البحوث

معجم مصطلحات الإكليروس والفِرق المسيحية  

أ.د. فرست مرعي

 

  1. البابا: هي كلمة تعني أب وتستخدم للدلالة على المحبة، البابا هو أسقف روما ورأس الكنيسة الكاثوليكية ووفق العقائد الكاثوليكية خليفة القديس بطرس وله سلطة إدارية وتعليمية على الكنيسة الجامعة، وهو معصوم في حالة نادرة، عندما يعلن أنه يشرح العقيدة انطلاقًا من كرسي القديس بطرس.

يرأس البابا الكرسي الرسولي ( Sancta Seeds) نظرًا لكونه خليفة القديس بطرس، والذي يشكل الهيئة العليا لإدارة الكنيسة الكاثوليكية؛ وهو أيضًا رأس دولة الفاتيكان. كان للبابا في السابق دولة تعرف باسم الولايات البابوية، غير أن توحيد إيطاليا قد أدى لإنهائها، وأدت إلى نشوء دولة الفاتيكان عام 1929م بمثابة رمز لاستقلال الكرسي الرسولي عن أي سلطة سياسية في العالم. كان من نتائج التخلي عن الإدارة المدنية، حصر الاهتمام البابوي بأمور الدين والقضايا المتصلة به كالأخلاق. أما لقب البابا، فقد نشأ في الإسكندرية ونعت به أساقفتها، بكل الأحوال فإن التماثل باللفظ لا يشير إلى تماثل في نطاق الوظيفة، أو شرح المهام، على سبيل المثال فإن ولاية بابا الإسكندرية مكانية في مصر وجوارها، أما ولاية الحبر الروماني فهي عالمية. وساهمت البابوية في العصور القديمة على انتشار المسيحية وحسم الخلافات المذهبية والسياسية على حد سواء.

  1. الكاردينال: (جمع كرادلة) هو مركز رسمي لأسقف مسؤول في الكنيسة الكاثوليكية، وهو عضو مجمع الكرادلة وفي الكوريا الرومانية، ويعتبر(أمير) في الكنيسة. ويتم تعيين الكرادلة من قِبل البابا. يتولى الكرادلة مهمة انتخاب البابا القادم في حال وفاة البابا لكن يستثنى من هذا الانتخاب الكرادلة الذين يبلغون من العمر ثمانين عاماً أو أكثر. الكاردينال هو رجل دين مهمته انتخاب البابا أو أن ينتخب بابا. عدد الكرادلة الذين ينتخبون البابا 120 اما عدد الكرادلة الحاليين فهو 210 كردينال.
  2. المطران: بمعنى صاحب المدينة الأم أو الكبيرة – ميتروبولوتيس، رتبة كنسية تمنح للأسقف، يُشرف بلقب نيافة أو سيادة. بالسريانية حسيو أو معليو، وردت كلمة مطران في المصادر العربية أنه رئيس المدينة والقاضي الذي يفصل الخصومات بين المسيحيين . وهو يرأس كنيسة مدينة كبيرة أو عدة مدن صغرى أو دولة إذا كانت عدد الرعيّة قليل، وتُسمَّى الرقعة الجغرافية التي يرعاها أبرشية، وسابقاً كان يُرسم أساقفة للبلدات الصغيرة، يتبعون لأسقف المدينة الكبيرة (المطران). أمَّا في العصر الحديث فجميع الأساقفة تقريباً يحملون لقب مطران، باستثناء الكاهن الأرمل في بعض الكنائس الذي يُمكن أن يصبح أسقفاً في حالات قليلة، لكن لا يحق له أن يصبح مفريان أو بطريرك لأنه غير بتول، قديمًا حُصر رسم مطران بوجود أبرشية شاغرة، أمَّا حاليًا فيمكن رسامة مطران بدون أبرشية ويُسمَّى نائب بطريركي، واللقب لا يعني أن المطران نائب البطريرك في كل شيء، بل ينوب عن البطريرك في مهمة معينة فقط، فصلاحيات المطران النائب البطريركي أقل من صلاحيات مطران أبرشية ثابت .
  3. الاسقف: هو الأب المسؤول عن عدد من الكنائس داخل إقليم معين ويترأس القسوس والقمامصة القائمين على تلك الكنائس، ويتخذ الاسقف عادة الكنيسة الكبرى في الإقليم مقرا له وتعرف في هذه الحالة بال(كاتدرائية) ويوضع في جميع الكنائس كرسى خاص بالأسقف تقديرا لقامته الدينية، ولأهمية تلك الرتبة الدينية فإنه يتم اختيار الاسقف من بين الرهبان (القساوسة والقمامصة المتبتلين ساكنى الاديرة)، وهو أعلى الرتب الكهنوتية المسيحية (الإكليروس) وتليها كلا من رتبة (القسيسية – قس) ورتبة (الشموسية – شماس)، ولكل اسقف نطاق لخدمته وتسمى المناطق الواقعة ضمن نطاق خدمة الاسقف بالأبرشية وتعني (ولاية أو مقاطعة)، وتنقسم الرتبة نفسها إلى ثلاث درجات مرتبة حسب حجم ونطاق خدمته والذي يعرف كالتالى:

أ – الاسقف : رئيس قساوسسة وقمامصة الكنائس الواقعة داخل أبرشية جديدة أو صغيرة (مدن صغيرة وقرى).

ب – المطران:هو أُسقف كبير وذو أقدمية ويكون عادة اسقفا على الأبرشية المهمة (من        حيث الحجم، أو التاريخ، أو كلاهما)و في هذه الحالة يطلق على أبرشيته “مطرانية”، وكلمة مطران مشتقة من الكلمة اليونانية (متروبوليتيس) و التي تتكون من مقطعين (مترو:الام- بوليتيس:مدينة) فيكون معناها (صاحب المدينة الأم أو الكبيرة).

ج- البطريرك أو البابا: رئيس جميع المطارنة والأساقفة وصاحب أعلى درجة كهنوتية بالكنيسة، وكلمة بطريرك مشتقة من الكلمة اليونانية (باترى ارش) والتي تتكون من مقطعين (باترى:اب- ارش: رياسة) فيكون معناها كبير أو رئيس الاباء.

  1. كاهن أو كاهنة: وظيفة دينية وردت في معظم اللغات السامية لتفيد بهذا المعنى، وإن أختلف تحديد طبيعة هذه الوظيفة عبر الزمان والمكان، ومن منظومة دينية إلى أخرى، إلا أن الكهانة ارتبطت عادة بالشخص الذي يقوم بالإشراف على تقديم القرابين.
  2. القس: وهو أحد كهنة الكنيسة. والقمص: كبير القسوس في الكنيسة، وكلمة (قمص) مشتقة من كلمة يونانية بمعنى مدير أو مقام. أما الخورى ابسكوبس: فهو معاون الاسقف (خاصة في القرى).
  3. الشماس: هي كلمة سريانية وتقال باليونانية diakonos) – دياكونوس ) – وفي القبطية (ريف شمشى), جميعها تعني (خادم) والفعل اليوناني منها هو(دياكونيو- diakoneo) معناه يخدم وقد استخدمت في اليونانية الكلاسيكة للدلالة على خدمة المعابد. والشماس هو خادم الكنيسة وهو من يقوم بمعاونة الكاهن في أداء الخدمات الدينية والصلوات الكنسية، وقد ورد ذكر وظيفة الشماس لأول مرة في سفر أعمال الرسل (أعمال الرسل). حيث تم اختيار عدد من المؤمنين واشترطت فيهم اشتراطات معينة للقيام بعدد من الخدمات، وكانت الخدمة الاجتماعية هي أولى مسؤولياتهم للحد من انشغال الرسل الأوائل بالخدمة الدنيوية على حساب الخدمة الدينية الروحانية والخدمة الكرازية، ثم تحولت تلك الوظيفة إلى رتبة من رتب الخدمة الكهنوتية وهي (الشموسية). رتبة الشماسية هي ادنى الرتب الكهنوتية الثلاث في الكنيسة وتعلوها على الترتيب رتبة (القسيسية – قس) ثم رتبة (الاسقفية – أسقف)، ويعرف أصحاب تلك الرتب بالإكليروس، وهي كلمة يونانية يقصد بها خدام الكنيسة من أساقفة وقساوسة وشمامسة. كما تنقسم رتبة الشماسية نفسها إلى خمسة درجات كل منها لها صلاحياتها ودورها في الخدمة، وهي بالترتيب التصاعدى كالتالى :

أ – الابصالتس (المرتل): وعمله الترتيل وحفظ الالحان.

ب – الاناغنوستيس (قارئ): وعمله تلاوة القراءات اليومية في الكنيسة، تلاوة أسماء الاباء البطاركة الذين رقدوا في الرب (المتوفين)، والتسبيح، وترديد الالحان، والوعظ والتعليم.

ج – الايبودياكون (مساعد الشماس): وعمله ايقاد سرج الكنيسة، حفظ كتب الكنيسة وثياب الكهنة والخدام، تعمير المجامر، يساعد الشماس (الدياكون) وينوب عنه إذا دعت الحاجة، إلى جانب كل مهام الاغنسطس.

د – الشماس (الدياكون): إلى جانب الوظائف السابقة فيقوم الدياكون بالتنبيه على المصلين ببدء الصلوات وحفظ النظام والسكون أثناء الصلاة، تنظيف الهيكل وترتيب المذبح، قراءة الإنجيل في القداس الالهى، خدمة الارامل والمرضى والمحتاجين، الوعظ والتعليم، يتلو المردات من داخل الهيكل، يشترك مع الكاهن في جميع الصلوات الطقسية الأخرى كالعماد واللقان..

هـ – الارشيدياكون (رئيس الشمامسة):لا يقل عمره عن 28 سنة وان يكون ملما بكل وظائف المرتل والاغنسطس والايبودياكون والدياكون، وعمله يرأس جميع الرتب الشماسية ويدبر امورها ويحدد لها اعمالها، في حالة الضرورة يمكنه المساعدة في التناول بأذن من الكاهن.

  1. الرهبانية: الرهبنة والرهبانية في اللغة العربية تعني التخلي عن الدنيا والزهد فيها والابتعاد عن البشر والتفرغ للعبادة. وهي تعبّد المسيحيين الذين يعيشون حياة زاهدة ومعزولةً عادة، مكرّسة للعبادة المسيحية. بدأ تطور الرهبانية مبكّرًا في تاريخ الكنيسة المسيحية، متّخذًا نماذج ومُثُلًا من الكتب المقدسة، منها نماذج من العهد القديم، لكنها لم تكن مؤسسة في النص المقدس. ثمّ قُنّنت بالشِّرَع الدينية (منها شرعة القديس أوغسطين، وشرعة أنطونيوس الكبير، وشرعة القديس باخوم، وشرعة القديس باسيل، وشرعة القديس بينديكت)، وفي العصر الحديث، بالشرع القانونية للطوائف المسيحية التي تحوي أحكام الحياة الرهبانية. يسمى الذين يعيشون حياة رهبانيّة رهبانًا وراهبات. وكلمة راهب monk في الإنكليزية مشتقة من الإغريقية (موناكس)، أما كلمة راهب فهي مشتقة من(مونس) أي وحيد. ولم يكن الرهبان يعيشون في أديرة أول الأمر، بل كانوا يعيشون وحيدين، وهو ما توحي به كلمة مونس. فلمّا ازداد عدد الرهبان الذين يعيشون في البرية، بدؤوا يتجمعون وينظمون أنفسهم حسب تنظيمات تجمعات الرهبان القريبة. سريعًا، شكّل الرهبان مجتمعات لتوسيع قدرتهم على المحافظة على حياة زاهدة. يقول مؤرخ المسيحية روبرت لويس ولكن، “أسس الرهبان مؤسسة من أثبَت المؤسسات المسيحية، بتشكيلهم بنية اجتماعية بديلة في الكنيسة”. يسكن الرهبان عمومًا في أديرة، فبعضهم يعيش في مجتمع، وبعضهم منعزلًا. ولم يترك الزهّاد المسيحيون الأوائل أي آثار أركيولوجية مؤكدة، إلا تلميحات في الوثائق المكتوبة، ومجتمعات الراهبات العذارى اللاتي ركزن حياتهن على المسيح موجودة على الأقل منذ القرن الثاني، وكان أيضًا زهّاد منفردون، يسمّون (العبّاد)، وقد عاشوا لا في الصحراء لكن على أطراف الأماكن المسكونة، فهم لم يزالوا في العالم لكنهم زاهدون ويحاولون الاتحاد مع الله، وكان الرجل من زهّاد ما قبل مجمع نيقية عام 325م، يعيش حياة مفردة، ويصوم صيامًا طويلًا وكثيرًا، ويترك استهلاك اللحم والخمر، ولا يعول نفسه إلا بحرفة صغيرة، ولا يبقي من ماله إلا الضروري لبقائه، ويعطي الباقي للفقراء. وظهر شكل من (الرهبانية المبكرة) في القرن الثالث عشر بين مجموعة من المسيحيين السريان الذين شكلوا حركة (أبناء العهد). ويرى الاسقف اليوناني باسيليوس القيصري( المتوفى سنة 379م):” أن الأرثوذكسية الشرقية مشرّع رهباني مؤسس، ومثال على ذلك حياة آباء الصحراء.
  2. الراهب: الرَّاهِب (الجمع: رُهْبَان) من اعتزل الناس للتعبد. و”راهب” مشتق من الرهبة أو الجزع، والرهبة والجزع عبر عنها أشعياء عندما وصل إلى لحظات الإشراق فقال: “ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا مقيم بين شعب نجس الشفتين، لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود (أشعياء 6: 5). وفي اللغة القبطية يقول الأنبا غريغوريوس: “أن التعبير القبطي يستخدم للدلالة على كلمة راهب هو موناخوس ومنها أشتقت الكلمة اللاتينية Manchus والإنكليزية Monk والفرنسية moine وغيرها من اللغات الأخرى . وكل الكلمات في اللغات السابقة معناها (المتوحد) وذلك لأن المتوحد هو إنسان اعتزل الناس ليحيا بمفرده من غير زوجة وأولاد بعيدًا عن المجتمع والإنعزال عن المجتمع البشري.
  3. الكوريا الرومانية: هي الجهاز الإداري والتنفيذي والاستشاري الذي يساعد البابا في الفاتيكان على إدارة مهامه المختلفة، ويعتبر البابا نفسه رئيسًا للكوريا، وهو من يعيّن أعضائها ويعفيهم حسب مصلحة الكنيسة. كانت الكوريّا تتألف من سبعين كاردينالاً فقط غير أنه مع تزايد عدد أتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم وكذلك اتساع رقعة انتشارهم، قام البابوات يوحنا الثالث والعشرون و‌بولس السادس و‌يوحنا بولس الثاني بتوسعة العدد حتى استقر على 120 كاردينالاً ناخبًا، أي أقل من الثمانين من العمر، وحاليًا إلى جانب الكرادلة، هناك عدد من الأساقفة والقسس من ذوي لقب (خور اسقف) يخدمون في بعض أجهزة الكوريا الصغيرة. ويأتي بعد البابا في الكوريا، رئيس وزراء الفاتيكان، وغالبًا ما كان يتمتع في السابق بلقب “أمير” أو “كونت”، وأيضًا غالبًا ما اختاره البابوات من أصدقائهم أو أقاربهم لكونهم محل ثقة، كما عيّن البعض علمانيين في المنصب، وهو من يشرف على سائر أقسام الكوريا التي ومنذ نشوؤها في القرن السادس عشر وهي تشمل المجامع والمجالس البابوية واللجان الحبرية والمكاتب. وأعيد تنظيم شؤون الكوريا مرارًا عديدة في الماضي، سيّما في أعقاب المجمع الفاتيكاني الثاني الذي ختم أعماله عام 1965م، وكان أول من بدأ عملية إعادة التنظيم هو البابا بولس السادس عام 1967م وتلاه يوحنا بولس الثاني بدستور الراعي الصالح الذي أصدره العام 1988م، غير أن التعديلات في بنية اللجان والمجالس على وجه الخصوص، وهي التي تلي المجامع في الأهمية، لم تتوقف وفق حاجة الكنيسة، بعد إصدار دستور “الراعي الصالح” سواءً في عهد  البابا يوحنا بولس الثاني أم في عهد البابا بنيديكتس السادس عشر.
  4. اليسوعيون: يسوعيون (باللاتينية: Societas Iesu)  ) أو الرهبنة اليسوعية، هي واحدة من أهم الرهبنيات الفاعلة في الكنيسة الكاثوليكية، ومن أكبرها. تأسست على يد القديس إغناطيوس دي لويولا في القرن السادس عشر أيام البابا بولس الثالث في إسبانيا، كجزء من الإصلاح المضاد، وأخذت على عاتقها مهمة التبشير ونشر الديانة في العالم الجديد. مكثت الرهبنة اليسوعية من أقوى منظمات الكنيسة الكاثوليكية المؤثرة، واصطدمت أواخر القرن الثامن عشر ببعض السلطات الأوروبية ما دفع إلى حلّها عام 1773م وهو القرار الذي ألغي عام 1814م على يد البابا بيوس السابع. عند تأسيسها اعتبرت الرهبنة اليسوعية “الأكثر حداثة ودلالة، لقد جسدت الكفاءة والفاعلية اللتين ستصبحان سمتين مميزتين للحضارة الحديثة”، ولقد رفع مؤسسها إغناطيوس إلى مرتبة قديس عام 1622م. تتواجد الرهبنة اليسوعية في 112 منطقة جغرافية موزعين على قارات العالم الست، ومركزها الرئيسي يقع في روما، وتتبع نمط الإدارة اللامركزية، وتدير أعدادًا كبيرة من المدارس، والجامعات، والمشافي، ودور العجزة، والمكتبات، وتهتم بالحوار المسكوني، والتطوير اللاهوتي، والعدالة الاجتماعية. يعرف المنخرطون في هذه الرهبنة باسم “جنود الله”، نظرًا لخلفية مؤسسها العسكرية، والطاعة التي توليها قواعد الرهبنة أهمية بالغة. في 13 مارس 2013م انتخب أحد أعضاء هذه الرهبنة بابا باسم البابا فرنسيس. ففي 15 أغسطس/ آب عام 1534م، قام إغناطيوس دي لويولا مع ستة من زملاءه في جامعة السوربون بتأسيس جمعية “أصدقاء في الرب”. وفي عام 1537م سافروا إلى روما لنيل الترخيص الكنسي القانوني من البابا بولس الثالث، فنالوه ثم أكملوا دراساتهم اللاهوتية وغدوا كهنة في البندقية، حيث وضع إغناطيوس دستور الرهبانية التي صادق عليه البابا في 27 سبتمبر/ إيلول عام 1540م، وهو ما غدا الذكرى الرسمية لتأسيس الرهبنة. حدد البابا العدد الأقصى لأعضاء الجمعية بستين عضوًا، ثم عاد وألغى الحد الأعلى في مارس 1543م، واختير لويولا رئيسًا عامًا للجمعية، التي نما أعضائها وطفقوا في أنحاء أوروبا يؤسسون المدارس والكليات والمكتبات. درّس اليسوعيون الفلسفة واللاهوت، إضافة إلى العلوم التطبيقية الحديثة في ذلك العصر، وساندوا النزعة الإنسانية بل كانوا “محركي الثقافة الإنسانية المعاصرة في الفلسفة”، وشددوا على أهمية التكافل والتعاضد بدلاً من التقاتل. وعلى صعيد العلم التطبيقي، وحسب شهادة معاصرة “كانوا رواد علم المستحاثات ضد التصورات الساذجة لذلك العصر”، وكانوا “أبطال تربية نشيطة، ومناهج دراسية حديثة”. عمل اليسوعيون كمعلمين واساتذة في الجامعات ومربيين لملوك أوروبا الكاثوليك، واليوم يدير اليسوعيين عدد كبير من الجامعات والكليات والمدارس الثانوية والمدارس المتوسطة أو الابتدائية في عشرات البلدان. ومنها جامعات مرموقة تحتل والتي حسب التصنيف الأكاديمي تحتل بين أفضل 100 جامعة في العالم، مثل جامعة جورجتاون وجامعة النوتردام في الشرق الأوسط، ويملك اليسوعيين عدد كبير من المدارس بالإضافة إلى جامعة القديس يوسف في بيروت. وخرّجت مدارسهم وجامعاتهم نخبة وصفوة المجتمعات الغربية. ويرأس الرهبنة اليسوعية، الرئيس العام الذي يدعى أيضًا الأب العام، وينتخب الرئيس العام من قبل الهيئة العامة للرهبان اليسوعيين لمدى الحياة، أو حتى استقالته. ويجب مصادقة البابا على هذا الانتخاب. للرئيس العامة صلاحيات إدارية وتنظيمية واسعة في ضبط عمل الرهبنة، ويعاونه مجموعة من المساعدين عادة يكون عددهم أربعة فأكثر، ويشكلون لجنة استشارية عليا بالنسبة له. كذلك يوجد عدد من المساعدين الإقليميين، الذين يعاونون في الوقت نفسه الرؤساء الإقليميين المختارين من قبل الرئيس العام، والذين يخضع لهم إداريًا الرهبان ومؤسسات الرهبانية في الإقليم الجغرافي المحدد بنظام الرهبنة، متمتعين أيضًا بصلاحيات إدارية واسعة، إذ إنّ الرهبنة اليسوعية تتبع نظام لا مركزي في الإدارة. مقر الرئيس العام وأعضاء المجلس الاستشاري في روما، ويجتمع الرؤساء الإقليميون سنويًا في المقر الأم في روما، ويشارك في الاجتماع ممثلين منتخبين من الرهبان بحسب الأقاليم الجغرافية اليسوعية؛ وترسم في الاجتماعات السياسة العامة للرهبانية، وتضطلع بشؤون انتخاب الرئيس العام الجديد في حال شغور المنصب.
  5. الدومنيكان: رهبنة أسسها القديس دومينيك عام 1215م، بدأت نشاطها في مدينة طولوز بفرنسا، وكانت أولَ رهبنة كاثوليكية تأخذت على عاتقها التبشير بالعقيدة المسيحية، وهي مهمة كانت تُعتبر من قبلُ وقفاً على الأساقفة (ومندوبيهم) وامتيازاً لهم. وقد تميّز الدومينيكان الأولون بثقافة تخطّت اللاهوت إلى دراسة فلسفة أرسطو كما عرفته أوروبا، وإلى محاولة التوفيق بين اللاهوت والفلسفة أيضاً. ولد القديس (دومنيك Domingo ) في مدينة كالاروكا في مقاطعة قشتالة الواقعة في شمال أسبانيا سنة 1170م، وترعرع تحت كنف عمه الذي كان قسيساً. ساهم دومنيك في الحملة الصليبية ضد “الالبجنسيين” (فرقة مسيحية زاوجت في إنكارها بين المسيحية والمانوية، لذلك اعتمدت على الزهد والتقشف كمنهج لحياة أنصارها، حوربت هذه الفرقة بشدة وقسوة متناهية من قبل باباوات روما). عن طريق الوعظ والإرشاد وأمضى في ربوعهم عشر سنوات 1205- 1216م حيث تنطلق منها زرافات الرهبان إلى الأماكن الأخرى، وأمست الفرقة ذات تأثيرات كبرى عند وفاة المؤسس سنة 1221م. إذ قامت بأدوار هامة في المجالات الدينية في المدن والجامعات، وبرز من بين صفوفهم إثنان من عمالقة الفلسفة في أوربا هما: البرتوس ماكنوس، وتوماس اكويناس. ولقد انتشرت فرقة الدومنيكان في كافة أرجاء العالم وخاصة في آسيا الغربية، ولقد لعب هؤلاء الدومنيكان أدواراً خطيرة في الاتصالات التي جرت بين البابا والملوك الصليبيين من جهة والمغول من جهة أخرى لغرض إنقاذ الممالك الصليبية في المشرق الإسلامي. ومن جانب أخر فأن البابوية اعتمدت على الدومنيكان في محاكم التفتيش التي أنشأتها في المرحلة الأولى لمحاربة الفرق المهرطقة والمضلة حسب وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية، وقد وصل الأمر بالدومنيكان أن شبهوا أنفسهم بكلاب الله Domini Canes في اصطياد الهراطقة وللمحافظة على الرعية المسيحية ضد الذئاب الضاربة (المهرطقين).
  6. الكبوشيون: هي رهبنة كاثوليكية نشأت عام 1525م بوصفها حركةً إصلاحية ضمن نطاق الرهبنة الفرنسيسكانية، حيث استقلت عنها نهائياً عام 1619م.
  7. الكرمليون: وهم رهبنة كاثوليكية نشأت في القرن الثاني عشر الميلادي في مملكة بيت المقدس الصليبية، وهو المكان المذكور في الكتاب المقدس والمقترن بالنبي إيليا، حيث قبل الله قربانه في قمته ضمن التحدي مع كهنة بعل نشأت طائفتهم في أول الأمرعلى جبل الكرمل شمال حيفا في فلسطين، ثم نزحوا إلى قبرص عام 1238م، ومنها الى أوروبا. واسمها الرسمي رهبنة إخوة سيدة جبل الكرمل، ويعرفون أيضًا باسم الكرمليون أوالكرمليت، وتعتمد في روحانيتها على النبي إلياس ومريم العذراء بشكل خاص. وضع قانون الرهبنة حسب التقليد القديس برتولد، وكانت تعتبر من الرهبنات القانتة، وعلى العكس من الرهبنات العاملة، يقضي أعضائها أغلب حياتهم داخل الدير بداً من العمل الاجتماعي خارجه، وينفقون أغلب يومهم في الصلاة والتأمل فحسب. لاحقًا أجرت الرهبنة الكرملية إصلاحات في قوانينها وشاركت في مجمع ترنت الإصلاحي، غير أنها حافظت على جزء منها يتبع قوانين الرهبنة القانتة، أو النسكية، وتحديدًا الفرع النسائي من الرهبنة، إلى جانب الفرع الرجالي والفرع النسائي، هناك فرع الرهبنة الثالثة لأناس مدنيين يبقون في العالم ولا يعيشون في الدير ويتزوجون أيضًا إنما يلتزمون بفروض وروحانية الرهبنة. من ضمن قوانين الرهبنة القانتة، كان افتتاح النهار بالقداس الإلهي، ثم بعض الأعمال الخدمية داخل الدير يليه صمت وتأمل حتى اليوم التالي مع ساعات نوم محددة. يمتنع الرهبان الكرمليون عن تناول اللحم طيلة حياتهم، ويصومون بدءًا من 14 سبتمبر/ إيلول في عيد الصليب وحتى عيد الفصح في أبريل/ نيسان. إلى جانب الوجود التاريخي في فلسطين وقبرص وصقلية ومالطا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، فإن الانتشار الحالي يشمل أيضًا أستراليا وألمانيا وكندا وتشيلي وموزمبيق وسنغافورة والبرازيل والولايات المتحدة. يتميز الرهبان والراهبات الكرمليين بالثوب البني الطول، وتتشح الراهبات أيضًا بغطاء لرأس أسود اللون على خلفية بيضاء. أشهر رهبان الرهبنة الكرمليين هم تيريزا الأفيلاوية ويوحنا الأفيلي وتريزا الطفل يسوع، وثلاثتهم من معلمي الكنيسة الجامعة فضلًا عن يوحنا الصليب. والقديسة إديت شتاين، الألمانية الكاثوليكية من أصل يهودي، والتي لقيت حتفها خلال مقاومتها هتلر، ومساعدة هاربي الهولوكست. والأخت لوسيا التي كان قد سبق وهي في حداثة عمرها أن جرت معها الخوارق المعروفة في الكنيسة الكاثوليكية باسم “سيدة فاطمة”.
  8. اللعازريون: رهبانية كاثوليكية فرنسية. ويطلق عليهم كذلك لقب الفنسانيين) أنشأها في باريس عام 1625م القديس فنسان دو بول، وهي تُعْنَى بالتعليم في المقام الأول. أسّس جمعية “آباء او كهنة الرسالة” القديس منصور دي بول فى فرنسا، لما أراد أن يواصل رسالة المسيح فى العالم لتبشير المساكين وشفاء منكسري القلوب، فأسّس الجمعية سنة 1625م للكرازة فى القرى ولتكوين كهنة المستقبل. والاسم الشائع للجمعية هو “الآباء اللعازريون”، نسبة لدير القديس لعازر بباريس، الذي سكن فيه الآباء المرسلون الاولون، وتتكون “العيلة المنصورية” من رهبانيتين أساسيتين، هم:

أ- رهبانية “آباء او كهنة الرسالة”- وتاريخ تأسيسها سنة 1625م- للتبشير فى القرى والأحياء الشعبية وللتكوين الكهنوتي والرهباني والعلماني”.

ب- رهبانية “بنات او راهبات المحبة” ويعود تأسيسها للقديس منصور دي بول بمساعدة القديسة لويزة دي مارياك سنة 1633م. وهدفهم خدمة الفقراء والبؤساء جسديًا وروحيًا. وكان قد وصل أول فوج من الآباء اللعازريين لمصر فى 28 يناير/ كانون الثاني  عام 1844م، واستقروا فى مدينة الاسكندرية.

  1. الاوغسطينيون: إحدى الرهبانيات الكاثوليكية مؤسسها القديس أوغسطين، سافر أتباعه إلى الهند الشرقية في  18 مارس/ آذار 1578م وكانوا مستقرين في مضيق هرمز مدخل الخليج العربي منذ سنة 1576م، ومن هناك توغلوا في إيران في عهد الشاه عباس الأول(1571 – 1629م)، وقد أحسن إليهم هذا الشاه الصفوي.
  2. الكاثوليك: المسيحية الكاثوليكية أو الكَثُلِيَّة أو الكَثُلِكِيَّة هو مصطلح واسع يصف مجموع المؤمنين، ومؤسسات، وعقائد، ولاهوت، وقداس، وأخلاق، وقيم الروحية للكنيسة الرومانيّة الكاثوليكية. يصف مصطلح الكاثوليكية جميع الكنائس المسيحية التي تقر بسيادة البابا والتي تجمعها شراكة مع الكرسي الرسولي، وتعتبر الكاثوليكية أكبر طوائف الدين المسيحية، يقع مركزها الروحيّ في مدينة الفاتيكان، مقر بابا الكاثوليك، يتواجد أتباعها في كثير من دول العالم وخاصًة في جنوب أوروبا وأمريكا اللاتينية.

وبخصوص تنظيم الكنيسة، يوجد داخل الكنيسة الكاثوليكية مجموعة من التقاليد الكنسية، فإلى جانب التقليد الروماني اللاتيني الذي ينتمي له غالبية الكاثوليك، تحتضن الكنيسة خمسة تقاليد شرقية تتبعها (24 ) كنيسة كاثوليكية شرقية. جميع هذه التقاليد والمرجعيات لها تنظيمها الخاص وقيادتها الذاتية تحت سلطة البابا، وهي محمية من أي محاولة لتحويلها للتقليد اللاتيني.

ومن الطوائف المسيحية الكاثوليكية الشرقية:

أ- كنيسة الروم الكاثوليك

ب – كنيسة السريان الكاثوليك

ج – الكنيسة المارونية

د- الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية

هـ – الكنيسة الكاثوليكية القبطية

و – كنيسة الأرمن الكاثوليك

ز – كنيسة اللاتين في القدس

وتأتي الكنيسة الكاثوليكية في مقدمة الطوائف المسيحية انتشارًاً حول العالم، حوالي 1.2 مليار نسمة (17.33% من البشرية، 51.4% من المسيحية)؛ الغالبية العظمى من أتباع الكاثوليكية هم أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ذووي التقليد الطقسي اللاتيني وتصل أعدداهم 1.19 مليار، في حين أنّ أتباع الكنائس الكاثوليكية الشرقية تصل أعدادهم إلى 17.2 مليون.

وجدت الدراسة التي أعدّها ؛مركز (بيو) حول الدين والحياة العامة” لعام 2011م أنّ المسيحية الكاثوليكية تأتي في مقدمة الطوائف المسيحية وهم حوالي 1.13 مليار نسمة (17.33% من البشرية، 51.4% من المسيحية)، يشكل المنتمين إلى الطقس اللاتيني الغالبيّة العظمى من أتباع الكنيسة الكاثوليكية وتصل أعدادهم إلى 1.1 مليار نسمة.

وتتصدّر البرازيل قائمة أكبر عدد سكان في العالم من الكاثوليك (حوالي 134 مليون)، تحتوي البرازيل وحدها على عدد من الكاثوليك بشكل أكبر مما في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا مجتمعة. وجدير بالذكر أن أكبر عشرة دول كاثوليكية من حيث عدد السكان تحتوي على أكثر من نصف (56%) من الكاثوليك في العالم. معظم البلدان التي لديها أكبر عدد من السكان الكاثوليك لديها أغلبية كاثوليكية. وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة تعد دولة لديها غالبية بروتستانتية، إن أن لديها رابع أكبر عدد من السكان الكاثوليك في العالم الا أنّ نسبة الكاثوليك في البلاد هي 24%. هناك 67 بلدًا في العالم فيه الكاثوليك يشكلّون غالبية السكان.

ويقطن حوالي نصف كاثوليك العالم في الأمريكتين (حوالي 40% يتواجدون في أمريكا اللاتينية)، في حين أنّ 24% من كاثوليك العالم موجودون في أوروبا، خصوصًا في جنوب وغرب أوروبا، وتحوي القارة الأفريقية 16.1% من كاثوليك العالم. أمّا آسيا وأوقيانوسيا فتحوي 12.0% من الكاثوليك في العالم. أما في الشرق الأوسط فيعيش فيها 0.5% من كاثوليك العالم ويقطنون بشكل خاص في لبنان، وفلسطين، وسوريا، والعراق، ودول الخليج العربي ودول المغرب العربي.

18- الفرق بين الكنيسة الكاثوليكية والارثوذكسية

حتى عام 451 ميلادية، كانت المسيحية متمايزة إلى كنيستين شرقية وغربية، تختلف نظرة كل منهما تجاه بعض المسائل العقدية المتعلقة بالمسيح والثالوث وغيرها، لكن في عام 451م وقع حدث كبير تسبب في انفصال واستقلال كل كنيسة عن الأخرى وإلى الأبد، إنه انعقاد مجمع خلقدونية المسكوني.

 

المجمع المسكوني بشكل عام عبارة عن مؤتمر من الشخصيات الكنسية والخبراء اللاهوتيين، الذي يعقد لمناقشة وتسوية الأمور الخاصة بعقيدة وممارسة الكنيسة، وتقوم هذه الشخصيات التي يجري إحضارها من جميع أنحاء العالم بالتصويت، وهو ما يعني موافقة كامل الكنائس المسيحية على ما تم إقراره، وجرى عقد المجالس المسكونية السبعة الأولى، المعترف بها من قبل كل من الفروع الشرقية والغربية للمسيحية الخلقدونية، بدعوات من أباطرة الإمبراطورية الرومانية المسيحية، الذين فرضوا أيضًا بعض القرارات داخل تلك المجالس عبر كنيسة الدولة للإمبراطورية الرومانية.

ومجمع خلقدونية هو مجلس الكنيسة الذي عقد في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) إلى الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 451م، في خلقدون، وهي مدينة إغريقية قديمة في آسيا الوسطى على مضيق البوسفور، وهي منطقة كاديكوي في مدينة إسطنبول حاليًا. هذا المجمع هو المجلس الرابع المسكوني من قبل الكنيسة الكاثوليكية، والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، ومعظم البروتستانت، وكان أهم إنجاز له هو إصدار (التعريف الخلقدوني).

هذا التعريف يقول إن المسيح “معترف به في طبيعتين تأتيان معًا في شخص واحد وأقنوم واحد”، وكانت أحكام هذا المجلس وتعريفاته بشأن الإلهية نقطة تحول هامة في المناقشات المسيحية العلمية. هناك أقلية من المسيحيين لا يتفقون مع تعاليم هذا المجلس. إن التعريف الرسمي لـ(طبيعتين) في المسيح كان مفهومًا من قبل منتقدي المجلس في ذلك الوقت، ويفهمه العديد من المؤرخين واللاهوتيين اليوم، إلى جانب المسيحيين الغربيين والأنطاكيين وغيرهم ممن لا يعتقد في هذه الطبيعتين الذين يؤمنون أن المسيح واحد.

نتيجة لهذه التعريفات، حدث الانشقاق الكبير بين الكنيستين الشرقية والغربية، وتجمعت كنائس الشرق تحت قيادة كنيسة الإسكندرية، وعرفت بالكنائس الأرثوذكسية، فيما توحدت كنائس الغرب تحت قيادة الكنيسة الرومانية (الفاتيكان حاليًا) وسميت بالكنائس الكاثوليكية. وفي القرن الحادي عشر الميلادي انفصلت أيضًا كنائس كل من القسطنطينية والكنيسة اليونانية والكنائس اللاتينية وأصبحت هي أيضًا ضمن الكنائس الأرثوذكسية.

 

  • – الكاثوليك يؤمنون بأن الروح القدس منبثق من الأب والابن Filioque: . والارثوذكس يؤمنون بانبثاق الروح القدس من الأب. وهذه إضافة تاريخية لم تَرِد في قانون الإيمان النيقاوي عام 325م.
  •  الكاثوليك يؤمنون بأن السيدة العذراء مريم حبل بها بلا دنس الخطية الأصلية وفي هذا الاعتقاد تساوَت السيدة العذراء المخلوقة بالسيد المسيح وهو الله الخالق الذي وحدة فقط حُبِلَ بلا دنس الخطية الأصلية، وهذا مُحال أن يسوى المخلوق بالخالق. والأرثوذكس يؤمنون بأن السيدة العذراء ولدت كآي إنسان أخر ومثل الأنبياء القديسين، وإلا ما كانت الحاجة للفداء إن كان بعض البشر بإمكانهم الخلاص بدون المسيح؟!
  •  المطهر: فيعتقد الكاثوليك أن الإنسان بعد موته يقضى فترة من العذاب في المطهر ثم بعد ذلك ينتقل إلى النعيم الأبدي. والأرثوذكس لا يؤمنون بالمطهر، فهذه العقيدة ضد إيمان الاثوذكس، وضد عمل المسيح في الفداء، لأنه لا توجد مغفرة إلا بدم المسيح.
  •  يؤمن الكاثوليك بالغفرانات: أي من حق الباباوات والأساقفة أن يعطوا غفرانًا لمدة معينة نتيجة لعمل معين خاص أو منح هذه الغفرانات القانون بناء على قرارات سابقة لبعض الباباوات. ولكن عقلاء الكاثوليك ينكرونها حاليًا على اعتبار أنها فساد في التاريخ انتهى زمنه.
  • يؤمن الكاثوليك برئاسة بطرس الرسول للكنيسة ولزملائه الرسل: كأنة وحدة خليفة المسيح إذ يعتقدون أن بطرس هو مؤسس كنيسة روما رغم أنة كان يخدم مع بولس الرسول الذي أسسها.. وبابا روما هو خليفة بطرس الرسول لذلك يعتقدون أن بابا روما هو خليفة المسيح على الأرض وهو الرئيس المنظور للكنيسة الجامعة الرسولية. ويؤمنون بعصمة البابا من الخطأ وهو أثناء إلقاءه بيانًا وهو على كرسي الكاتدرائية لأنة يكون مقودًا بالروح القدس حسب تعبيرهم . والاثوذكس لا يؤمنون بعصمة البابا من الخطأ!
  • يجوز الزواج بين الكاثوليك وغير المسيحي: أحيانًا يسمحون لرجل الدين غير المسيحي بالاشتراك في شعائر هذا الزواج ويجوز أيضا الزواج الكاثوليكي وبين غيره من المسيحيين.
  • لا يعتقد الكاثوليك بإمكانية الطلاق حتى لعلة الزنا: الأمر الذي ينتج عنة انتشار الزواج المدني في الغرب هو وما من زيجات يصعب الإفلات منها في حالة الخيانة الزوجية. وهذا الأمر ضد الكتاب المقدس صراحةً (مت 5: 31، 32).
  • لا يسمح الكاثوليك بزواج الكهنة. أما الكنيسة الأرثوذكسية فتسمح بزواج الكهنة قبل رسامتهم فقط إذ توفيت امرأته بعد رسامته فلا يجوز له أن يتزوج بامرأة ثانية، وأما الكهنة الرهبان فلا يسمح لهم بالزواج لا قبل ولا بعد رسامتهم.
  • الكاثوليك يؤجلون مسح الأطفال بالميرون إلى سن 8 سنوات (= التعميد). أما الارثوذكس فلا يؤخرون دهن الأطفال المعمدين بزيت سر الميرون بل في الحال بعد عمادهم مباشرة يدهن المعمد (سواء كان طفلًا أو كبيرًا ذكرا كان أم أنثى) فيدهن 36 رشمة لينال المؤمن به موهبة الروح القدس وحماية له من الشيطان. ويلاحظ أنه في حال معمودية الكبار (نساء أو رجال)، يتم الدهن بزيت الميرون في الأجزاء الظاهرة فقط من الملابس مثل الرأس، الوجه، اليدين.
  • عدم مناولة الأطفال وأجراء طقس المناولة الأولى من سن 8 سنوات في حالة الكاثوليك. آما الاثوذكس فبمجرد أن يتم العماد يمكن للطفل أو للشخص المعمد أن يتناول ولا يؤخر ذلك أبدًا لأنه اتحاد بالرب يسوع وفي ذلك قوة وحصانة.
  • إلغاء الكاثوليك لغالبية الأصوام، فنظام وطقس الكاثوليك في الصوم غريب جدًا فهم يفطرون إفطارًا كاملًا في يومي السبت والأحد ويصومون يوميّ الأربعاء والجمعة صوم كامل، أما أيام الاثنين والثلاثاء والخميس فتُسَمَّى عندهم أيام بياضي أي يأكلون فيها البيض واللبن ومستخرجاتها.
  • عدم التغطيس في المعمودية والاكتفاء بسكب طبق صغير على رأس الطفل عند الكاثوليك. أما الاثوذكس فلا يستخدمون الرش على الإطلاق في المعمودية بل بالتغطيس باسم الأب والابن والروح القدس.
  • الكاثوليك يقدمون القربان المقدس من الفطير، والارثوذكس يقدمون القربان المقدس من الخمير.
  • فترة الصوم الأفخارستي عند الكاثوليك: عدم الاحتراس تسع ساعات قبل التناول والاكتفاء بساعتين بالنسبة للأكل ونصف ساعة بالنسبة للشرب.
  • الكاثوليك يقومون بإقامة أكثر من قداس على نفس المذبح في يوم واحد.
  • – الكاثوليك يسمحون للكاهن أن يصلي ويتناول في أكثر من قداس في اليوم الواحد.
  • الكاثوليك يسمحون للراهبات بمناولة الجسد للمرضى في المستشفيات.
  • ا الكاثوليك يسمحون للشمامسة بحمل الجسد لمناولة درجات الكهنوت المتعددة.
  •  الكاثوليك يبرئون اليهود من سفك دم المسيح منذ عام1965م. عقب المجمع المسكوني الثاني بزعامة البابا بولس السادس. أما الأرثوذكس فلا يبرئون اليهود لأنهم طالبوا بيلاطس البنطي بصلبة ينظر: (إنجيل يوحنا 6:19)،) (يو 15:19)، (إنجيل متى 25:27)، (إنجيل مرقص 13:15)، (مر 15:15)، (إنجيل لوقا 22:23)، (لو 23:23).
  • ا الكاثوليك يسمحون للعلمانيين(= غير رجال الدين – الاكليروس) رجالًا ونساءً بدخول الهيكل وقراءة الأسفار المقدسة أثناء القداس.
  • المذبح قد لا يتخذ اتجاه الشرق عند بعض الكاثوليك: عدم الاتجاه للشرق في الصلاة.
  • الكاثوليك يقبلون قيام أي شخص بالعماد حتى لو كان هذا الشخص غير مسيحي.
  • مناولة غير المؤمنين (وهذه يمارسها الأساقفة الكاثوليك بدون قرار واضح رسمي من الفاتيكان).
  • يؤمن الكاثوليك بخلاص غير المؤمنين كما قرر المجمع الفاتيكاني الثاني في دستورهم الرعوي عام 1965م أن مَنْ لم يؤمن ولم يعمد من كافة البشر سوف ينالون الاشتراك في سر الفصح والقيامة ويتوقف خلاصه بذلك أن كانوا من ذوى النية الحسنة. والأرثوذكس لا يؤمنون بخلاص غير المؤمنين بهذه الطريقة لأن ذلك يعتبر ضربة شيطانية موجهة إلى الإيمان المسيحي والى السعي والاهتمام بالكرازة بموت المسيح وقيامته. كما أن هذه الطريقة مخالفة لوصية المسيح في قولة “اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها من أمن وأعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن” (مر 15:16، 16).
  •  يؤجل الكاثوليك ممارسة سر مسحة المرضى حتى إشراف المريض على الموت ويسمى سر المسحة الأخيرة، أما الاثوذكس فيعتبرون سر مسحة المرضى هو سر يدهن فيه المريض بزيت مقدس لشفائه من أمراض الروح والجسد والنفس “آن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا ويطهرنا من كل أثم” (يو 9:1).

 

 

19- الفرق بين الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية

أ-  تشير الكنيسة الكاثوليكية إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وتؤمن إيمانا راسخا بالسلطة الكاملة للبابا. بينما لم يكن هناك سوى الكنيسة الكاثوليكية حتى عام 1054م ، كان هناك انقسام في الديانة المتجانسة في ذلك الوقت ، وانقسمت المسيحية بين الكاثوليك والكنائس الأرثوذكسية الشرقية. حدث الانقسام الأخير خلال الإصلاح البروتستانتي خلال القرن السادس عشر، وهرب البروتستانت من الكاثوليك لتشكيل مجموعة مهيمنة داخل المسيحي.

ب – البروتستانت هم مسيحيون يؤمنون بالإيمان المسمى البروتستانتية. نشأ هذا التجمع داخل المسيحية نتيجة للإصلاح الذي بدأ في القرن السادس عشر في ألمانيا. تتميز البروتستانتية بالإيمان بسيادة الكتاب المقدس وتحدي البابا باعتباره السلطة الوحيدة للمسيحيين. بينما أسس مارتن لوثر وأتباعه كنائس تم إصلاحها في ألمانيا والدول الاسكندنافية ، أسس جون كالفين الكنائس التي تم إصلاحها في اسكتلندا والمجر وفرنسا وسويسرا. نشر مارتن لوثر 95 أطروحة كانت ضد الممارسات والمعتقدات المتبعة في ذلك الوقت في الكنيسة الكاثوليكية. على وجه الخصوص ، كان ضد ممارسة بيع صكوك الغفران التي تم القيام بها لجمع الأموال لبناء كنيسة القديس بيترز. كما رفض السيادة البابوية وطرح عصمة الكتاب المقدس. والكنائس البروتستانتية تمثل مجموعة من الكنائس المستقلة ويوجد أكثر من هيئة تنسيق بين مجموعات مختلفة من هذه الكنائس، وبالنسبة لسلطة هذا النوع من الكنائس فهي عبارة عن وحدات مستقلة يشرف عليها قسيسون مختلفون حول العالم، وتعتبر الكنيسة الأنجليكانية في بعض الأحيان كنيسة مستقلة من البروتستانتية.

ج- يعتقد الكاثوليك أنهم يبجلون  الكتاب المقدس، ولكن هذا لا يكون كافياً من قبلهم ، ويعتقدون أن التقاليد المسيحية لا تقل أهمية عن خلاص البشرية، أما البروتستانت فيعتقدون أن الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد للكشف عن الله للإنسان والكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذي يكفي وضرورية لخلاص البشر. ويسمى هذا الاعتقاد سولا سكريبتورا.

د –  ينظر الكاثوليك إلى البابا كبديل عن يسوع ويدعوه نائبا للمسيح. من ناحية أخرى يرفض البروتستانت السلطة البابوية على أن المسيح وحده هو الأعلى ولا إنسان يمكن أن يكون رئيس الكنيسة.

هـ-  يعتقد الكاثوليك أن الكنيسة الرومانية يمكنها تفسير الكتاب المقدس في أفضل طريقة ممكنة في حين يعتقد البروتستانت أن جميع المؤمنين لديهم القدرة على فهم الأناجيل الواردة في الكتاب المقدس، وانهم يعتقدون في تفوق الكتاب المقدس.

و-  يعتقد الكاثوليك أن الإيمان بالمسيح وحده لا يستطيع إنقاذ رجل، وأن الأعمال الصالحة ضرورية على قدم المساواة للخلاص. من ناحية أخرى يعتقد البروتستانت أن الإيمان وحده يكفي أن يؤدي إلى الخلاص.

زـ يعتقد الكاثوليك أن الإيمان بالمسيح وحده لا يستطيع ضمان مكان في السماء، وأن هناك مكانا وزمانا للعقوبة الزمنية حتى بالنسبة للمؤمنين الذين أخطأوا في حياتهم. بينما يعتقد البروتستانت أن الإيمان بالمسيح وحده يكفي لمكان في السماء .

ح- الكنيسة الكاثوليكية تؤمن بشفاعة مريم العذراء وهي بالنسبة لهم أم الإله، كما يؤمن أتباع الكنيسة بالقديسين وشفاعتهم، وتقوم بتعيين قديسين بشكل مستمر. ومن الناحية الأخرى، لا تؤمن الكنائس البروتستانتية بشفاعة مريم العذراء أو بشفاعة القديسين، بل إن بعض الطوائف تشكك في عقيدة البتولية الدائمة لمريم.

20- اللاهوت: : وهو كل ما يتعلق ويخص الذات الإلهية، أي كل ما يرتبط بالإله.

21- الناسوت: وهي تعني كل ما يخص الإنسان، وفكرة إيمان المسيحيين بلاهوت المسيح وناسوته تعني أن المسيح هو إله كامل وإنسان كامل، وأن لاهوته لا يفارق ناسوته لحظة واحدة.

والكنائس الشرقية رفضت اصطلاح (طبيعتين) وهو المصطلح الذي كان يوازي عندهم لفظ (شخصين)، وفضلت هذه الكنائس وصف المسيح بعبارة أخرى هي (طبيعة واحدة)، مثلما قال البابا كيرلس “طبيعة واحدة للإله الكلمة المتجسد”، بمعنى آخر فإن الكنائس الغربية أقرت الطبيعتين اللاهوتية والناسوتية وأنهما اتحدتا لاحقًا، بينما الكنائس الشرقية تقولان إن هناك طبيعتين لم يفارقا من الأساس لحظة واحدة وأنهما متحدتان في طبيعة واحدة.

 

‎ٲ.د. فَرسَت مرعي

د.فرست مرعي اسماعيل مواليد ۱۹٥٦ دهوك ٲستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة دهوك له ۲۱ كتابا مؤلفا باللغتين العربية والكردية ، و٤۰ بحثا ٲكاديميا في مجال تخصصه

‎ٲ.د. فَرسَت مرعي

د.فرست مرعي اسماعيل مواليد ۱۹٥٦ دهوك ٲستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة دهوك له ۲۱ كتابا مؤلفا باللغتين العربية والكردية ، و٤۰ بحثا ٲكاديميا في مجال تخصصه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً