یوم القدس العالمي
ناصح محمد البرزنجى
یوم القدس العالمي هو آخر جمعة في شهر رمضان المبارک، والذي تعبر فیه کثیر من الدول الإسلامیة في العالم عن عدائهم لإسرائیل وتعاطفهم مع الشعب الفلسطیني، وذالک عن طریق المسیرات والمظاهرات المدینة لأعمال إسرائیل في فلسطین بصورة عامة وفي القدس بصورة خاصة. وأعلنت جمهوریة إیران الإسلامیة في ١٦/مرداد ١٣٥٨ه.ش(٧/٨/١٩٧٩م). أي بعد سنة واحدة من نجاح الثورة الإسلامیة للشعوب الإیرانیة، وذالک عندما عینالمرشد الکبیر للثورة الإسلامیة الإیرانیة هذا الیوم دعما للشعب الفلسطیني. فأصبح آخر جمعة من کل رمضان یوما رسمیا عالمیا للقدس. ففي هذا الیوم یعلن غالبیة مسلمي العالم تأییدهم وتعاطفهم للشعب الفلسطیني وبصوت عال.
وفي توضیح له یقول مهدي بازرگان(أول رئیس للوزراء في إیران)عن یوم القدس العالمي:
” بعد حرب دامت أیاما قلیلة في سنة١٩٦٧م، وأندحار فیها جیوش مصر وسوریا، إستطاع الفلسطینیون أن یقوموا بعدة هجمات عسکریة علی الإسرائیلیین و کبدوهم خسائر فادحة. فسمي ذالک الیوم التأریخي ب(یوم الکرامة).”
ویقول إبراهیم یزدي(وزیر خارجیة جمهوریة إیران الإسلامیة في ذالک الوقت): ” لم تستجب الدول ل(یوم فلسطین)ولم یرحبوا به؛ لغلبة الهویة العربیة علیه، فقررنا توجیه دعوة لمٶسس الثورة الإسلامیة لتغییر ذالک الإسم ب(یوم القدس) وتثبیتها في آخر جمعة من شهر رمضان.”
ویقول مرشد الثورة الاسلامیة الامام الخمیني حول یوم القدس: ” لیس یوما للفلسطیین فقط، بل یوم للإسلام ویوم للحکومة الإسلامیة، فیجب أن یرفرف علم فلسطین في العالم. ویجب أن تعلم القوی الکبری بأن تسلطهم علی الدول الإسلامیة ستنتهي. وأعلن یوم القدسیوما للإسلام والرسول(ص)، ووجهنا الإمام إلی أن نحشد کل قوانا وطاقاتنا فیه.”
ویقول أیضا: ” هذا الیوم عالمي ولیس خاصا بمدینة القدس، یوم لمجابهة کل ظالم من قبل المظلومین، یوم لمجابهة الضغوط الأمریکیة من قبل الشعوب المضطهدة، فیجب أن یهیئوا أنفسم في هذا الطریق ضد المحتلین والقوی الکبری المتغطرسة. یجب أن یحدد مصیر هذه الشعوب المظلومة في هذا الیوم، فکما قامت إیران بثورتها ضد الظلم وأذل الظالمین، علی الشعوب أیضا أن یثوروا ویرموا هٶلاء الفاسدین في مزبلة التأریخ.”
وبعد هذا النداء، سمي هذا الیوم في العالم ب(یوم القدس)، ویقوم الشعب الإیراني قبل آخر صلاة جمعة في شهر رمضان بمظاهرة حاشدة للدفاع عن الشعب الفلسطیني، وکذالک في ثمانین(٨٠) دولة حول العالم، مثل: ترکیا، اندنوسیا، البحرین، لبنان، باکستان، مالیزیا، الهند، سنغافورا، کندا، النرویج، السودان، تونس، المانیا، اأسترالیا، الکویت، إسبانیا، السوید، فنزویلا، الیونان، الیمن. فتقام فیها مظاهرات وتندیدات بإسرائیل في الشوارع والمراکز الإسلامیة. ولکن مع الأسف لا تغطی بالصورة المناسبة من قبل الدول المتعاطفة أو المحالفة مع إسرائیل، ولکن حماس وجدیة الناس ولاسیما شعوب إیران أثبت الأهمیة الکبیرة لهذا الیوم.
ویشیر …… آیة الله الخامنئي إلی أهمیة یوم القدس بقوله: ” إن یوم القدس رمز لوقوف الحق بوجه الباطل. ثم یبین أهم أهداف هذا الیوم ضمن هذه النقاط المهمة:
والآن وفي هذه السنة أیضا وبعد مرور ثلاثةوأربعین(٤٣) عاما علی إعلان الیوم العالمي للقدس، لاتزال الجمهوریة الإسلامیة في إیران مستمرة في إهتمامهاالکبیر بهذا الیوم و في آخر جمعة من کل رمضان. ویتجلی هذا الإهتمام في الفعالیات والمظاهرات المٶیدة لقضیة فلسطین وإرسال رسائل مهمة، فالشعب الإیراني في جمیع أنحاء العالم مع المسٶلین في جمهوریة إیران الإسلامیة یبدون إهتماهم البالغ بهذا الیوم وبالقضیة الفلسطینیة کمسئلة إنسانیة وعالمیة ولإیصالها کما هي إلی العالم.
ولقد ثبت أن دولة جمهوریة إیران الإسلامیة هي المدافعة الحامیة والوحیدة للقضیة الفلسطینیة مع وجود إثنتین وعشرین(٢٢)دولة عربیة، ولهذا تکونت قناعة تامة عند الشعب الفلسطیني بأن إیران معهم وتدافع عنهم. وهناک دول عربیة ساومت مع الإسرائیلیین علی حساب القضیة الفلسطینیة في سبیل مصالح محدودة لدولهم، لکن جمهوریة إیران الإسلامیة قامت بدعم جمیع قضایا الشعوب المسلمة في العالم، ویأخذ بعین الإعتبار مرکزیة قضیة فلسطین والقدس، واعتبرت قضایا الشعوب المسلمة وخاصة قضیة فلسطین قضیتها وبذلت کل جهودها لحلها،ولایألو جهدا و همة في معاداة الصهیونیة، بل جعل معادات الصهیونیة من أولویات أعمالها الإستراتیجیة.
وکلنا أمل في أنری شمس الحریة تطلع علی أرض فلسطین والقدس المحتلتین، وترجع قدس إلی حضن فلسطین حرة سالمة، وأن نقوم بمسیرة یوم القدس العالمي في مدینة القدس الشریفة المبارکة.