها الجيش الفارسي نفسه.[68]

ومن جهة اخرى فقد أوعز أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بوصفه القائد العام للجيوش الاسلامية الى قائده العام فى جبهة العراق سعد بن ابى وقاص بارسال هاشم بن عتبة على رأس اثنى عشر الف مقاتل الى جلولاء[69]، فتحركوا على الفور بمجرد تلقي الأوامر ووصلوا الى موقع جلولاء بعد أربعة أيام،[70] وقد أحاطت القوات الاسلامية بالقوات الفارسية التى كانت قد تخندقت على نفسها. استمرت المناوشات بين الجيشين لفترة طويلة قاربت الثمانين يوماً،[71] فى الوقت الذى كانت الامدادات تتوالى الى القوات الفارسية من ملكهم القابع فى مدية حلوان،[72] كما أمد سعد بن أبي وقاص المسلمين أيضا، وبعد فترة من المقاومة  خرج الجيش الفارسى من خنادقه الى العراء وجرت معركة رهيبة وصفها الطبرى بقوله: ((فاقتتلوا قتالاً شديداً لم يقتلوا مثله الا ليلة الهرير، الا انه كان اكمش واعجل…))[73]. هاجم القعقاع على اثره[74] بقواته  الفرس وتمكن من دخول خنادقهم مما ادى الى تزعزع معنويات الفرس وهزيمتهم حيث لحقهم المسلمين ((وركبوا اكتافهم))، على حد تعبير البلاذرى،[75] وقد قتل منهم حوالى المائة الف،[76] وجللت قتلاهم ساحة المعركة لذا سميت المعركة بجلولاء.[77]

وينقل الطبري في رواية له عن شعيب عن سيف عن طلحة عن ماهان:(( قال كان أشقى أهل فارس بجلولاء أهل الري كانوا بها حماة أهل فارس ففنى أهل الري يوم جلولاء…))[78].

وهذا أكبر دليل على أن خسائر معركة جلولاء كانت من حصة أهل الري (= طهران الحالية) وهم فرس أقحاح؛ لذلك فإن سبي جلولاء الذي كان يتعوذ من الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب هم من نسل الفرس تحديداً.، وليس للكرد فيها ناقة ولا جمل.

وكثيراً ما يشير بعض الكتاب والمثقفين الكرد المحسوبين على التيارين الليبرالي واليساري الى أن غالبية خسائر معركة جلولاء كانت من نصيب الكرد، على أساس أن جلولاء هي الان مدينة كردية، رغم أن المصادر البلدانية (= الجغرافية) لا تشير من قريب ولا بعيد الى كردية هذه القصبة[79] ولا حتى الى قصبة خانقين، فالاشارة الوحيدة  في مصادر الجعرافية الاسلامية تذهب الى أن مدينة حلوان سكانها من العجم من الفرس والكرد تحديداً، وفحلوان هى كورة المسماة استان شاذ فيروز لها خمسة طساسيج وهي : فيروز قباذ ،الجبل ،تامرا، اربل، وخانقين . ابن خرداذبه : المسالك والممالك ، ص 18، وهى بلدة تقع فى آخر حدود السواد مما يلى الجبال وليس للعراق مدينة تقرب من الجبال غيرها . ابن حوقل : صورة الأرض، ص 220، وسكانها خليط من الأعاجم من الكرد والفرس . اليعقوبى : البلدان ، ص 40 ؛ وكان يقال لها سابقاً اسم الوان ولها ثمانية دروب . شيخ الربوة : نخبة الدهر ، ص 248 ؛ وهى من بناء الملك الفارسى اردشير . القزوينى : عجائب المخلوقات، ص 255 ؛ وقد فتحت سنة 16 هـ على يد القعقاع الذى يقول فى شعر له بهذه المناسبة .

فصرنا لكم ردءاً بحلوان بعدما     نزلنا جميعاً والجميع نوازل[80]

أما الاستناد الى روايات شفوية مجهولة لا تستند على أية مصادر أو عاديات (= آثار مادية) أو معايير أو مقاييس تستند على أسس البحث العلمي المعروفة، فهذا من باب إثارة العاطفة، القومية واستخدام الايديولوجية في خدمة مخطط معين القصد منه تشوية صورة الفتوحات الاسلامية لبلاد الكرد؛ وعدها غزواً واستعماراً بالمفهوم المعاصر لبلاد الكرد وغيرها من البلدان، وإذا كان الامر كذلك فلماذا لم يثر الكرد والفرس والآذريين وغيرهم من الشعوب عندما سقطت الخلافة العباسية على يد المغول الوثنيين عام 656هـ/1258م؟.

 

[1] – تاريخ الرسل والملوك، 5/47.

[2]– صابر محمد دياب: ارمينيا من الفتح الاسلامى الى مستهل القرن الخامس الهجرى، القاهرة، دار النهضة العربية ( 1398 – 1978) ، ص 19 نقلاً عن Grousset : Hretde La armenie, P. 296  ؛ فايز نجيب اسكندر: المسلمون والبيزنطيون و الآرمن، صنعاء دار الحكمة اليمانية 1993 ، ص 21 نقلاً عن  Sebeos, XXX , P. 98. 99.

[3] ينظر بهذا الصدد، ارثركريستنسن : ايران في عهد الساسايين، ص 46 – 50؛ ادوارد براون.

تاريخ الآدب فى ايران ، 1/84 – 188.

[4] اليعقوبى : كتاب البلدان، ص 40، والمرحلة تساوي بريدين، وكل بريد يساوي 4 فراسخ، وكل فرسخ يساوي 6كم، أي24 من البريد يساوي 24كم. فالمرحلة تساوي 48كم، ينظر: فالتر هنتس: المكاييل والاوزان والمقاييس، ص 82، ويبدو أن الفقهاء قد حددوا مرحلتين أي ما يقارب 84كم  كم كمسافة للقصر في الصلاة الرباعية على خلاف بسيط بين المذاهب الفقهية بهذا الشأن.

[5] اليعقوبى : كتاب البلدان، ص ؛ وقال ابن رستة ان المسافة من حلوان الى ملى درواستان اربعة فراسخ، ومن درواستان الى مرج القلعة ستة فراسخ، ويتخلل الطريق شعب واشجار كثيفة ويعتبر محفوفا بسبب تواجد الاكراد، حتى ينتهى الى مرج القلعة وهى قلعة كبيرة، والمسافة من مرج القلعة الى الزبيدية سبعة فراسخ، وهذا الطريق يمر بين قرى منفصلة فى الجبال، حتى تنهى الى اسفل العقبة، وتتواجد قرب العقبة قرية يقال لها آخرين بناها اكاسرة الفرس ومعظم سكانها من الأكراد. ينظر : احمد بن عمر بن رستة : الاعلاق النفيسة ، بيروت، دار احياء التراث العربى، 1408 – 1988، ص 151.

[6] البلاذرى : انساب الاشراف ، القدس، 1936، ج 5 ص 45.

[7] اليعقوبى : المصدر السابق ، ص 41 ، ابن حوقل : صورة الارض، ص306.

[8] البلاذرى : فتوح البلدان ، ص 301 ، الطبرى : تاريخ الرسل ، ج 4 / 132 ابن الاثير: الكامل فى التاريخ ، ج3 ص 14.

[9] ابن حوقل : المصدر السابق ، ص 308.

[10] ابن حوقل : المصدر السابق ، 314.

[11] ابن حوقل : المصدر السابق ، ص 314.

[12] اليعقوبى : كتاب البلدان : ص 44.

[13] اسماعيل بن محمد المعروف بابى الفداء : تقويم البلدان، باريس ، ص 313 اقتنى رتيود مدرس.

[14] محمد ابن ابى طالب الانصارى: نخبة الدهر فى عجائب البر والبحر، بيروت دار احياء التراث العربى، ص236-237 ؛ ابو الفداء: المصدر السابق، ص313 .

[15] شيخ الربوة : نخبة الدهر فى عجائب البر والبحر، ص 237 .

[16] ابن حوقل: كتاب صورة الارض ، ص 195.

[17] ياقوت الحموى : معجم البلدان،  2 / 152.

[18] ابو الفداء : تقويم البلدان ، ص 335.

[19] ياسين العمرى :منية الادباء فى تاريخ الموصل الحدباء ، الموصل مطبعة الهدف 1955، ص 140، تحقيق: سعيد الديوجى.

[20] ياقوت الحموى : معجم البلدان ، 2/538.

[21] الحسن بن احمد ابن يعقوب الهمذانى: صفة جزيرة العرب، مركز الدراسات والبحوث اليمنى صنعاء، 1403-1983، ص 247 ، تحقيق: محمد على الاكوع.

[22] الهمذانى : صفة جزيرة العرب، ص 247.

[23] ابن حوقل : المصدر السابق ، ص 196.

[24] ياقوت الحموى : معجم البلدان ، 4 / 149 ؛ يعتقد الباحث ان هذا الحصن يقع الان في موضع قرية (آشاوه) الواقعة على بعد حوالي 10كم غرب مصيف سرسنك التابع لقضاء العمادية في محافظة دهوك.

[25]  ابن خرداذبة : المسالك والممالك، ص 51، ويحدد شارحه معنى زُم بالنواحى عند اهل فارس، الكور عند اهل اليمن، الأجناد عند اهل دمشق، الرساتيق عند أهل الجبال، والطساسيح عند اهل الاهوار، ينظر: ابن خرداذبة: المصدر السابق، ص51  الحاشبة (1)، بينما معنى زُم بالكردية (قبيلة)، واصح وجه لكتابتها (زومه)، ينظر: كى لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية، ص 301 هامش (7)، وقد وردت هذه الكلمة خطأً بصورة رم عند الاصطخرى، وربما كان تصحيفاً وقد حذا المؤرخ الكردى محمد امين زكى حذوه فى هذا الخطا ولم يصححه، ينظر: محمد امين زكى : خلاصة تاريخ الكرد وكردستان، ص 357، ويعتقد الباحث ان معنى زومة هي مرعى القبيلة فى فصلي الربيع والصيف باللغة الكردية – اللهجة الكرمانجية الشمالية..

[26] ابن خرداذبه : المصدر السابق ، ص 51.

[27] الاصطخرى : مسالك الممالك ، ص 98؛ المقدسي : احسن التقاسيم ، ص ؛، ياقوت الحموي: معجم البلدان، م 4 ص 226.

[28] ابن حوقل : صورة الارض ، ص 239. في معرفة الاقاليم

[29] ابن حوقل : المصدر السابق ، ص 239 – 240.

[30] الاصطخرى : مسالك الممالك ، ص 98 – 99.

[31] ابن حوقل : صورة كتاب الارض ، ص 240.

[32] المقدسى : احسن التقاسيم ، ص 446، الاصطخرى : المرجع السابق ، ص 99.

[33] ابن حوقل : م . ن ، ص 240، ياقوت الحموى : معجم البلدان ، 4 / 227 حيث يذكر:” وبنواحى فارس من احياء الأكراد ما يزيد على خمسمائة الف بيت شعر …”.

[34] خليفه بن خياط : تاريخ خليفة ، ص 288.

[35] البلاذرى : فتوح البلدان ، ص 381- 382.

[36] ابن قتيبة : عيون الاخبار ، ج 1 ص 332.

[37] الطبرى : تاريخ الرسل ، 5 / 123- 124 و 137 – 138 و 167 و 201.

[38] البلاذرى : فتوح ، ص 382.

[39] البلاذري ، ص 382 ، وقد اخطأ المستشرق البريطانى اربري عندما اشار الى قتل 40000 فارسى من جراء مقاومتهم للفتح الاسلامى لمدينة شيراز نقلاً عن كتاب فارسنامه للبلخى حسب ادعائه. ارثر اربرى : شيراز مدينة الأولياء والشعراء، بيروت نيويورك 1967 مكتبة لبنان ، ص 649 – 650 ، ترجمة سامى مكارم ، علماً بان مدينة شيراز من بناء القائد الاسلامى محمد بن القاسم الثقفى. ينظر: ياقوت : معجم البلدان.

[40] البلاذرى : فتوح البلدان ، ص 381.

[41]  ابن البلخى : فارسنامه ( باللغة الفارسية )، ص 168، نقلاً عن محمد امين زكى : خلاصة تاريخ الكرد ، ص 358، فيما يذكر باحث آخر نقلاً عن البلخي بصيغة اخرى “ان شخصاً اسمه علك بقلي من هؤلاء الكرد ودخل فى الاسلام ولا تزال عائلته موجودة فى اقليم فارس …” شرفخان البدليسى: الشرفنامه، ص 14 هامش1 بقلم المراجع: يحيى الخشاب، وفى اعتقاد الباحث ان الاختلاف بين الصيغتين ناتج من الترجمة من اللغة الفارسية الى اللغة الكردية حسب الرأى الأول الذى طرحه محمد امين زكى واللغة العربية بقلم يحيى الخشاب للرأى الثانى .

[42] ابن قتيبة الدينوري: عيون الاخبار، بيروت دار الكتب العلمية ، ج 1 ص 332، شرحه وضبطه وعلق عليه وقدم له: يوسف على طويل.

[43] المسعودى : التنبيه والاشراف، بيروت دار مكتبة الهلال ، ص 94، وقد فصل المسعودى فى كتابه الثانى مروج الذهب ومعادن الجوهر أماكن استقرار بعض هذه العشائر بقوله :” ان عشيرة الشوهجان تقطن فى منطقة الدينور وهمدان، والماجروان تقطن فى كنكور، وعشيرة الهذبانية فى اذربيجان، واما عشائر شاذنجان، المستكان،  الجلالية، والجابارقة فتقطن اقليم الجبال، فيما يقطن اليعاقبة (= المسيحيون من أتباع الطبيعة الواحدة – المنوفستيون) والجورقان قرب الموصل وجبل الجودى” . المسعودى مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج 2 ص 124.

[44] شيخ الربوة الانصارى : نخبة الدهر ، ص 240.

[45] ايك : او ايج بالجيم بلدة كثيرة البساتين والخيرات فى اقصى بلاد فارس وهى من كورة دارا بجرد واهل فارس يسمونها إيك . ياقوت الحموى : معجم البلدان ، 1/287.

[46] دائرة المعارف الاسلامية ، مج 13 ص 154 – 155.

[47] الاصطخرى: مسالك الممالك، ص 114 – 115، المقدسى : احسن التقاسيم، ص 220، ابن حوقل : صورة كتاب الارض ، ص 240، المسعودى : التنبيه والاشراف، ص 94.

[48] ابن الفداء : تقويم البلدان ، ص 313 .

[49] ابن العباسي، احمد القلقشندى: صبح الاعشى فى صناعة الانشاء ، بيروت، دار الكتب العلمية، (1407هـ – 1987 )، ج 4 ص 306، تحقيق: محمد شمس الدين ، ومن الجدير ذكره انه ذكر طائفة اللُر كاحدى اقسام الامة الكردية بقوله : ” الفصل الثانى فى اللر  وهو طائفة كثيرة العدد ، ومنهم فرق مفرقة فى البلاد ، ومنهم ملك وامارة ، واقدام وشطارة … وهم ببلادهم اهل منعة وهى اللوران كبير وصغير “. القلقشندى : صبح الاعشى في صناعة الانشا، ج 4 ص 307، ويعتقد الباحث ان هذه النصوص رد على الآراء السائدة بين بعض الباحثين على ان اللًر والشبانكاره يرجعون في اصولهم للفرس او انهم قومية مستقلة ينظر: محمد امين زكى: خلاصة تاريخ الكرد ، ص 361، عبد الرحمن قاسملو : كردستان والاكراد ص 356 – 357 هامش 28.

[50] الاسبهبدان : طائفة من قادة الجيش . ينظر: ابراهيم الدسوقى شتا: المعجم الفارسى الكبير فرهنك بزرك فارسى، القاهرة، مكتبة مدبولى 1412 هـ – 1992، ج 1 ص 91، فى حين يًعرِّف ياقوت الحموي الاصبهبذان بالصاد مكان السين ، ” لغة لكل من ملك طبرستان كما نعت ملك الفرس بكسرى … “. ياقوت : معجم البلدان ، 1 / 210.

[51] البلاذرى: فتوح البلدان، ص 299، الطبرى : 4 / 28 ، 34، دائرة المعارف الاسلامية، مج 13 ص 155.

[52] جلولاء: طسوج من طساسييج كورة استان شاذ فيروز التابعة للسواد . ابن خرداذبة : المسالك والممالك ، ص 18، والمسافة بينها وبين خانفين سبعة فراسخ وبينها وبين حلوان 18 فرسخ . ياقوت : 2 / 290 – 291 ؛  ابن رستة :الأعلاق النفيسة ، ص 31 ؛ مسكويه: تجارب الأمم ، 1/224 هامش 1 .

[53] البلاذرى : فتوح البلدان ، ص 264.

[54] الطبرى : 4/ 24.

[55] ابو على مسكويه الرازي: تجارب الأمم  وتعاقب الهمم، طهران، دار سروش للطباعة والنشر 1987، حققه: ابو القاسم امامى، ص 1/224.

[56] ابن الجوزى : المنتظم في أخبار الملوك والأمم، بيروت، المكتب الاسلامي، 4/216.

[57] ابن الأثير : الكامل ، 2/34.

[58] ابن كثير : البداية ، 7-8، 72-73.

[59] ابن خلدون : العبر ، 4/940-941.

[60] الطبرى : 4/34.

[61] خليفة بن خياط : تاريخ ، الرياض، دار طيبة، ص 126- 127 تحقيق: أكرم ضياء العمري.

[62] اليعقوبى : تاريخ ، 2/151، يبدو للباحث ان هذا التاريخ يتعارض مع الحقائق التاريخية التى تستند على اتفاق اعظم مؤرخى الفتح وهما: البلاذرى والطبرى.

 

[63] هاشم بن عتبة : صحابى جليل ابن اخ سعد ، اسلم يوم الفتح، شارك فى حروب الردة وبرز فى معركة اليرموك حيث فقد فيها احدى عينيه، كما ابلى بلاءً حسناً فى معركة القادسية والمدائن وجلولاء وفتوح السواد، قتل فى معركة صفين فى خلافة على بن ابى طالب رضى الله عنه سنة سبع وثلاثين للهجرة . ينظر : ابن حجر : الاصابة ، 6 – 275 ؛ ابن حزم : جمهرة أنساب العرب ، ص 120 ؛ محمد بن عمر الواقدى : فتوح الشام ، 1/120 ؛ البلاذرى : فتوح ، ص 141.

[64] أبو يوسف يعقوب بن ابراهيم : كتاب الخراج ، بيروت دار الحداثة ، ص 132 ؛وقارن بالدينوري الذى يشير الى ان سعد وجه عمرو بن مالك لتولى قيادة المسلمين فى جلولاء .

الدينوري : الاخبار الطوال ، ص 127 – 128؛ ويؤيد هذا الطبرى فى احدى رواياته وكذلك البلاذرى ، الطبرى : 4/26 ؛ البلاذرى ، ص 264.

[65] الطبرى : 4/24 ؛ وقارن بالبلاذرى ، ص 264.

[66] الطبرى : 4/24 ؛ فى الوقت الذى يذكر البلاذرى ان يزدجرد عين خرزاد أخو رستم قائداً عاماً للقوات الفارسية . البلاذرى : ص 64؛مع العلم ان الطبرى فى رواية اخرى يعتبره قائد الخيالة الفرس. الطبرى: 4/27.

[67] الطبرى : 4/24 ، البلاذرى : ص 264.

[68] الطبرى : 4/25.

[69] الطبرى : 4/25 ؛ البلاذرى : ص 264.

[70] الطبرى : 4/25.

[71] الطبرى : 4/25.

[72] حلوان : وهى كورة المسماة استان شاذ فيروز لها خمسة طساسيج وهي : فيروز قباذ ،الجبل ،تامرا ،اربل، وخانقين . ابن خرداذبه : المسالك والممالك ، ص 18، وهى بلدة تقع فى آخر حدود السواد مما يلى الجبال وليس للعراق مدينة تقرب من الجبال غيرها . ابن حوقل : صورة الأرض ، ص 220 ، وسكانها خليط من الأعاجم من الكرد والفرس . اليعقوبى : البلدان ، ص 40 ؛ وكان يقال لها سابقاً اسم الوان ولها ثمانية دروب . شيخ الربوة : نخبة الدهر ، ص 248 ؛ وهى من بناء الملك الفارسى اردشير . القزوينى : عجائب المخلوقات، ص 255 ؛ وقد فتحت سنة 16 هـ على يد القعقاع الذى يقول فى شعر له بهذه المناسبة .

فصرنا لكم ردءاً بحلوان بعدما         نزلنا جميعاً والجميع نوازل

ياقوت : معجم البلدان ، مج 2 ص 290 – 291 ؛ و المسافة من جلولاء الى حلوان 18 فرسـخ /108كم.

 

[73] الطبرى : 4/26 ؛ وقارن بالبلاذرى : ص 264 ، المقصود بـ ليلة الهرير إحدى ليالى معركة القادسية، البلاذرى : ص 259.

[74] القعقاع بن عمرو التميمي : صحابى مغوار، اسلم مع قومه  فى السنة التاسعة للهجرة، شارك فى حروب الردة وحروب العراق و الشام ، وكانت له مواقف بطولية مشرفة، ويعتبر من الابطال المغاوير الذى لهم سجل ناصع البياض فى البطولة، استقر أخيراً فى الكوفة وتوفى سنة 40هـ. طبقات ابن سعد : 1/93 ؛ الطبرى : 4/34 – 35 ؛ ابن الاثير : 4/45.

[75] البلاذرى : فتوح البلدان، ص 264.

[76] الطبرى : 4/26، ويعتقد الباحث ان هذا الرقم مبالغ فيه وإن كانت خسائر الفرس كبيرة جداً.

[77] الطبرى : 4/26.

[78]  تاريخ الرسل والملوك، 3/139.

[79] – طسوج من طساسييج كورة استان شاذ فيروز التابعة للسواد . ابن خرداذبة : المسالك والممالك ، ص 18، والمسافة بينها وبين خانفين سبعة فراسخ وبينها وبين حلوان 18 فرسخ . ياقوت : 2 / 290 – 291 ؛  ابن رستة :الأعلاق النفيسة  ص 31 ؛ مسكويه: تجارب الأمم ، 1/224 هامش 1

[80] – ياقوت  الحموي: معجم البلدان ، مج 2 ص 290 – 291 ؛ و المسافة من جلولاء الى حلوان 18 فرسـخ (= 108كم).

‎ٲ.د. فَرسَت مرعي

د.فرست مرعي اسماعيل مواليد ۱۹٥٦ دهوك ٲستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة دهوك له ۲۱ كتابا مؤلفا باللغتين العربية والكردية ، و٤۰ بحثا ٲكاديميا في مجال تخصصه

‎ٲ.د. فَرسَت مرعي

د.فرست مرعي اسماعيل مواليد ۱۹٥٦ دهوك ٲستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة دهوك له ۲۱ كتابا مؤلفا باللغتين العربية والكردية ، و٤۰ بحثا ٲكاديميا في مجال تخصصه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً