البحوث

مصادر تاريخ الكرد قبل الإسلام

القسم الثاني

 

رابعـــاً : المصادر النصرانية ( السريانية )

ترجع أهمية هذه الكتابات إلى أنها تؤرخ لفترة مهمة من تأرخ الكرد في القرون التي سبقت الفتح الأسلامي لبلادهم ، فضلاً عن علاقات الكرد بكل من الدولتين الساسانية والبيزنطية ، كما أنها تربط الأحداث بعقد المجامع الكنسية وإنشاء الكنائس والأديرة في المنطقة الكردية بإعتبارها المنطقة الفاصلة بين إمارةالرها ( أدسا)[1] التي أنتشرت فيها النصرانية من جهة والدولة الساسانية من جهة أخرى[2].

فلا عجب ان تسربت النصرانية الى الأقاليم الايرانية عامة والكردية خاصة لقربها ، في الوقت الذي أعتبـرت الديـانة الزرادشـتية رسـمية في الدولـة الساسانية ابتداءاً من عهد مؤسسها أرشير الأول (  224 _ 241م ) الذي أمر ـ حسب الروايات الفارسية ـ الهربدان هربد تنسر بجميع النصوص المتعددة من الكتاب المقدس الزرادشتي المقدس الآفستا الأشكانية وبكتابة نص واحد منها، حيث تم اجازة هذا النص واعتبر مقدساَ[3].

ومن جانب اخرى تضفي الروايات النصرانية ( السريانية ) هالة كبيرة على الأنتشار المبكر للنصرانية في المنطقة الكردية من خلال قيام مار أدي[4] بالتبشير بين رعايا الدولة الساسانية (الكرد وغيرهم) في منطقة حدياب (حزة ـ اربيل )[5]، وانه تمكن من تعميد (تنصير ) رجل اسمه فقيذا نحو سنة 99م؟ الذي كان من عائلة فقيرة من أربيل هرب منها والتجأ الى مار أدي الذي كان يكرز بالأنجيل في الجبال الكردية في إمارة حدياب لمدة خمس سنوات، ثم جعله اسقفاً وارسله الى اربيل سنة 104م ، ويذكر أدي شير قائمة باسماء عشرة اساقفة تولوا الكرسي الاسقفي في مدينة اربيل للفترة من 104م لغاية 312م[6].

ويعتبر تاريخ اربل ( اربيل ) لمؤلفه مشيحا زخا[7]  من أولى المصادر السريانية التي تتحدث عن الحملات التي قامت بها الدولة الفرثية ( 247 ـ 224م ) وإمارة حدياب المتحالفة معها في اواسط القرن الثاني الملادي ضد الانتفاضات التي كان يقوم بها الكاردوخيون في بلاد كاردو الجبلية، وما تبع ذلك من نتائج، و أضاف بأن الكاردوخيين ((أوقفوا هجومهم على هذه الجيوش مع عدم تمكنهم من احتلال مدن الملك ارشاك[8]  وذلك أثر تعرضهم لهجوم غير متوفع من قبل اقوام بربرية اخرى حاولوا تدمير مدنهم و حرقها ونهبها وسبي نسائها ))[9].

وقد كان اعتماد المؤرخ الكردي جمال رشيد كثيراً على هذا المصدر المنحول في ايراده لبعض فقراته التي تكمل حلقات مفقودة من التاريخ الكردي قبل الأسلام، ويبدو للباحث انه لم يطلع على هذه المصادر التي تثبت زيفه و إلا لكان قد غير رأيه من عدمه[10].

في حين  يتطرق كتاب داسنائي[11] لمؤلفه الماريوخنا[12] الى ان ملك مملكة كوردويين عام 120م كان يدعى (( مانيزا روز )) و يفسره بمعنى ( عبدالشمس ) ، ويصفه المار يوخنا بأنه كان وسيماً وعلى جانب عظيم من رجاحة العقل ورزانة الرأي والقوة، ولهذا أحبته إبنة ملك الأرمن (( سيرانوش )) و تعلقت به و تزوجت؛ لذلك  كان استيلاء الارمن على مقاطعة كوردوئين اسمياً فقط[13]. و يضيف المار يوخنا بأنه كانت في منطقة حدياب هيكلان عظيمان وثنيان ، وإن احد هذين الهيكلين كان موجوداً في منطقة شوش و شرمن ، ويفسر الكاتب كلمة عقرة ب آكره أي بيت النار[14].

وأما كتاب اعمال شهداء الفرس لمؤلفه مارأحا الجاثليق (410 ـ414م) وماروثا اسقف ميافارقين[15] ( أوائل القرن الخامس ـ 420م ) فهو من المصادر السريانية التي ذكرت اضافة الى حوادث الاضطهادات التي لحقت بالنصارى الكرد على ايدي الملوك الساسانين معلومات قيمة في وصف مدينة كرخ بيث سلوخ ( كركوك الحالية ) وتجديدها كان على يد الملك السلوقي سلوقس، و ذكر بداية دخول النصرانية الى هذه المدينة[16]، مع اضافة اعمال وسجل شهداء منطقة حدياب ( اربيل الحالية ) الى ما سبقه[17].

وكان نرساي الملفان[18] هو السباق في كتابة مقالة تخص اضطهاد الفرس الساسانيين للنصارى الكرد في عهد الملك الفارسي شابور الثاني الذي استمر حكمه لفترة سبعين سنة (309- 379م( .حاول خلالها ان يستأصل النصرانية من مملكته التي اصبحت خطراً على عبادة النار، وقد الحق نرساي بتلك المقالة انشودة هي حوار بين الملك شابور الثاني والشهداء حسب تعبير الكاتب[19].

وتذكر المصادر السريانية أسماء كثير من النصارى الكرد الذين لاقوا حتفهم أيام الاضطهاد الفارسي لهم، وقد حافظ قسم منهم على اسمائهم الكردية رغم تبوئهم مراكزعليا في السلم الكهنوتي النصراني كالجاثليق شاهدوست الذى كان قد احتفظ باسمه الكردي ومعناه صديق الملك، وقد انتخب جاثليقا[20]، ولكن امره إفتضح فقبض عليه الفرس مع مائة وثمانية وعشرين اسقفاً و شماساً و راهباً و سجنوهم لخمسة أشهر تعرضوا خلالها الى أقسى صنوف التعذيب، وعندما لم يرجعوا عن معتقدهم قتل منهم مرزبان المدائن مائة وعشرين شخصاً، وأرسل الى الملك شابور الثاني بالجاثليق شاهدوست ومن بقي منهم، فلاطفه شابور في الكلام ليدخله الزرادشتية ولما أبى قتل هو وأصحابه في اليوم العشرين من شهر شباط سنة 342م[21].

والاسقف افراهاط وهو فرهاد الذي عرف بالحكيم الفارسي الذي اتخذ اسم يعقوب، وقد رسم اسقفاً لدير مار متي الواقع في جبل مقلوب شرقي الموصل، حيث َمثَّل مدينة نصيبين في مؤتمر نيقية عام 325م[22]. وفي العام الرابع للأضطهاد اي سنة 344م قتل الاسقف نرسي وهو كردي من شهرقذ(الشرقاط) في بيث جرمي ( كركوك الحالية )[23].

وفي السنوات الاولى لحكم الملك بهرام الخامس ( 420 ـ 438م ) قتل ميرشابور وفيروز والكاتب يعقوب[24]، أما ناثنيال الشهرزوري ( منطقة السليمانية الحالية) فقد درس في نصيبين وإهتم بدراسة ( التفسير )، وقد سجنه الملك كسرى الثاني ( 590 ـ 628 م) ست سنوات قبل 628م ثم قتله لأن الجماعة التي كانت بأمرته طردوا قائداً فارسياً من المدينة بحجة هدمه لكنيستها[25].

وفي سنة 358م اعدم مارايثالاها النوهدري في امارة حدياب ( اربيل الحالية) على يد الفرس بعد ثباته على مبدئه،  وقد بني ديرا تخليداً لذكراه في منطقة نوهدرا ( دهوك الحالية)[26].

وقد كانت هذه المصادر والاساطير السريانية مقدمة لاعتقاد بعض المؤرخين بأن الكرد قد تقبلوا ـ النصرانية في اوائل ظهورها[27] ـ لاسيما وأن المصادر النصرانية الحديثة لا زالت عند موقفها بشأن التواجد المبكر للنصرانية في المنطقة الكردية والتي تعود الى القرن الثاني الميلادي[28].

في الوقت نفسه هناك عدد من الباحثين ينفون أية صلة للكرد بالنصرانية، و انما بقوا محافظين على عقيدتهم الزرادشتية بالرغم من الجهود المضنية التي بذلها رجال الدين النصارى في الترويج لمعتقدهم95. في حين ذهب آخرون الى ان قسماً ضئيلاً من هؤلاء الكرد اعتنقوا النصرانية بعدة فترة طويلة من وصولها الى ديارهم، ولما جاء الاسلام الى هذه المنطقة وجد أمامه النصرانية التي لم يكن لها من العمر أكثر من قرنين ووجد الزرادشتية الديانة الرئيسية[29].

من كل هذا يبدو للباحث ان التغلغل النصراني في المنطقة الكردية كان بطيئاً للغاية، وان افراداً عديدين قد اعتنقوا هذا الدين الجديد بحيث لم يشكل أية خطورة على السلطة الساسانية التي تستمد نظرية الحكم لديها من الديانة الزرادشتية التي مضى عليها منذ أن بشر بها زرادشت على شواطئ بحيرة اورمية ستة قرون[30].

وقد عاش هؤلاء النصارى الكرد في سلام ما دامت اعدادهم قليلة، وافكارهم لا تؤثر في الخط العام للدولة، ولكن الموقف تغير في بداية القرن الرابع الميلادي حين أصدر الامبراطور قسطنطين costantin (306-337م) مرسوم ميلان الشهير في سنة 313م معترفاً بالنصرانية كإحدى الديانات المصرح باعتناقها داخل الامبراطورية البيزنطية[31]. وما أعلنه الملك الأرمني تيريدات الثالث    Tradat III  من اعلان تنصير أرمينيا رسمياً في عام 301 او 314 م[32].

وقد كانت هذه الحوادث مقدمة لأول اضطهاد وقع على النصارى الكرد وغيرهم ابتداءً من سنة 339م حتى وفاة الامبراطور شابور الثاني عام 379م ، ومما يؤكد وقوع الاضطهاد على النصارى الكرد ما أورده المؤرخ الدانمركي كريستنسن : (( وقد وقع الاضطهاد خاصة في ولايات الشمال الشرقي في المناطق المتآخمة للامبراطورية الرومانية . كان هناك مقاتل و مذابح كما كان هناك تشريد . في سنة 362م نفي تسعة آلاف مسيحي مع الاسقف هيليودور من قلعة فنك في برابره الى خوارزم بعد ثورة ))[33].

وهؤلاء هم الذين عني بهم المسعودي عندما ذكر اخباراً عن الأكراد اليعقوبية والجورقان وأن ديارهم تقع مما يلي الموصل و جبل الجودي[34]. وأشار اليهم الرحالة ماركوبولو[35] في حديثه عن الموصل بقوله : (( إنه يسكن الاجزاء الجبلية جنس من الناس يسمى بالأكراد، بعضهم مسيحيون من النساطرة أو اليعاقبة وبعضهم الآخر من المسلمين…))[36].

وقد ذهب صاحب كتاب ((تقويم الكنيسة النسطورية القديمة)) بعيداً حينما فسر كلمة كردستان بـ (( كلدانستان )) واستند الى كتابات المؤرخين السريان: ابن الحجري، وابن الصليبي، بيت يشوع وابو فرج بقولهم: (( انها كلدانستان لاكردستان، لأن اهالي الجبل جميهم كانوا من شيعة الكلدانيين القدماء قبل المسيح ( عليه السلام ) وفي  زماننا بدلوا الكلدان بالكرد والى الآن يقولون كردستان و هذا غلط ))[37].

وعلى الرغم من الفائدة الكبيرة للمصادر النصرانية في استجلاء حلقات مفقودة من التاريخ الكردي في القرون التي سبقت الأسلام فإنها لم تخل من سلبيات منها :

1 ــ تتسم هذه المصادر باسلوب السرد والنقل، مع نزعة غيبية ظاهرة كونها تعتمد على معجزات القديسين التي لايمكن تأويلها بأي شكل من الأشكال[38].

2 ــ تفتقر هذه المصادر الى الموضوعية بدرجة كبيرة، لكننا لا نستطيع ان ننفي عنها هذه الصفة بصورة كاملة[39].

3 ــ يغلب على هذه المصادر الطابع الأسطوري الخرافي، وعدم الدقة في التواريخ المحلية والعالمية[40].

4 ــ ظاهرة التعصب الاعمى التي رافقت مدوني هذه المصادر خلال المراحل التاريخية بدءاً من الكتابة ضد الزرادشتية في المرحلة الأولى، وانتهاءً بالتدوين ضد الاسلام في مراحل لاحقة[41].

5 ــ ظهور مصادر منحولة والاعتماد عليها كمصادر لا يرقى اليها الشك عند عدد كبير من الباحثين[42].

خامساً : المصادر الأرمنية

 

يرتبط تاريخ أرمينيا في الفترة التي سبقت ظهور الاسلام ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الكرد، لذا فلا عجب ان وردت بعض النتف والنصوص القصيرة والاشارات العابرة في بعض المصادر الارمنية، أسهمت الى حد ما في كشف جوانب غامضة من تاريخ الكرد في النواحي الجغرافية و التاريخية و اللغوية. فالمؤرخ الارمني موسى الخوريني[43] أشار الى وجود المار (وهي الصيغة الأرمنية لأسم ماد ) حوالي نهر آراكس[44] منذ زمن الملك الارمني تيكران الكبير (140 ـ 55 ق. م). وقد حاول هذا المؤرخ الأرمني كما يذكر أحد الباحثين الكرد ــ بدافع التعصب ــ أن يربط في تأريخه بين الاساطير الارمنية والايرانية التي تجعل من الملك الارمني تيكران حليفاً للملك الفارسي الأخميني كورش ( 558 ــ 530 ق. م ) في انتصاره على ملك المار ( استياجز) عام 550 ق.م رغم الفارق الزمني الكبير بينهما بحوالى أربعة قرون تقريباً[45]. ويضيف ان الملك تيكران أرجع الى منزله شقيقته ( تيكرانوهى) التي كانت زوج الملك الميدي مع زوجته الثانية (آنوش) ومعهم عشرة آلاف من أسرى المار ( الميديين ) حيث تم اسكانهم على جانبي نهر آراكس خلف السلسلة الشرقية للجبل العظيم آرارات[46].

وقد استند مينورسكي على هذه المقولة في بناء نظريته القائلة بأن الميديين هم اسلاف الشعب الكردي والتي طرحها في المؤتمر العشرين للاستشراق الذي عقد في بروكسل عام 1938، وأعاده في كتابه دراسات حول تاريخ قفقاسيا الصادر في لندن باللغة الانجليزية عام 1953م ما يوضح نظريته : (( ومن الجدير بالذكر الاشارة الى أن في أيام موسى الخوريني كانت قد مضت فترة طويلة على زوال الميديين القدماء، ولكن مما يجلب الانتباه هو أن المؤرخ الأرمني يطلق مع ذلك أسمهم على معاصريه  من الكرد في تلك الأنحاء، ومن هنا فانه يحتفظ بالتقليد القديم حول اعتبار الكرد احفاداً للميديين ))[47]. ولتعزيز نظريته ودعمها بمزيد من الوضوح يمضي قائلاً :(( في زمن موسى الخوريني لم يكن هناك ميديون في الوجود وانما كان الكرد يحتلون سفوح جبل آرارات، كذلك تضمنت مخطوطة أرمنية غريبة نموذجاً من الفباء ولغة دونت في وقت يسبق عام 1446م، وهي دعاء برموز كردية تمثل لغة الميديين (مار) مع استعمال لفظ لا يزال يشاهد في القواميس ))[48].

أما المؤرخ اليزيه وردبت Elisee Vardapat   فقد كتب تاريخ وارتان( وردن) وعن حروب الأرمن، متناولاً حوادث السنوات من 439 الى 451م، حيث تطرق الي معركة أفارير التي جرت بين الفرس بقيادة ملكهم يزدجرد الثاني ( 438 ــ 457م) والأرمن بقيادة زعيمهم وارتان ماميكونيان، وانتهت بخسارة الأرمن للمعركة ومقتل قائدهم[49]، ومن خلال وصفه للمعارك وطوبوغرافية أرض أرمينيا أشار الى جبل كَودك Gudke الأرمني وموقعه بالقرب من جبل الجودي[50] ــ زوزان[51].

سادساً : المصادر الفارسية

 

تعتبر المصادر الفارسية من الاهمية بمكان في كشف جوانب خفية من تاريخ الكرد قبل الاسلام، فالعلاقات التاريخية والجغرافية والدينية بين الشعبين ساهمت الى حد بعيد في صياغة تاريخ مشترك قبل مجئ الاسلام، وليس أدل على ذلك من التباس الأمر على كثير من المؤرخين حول اعتبارهم شعباً واحداً .

ويحتل كتاب ((خداي نامه))[52] المركز الأول في تطرقه لتسمية الكرد بشكلها الحالي، و يليه كتاب ((كارنامه أردشيربابكان))[53].

ويعتقد كثير من الباحثين ان كتاب خداي نامه كان المصدر الأصيل لأقدم المصنفات العربية والفارسية التي تناولت تاريخ إيران قبل الاسلام[54]، حيث أن هذا الكتاب لسوء الحظ لم يصلنا، ولكن نجد اقتباسات كثيرة منه في مؤلفات الدينوري، الطبري،  المقدسي ، المسعودي، الثعالبي، وغيرهم[55]. فمثلاً يذكر الطبري الرسالة التي تلقاها اردشيربابكان (224ــ241م ) من آخر ملوك الفرث أردوان الخامس ( 208 ــ 226 م) واصفاً إياه بالكردي حيث يقول: (( فبينما هو كذلك إذ ورد عليه رسول الأردوان بكتاب منه فجمع أردشير الناس وقرأ الكتاب بحضرتهم فإذا فيه: إنك قد عدوت طورك وإجتلبت حتفك أيها الكردي المربى في خيام الأكراد، من أذن لك في التاج الذي لبسته والبلاد التي احتويت عليها وغلبت ملوكها … الخ ))[56]. ويفسر أحد الباحثين الكرد هذه التسمية (الكرد) بأنها تعني القبائل الرحالة الايرانية ( كوجران )[57] التي كانت دون مستوى أهل المدن الاشراف ثقافةً ونسباً، ولا تعني التسمية القومية بالمفهوم الحديث[58].

وفي تفسيره للآية القرانية :(( قالوا حرقوه وانصروا الهتكم إن كنتم فاعلين ))[59] يذكر الطبري 🙁 قال مجاهد تلوت هذه الآية على عبدالله بن عمر ، فقال : أتدري يا مجاهد من الذي أشار بتحريق ابراهيم عليه السلام بالنار قال قلت لا قال رجل من اعراب فارس قال قلت يا أبا عبدالرحمن وهل للفرس أعراب قال نعم الكُرْدُ هم اعراب فارس فرجل منهم هو الذي أشار بتحريق ابراهيم بالنار ، وأن أسم الذي حرقوه هيزن ))[60].

وفي تعليق الباحث المذكور على تفسير هذه الآية يؤكد ما سبق أن قاله أنهم يعنون الاعراب آنذاك البدو الرحل وليست مجموعة تمتلك خصائص قومية محددة[61] ، ويستند في دعواه على أقوال حمزه الاصفهاني (350 هـ ، 961م ) الذييذكر بأن الفرس أطلقوا ******( أكراد طبرستان ) وللعرب ( أكراد سورستان )[62].

يتفق الباحث مع ما ذكره جمال رشيد في التفسير الذي أطلقه بشأن رواية الطبري الاولى ، ولكنه يرى بأن الرواية الثانية تصطدم بحقائق تاريخية ــ ألا وهي التفاوت الزمني الكبير ــ ما يقارب الالف عام بين العصر الذي ظهر فيه ابراهيم الخليل ــ عليه السلام ــ في مطلع الالف الثاني قبل الميلاد[63]، وبين ظهور القبائل التي تكلمت بلغات هندو ــ ايرانية في الشرق الأدنى في بداية الالفالاول قبل الميلاد كما ذكرتها مدونات الملوك الآشوريين[64]. وعلى الصعيد نفسه عبر العلماء و المؤرخون عن شكوكهم إزاء مثل هذه الروايات والأساطير القديمة للأولين[65]. ومن جهة اخرى نفي الصلة بين الكرد وبين كارداكا السومرية التي ظهرت في الكتابات المسمارية التي خلفها لنا الملك ( شوسين ) ( 2036 ــ 2028ق.م ) رابع ملوك سلالة أور الثالثة ( 2111 ــ 2004 ق.م )[66].

ولقد تطرقت الشاهنامة ( رائعة الفرس الكبرى ) للفردوسي[67] في إحدى رواياتها الى أصل الكرد وذكرت انه كان في قديم الزمان ملك ظالم اسمه الضحاك (أزدهاكAzhi Dahak )، كان قد ظهر في منكبيه رأسا حيتين عجز الأطباء عن استئصالهما، فأضطروا الى تغذيتهما بمخ انسانين كل يوم بناءً على نصيحة شيطانية[68]. وأستمر في هذا العمل لفترة من الزمن، حيث عانى الناس الأمرين، وقد أحتاروا في كيفية التخلص من هذا الظلم، فكان أن عثر الصديقان الذكيان أرماييل وكرماييل على حيلة من شأنها التخفيف من آلام الناس[69]، فقد تواطأ مع طباخ الملك، فكان يكتفى بمخ انسان واحد بدل إثنين، فيخلطه مع مخ خروف ثم يقدمه الى الحيتين الشرهتين، وكان الشخص الذي تنقذه الخدعة من بين الاثنين يرسل الى الجبال والوهاد حتى لا يراه أحد بعد ذلك، وكلما بلغ عددهم المائتين بعث لهم الطاهي عدداً من الغنم والمعز الى الجبال. وقد تزايد عدد هؤلاء بمرور الزمن وأصبحوا أصول جميع الأكراد في نواحي البلاد[70].

وتورد الشاهنامة اخباراً اخرى عن الكرد فتذكر أن الملك الساساني أردشير الأول عندما أوقع الهزيمة بأردوان وإبنه، اشتبك مع الأكراد حيث لاقى الهزيمة علي أيديهم، مما حدا به الى ارسال رقباء (جواسيس) لمراقبة تحركات الأكراد عن كثب، وعندما عاد هؤلاء أخبروه بأن الأكراد قد أخلدوا الى الراحة، عندئذٍ هاجمهم في عقر دارهم وثأر لنفسه[71].

وقبل هذا التأريخ كان كتاب كارنامك اردشير باكان قد ذكر: (( بعد موت الأسكندر الرومي، بلغ عدد الحكام أو ملوك الطوائف 240 شخصاً. وكان  سياهان و بارس وماجاء بهما في يد قائدهم وزعيمهم أردوان. وأختار أردوان لحكم فارس شخصاً يدعى بابك كان يقيم في إستخر دون ولد من صلبه . وكان ساسان يعمل راعياً لبابك ويعيش مع الخراف، وهو من نسل دارا بن دارا، وكان قد لجأ الى الفرار إبان حكم الاسكندر المشؤوم واختفى وعاش مع الرعاة الأكراد، ولم يكن بابك يعرف ان ساسان من نسل دارا بن دارا))[72].

ويبدو للباحث ان المصادر الفارسية كغيرها من المصادر الكلاسيكية يغلب عليها الطابع الاسطوري والخرافي مع عدم الدقة في التواريخ المحلية والعالمية، وان هناك تناقضاً بينما تذكره مدونات الملوك الآشورييين بشأن ظهورالفرس كأمة وتأسيسها لأول دولة فارسية بعد قضاء كورش الأخميني على الدولة الميدية وبين ما تذكره على سبيل المثال لا الحصر الشاهنامة من أن هناك اربع دول فارسية حكمت المنطقة لمدة 3784 سنة قبل الفتح الاسلامي، وبعملية حسابية يخرج الباحث بنتيجة وهي أن عمر أول دولة فارسية حكمت ايران حتى الفتح الاسلامي لا يربو على 1100 عام[73].

ولعل أحسن من نقد المصادر الفارسية هو المؤرخ اليعقوبي عندما يقول: (( فارس تدعي لملوكها اموراً كثيرة مما لا يقبل مثلها، من الزيادة في الخلقة، حتى للواحد عدة أفواه وعيون، ويكون للآخر وجه مكن النحاس، ويكون على كتفي آخر حيتان تطعمان أدمغة الرجال، وطول المدة في العمر ، ودفع الموت عن الناس، وأشباه ذلك مما تدفعه العقول ويجرى فيه مجرى اللعبات الهزل، ومما لا حقيقة له … الخ ))[74].

 

المصادر والمراجع والهوامش

 

[1] الرها: احدى مدن الجزيرة تقع في شمال ما بين النهرين تقع على بعد 40كم الى الشمال الغربي من مدينة حران واسمها باليونانية (  Edessa ) و بالسريانية أورهي( Urhoi ) وتعتبر عند النصارى من المدن المقدسة ، وقد حرف اسمها في القرن الخامس عشر الى اورفة وهو اسم تركي ولازال. ينظر:أ.ولفنسون: تأريخ اللغات السامية، بيروت دار العلم الطبعة الاولى 1980، ص 145 ـ 146؛ محمد عطية الأبراشي: الآداب السامية ، ص 57 هامش 1؛ زاكية محمد رشدي: السريانية، نحوها وصرفها، ص 10 هامش 4 .

[2] مراد كامل : تأريخ الادب السرياني منذ نشأته حتى العصر الحاضر، القاهرة، دار الثقافة، 1974، ص 63.

[3] ارثر كريستنسن: ايران في عهد الساساينين، بيروت، دار النهضة العربية (د.ت)، ص 130 ترجمة: يحي الخشاب، مراجعة: عبدالوهاب عزام.

[4] مارأدي: أحد تلامذة السيد المسيح ـ عليه السلام ـ السبعين الذين ذهبوا الى الشرق للتبشير بالنصرانية، أغلب المعلومات الواردة بخصوصه تقع تحت باب الأساطير السريانية القديمة ، ينظر : ارثركرستينسن ايران في عهد الساسانيين، ص 25؛ يوسف حبي: كنيسة المشرق ، بغداد 1983، ص 104.

[5]  حدياب: امارة صغيرة تقع في منطقة اشور القديمة (كردستان الحالية) سميت في المصادر  الاسلامية والسريانية  باسم (حزة) كانت توالي الفرثيين (247-224 ق.م.) في سياستها العامة اعتنقت عائلتها المالكة الديانة اليهودية، افرادها ينحدرون من القبائل الاسكيثية، وقضى الامبراطور الرومانى تراجان على استقلالها عام 116م . ينظر: احمد سوسة ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق، بغداد مركز الدراسات الفلسطينية، ص39-40 . مراد كامل: تاريخ الادب السرياني، ص60-63، جمال رشيد: تاريخ الكرد القديم،ص 127.

[6] أدي شير : تاريخ كلدو وآثور ، بيروت 1913 ، ج2 ، ص 1 ـ 14 ؛ يستند ادي شير في روايته على تاريخ اربل لمشيحا زخا المنحول.

[7] مشيحا زخا : وسمى ايضاً إيشوع زخا أو زخا ايشوع، أحد رهبان جبل الازل الواقع بالقرب من مدينة نصيبين، طرده بابي رئيس الشمامسة ورحل مع زملائه الى مقاطعة داسن (الواقعة بين دهوك والعمادية في كردستان العراق) حيث أسس ديرا هناك يعرف ببيت ربن رخا ايشوع، ألف بين سنة551م و 569م تاريخا كنسيا لامارة حدياب يتناول فيه تاريخ اساقفة منطقة حدياب (اربيل) وفيها يظهر نشاة النصرانية على الشاطىء الغربي دجلة، نشر فيما بعد تاريخ اربل لمشيحا زخا مع ترجمة له في ليبزج عام 1908 لاول مرة. مراد كامل: تاريخ الادب السرياني ،ص345-346؛ روفائيل ميناس:رهبان من كركوك الربان يعقوب اللاشومي مؤسس دير بيت عابي، مجلة المجمع العلمي العراقي، هيئة اللغة السريانية، بغداد 1981-1982م ، مج6 ص286 .

[8] يقصد به الملك الفرثي ( الباحث ).

[9] تاريخ اربل لمؤلفه مشيحا زخا المترجم الى الالمانية لزاخو. جمال رشيد : دراسات كردية، ص 87 ؛ وقد أثار كتاب تاريخ اربل ضجة كبيرة في اوساط الباحثين والمهتمين بالمصادر السريانية ، اذ اعتبره ساخاو Sachau كمصدر مهم للتعرف على صفحات غامضة من تاريخ النصرانية (وخاصة في المنطقة الكردية) وقام بترجمة المانية له من السريانية، فيما قام المطران  بطرس عزيز بترجمة عربية له نشرها على صفحات مجلة النجم التى كانت تصدر في الموصل باشراف المطران سليمان الصائغ في السنوات  1929 ــ 1931، غير انه الأب بول بيترس وأورتيدي اوربينا تصديا له وأثبتا رغم معارضة مسينا وغيره انه- تاريخ منحول – وقام  العالم اسفالج بامتحان الخط على المخطوطة موضوعة البحث، ثم حسم الاب جان فيي الدومنيكي القضية وتصدى له في مقالة سطرها عام 1967م حصيلتها : ((انه لايمكن الاعتماد على هذا النص كمصدر تاريخي لأننا لا نستطيع أن نميز بين الفقرات الاصلية والمنحولة إلا على ضوء مصادر اخرى ، لذا من الأفضل الاستغناء عنه وكأنه غير موجود)) ينظر: ارثر كريستنسن : ايران ، ص 68 ؛ يوسف حبي: التواريخ السريانية مجلة المجمع العلمي العراقي هيئة اللغة السريانية، بغداد، مج6  ص 42 ـ43 ؛ ومن الطريف ان الباحث السرياني يوسف حبي أشار الى هذا التزوير بقوله :((ان المخطوطة الاصلية التي باعها منكنا عام 1907 الى مكتبة برلين (وسجلت برقم 3126 ) بمبلغ 3500 فرنك عدا تكاليف الشحن، ليست قديمة العهد، بل حديثة ، كتبها القس اوراهاشلوانا الالقوشي ( 1850 -1931 ) حسبما توصل الخبير بالمخطوطات اسفالج واستناداً الى التفاصيل التي جمعها الأب فيي ولم يعثر احد على مخطوطة( أقردور) القديمة التي زعم منكنا بأنه عثر عليها والمفروض انه باعها الى مكتبة برلين بمبلغ جيد ، فلم لجا منكنا الى هذه الحيلة: عملية تلفيق واضاعة النص الاصلي ؟ … )) يوسف حبي : كنيسة المشرق بغداد 1983 ص 105 ؛ و لمزيد من التفاصيل  ينظر: نينا بيغوليفسكايا: ثقافة السريان في القرون الوسطى ، سوريا، دار الحصاد، 1990، ص 269 ـ 275 ترجمة: ابراهيم الجراد؛ حنا فيي : مصادر كنيسة المشرق قبل الاسلام، مجلة بين النهرين، نيسان 1973 بغداد السنة الاولى، العدد الثاني، ص 155؛ حسن شميساني : تاريخ مدينة سنجار من الفتح  الاسلامي حتى الفتح العثماني، بيروت دار الأفاق الجديدة، 1983 ص 258.

[10] جمال رشيد : دراسات كردية ، ص 87.

[11] داسنائي : نسبة الى منطقة داسن الواقعة في محافظة وهوك في كردستان العراق .

[12] الماريوخنا: لم يعثر الباحث على ترجمة لهذا المؤلف في المصادر السريانية والعربية على السواء لذا يشكك في هذا المصدر وما ورد فيه أي أنه منحول، وإن كان ما فيه يطابق السرد التاريخي العام ( الباحث ).

[13] انور المائي: الاكراد في بهدينان ، الموصل 1961، ص 42؛ محمد امين زكي : خلاصة تأريخ ، ص 41 حيث يسمى الملك كوردئين باسم مانيساروس.

[14] م.ن ، ص 17.

[15] ميافارقين : مدينة كردية تقع الآن في كردستان تركيا، يطلق عليها السريان مدينة الشهداء، كان الملك الارمني تيكران الكبير قد احتلها عام 90 ق . م واتخذها عاصمة له، تسمى الان ( سليفان)  الواقعة على بعد حوالي (70) كم عن مدينة دياربكر. مراد كامل : تاريخ الادب ، ص 114 ؛ جمال رشيد : تاريخ الكرد ص 122.

[16] يوسف حبي : التواريخ السريانية ، ص 40 ــ 41.

[17] المرجع نفسه ، ص 41.

[18] نرساي الملفان : ولد نرساي في قرية عين دولبي (دلب الحالية ) القريبة من معلثاي (مالطا) التي تقع على بعد 8 كم من مركز محافظة دهوك عام 399م؟ وبعد ان تلقى العلوم في مدرسة قريته ارسله عمه الراهب عمانوئيل الى الرها ليدرس في مدرستها الشهيرة حيث أنتخب فيما بعد مديرا لها خلفا لقيورا الذي توفي، وقد مات عن عمر يناهز 104 سنين سنة 503م .مراد كامل : تاريخ الادب، ص158؛ بشير متي توما: مدرسة الرها مجلة المجمع العلمي العراقي، الهيئة السريانية ،مج6 ص280؛ ومن الجدير ذكره ان اسم نرساي مرتبط باسم الملك الفارسي نرسي(293-302م) الباحث.

[19] مراد كامل : تاريخ الادب السرياني ، ص 94

[20] الجاثليق: لفظ يوناني معناه العمومي: والمراد به الرئيس الاعلى للنصارى في ايام الملوك الساسانيين . ينظر: ابو الفرج الاصفهاني : الديارات، لندن، دار رياض الريس للكتب والنشر، ص 262 ، تحقيق: جليل العطية .

[21] مراد كامل : تاريخ الادب السرياني ، ص 94

[22] المرجع نفسه، ص94 ــ 95

[23] المرجع نفسه، ص117

[24] المرجع نفسه، ص 117

[25] المرجع نفسه، ص 211

[26] البيرابونا : شهداء المشرق ، بغداد 1985، ج1 ص 205 ؛ ولازال هذا الدير ماثلاً للعيان في مدخل مدينة دهوك في الوقت الحاضر ( الباحث).

[27] جمال رشيد : دراسات كردية ، ص 101.

[28]  أدي شير : تاريخ كلدو وآثور ، 90 ، ص 1 ــ 15 ؛ البيرابونا : تاريخ الكنيسة الشرقية ، بغداد 1985 ج 1 ص 16 ـ 25 ؛ يوسف حبي : كنيسة المشرق ، ص 102 ــ 104 ؛ جمال رشيد : دراسات كردية ، ص 101.

95a  مارك سايكس: بلدان الخلافة الشرقية باللغة الانجليزية نقلا عن محمد اميين زكي : خلاصة تاريخ الكرد، ص288 ؛ على سيدو الكوراني: من عمان الى العمادية او جولة في كردستان الجنوبية ، مصر مطبعة السعادة 1939؛سامي سعيد الاحمد: اليزيدية ؛ بغداد 1971، ص70 ؛ محفوظ العباسي :امارة بهدينان العباسية، الموصل 1966، ص25.

[29] محمد أمين زكي : خلاصة تاريخ ، ص 121 ؛ انور المائي : الأكراد في بهدينان ، ص 39

[30] حسن بيرنيا : تاريخ ايران القديم ص312 ؛ ادوارد براون: تاريخ الادب في ايران ، الكويت ، الجزء الاول، 1984 ، ص 66 ترجمة: احمد كمال الدين حلمي.

[31] سعيد عبد الفتاح عاشور: اوربا العصور الوسطى ، مكتبة الأنجلو مصرية، الطبعة السادسة 1975 ، ص 39.

[32] محمد امين زكي : خلاصة تاريخ ، ص 121 ؛ مروان المدور: الارمن عبر التاريخ ، ص 277؛ لورانت شابري : سياسة واقليات في الشرق الادنى، القاهرة مكتبة مدبولي الطبعة الأولى 1411هـ ـ 1991م ، ص 307 ترجمة ذوقان قرقوط .

[33] آرثركريستنسن : ايران في عهد الساساينين ، ص254 ـ 255 ؛ قلعة فنك: مدينة كردية تقع على بعد 15 كم من جزيرة ابن عمر ولمزيد من التفاصيل ينظر الصفحة 8 هامش 54

[34] المسعودي : مروج الذهب ومعادن الجوهر ،ج 2 ص104.

[35] ماركو بولو: رحالة ايطالي ولد عام 1254م بمدينة البندقية سافر الى الصين في مهمة تجارية ومكث فيها قرابة 20 عاماً، وتوفي بالبندقية عام 1324م . وليم مارسدن : رحلات ماركوبولو، القاهرة الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1977، ص37 ترجمها الى العربية: عبد العزيز توفيق جاويد .

[36] وليم مارسدن : رحلات ماركوبولو ، ص37 .

[37] انور الماني : الاكراد في بهدينان ، ص22 ؛ وفي الوقت الذي ينتقد حنا فيي هذا الكتاب بقوله:((انه من الكتب التي الفت في مستهل القرن العشرين وهي ممزوجة بخرافات سخيفة ولا تستحق اية ثقة وضعها أحد الكتاب السريان من ماردين )). حنا فيي: كنيسة المشرق قبل الإسلام ، ص441؛ ومع ذلك فانه يشيد بهذه الفكرة ويطرحها في اشرافه على بعض الرسائل العلمية التي قدمت الى جامعة القديس يوسف في لبنان مثل اطروحة تاريخ جزيرة ابن عمر التي نال صاحبها شهادة اكاديمية عليا . ولكن ما اشبه الليلة بالبارحة فكردستان (بلاد الكرد) بعد ان كانت كلدانستان!! اصبحت الآن آشورستان !! استناداً الى اعمال المؤتمرات الآشورية(الاثورية) العالمية التي تطالب بتأسيس دولة آشور المستقلة على الاراضي الواقعة في شمال العراق (كردستان العراق) ويؤمل تحقيق ذلك في غضون القرن الجاري . ق.ب . ماتفيف (بارمتي) الاشوريون والمسألة الاشورية في العصر الحديث ، دمشق، مطبعة الاهالي 1989 ، ص177 ، ترجمة ح . د . أ .

[38] ارثر كريستنسن: ايران في عهد الساساتيين ، ص 300 ؛ يوسف حبي : التواريخ السريانية ، ص38 .

[39] يوسف حبي : التواريخ السريانية ، ص38.

[40] ارثر كريستنسن: ايران في عهد الساسانيين ، ص25ـ26 ؛ مراد كامل : تارخ الادب السرياني ، ص64 .

[41] ارثر كريستنسن، ص299؛ انور المائي :الاكراد ، ص22 ؛ جمال رشيد : لقاء الكرد واللان ، ص246.

[42] م . ن ، ص68 ؛ يوسف حبي : كنيسة المشرق ، ص104

[43] موسى الخوريني : مؤرخ أرمني شهير ولد في القرن السادس الميلادي في قرية خورين ضمن اعمال ولاية موش، وضع تاريخاً لارمينيا يتناول فيه الحوادث التي شهدتها ارمينيا قبل عام 44م ، وقد اعتبره البعض هيرودوت الأرمن ينظر : مروان المدور : الأرمن عبر التاريخ ن ص307ـ308 ؛ جمال رشيد: لقاء الاسلاف ، ص203؛ وقد جانب المؤرخ الدنماركي كريستنسن الصواب عندما ذكر ان موسى الخوريني الف تاريخ ارمينيا في القرن التاسع الميلادي ، كريستنسن : ايران في عهد الساساتين ، ص66 .

[44] نهر اراكس: نهر عذب يخرج من نواحي ارمينيا الداخلية ينتهي بعضه الى باب ورثان، والبعض الآخر الى بحيرة طبرستان (الخزرــ قزوين ) ينظر: ابن حوقل : صورة كتاب الارض ، بيروت مكتبة الحياة ، ص296؛ المقدس البشاري: أحسن التقاسيم في معرفة الاقاليم القاهرة، مكتبة مدبولي، الطبعة الثالثة، 1991، ص23.

[45] جمال رشيد: لقاء الاسلاف ، ص203 ـ 204؛ وقد وقع احد الباحثين المصريين في الخطأ عندما استند على رواية موسى الخوريني في اشارته الى انتصار كورش على استياجز عام 550 ق.م وربطه الاحداث مع الملك الارمني تيكران . فايز نجيب اسكندر: الفتوحات الاسلامية لارمينية، 1982، ص96 ـ 97 هامش 147 ، وانزلق الى الخطأ مرة ثانية في كتابه الآخر: المسلمون والبيزنطيون والارمن في ضوء كتابات المؤرخ الارمني سيبيوس، دار الحكمة اليمانية، 1412 ـ 1993، ص97 هامش 204 .

[46] فايز نجيب اسكندر ، ص204

[47] مينورسكي : الاكراد احفاد الميدين، مجلة المجمع العلمي الكردي، المجلد الاول، العدد الاول ، بغداد 1973 ، ص561 ، ترجمة: كمال مظهر احمد .

[48]  مينورسكى: تاريخ قفقاسيا نقلا عن جمال رشيد: لقاء الاسلاف ،ص206 .

[49]  كريستنسن: ايران ،ص65؛ مروان المدور: الارمن ،ص187-188.

[50]  الجودي:جبل شامخ يقع في اقليم بهتان (بوتان) في كردستان تركيا على بعد 25 ميل شمال شرق جزيرة ابن عمر، ارتفاعه يبلغ 13500قدم، وترجع شهرته الى الروايات السريانية والارمنية القديمة التي تذهب الى ان سفينة نوح عليه السلام استقرت عليه بعد الطوفان. دائرة المعارف الاسلامية ، كتاب الشعب مج13 ص34 ؛ فالمصادر النصرانية تذكر ان جبل الجودي او جبال كوردوئين Gordyene (بالسريانية قردو وبالارمنية كردوخ) هو المكان الذي استقرت عليه سفينة نوح عليه السلام، وهو التحديد الذي ذكر في الترجوم (الترجمة الكلدانية للعهد القديم) وهذه المصادر تستند الى الرواية البابلية التي دونها الكاهن البابلي (بيروسوس) في النصف الاول من القرن الثالث ق.م وعلى ايام الملك السلوقي انتيوخس الاول (280-261 ق.م). محمد بيومي مهران: دراسات تاريخية من القران الكريم(4) في العراق، الاسكندرية دار المعرفة الجامعية 1995، ص47؛ اما الروايات الارمنية المتاخرة التي ظهرت في القرنين الحادي عشر والثاني عشر فتشير الى ان السفينة استقرت على جبل ارارات (وبالارمنية ايراراط) بتاثير الكتاب المقدس الذي يقول بان الفلك استوت على جبل ارارات. ومن جهة اخرى تعزى تاثيرات الكتاب الاوربيين على الروايات الارمنية التى تستند ايضا على ماورد في الكتاب المقدس لسفر خاطىء، هو سفر التكوين الاصحاح الثامن، الاية24 . دائرة المعارف الاسلامية مج 13، ص 34-35؛ ولحل هذا لااشكال يلوح للباحث ان ذكر اسم ارارات في العهد القديم لاينفي الحقيقة السابقة لو عرفنا ان المقصود بالاسم المذكور هو بلاد اورارتو التي تشمل بين مرتفعاتها جبل(كودك)، هذه البلاد التي لابد وان توسعت وشملت اثناء الامبراطورية في مرحلة ما بلاد (قردو) لزمن غير قصير. لذلك فان اسم ارارات في ايام تدوين العهد القديم كان يعني بلاد اورارتو بجميع جبالها ووديانها وسهولها ومدنها التي ظلت هذه التسمية الشاملة بعد ذلك صفة محددة في اسم جبل ارارات فقط الان. جمال رشيد: دراسات كردية، ص96-97؛ ومهما يكن من أمر فان قصة الطوفان كما جاءت في التوراة ليست قصة عبرية اصيلة، وانما اخذها اليهود من ميزوبوتاميا (بلاد ما بين النهرين)، ولكن القصة لم تنقل بصورة عمياء وانما تصرفوا فيها بطريقة تتفق واهداف كتابهم المقدس؟ ول ديورانت: قصة الحضارة، القاهرة، 1961، ج2 ص 368، ترجمة: محمد بدران؛ جيمس فريزر: الفلكلور في العهد القديم ،ج1 ص113، ترجمة: نبيلة ابراهيم، مراجعة: حسن ظاظا .

[51]  زوزن او زوزان : كلمة كردية تعني المراعي العالية .

[52]  خداي نامة : كتاب سير ملوك العجم، كتاب بهلوي ساساني في تاريخ وسير ملوك ايران من عهد كيومرث حتى اخر ملك ساساني، كتب في زمن يزدجرد الثالث (633-651 م) وقد ترجمه الى اللغة العربية ابن المقفع المتوفى حوالى سنة 143هـ/760م ولكنه فقد. كريستنسن: ايران، ص46؛ طه ندا: دراسات في الشاهنامه، الاسكندرية الدارالمصرية للطباعة 1954، ص 27.

[53]  كارنامه اردشير بابكان : كتاب اعمال اردشير ،كتاب باللغة البهلوية الف في اواخر العهد الساساني حوالي سنة 600م ويتحدث عن اعمال الملك اردشير، ويتعرض احيانا لاعمال ابنه شابور وحفيده هرمز الاول، طبع في بومباي في الهند عام 1896 م. ادوارد براون : تاريخ الادب في ايران ،ج1 ص185؛ طه ندا : دراسات في الشاهنامة ص30.

[54]  ادوارد براون، ص46 .

[55]  حماسه سرائي در ايران: ذبيح الله صفا نقلا عن طه ندا : المرجع السابق ص28.

[56]  الطبري: تاريخ الرسل والملوك، مصر، دار المعارف، ج2 ص 817 تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم؛ ابن الاثير: الكامل في التاريخ، ج1 ص133.

[57]  كوجران: كلمة كردية تعني القبائل الرحل ولا زال هذا المصطلح معمولاً به حتى الوقت الحاضر (الباحث).

[58]  جمال رشيد : دراسات كردية، ص 134 هامش 19 .

[59]  سورة الانبياء ، الاية 68 .

[60]  الطبري : ج1 ص242؛ ابن كثير الدمشقي: البداية والنهاية، مج1، ج1، ص137-138

[61] جمال رشيد : دراسات كردية، ص 84

[62] حمزة الأصفهاني : تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء، برلين، 1340هـ ، ص151 .

[63]  عباس محمود العقاد : ابراهيم ابوالانبياء ، القاهرة (د.ت ) ، ص 69؛ حمال عبد الهادي محمد مسعود : تاريخ الامة المسلمة الواحدة، المنصورة، دار الوفاء للطباعة والنشر، 1411هـ ــ1991م ، ص 175؛ بطرس عبدالملك: قاموس الكتاب المقدس، ص 13؛ احمد سوسة : ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق، ص275؛ محمد بيومي مهران : اسرائيل، ص1-5 ؛  الكتاب المقدس : ص 13؛ احمد سوسة : ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق، ص275؛ محمد بيومي مهران: اسرائيل، ص 1-5؛ رشيد الناضوري: المدخل في التطور التاريخي للفكر الديني، ص174.

[64] حسن بيرنيا : تاريخ ايران القديم ، ص 27 ؛ طه باقر: تاريخ ايران القديم ، ص 26 ؛ احمد فخري : دراسات في تاريخ الشرق القديم ، ص 210؛ جمال رشيد : تاريخ الكرد القديم ، ص 111.

[65]ابو الريحان البيروني : الآثار الباقية عن القرون الماضية، ص3-4.

[66] جمال رشيد : دراسات كردية ، ص 82 ؛ ومن الجدير ذكره ان المفكر الاسلامي ابو الاعلى المودودي يؤكد ان ابراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ ولد في مدينة أور وانه كان معاصراً لاورنمو أحد ملوك سلالة اور الثالثة الذي أمر بحرقه اثناء تحديه له في المناظرة التي اوردها القران الكريم في سورة البقرة الآيات 257 ـ 258 . ينظر بهذا الصدد :

Syed Abu l A’ Lamaududi, The Meaning of The Quran , published Board of Islamic publicants , Delhi First edition September 1973 . p 95

؛ابو الاعلى المودودي: المصطلحات الأربعة في القرآن الكريم، الكويت، دار القلم، ص20.

[67] الفردوسي : ابوالقاسم منصور بن مولانا فخرالدين احمد ولد في قرية باز من ناحية طيران وهي إحدى اقسام مدينة طوس الحالية حوالي 329 هـ  وتوفي عام 411هـ، ويقال انه نظم الشاهنامة في خمسة وثلاثين عاماً، ويبلغ عدد ابياتها ما بين خمسين الى ستين الف بيت شعري ، وقد قسمت الشاهنامة تاريخ الفرس منذ اقدم العصور حتى الفتح الاسلامي الى اربع دول حكمت لمدة 3874 عام . ينظر بهذا الصدد:  ابوالقاسم الفردوسي: الشاهنامة، ترجمها من الفارسية: الفتح بن على البنداري، تعليق: عبد الوهاب عزام ، ج 1 ص 49 ـ52 ؛ طه ندا : دراسات في الشاهنامة ، ص 9 .

[68] ابو منصور الثعالبي: غرر اخبار ملوك الفرس وسيرهم، طهران مكتبة الاسدي، 1963 ص 20 ـ21 ؛ وقارن ابو حنيفة الدينوري: كتاب الاخبار الطوال، ليدن، 1888، ص 26-27 حيث يشير الى ان الحيتين كانتا تتغذيان بامخاخ اربعة من البشر.

[69] أبو منصور الثعالبي، ص 24 ــ 25 حيث يخالف نص الشاهنامة على اعتبار ان الصديقين ارماييل وكرماييل كانا طباخين للملك.

[70] الفردوسي : الشاهنامة ، ص 22؛ الثعالبي: غرر السير، ص 26؛ الدينوري: الاخبار الطوال ، ص 26 ــ 27.

[71] ادوارد براون : تاريخ الادب ، ايران، ص 220 نقلاً عن كارنامك اردشير، ترجمة: صادق هدايت؛ ابوالقاسم الفردوسي :الشاهنامة، ص 42 ــ 43.

[72] ادوارد براون : تاريخ الادب ، ايران ، ص 222.

 

[73] على اساس ان الدولة الأخمينية حكمت من 583 ق.م وان الفتح الاسلامي لبلاد فارس بدأ في سنة 636م.

[74] احمد بن ابي يعقوب بن واضح اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، 1960، مج1 ص 158.

 

‎ٲ.د. فَرسَت مرعي

د.فرست مرعي اسماعيل مواليد ۱۹٥٦ دهوك ٲستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة دهوك له ۲۱ كتابا مؤلفا باللغتين العربية والكردية ، و٤۰ بحثا ٲكاديميا في مجال تخصصه

‎ٲ.د. فَرسَت مرعي

د.فرست مرعي اسماعيل مواليد ۱۹٥٦ دهوك ٲستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة دهوك له ۲۱ كتابا مؤلفا باللغتين العربية والكردية ، و٤۰ بحثا ٲكاديميا في مجال تخصصه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً