أ.د. فرست مرعي
عضو الهيئة العامة لمركز الزهاوي
لايزال الغموض يكتنف أصل الكرد وتاريخهم القديم ، شأنه في ذلك شأن المراحل الأخرى من تأريخهم التي لم تدرس بعد دراسة علمية دقيقة، بعيدة عن الخرافة والأسطورة والعاطفة والأيديولوجيا والمصالح السياسية .
وقد جرت عدة محاولات في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين على أيدي المستشرقين والرحالة الأوربيين لدراسة وإستجلاء التأثيرات الحضارية التي ظهرت في الحياة الدينية والثقافية واللغوية لمجمل شعوب الشرق الأدنى القديم ـ التي القت بظلالها على الحقب التاريخية التي مر بها الشعب الكردي-. ومن ثم ربط الخصائص القومية التي تحدد معالم الشعب الكردي ومن أهمهاـ تسمية الكرد التي كانت تدل على معاني ومفاهيم مختلفة عما هي عليه الآن ـ مع باقي التسميات التي تتقارب وإياها شكلاً ولفظاً وفي بعض الأحيان اشتقاقاً ، ودراسة وتحليل حوادث التاريخ القديم التي مر بها الشعب الكردي خلال المراحل التاريخية المتعددة ـ بدءاً من العصور القديمة ومروراً بالفترات العديدة التي حكمت فيها الدول: الأكدية، الكوتية، الآشورية، الميتانية، الاورارتية (الخلدية)، الميدية، الأخمينية، اليونانية (الاسكندر وخلفائه السلوقيين )، الفرثية ( الاشكانية ـ ملوك الطوئف)، الارمنية، الرومانية وانتهاءً بالساسانية ـ حيث ظهر الى الوجود مفهوم الكرد بصيغته القومية الحالية[1].
كل هذا كان الدافع الرئيسي والمباشر لظهور دراسات ونظريات كثيرة حول اصل الكرد وتاريخ اسلافهم من سوباريين، كوتيين، لولوبيين، حوريين، ميتانيين … وغيرهم[1].
ومن جهة اخرى تعد التنقيبات والتحريات الاثرية من الاهمية بمكان التي ينبغي على الباحث في تاريخ الكرد القديم ان يعتمد عليها، لانها تمده بمصادر بحثه الاصلية سواءً أكانت وثائق كتابية أم بقايا اثرية مادية على اختلاف أنواعها . على ان التنقيب والكشف عن مخلفات حضارة بلاد مابين النهرين بصورة عامة وكردستان بصورة خاصة لم يبدأ في العصر الحديث إلا في منتصف القرن الماضي (= التاسع عشر الميلادي) . أما قبل هذا االتاريخ فلم يكن ليعرف عن مدنيات الشرق القديمة بما فيها بلاد مابين النهرين وكردستان سوى اخبار ونتف ورد بعضها في الكتب المقدسة لا سيما التوراة وروايات المؤرخين الكلاسيكيين من: اليونان والرومان والسريان والارمن وغيرهم[2]، ومن هذه المصادر :
أولاً : المصادر الاثرية
على الرغم من ان المصادر الاثرية تعتبر المصدر الرئيسي الذي نعتمد عليه في دراسة التاريخ الكردي القديم فان التحريات الاثرية االمنظمة في منطقة كردستان لم تبدأ في واقع الامر إلا في نهاية العقد الثالث من القرن العشرين وبالذات في سنة 1928 عندما بدأت الباحثة الامريكية كارود Garrod ابحاثها في منطقة السليمانية في كردستان العراق في كهف زرزي[3] وهزارميرد[4]، كما نشر الضابط البريطاني أدموندس C.J.Edmonds صورة لمنحوتة تصور محارباً ملتحياً طوله نحو عشرة اقدام ويلبس خوذة مدورة . وقد اكتشفت هذه المنحوتة في مضيق دربندي كاور (مضيق الكفرة ) الذي يبعد عن قرية قرة داغ بمسافة حوالي 45كم ، وتبين ان هذه المنحوتة تعود للملك الاكدي نرام سين (2260-2223 ق.م) ، ومما يؤكد ذلك مشابهتها لصورة الملك نرام سين الموجودة على مسلة النصر والتي عثر عليها في مدينة سوسا عاصمة الدولة العيلامية[5].
كما اكتشفت في منطقة قزقبان التابعة لمحافظة السليمانية كهف اصطناعي يعرف باسم اشكوت كوروكج (كهف الولد والبنت) اثار تعود الى بداية العصر الميدي[6]، وعثر على منحوتة في جبل باطاس ـ حرير ، تبعد مسافة كيلومتر واحد عن مركز ناحية حرير التابعة لمحافظة اربيل في كردستان العراق على آثار تعود للعصر الفرثي[7]، كما عثر في ناحية خورمال التابعة لمحافظة السليمانية على ناظم قديم لتنظيم المياه يعتقد ان زمن بنائه يعود الى اواخر العهد الساساني الفارسي[8].
وبالنسبة للتنقيبات الاثرية في كردستان الايرانية فقد عثر على أثر لأحد الملوك الاسكيثين بالقرب من مدينة سكز(= سقز) في جنوبي بحيرة اورمية[9]، وعلى الصعيد نفسه قامت بعثة انجليزية عام 1936 بعمل تنقيبات وحفريات في موقع حسنلو Hasanlu جنوب بحيرة اورمية بالقرب من الحدود العراقية. وفي عام 1947 قامت مصلحة الآثار الايرانية بالعمل في الموقع نفسه، ثم اكملت بعثة امريكية من جامعة بنسلفانية عام 1957 العمل في الموقع تحت اشراف الخبير روبرت ديسون Robert Dyson [10].
وقد ترك الملك الاورارتي ( اشبويني ـ Ishpuni حوالي (824 ـ 806 ق.م ) وابنه مينوا كتابة مدونة باللغتين الأشورية والاورارتية عند ممر كيله شين Kel -i-chin )- الحجر الازرق) ، وهو نقطة الحدود بين العراق وايران في منطقة اشنوية، ومضمون الكتابة عبارة عن وصف لمسيرة قام مينوا في منطقة مساسير[11] وقصد بها المعبد الاورارتي الشهير الخاص باله اورارتو (خالدي ـ Haldi[12])، كما بنى الملك مينوا عدداً من القلاع والحصون على طريق خوي في منطقة الشكاك الكردية[13].
وفي كردستان التركية اكتشفت مجموعة من اللوحات الصخرية المدونة بخطوط مسمارية وباللغة الخلدية، ومن هذه اللوحات : لوحة توبرك قلا التي تخص الملك ساردوري الثاني اكتشفها أ. اوربيلي في بداية القرن العشرين في قلعة مدينة وان[14].
ثانياً : المصادر الدينية
التوراة : كلمة عبرية تعني الهداية والارشاد ويقصد بها الاسفار الخمسة الاولى ( التكوين ، الخروج ، اللاويين، العدد والتثنية )، والتي تنسب الى نبي الله موسى (عليه السلام) وهي جزء من العهد القديم ، والذي يطلق عليه تجاوزاً اسم التوراة من باب اطلاق الجزء على الكل، او لاهمية التوراة[15].
وقد اشار العهد الجديد الى تقسيم العهد القديم الى قسمين في احدى رواياته ، والى ثلاثة اقسام في رواية ثانية وهي: موسى، الانبياء والمزامير[16]، اما اليهود فقد قسموا العهد القديم الى ثلاثة اقسام : الناموس، الانبياء، والكتب[17].
ومما لاشك فيه ان التوراة بل الكتاب المقدس ـ لم يذكر اسم الكرد صراحة ولا كناية في اي سفر من اسفاره المختلفة ـ ولكن مع ذلك فقد تحدث الكتاب المقدس في بعض اسفاره عن الماديين(الميديين)، كما جاء في اسفار: التكوين، الملوك الثاني، إشعياء، إرمياء ، إستير دانيال، عزرا، اخبار الايام الاول، اعمال الرسل[18].
ويعزى البعض في تطرق الكتاب المقدس الى الاخبار المتعلقة بالميديين وأصلهم وتاريخ اسلافهم وعلاقتهم مع الفرس، الى وضع الاشوريين في عهد ملكهم سرجون الثاني (722 -705 ق.م ) لسبايا بني اسرائيل في المدن الميدية بعد ان تمكن سرجون من الاستيلاء على السامرة عام 722 ق.م عاصمة المملكة، وقضائه على دولة اسرائيل (= المملكة الشمالية) وازالتها من الوجود[19].
ولكن ماهي العلاقة بين الميديين والكرد؟ ولحل هذا الاشكال يلوح للباحث بأن مؤداها تلك النظرية القائلة بأن الكرد هم احفاد الميديين[20]، والمؤسسة على الآراء التي تبناها المستشرق الروسي فلاديميرمينورسكي(1878 – 1966م) في بحثه المنشور بدائرة المعارف الاسلامية – الطبعة الاولى بعنوان (مادة الكرد) في عام 1905 [21]. واثبت خلالها ان ـ الكرد ـ كقوم انتقلوا من الشرق الى الغرب، وقد اصبحت هذه الاقوال فيما بعد مقياساً لطروحاته التي اعلنها في البحث الذي قدمه الى المؤتمر العشرين للاستشراق الذي عقد ببروكسل عام 1938، وذكر فيه بأن ـ الكرد ـ ماهم إلا أحفاد الميديين الذين هاجروا من المناطق االتي تحيط ببحر قزوين غرباً وجنوباً نحو الغرب (كردستان ) بعد سقوط الدولة الآشورية عام 612 ق.م[22].
ولو فرضنا جدلاً بصحة الآراء القائلة بأن الكرد هم احفاد الميديين[23]، وإن اللغة الكردية الحالية هي نفس اللغة الميدية[24]، فاننا يجب ان نقطع الصلة بين الكرد الحاليين والسكان المحليين القدماء في كردستان والذين سبقوا الميديين بالاستقرار فيها ، اضافة الى أن هذه الاراء تتعارض مع حقيقة إندماج وانصهار الميديين بالسكان المحليين[25]. ومن جهة اخرى فان هذا الربط بين الكتاب المقدس وذكر الميديين فيه يوقع المتصد لحل هذا الاشكال في مأزق تاريخي، فالتوراة كتاب مقدس انزله الله عز وجل على كليمه موسى ـ عليه السلام ـ في القرن الثالث عشر ق. م باجماع المؤرخين[26]. أما الميديين فقد وردت اشارات تاريخية قليلة عنهم في مدونات الملوك الاشوريين في منتصف القرن التاسع ق.م ، وإن اول اشارة ما ذكره الملك الاشوري شليمنصر الثالث (858 ـ 824 ق .م ) في غزواته الحربية على المناطق الجبلية في جبال زاكروس في عام حكمه السادس عشر (عام 844 ق.م )، وعام حكمه الرابع والعشرين (836 ق .م ) حيث اتصلت الجيوش الاشورية في حملاتها على مناطق جبال زاكروس بقبائل ايرانية كبيرة.
ولكن هل تصمد المعلومات الواردة في الكتاب المقدس امام حقيقة البحث العلمي او مايسمى بعملية نقد الكتاب المقدس، وبعبارة اخرى : هل التوراة التي تحدث القرآن الكريم عنها وعن نزولها على النبي موسى ـ عليه السلام ـ هي نفس التوراة الحالية التي بين ايدينا وقد حافظت على اصلها ؟ وللاجابة على هذا السؤال يلمس الباحث من اسفار الكتاب المقدس الاولى وهي التكوين ،الخروج ،الاويين (الاخبار ) ،العدد والتثنية ، انها قد كتبت في ازمان متفاوتة مما يدفع الباحث الى ضرورة توخي الحذروالحيطة العلمية في الاستشهاد واالاستدلال بها على الاحداث المذكورة . ومن جهة اخرى هناك اختلاف بين المذاهب النصرانية فيما يتعلق باسفار العهد القديم حيث يلاحظ ان الكاثوليك يزيدون سبعة اسفار على البروتستانت ، كما يلاحظ وجود اختلاف في الرأي بين العلماء المختصين في الكتاب المقدس من حيث ترتيب اسفار العهد القديم[27].
اما التوراة المتداولة في الوقت الحاضر فقد دونت بعد النبي موسى ـ عليه السلام ـ بمدة طويلة وحرفت واضيفت اليها ما اتفق ورغبات ونزعات وميول الكتبة ، مارة ـ بعدة أدوار من الرواية الشفوية والانتخاب والحذف والاضافة الى دور التدوين ـ. وإلا كيف يمكن ان يكون قد نزل أمر بقتل الاطفال والنساء والشيوخ لاسيما وان احدى الوصايا العشر تأمر بعكس ذلك ؟ ويعترف رجال الدين النصارى نتيجة ذلك إذ جاء في مقدمة الكتاب المقدس من الطبعة الكاثوليكية لعام 1960 بهذا المعنى مانصه : (( فما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد ان موسى (عليه السلام ) ذاته كتب البانتيك[28] منذ قصة الخلق الى قصة موته ، كماا انه لا يكفي ان يقال ان موسى ( عليه السلام) أشرف على وضع النص الذي دونه كتبة عديدون في غضون اربعين سنة، بل يجب القول انه يوجد ازدياد تدريجي في الشرائع الموسوية سببته مناسبات العصور التالية الاجتماعية والدينية[29].
ومن الجدير ذكره ، اننا حين نتعامل مع التوراة كمصدر تاريخي بعيداً عن القدسية التي أسبغها عليها المؤمنون بها من اليهود والنصارى، وأن ننظر اليها كما ننظر الى غيرها من المصادر االتاريخية، وأن نناقش ما جاء فيها ، نتقبل ما تقوله بصدر رحب اذا كان يتفق مع الاحداث التاريخية ، ويوافق المنطق والمعقول، ونرفضه حين تذهب بعيداً عن ذلك[30].
ثالثاً : المصادر اليونانية والرومانية
تعد المصادر اليونانية والرومانية من أهم المصادر التي يعتمد عليها في دراسة التاريخ الكردي قبل الاسلام، وترجع اهميتها الى معاصرتها للاحداث التي اوردتها في معظم الاحايين، والى مشاهداتها الواقعية . وكان اغلب هؤلاء المؤرخين والجغرافيين من رعايا الدولة الاخمينية الفارسية (550 ـ 331 ق.م ) نظراً لاخضاعها المستعمرات اليونانية في آسيا الصغرى عام 546 ق. م[31]، فقد ولد الكثير منهم وتربوا فيها، وأتيح لبعضهم الذهاب الى العاصمة الأخمينية التي تقع في الجنوب الشرقي من بلاد الكاردوخيين[32].
ولا ريب ان هؤلاء قد عادوا الى بلادهم بروايات طويلة عما شاهدوه سواءً في البلاط الأخميني، أو من خلال مشاهداتهم في المناطق التي مروا من خلالها ومن ضمنها ـ بلاد الكردوخوي ـ التي تتوسط الطريق الملكي مابين العاصمة الأخمينية برسيبوليس القريبة من الخليج الفارسي – العربي والمستعمرات اليونانية في آسيا الصغرى، ومن هؤلاء المؤرخين والجغرافيين :
1 ــ هيرودوت Herodouts (484-425 ق.م):
ولد هيرودوت في مدينة هاليكارناسوس الدورية الواقعة في اقليم كاريا (بادرن -Badrnn )[33] في الجنوب الغربي من آسيا الصغرى، وكانت في السابق احدى المستعمرات اليونانية قبل ان تخضع للدولة الأخمينية[34].
ويعتبر هيرودوت اول من ذكر التسمية الخاصة ـ بالكرد أو القربية ـ والتي سبقت تسمية زينفون (430 ـ 354 ق.م ) بالكاردوخوي Karduchoi ، ولكنها في الواقع لاتسبق فترة احتلال الميديين والبابليين لبلاد آشور وعاصمتهم نينوي عام 612 ق.م[35]. وهذه التسمية ـ كارداكيس ـ قد ذكرها هيرودوت في معرض حديثه عن قوات كارداكيس غير النظامية التي كانت تشكل الطبقة الرئيسية في جيش الملك الاخميني دارا الاول (521 ـ 486 ق.م)[36]. وعلى الرغم من اختلاف المدلولين ـ الكاردوخوي وكارداكيس ـ بعض الشئ ، إلا أنهما لاتخالفان الحقيقة الخاصة باسم الكرد[37].
ويعتقد احد الباحثين الكرد ان منطقة كردا قد كتبت في المصادر المسمارية بشكل يجعل من لايعرف قواعد اللغة السومرية، يرى أن اسم المنطقة هو ( كرداكا ) وليس (كردا ) ، ولذلك عندما سمعها هيرودوت أو قرأها كتبها بالنطق اليوناني فتحول الاسم لديه الى (كارداكيس) والاحتمال كبير جداً ان هيرودوت لم يقصد بهذه التسمية سكان كردستان انفسهم وإنما قصد بهم سكان منطقة كردا[38].
ومن جهة اخرى تطرق هيرودوت الى إمارة حدياب (Adiabene ) الواقعة في بلاد آشور القديمة التي يحدها نهر الزاب الكبير شمالاً، والزاب الصغير جنوباً، ونهر دجلة غرباً ، وأهم مدنها اربا إيلو ( ار- اربي – هولير)، وقد خضعت هذه الامارة للدولة الأخمينية[39].
2 ــ زينفون Xenophon (430-354 ق.م):
ولد زينفون ابن جريلوس في اثينا، وهو مؤرخ اغريقي ينحدر من اسرة ارستقراطية كان من تلامذة الفيلسوف المشهور سقراط ( 496 ـ 399 ق .م ) ومعتنقي افكاره ، وبجانب قدراته التاريخية كان له المام كثير بفنون المعرفة كالاجتماع والسياسة والشؤون العسكرية[40].
انحاز زينفون الى كورش الأصغر (Cyrus The Young ) حاكم المقاطعة الأخمينية في آسيا الصغرى ( ليدية ) في حملته ضد أخيه المملك أردشير- أرتحشتا الثاني( 402 ـ 359 ق . م ) الذي تولى العرش بعد والده دارا الثاني (423 ـ 405 ق . م)[41].
كان اردشير يقيم في عاصمته طيسفون، بينما كان كورش يتخذ من سارديس عاصمة ليدية مقراً له، ومنها تقدم كورش مع افراد الحملة حتى وصل الى نهر الفرات وبعدها دخل ارض ما بين النهرين عند نقطة يسميها زينفون (الابواب)[42]. ثم التقى الجيشان في منطقة (خان اسكندر) شمال مدينة بابل[43] حيث قتل كورش وانسحب جيشه المؤلف من عشرة آلاف جندي من المقاتلين الاغريق المستأجرين تحت قيادة (كليرخوس ) الذي قتل بعد انسحاب الجيش باتجاه الشمال بمحاذاة نهر دجلة ، حيث تم انتخاب زينفون قائداً لهم الذي دون حوادث هذه المرحلة في كتاب اسماه اناباسيس Anabasis III .[44]
وقد لاقى الجيش الاغريقي بقيادة زينفون الكثير من الاهوال والمشقات خاصة بعد دخوله بلاد الكاردوخوي[45] عند مضيق زاخو[46] والى ان دخل ارمينيا باتجاه طرابيزون على بحر بنطس ( البحر الاسود) .
وقد وصف زينفون الكردوخيين بانهم قوم محاربون اشداء يعيشون في الجبال ولايطيعون الملك[47] ولهم خبرات جيدة باستعمال القوس والمقلاع ، وعندما كانوا يسيطرون على موضع ما يدحرجون الصخورعلى أعدائهم، وكانوا ينشدون عند الهجمات الاغاني الحربية السريعة ، ويذكر زينفون بأن هؤلاء الكردوخيون الذين ذكرهم لأول مرة عام 400 ق .م قد تمكنوا من الانتصار على جيش يبلغ تعداده 120 ألف رجل قاموا بشن هجوم على بلادهم ، كما ان الاغريق الذين كانوا بمعيته خسروا الكثير من رجالهم أكثر مما خسروا خلال فترة رحلتهم الطويلة[48].
3 ـــ سترابون Strabon (64ق.م-19م تقريبا):
جغرافي يوناني شهير ولد في القرن الاول الميلادي في اقليم كبادوكية Cappadocia أحد اقاليم آسيا الصغرى ، كتب مؤلفاً عن جغرافية العالم الموسوم بـ (Geographical ) في سبعة عشر جزءاً ، وصف فيها الاقاليم المعروفة آنذاك من بابل وآشور وكوردويين[49].
وجاء في جغرافية سترابون اشياء مفيدة عن الكرد وبلادهم حيث انه يحدد مقاطعة كَوردئين Gordyene بالمنطقة الواقعة بين مدينة آمد (دياربكر) وموش[50]، ويذكر اسماء ثلاثة مدن كردية تقع في هذه المنطقة وهي : ساريسا Sareisa [51]، ساتالكا Satalka[52] ، وبيناكا Pinaka [53]وجميعها تقع على نهر دجلة ، ويضيف أيضاً بأن بعضاً من الكوردوخييين يعيشون في مقاطعات ارمينيا وطوروس[54] و سوفيني[55].
وفي حديثه عن الدولة الارمنية يؤكد سترابون بأن الملك الارمني تيكران الكبير(140 ـ55ق.م) في اثناء قيامه بتوسيع حدود مملكته على حساب البلدان المجاورة، استعار عدداً من المهندسين المعماريين لبلاد كورديين وكلفهم ببناء القلاع والحصون له للدفاع عن مملكته ضد الهجمات الرومانية المحتملة[56]، وهذا يدل على ان الشعب الكردي آنذاك كان على جانب كبير من اتقان الاعمال الهندسية والفنية[57].
4 ــ بلوتارخ Plutarque (50-125م):
مؤرخ وفيلسوف يوناني ، درس في اثينا وعاش في روما، زار الشرق وكتب عن مشاهير رجال اليونان والرومان كتاباً يدعى بـ ( السير المقارنة)[58].
وقد تطرق بلوتارخ في حديثه عن مجريات الصراع الروماني ـ الارمني ـ الفرثي ـ البنطسي الى اخبار مهمة عن ـ دور الكرد ـ في ذلك الصراع ، خاصةً بعد ان تمكن الملك الارمني تيكران الكبير بالتنسيق مع حميه ميثرادات السادس (120 ـ 63 ق . م) ملك البنطس من احتلال بلاد كبدوكيا في آسيا الصغرى وميديا التابعة للدولة الفرثية في جنوب بحرقزوين وبلاد سوفيني الواقعة في شرق الفرات، اضافة الى بلاد كوردويين ، حيث قهر ملكها زاربيون Zarbienus.[59]
وفي هذه الاثناء قررت روما خوفاً على مصالحها في آسيا الصغرى وشمال بلاد مابين النهرين ارسال حملة عسكرية بقيادة القائد المشهور لوكولوس (109 ـ 57 ق . م ) لوقف الملك الارمني وحميه ميثرادات السادس عند حدهما واسترجاع المقاطعات التي سبق وان استوليا عليها من قبل[60].
ويضيف بلوتارخ ان الكرد (( فضلوا ترك مواطنهم مع نسائهم واطفالهم ليتبعوا لوكولوس، وكان صبر ملك الكرد (زاربيون) قد نفد من ظلم وطغيان الملك الارمني تيكران، لذلك اتصل سراً بـ ( إيبوس Apuis -) لكي يتحالف مع لوكولوس، إلا أن امره اكتشف عند تيكران الذي قضى عليه وعلى عائلته قبل وصول الرومان الى ارمينيا. وهكذا لم ينس لوكولوس هذا الحدث، فأقام بين الكرد احتفالاً كبيراً على شرف مراسيم دفن (زاربيون) وزين المأتم بأكداس من الالبسة والكسوة الملكية والذهب والفضة وأسلاب تيكران، وقد أوقد نار الاحتفال بنفسه، وشوهد في قصر ملك الكرد القتيل كنوز هائلة من الذهب والفضة وغلال لاتقل عن ثلاثة ملايين وزنة من الحنطة والشعير ))[61].
ورغم الاهمية القصوى للمصادر اليونانية والرومانية في دراسة التاريخ القديم للكرد فانه يؤخذ عليها بعض المآخذ منها:
1 ــ عدم وجود الدافع لدى مؤلفي هذه المصادر الذي يجعلهم عادلين في سردهم الحقائق عن رعايا الامبراطورية الاخمينية التي استولت على بلادهم[62].
2 ــ روح التعصب التي عرفت لدى المؤرخين الغربيين لحضارتهم وإظهارها كأنها أرقى من غيرها؛ وذلك عن طريق عرض نواحي الغرابة في الحضارات الشرقية التي عاصروها[63].
3- الاختلاف الحاصل في أصل الكرد وتاريخ أسلافهم وإنعكاس ذلك في مروياتهم[64].
4 ــ اعتمادهم على الروايات المنقولة والأساطير التي يشوبها الخيال، التي حيكت حول الاحداث التاريخية البعيدة نسبياً، مما يجعل كتاباتهم عن الاحداث غير المعاصرة لهم تنتابها عدم الدقة الى حدٍ بعيد[65].
[1] طه باقر: مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، بغداد مطبعة الحوادث 1973، 190 ص 475 ومابعدها ؛ احمد فخري : دراسات في تاريخ الشرق القديم ، القاهرة مكتبة الانجلومصرية، الطبعة الثانية (د.ت ) ص46؛ انطوان مورتكارت: تاريخ الشرق الادنى القديم ، دمشق (د . ت ) ص 33 ومابعدها ترجمة توفيق سلمان وآخرون ؛ ا.ج. اربري: تراث فارس، القاهرة دار الكتب العربية ، ص29 ومابعدها ترجمة: اساتذة كلية الآداب جامعة القاهرة ، باشراف يحيى الخشاب؛ جمال رشيد: تاريخ الكرد القديم، اربيل، جامعة صلاح الدين- كلية الآداب 1990 ، ص7 .
[1] محمد امين زكي : خلاصة تاريخ الكرد وكردستان منذ اقدم العصور التاريخية حتى الآن ، بغداد، الطبعة الثانية 1961 ،ج1 ص 60 ومابعدها، ترجمة: محمد على عوني؛ طه باقر: مقدمة ، ص76 .
[2] طه باقر : مقدمة ، ص 107.
[3] كهف زرزي: كهف صغير يقع في الجبال المقابلة لناحية سورداش التابعة لقضاء دوكان في محافظة السليمانية وجدت فيه اثار من اواخر العهد الحجري القديم والوسيط. جمال رشيد: تاريخ الكرد القديم ، ص 27 ؛ طه باقر مقدمة ، ص 132 .
[4] هزارميرد: كهف كبير يقع على بعد عدة كيلومترات جنوب مدينة السليمانية، نقب فيه الاستاذ بريروود عام 1928م وقد اسفرت التنقيبات عن اكتشاف ادوات من الحجر تعود الى العهد المستيري من العصر الحجري القديم، واسم هزارميرد تعني الف رجل في اللغة الكردية . طه باقر : مقدمة ، ص 132؛ جمال رشيد : تاريخ الكرد، ص27.
[5] طه باقر : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، ص 369 ، وهذه اللوحة معروضة الآن في متحف اللوفر بباريس.
[6] جمال رشيد : المرجع السابق ، ص 113.
[7] جمال رشيد ، المرجع السابق، ص33ـ34 ؛ طه باقر: التنقيبات والتحريات الاثرية في شمال العراق، مجلة المجمع العلمي الكردي ، بغداد العدد الاول المجلد الثالث 1975، ص649
[8] المرجع نفسه ، ص34
[9]جمال رشيد، المرجع نفسه، ص 104 ؛ وسكس اسم مدينة كردية تقع الآن في كردستان الايرانية باسم سقزمشتقة من اسم الاسكيثيين .
[10] احمد امين سليم : دراسات في تاريخ الشرق الادنى القديم ، العراق ، ايران ، الاسكندرية دار المعرفة الجامعية(د.ت) ، ص126 .
[11] مجيسير:منطقة تقع على بعد 18 كم شمال راوندوز احدى المدن الكردية التاريخية الواقعة شمال اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق .
[12] جمال رشيد : لقاء الأسلاف، الكرد واللان في بلاد الباب وشيروان، لندن رياض الريس للكتب والنشر ، 1994، ص 170 ـ 172.
[13] احدى المناطق الكردية الواقعة غرب بحيرة اورميه في كردستان الايرانية.
[14] كانت تسمى في السابق مدينة طوشبان Tushpan (وان) التي كانت عاصمة الدولة الاورارتية، وهي الآن احدى الولايات الكردية الواقعة شرق كردستان تركيا .
[15] محمد بيومي مهران : دراسات في تاريخ الشرق الادنى القديم ،ج10، اسرائيل، الاسكندرية 1979 ، ص 375 ـ 380.
[16] بطرس عبد الملك: قاموس الكتاب المقدس، القاهرة دار الثقافة الطبعة السابعة 1991 ، ص764.
[17] بطرس عبدالملك، المرجع السابق ، ص 830 .
[18] ينظر الكتاب المقدس: الاسفار تك 10:2، أخبار 1: 5، 2مل 17 : 6 و18 دا28:5 دا 8:6، أس19:1، عز2:6 ، 1ع9:2، 1ش17:13 .
[19] طه باقر : تاريخ ايران القديم ،جامعة بغداد 1979، ص39 ؛ بطرس عبد الملك : قاموس الكتاب المقدس، ص830.
[20] ومن الطريف ان احد المحسوبين على الكرد! اعد كتيباً صغيراً تحت عنوان براق !! ((الكرد في التوراة والانجيل)) بدعم مباشر من احدى المنظمات التنصيرية العاملة في كردستان العراق !! يدعي فيها ان الكرد قد اشير اليهم في التوراة والانجيل؟ رغم التفاوت الزمني بين نزول التوراة وذكر الميديين لاول مرة في التاريخ بأكثر من أربعة قرون تقريباً (الباحث ).
[21] محمد امين زكي : خلاصة تاريخ ، ص- ي.
[22] المرجع السابق ، ص 38.
[23] فلاديمير مينورسكي : الاكراد احفاد الميديين ، مجلة المجمع العلمي الكردي ، المجلد الاول ، العدد الاول، بغداد 1973، ص 560 ـ 563 ترجمة وتعليق: كمال مظهر احمد؛ توفيق وهبي: اصل الاكراد ولغتهم ، مجلة المجمع العلمي الكردي العدد الثاني 1974 ص 1 -24 ؛ سر ارنلد. تي.ويلسون : بلاد مابين النهرين بين ولائين، بغداد- دار الشؤون الثقافية العامة ،1992 ،ج3ص13 ترجمة: فؤاد جميل، مراجعة: علاء كاظم نورس.
[24] حسن بيرنيا : تاريخ ايران القديم، القاهرة (د.ت) ، ص68، ترجمة: محمد نور الدين والسباعي محمد السباعى.
[25] جمال رشيد : تاريخ الكرد القديم ، ص10.
[26] بطرس عبد الملك : قاموس الكتاب ،ص 933 ؛ محمد بيومي مهران : دراسات تاريخية من القران الكريم (1) في بلاد العرب، الاسكندرية دار المعرفة الجامعية، 1995 ، ص 126 ـ 127.
[27] رشيد الناضوري: المدخل في التطور التاريخي للفكر الديني، بيروت دار النهضة العربية ص 169 ـ 170 .
[28] مختصر يقصد به اسفار التوراة الخمسة وهي: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، والتثنية .
[29] الكتاب المقدس: الطبعة الكاثوليكية ـ بيروت 1960 نقلاً عن احمد سوسة : مفصل تاريخ العرب واليهود في التاريخ ، دمشق، الطبعة الرابعة 1975 ، ص 285 .
[30] محمد بيومي مهران : اسرائيل ، ص 263 ـ 296 .
[31] طه باقر : تاريخ ايران القديم ، ص 48.
[32] محمد امين زكي : خلاصة تاريخ الكرد وكردستان، ص 39.
[33] احمد امين سليم : دراسات في تاريخ الشرق ، ص136.
[34] حسن بيرنيا : تاريخ ايران القديم ، ص56.
[35] طه باقر : مقدمة في تاريخ الحضارات، ص528 ؛ انطوان مورتكارت : تاريخ الشرق الادنى ، ص324.
[36] جمال رشيد : دراسات كردية في بلاد سوبارتو، الامانة العامة للثقافة والشباب لمنطقة كردستان، بغداد، 1984 ص 137.
[37] المرجع السابق، ص 137 .
[38] جمال رشيد ، ص 137 .
[39] هنري س. عبودي : معجم الحضارات السامية ، عربي ـ فرنسي ـ انجليزي ، طرابلس لبنان جروس برس، الطبعة الاولى،1408 ـ 1988 ، ص 58.
[40] احمد امين سليم : دراسات في تاريخ الشرق الادنى، ص 148.
[41] جمال رشيد : دراسات كردية في بلاد سوبارتو، ص 118 هامش 2 .
[42] طه باقر : تاريخ ايران القديم ، ص 73.
[43] حسن بيرنيا : تاريخ ايران القديم ، ص 124؛ محمد امين زكي : خلاصة تاريخ ، ص108 هامش1.
[44] اناباسيس: معناها، البعث من الداخل، ترجمة الى اللغة العربية تحت عنوان ((حملة العشرة آلاف)).
[45] الكاردوخوي : تسمية جغرافية للسكان القدماء لمنطقة باختو Pakhtu التي كانت تقع ضمن الساتراب الثالث عشر للامبراطورية الاخمينية ، وقد عرفت فيما بعد باسم بوتا ـ بوهتان ـ بوطان القريبة من جزيرة ابن عمر، وقد كانت هذه التسمية فيما بعد اساساً لنظرية سادت كثير من المحافل العلمية على اعتبار ان الكردوخيين هم الاسلاف المباشرين للشعب الكردي، للاعتقاد السائد في التقارب اللفظي بين تسميتي الكاردو + خ + وي وبين كلمة الكرد، والى كون بلاد الكاردوخوي تشكل الآن المركز الاوسط لتجمع الكرد. ينظر محمد امين زكي : خلاصة تاريخية ، ص 39 ؛ جمال رشيد : دراسات ، ص 80و116ـ117
The New Encyclopedia Britannica, Volume_ Chicago 1973-1974 p.948; New Age Encyclopedia, Volume _17_
Sudny-London 1983, p9.
[47] طه باقر : تاريخ ايران القديم ، ص 74 .
[48] جمال رشيد : دراسات كردية ، ص 72 .
[49]طه باقر : مقدمة ، ص 109 ؛ محمد امين زكي : خلاصة تاريخ ،ص 41 ؛ جمال رشيد: دراسات ، ص7.
[50] محمد امين زكي : خلاصة تاريخ ، ص 41 .
[51] ساريسا : هي مدينة شاريشا التي ذكرها الملك الآشوري تيكلات بلاسر (1112 ـ 1074 ق.م)، كما ذكرها شلمانصر الثاني (1028 ـ 1017 ق.م) باسم شيريش وتدعى الآن (ارغانة صو) الواقعة شمال دياربكر في كردستان تركيا. انطوان مورتكارت: تاريخ الشرق الادنى، ص431 ؛ جمال رشيد : دراسات ، ص 120 -121 .
[52] ساتالكا : مدينة كردية تقع غرب ساريسا (شاريشا) كانت واقعة في مقاطعة كوردوئين. جمال رشيد : دراسات ، ص 46 .
[53] بيناكا (فنك): مدينة كردية اثرية ورد ذكرها في المصادر الجغرافية القديمة وتقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة على بعد 15كم من جزيرة ابن عمر في سفح جبل جياي ره ش (الجبل الاسود). عبد الرقيب يوسف : الدولة الدوستكية في كردستان الوسطى، بغداد- مطبعة اللواء 1972 ، ص42 هامش 4 ؛ ويذكر احد الباحثين النصارى ان فنك هي مركز كنسي قديم لمقاطعة بازبدي. مجلة بين النهري، عدد خاص 4، 1976 ص 7، هامش 4
[54] طوروس : تسمية ادارية شملت في العصور المتأخرة المنطقة الواقعة بين مقاطعة كوردوئين واقليم كابادوكية تمر بها السلاسل الجبلية الشهيرة بطوروس. ينظر الملحق رقم (1)
Cambridge Ancient History, Fel. Xll, The Sassanian Empire.
[55] سوثيني : تسمية ادارية لاحدى الممالك الصغيرة في شرق الامبراطورية البيزنطية خلال السنوات التي اعقبت ظهور النصرانية ، شملت المنطقة الواقعة على نهر زنيبي صو احد فروع نهر دجلة من الشمال ولحد الجنوب، وتقع في الجزء الغربي من كردستان تركيا ينظر الملحق رقم(1)
Cambridge Ancient History, Fel. Xll
[56] جمال رشيد : دراسات كردية ، ص 7
[57] محمد امين زكي : خلاصة تاريخ ، ص 109
[58] حسن بيرنيا : تاريخ ايران القديم ، ص 57 ؛ احمد امين سليم : دراسات في تاريخ الشرق ، ص 153.
[59] جمال رشيد : لقاء الاسلاف ، ص 191.
[60] مروان المدور : الارمن عبر التاريخ ، بيروت 1982 ، ص 149 ومابعدها .
Encyclopedia Britannica, Volume 14, P409,412,414. Plutarch, the life of the Noble Grecians and Roman, ((Lucullus)).
[62] احمد امين سليم : دراسات في تاريخ الشرق ، ص 131.
[63] محمد بيومي مهران : دراسات في تاريخ الشرق الادنى القديم ، جـ 1 ، مصر الكتاب الأول التاريخ الاسكندرية ، 1982 ، ص 61 .
[64] محمد امين زكي : خلاصة تاريخ الكرد ، ص 80 .
[65] طه باقر : تاريخ ايران القديم ، ص 45 ؛ أحمد امين سليم ، دراسات في تاريخ الشرق ، ص 132 ؛ ومن الجدير بالذكر ان هناك شكوك من قبل بعض المؤرخين حول وصول هيرودوت الى مناطق الشرق من عدمه ، وإنما اعتمد في سرده للتاريخ على الروايات الشفوية والكتابات اليونانية التي استقاها بالدرجة الاولى من آخرين. طه باقر: مقدمة في دراسة الحضارات، ص 108 ؛ جمال رشيد : تاريخ الكرد ، ص 137 ؛ وإن كان هناك آخرون يذهبون في كتاباتهم الى أن هيرودوت قد زار بلاد الشرق واعتمد في رواياته على مشاهداته الواقعية. ينظر: حسن بيرنيا : تاريخ ايران القديم ، ص 56 ؛ أحمد بدوي: هيرودوت يتحدث عن مصر، القاهرة 1966 ، ص 12 ؛ سيد احمد الناصري: الاغريق تاريخهم وحضارتهم ، القاهرة الطبعة الثانية 1982 ، ص 5 .