ترجع أهمية المصادر السريانية (= المسيحية) واليهودية إلى أنها تؤرخ لفترةمهمة في تاريخ الشعب الكردي، والحقيقة أن المصادر السريانية هي مصادرآرامية، على اعتبار أن اللغة السريانية المدونة فيها المصادر آنفة الذكر هيإحدى اللهجات الآرامية.
والآراميون أمة قديمة من الأمم السامية التي هاجرت من الجزيرة العربية، وقدورد ذكرهم في عهد الملك الأكدي نرام سين (2260-2223 ق.م)، وإن كان هناكباحثون آخرون يرون بأن هجراتهم التاريخية من الجزيرة العربية لا تتعدىالفترة المحصورة بين القرنين الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد، وقد تفرعتاللغة الآرامية في القرنين الأول والثاني الميلاديين إلى فرعين رئيسيين احتوى كلمنهما على عدة لهجات:
اولاً: الآرامية الشرقية: وتضم اللهجات الحضرية (مدينة الحضرالمشهورة) والآرامية البابلية والآرامية الرهوية (سريانية مدينة الرها) واللهجاتالصابئية (المندائية–لهجة صابئة جنوب العراق)، واللهجات الآثورية (الآشورية– لهجة سكان شمال العراق وشمال غرب إيران– كردستان ايران، ومنطقة هكاريفي كردستان تركيا
ثانياً: الآرامية الغربية: وتضم اللهجات الآرامية النبطية التدمرية (مدينةتدمر الشهيرة) والآرامية الفلسطينية والسورية وغيرها.
وقد تمكن الآراميون في نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد من إقامة عدةدويلات وإمارات في مناطق الفرات الأعلى والأوسط، منها: دولة آرام نهرايمالتي ورد اسمها بهيئة آرام ما بين النهرين، ودويلة فدان (آرام) التي كانمركزها مدينة حران، كما اشتهرت في التوراة بكونها موطن إبراهيم الخليل(عليه السلام) وأفراد أسرته خلال هجرتهم من أور الكلدانيين في جنوب العراق في طريقهم إلى بلاد الكنعانيين (فلسطين)، حسب رواية الكتاب المقدس.
وللآراميين تأثير واسع وكبير في تاريخ الشرق الأدنى القديم على الأصعدةالسكانية والحضارية واللغوية، حتى أن الآرامية أصبحت لغة المراسلات الدولية،فضلاً أن أغلبية سكان الهلال الخصيب غدو يتكلمون بها، ناهيك أنها لغةالمسيح عليه السلام وأتباعه.
وفي نهاية القرن الثاني الميلادي دخلت المسيحية بلاد الآراميين في الرها(= أورفة الحالية) مما حدا بمعتنقيها إلى أن ينفروا من التسمية القدية الآراميةالتي هي مرادفة للوثنية عند اليهود المسيحيين، والاستعاضة عنها بكلمةالسريان بدلاً من آرامي، والسريانية بدلاً من الآرامية، تلك التسمية التي أطلقهاعليهم اليونانيين الذين كانوا قد احتلوا بلادهم سنة 312 ق.م في عهد الملكسلوقس الأول (311-281 ق.م) الذين جعلوا اسم الآراميين مرادفاً لسكان المدنالوثنية مثل حران.
وتجدر الاشارة الى أن الكثرة من مدونات التاريخ الكردي الحديث والمعاصرجاءت في المدونات المسيحية واليهودية، من خلال سجلات العماذ في الكنيسة ( = سجلات الولادات) والوفيات، ونسخ المخطوطات الكنسية من خلال كتابةالهوامش والحواشي المتنوعة عليها، بالاضافة الى أن الرحالة اليهود والاوروبييندونوا الكثير من الملاحظات عن تاريخ كردستان عامة وتاريخ منطقة بهدينانعامة.
وفيما بعد ظهر مؤرخون يهود من أصول كردية دونوا تاريخ اليهود الكرد منخلال سجلات الرحالة اليهود، ومن اللقاءات الميدانية مع بعض الحاخاماتاليهود وبعض يهود كبار السن الذين عاشوا في كردستان أكثرية أعمارهم، ثمهاجروا الى فلسطين في حقب مختلفة من القرن العشرين، وبلغت الذرروة في سنوات 1949-1951م، بعد اسقاط الحكومة العراقية الجنسية عنهم، لذلك قضوا بقية أعمارهم هناك؛ لذا فإن معلوماتهم على قدر كبير من الاهمية،ويمكن مقارنتها بغيرها من المصادر للوصول الى الحقيقة التاريخية نوعا ما، معملاحظة أن العديد من الروايات لا يمكن التكهن بصحتها حيث يبدو التعصبالديني والعرقي (= الاثني) والمبالغة واضحةً في ثنايا مقابلاتهم، ولم يكلفالباحثين اليهود الكثير من العناية في تدقيقها أو على أقل تقدير مقارنتهابغيرها من المصادر، وفيما يلي أبرز هذه الحوليات:
رجع الأب بطرس جيسي، بعد رسامته الكهنوتية الى بلاده (كردستان)، وعمل كثيرًا في الرسالات والمواعظ، وخصوصًا في مدينة آمد (دياربكر)، حيث يبدو أن مجيئه الى مسقط رأسه في العمادية ربما سيثير مشاكل، كانت الكنيسة آنذاك في غنى عنها. مهما يكن من أمر فإنه كان غيورًا على نشر الإيمان الكاثوليكي، والدفاع عنه ضد النساطرة (الآشوريين الحاليين) الذين كانوا لا يزالون هم الأكثر بين أتباع كنيسة المشرق. مكث الأب بطرس جيسي عدة سنوات في آمد، ثم ذهب الى قصبة القوش، شمال شرق مدينة الموصل، للقاء البطريرك (مار ايليا الثامن 1617- 1660م) الذي سرّ بقدومه، ورآه غيورًا عالي الإيمان، ويكن محبة عميقة للكنسية ووحدتها مع جميع الكنائيس، وخصوصًا كنيسة روما التي عاش بها فترة، وتعلم اللغة الإيطالية، وتعرف على المسؤولين في الدوائر الرومانية ، لذا اختاره للذهاب الى روما برفقة اثنين، وهما الأب (مرقس) والشماس ( طيمثاوس) لإطلاع المسوؤلين في روما على حالة المسيحيين في بلاد الشرق، وتحديدًا كردستان. وقد كتب البطريرك رسالة بهذا الخصوص الى مجمع التبشير بالإيمان (البروبغندا)، جاء فيها: “أرسل الى روما عندكم تلميذكم الأب بطرس جيسي، فإنا أجبناه، لأنه تلميذكم، ونرجوا أن يكون وسيطًا بيننا وبينكم، وهو مطلع على كتبنا، وعارف جيدًا نظام طقوسنا التي نقوم بها يوميًا. أرجو منكم أن لا تعتمدوا على كل من يقول لكم إنه مرسل من قبلنا، ولكنه بالواقع ليس كذلك”. وفي تعقيب على هذه الرسالة، يقول الأب (بطا الكبوشي) مسؤول رسالة الكبوشيين في الموصل في رسالته الى مجمع البروبغندا): “إن البطريرك أرسل الأب بطرس جيسي مع شخصين آخرين، وهو يعرف اللغة، لكي يرى ماذا يمكن القيام به لمجد الله وخلاص نفوس كثيرة”.
بخصوص ما تبقى من حياة بطرس جيس الفارسي العمادي، فإن حوليات البروبغندا تشير فقط الى أنه استشهد في الحبشة (= أثيوبيا) من أجل الايمان الكاثوليكي، بدون تحديد السنة“.
11 – في 16/11/1883م كتب البطريرك إيليا الثاني عشر(= عبو اليونان ) رسالة الى الشماس يوسف دلال حول نية ( طاهر آغا ) الأستيلاء على كنيسة قديمة مقابل جامع دهوك الكبير، ومما جاء في الرسالة أن غبطته طلب من الشماس (يوسف دلال) أن يجاهد للحصول على حقوق الكنيسة وعدم التفريط بشبر منها.
12– في سنة 1885م وجد الاب جاك ريتوري مسؤول الارسالية الدومنيكانية في قرية مار ياقو أن قرية معلثايا(= مالطا) كانت ” مدمرة لم يبق فيها قائماً سوى مبنى كنيستها التي تستخدم كملجأ لحماية قطعان الاغنام العائدة للعرب“. جان موريس فييه، آشور المسيحية، ج2، ص708.
13– في سنة 1885م زار الرحالة الفرنسي ( بنديه ) دهوك في طريقه الى الموصل قادما من العمادية، وذكر في مذكراته بأن عدد بيوت دهوك حوالي ( 60 ) بيتا فقط، بالاضافة الى مقهى تركي (= محل سينما نوروز الحالي ) يقع قبالة قلعة السراي (= دائرة البريد القديمة ).
14– في سنة 1885م قام النساطرة الآثوريون من عشيرة التياري بحملة عسكرية على عشيرة الارتوشي الكوجرية، وفي طريقهم حاصروا (قرية مارونس) وتمكنوا من السيطرة عليها.
15– في شهر تشرين الثاني عام1885م خرج الانبا شموئيل جميل التلكيفي من الموصل مبعوثاً من قبل بطريرك الكنيسة الكلدان الكاثوليكية في الموصلقاصداً منطقة عقرة، وفي طريقه مر بقرى الشبك وعشيرة الكوران، فذكر أنه كان في قرية (بَردَرَش) حوالي(100) بيت من الكرد، وفي قرية (روبيا – روفيا) حوالي (40) بيتاً من الكرد، وعندما وصل الى مدينة عقرة، فوجد فيها 1200 بيت، منهم حوالي (30) بيتاً من المسيحيين الكلدان الكاثوليك يسكنون متجاورين في أعلى المدينة أسفل حصن متهدم مبني على قمة الجبل، وهؤلاء الكلدان لهم كنيسة مبنية على اسم مريم العذراء، لكنها غير مستخدمة حالياً (=آنذاك) بسبب سقوط نصف سقفها تقريباً، كما يوجد في عقرة(20) بيتاً من المسيحيين اليعاقبة (= المنوفستيين – أصحاب الطبيعة الواحدة)، ولهم كاهن واحد وكنيسة واحدة محفورة كلها في الصخور. وفي عقرة حوالي(100) بيت من اليهود ولهم كُنَيس ورئيس كهنة (= حاخام ). أما بقية السكان فمن الكرد. كما أن زار قرى منطقة نهله والزيبار واشتكى من ظلم الآغوات و(الاكراد الاشرار) للمسيحيين في تلك الانحاء، وكيف انهم استولوا على العديد من القرى المسيحية الكلدانية، وتشهد بذلك خرائب الكنائس فيها، فعلى سبيل المثال زار قرية (آرينا) فوجد فيها حوالي (100) بيت من حوالي(90) من الكرد الذين كانوا جماعتين الاولى تابعة الى (عبدالله آغا)، والاخرى الى (سليم خان) آغا القرية والمنطقة كلها، وبقية البيوت هي من الكلدان الكاثوليك الذين لهم كنيسة باسم ( مار قرياقوس) ولهم كاهن(= قس) اسمه (كوريال) بعدها زرنا قرية أرتون (= أركن) تسكنها (4) عوائل من الكلدان، ثم زرنا قرية صانايى (= صيان) فقط (7) بيوت من الكلدان الذين لهم كنيسة على أسم( ماركيوركيس الشهيد)، بعدها زرنا قرية بامشمش فوجدنا فيها(4) بيوت من الكلدان ولديهم كنيسة باسم (مريم العذراء) .
16– في شهر تشرين الثاني عام1885م زار الانبا شموئيل التلكيفي قرى أخرى تابعة لعقرة، فزار قرية كردس التي يسكنها فقط(10) من عوائل المسيحيين الكلدان، ولهم كنيسة باسم (مريم العذراء). وفي اليوم التالي زار الانبا قرية شلمَث (شرمن) أهلها جميعاً من النساطرة؛ ولم يذكر مسيحيتهم لانهم اصحاب بدعة وهرطقة في نظره. ثم زار قرية كوندك التي يسميها أهل المنطقة نيريم وفيها حوالي (30) بيتاً من الاكراد عدا خمسة بيوت من الكلدان، وكان زعيم القرية (خالد آغا) قد دعا الانبا ومرافقيه الى دعوة غذاء لأنهم كانوا على معرفة سابقة ببعضهم. بعدها زار قرية شوش التي فيها حوالي (60) بيتاً من الكرد واليهود، بعدها زار قرية شرمن من جديد، واستطاع إقناع جميع اهاليها(15) عائلة بترك النسطورية واعتناق الكثلثكة وتم تعميذ أطفالهم من جديد.
17– في 6/12/1885م زار الانبا جميل بصحبة (خواجا شربتي) رئيس قرية (نوآوا) الكلدانية الواقعة ضمن عشيرة السورجي قرية بجيل، وكان الشربتي ومسيحيي القرية المذكورة هم بالاصل من منطقة الزيبار ولكنهم هربوا منها ، حيث آواهم السورجية، وقد رحب الشيخ محمد السورجي شيخ تلك المنطقة بالانبا وضيفه، ودعاه الكاهن الى الاهتمام بالمسيحيين ورعايتهم، بعدها زار قرية ملا بروان وكاني فلله(= عين المسيحيين) فوجد فيها عدة أسر مسيحيية هربت من (ظلم الاكراد الزيباريين) أيضاً.
18– في سنة 1892م أقدم النساطرة الآثوريون من عشيرة التياري السفلى على نهب الف رأس من الغنم العائدة للشيخ نور محمد الدهوكي البريفكاني وهي في طريقها الى منطقة زوزان في منطقة هكاري، ولما أعياه استرجاعها، استعان بعشائر بهدينان القوية ( البرواري بالا، المزوري، والدوسكي ) فزحفت على مناطق تياري السفلى ونهبت منهم أضعاف ما نهبوه من أغنام الشيخ نور محمد، وتجدر الاشارة الى ان السفير البريطاني في استنبول (= السير ستراتفورد) احتج لدى الباب العالي للدولة العثمانية على هذه الحادثة .
19– في 24 تموز سنة 1892م تم رسم (طيمثاوس إرميا مقدسي) أسقفاً –مطراناً على أبرشية زاخو.
20– في سنة 1892م بنى طيمثاوس مقدسي مطران ابرشية زاخو مدرسة كنسية للبنات المسيحيات في دهوك مع دار للكاهن (= القس ) إضافة الى أربعين بيتا للمسيحيين في عرصة كنيسة الانتقال .
21– في سنة 1893م وضع المطران طيمثاوس مقدسي أسس مطرانية(= قلاية) زاخو، وفي السنة التالية (1894م) تم إقامة الغرف وتم تحديد فناء المطرانية.
مدينة زاخو في نهاية القرن التاسع عشر
22– في سنة 1893م رسم الشماس يوسف دهوكي كاهنا بأسم يوسف دهوكي على يد مطران أبرشية زاخو طيمثاوس مقدسي .
23– في سنة 1895م تم الانتهاء من بناء القسم الشرقي من مطرانية زاخو المتكون من رواق(= طارمة) وثلاث غرف، وتمت المباشرة بإقامة القداس(= الذبيحة الالهية) في الغرفة الكبيرة.
24– في سنتي 1897- 1898م وقعت مجاعة في القوش وباطنايا وتلكيف، إذ لم يحصدوا من حقولهم شيئاً في سنتين متتاليتين. في حين كانت الدولة العثمانية تجبي منهم الضرائب العينية على الاغذية باستمرار.
25– في سنة 1898م تم إقامة سور حول بناية مطرانية زاخو، ولقد ظل القس (أبلحد معمار باشي) مشرفاً على العاملين في بناء دار المطرانية منذ عام 1894م.
26– في سنة 1898م هاجر الكثير من اهالي ألقوش الى تلكيف خوفا من عساكر حاجي آغا الارتوشي، علماً بأن الآغا المذكور كان احد أمراء الافواج الحميدية العثمانية التي تأسست سنة 1891–1892م بناءً على أوامر السلطان عبد الحميد الثاني .
27– في خريف سنة 1898م وبايعاز من حاجي آغا الارتوشي ومصطفى باشا زعيم عشيرة الميران، سطا على قرية بيدار التي كانت واقعة في الضواحي الغربية من قضاء زاخو آنذاك لصوص سلبوا تسعة وثلاثين بغلاً وعشر أفراس،ورفع مطران زاخو(طيمثاوس إرميا مقدسي) الشكوى ضدهم في زاخو والموصل والقسطنطينية(= استنبول) أكثر من مرة، ولكن بدون جدوى. وكل ما حصل عليه رجال الدين المسيحيون بضع كلمات مسطورة على القرطاس وتأمر الحاكم والوالي بالعمل على إسترجاع الدواب المسروقة الى أصحابها. إلا أن أحداً لم يتجرأ على تطبيق هذا الامر ضد السُراق، وذهبت كل مساعي المطران مقدسي وغيره من رجال الدين المسيحيين أدراج الرياح.
28– في سنة 1903م حدث خلاف بين الشيخ نور محمد الدهوكي البريفكاني وأهالي القوش بسبب اعتناق رئيس القوش(= مختارها) يوسف صارا(1900-1904م) للدين الاسلامي، ولما كانت القوش ناحية تابعة لقضاء دهوك، لذا قام بطريرك طائفة الكلدان (= مارعمانوئيل الثاني تومكا، 1852-1947م) بالتوسط لدى السفير الفرنسي في العاصمة العثمانية ( استنبول) بغية فصل القوش عن قضاء دهوك وربطها بالموصل، حتى لا يتمكن شيوخ بريفكان القادريون من التدخل في شؤونها، وبعد ضغوط عديدة مارسها السفير الفرنسي، قررت الدولة العثمانية سنة 1905م فصل القوش اداريا عن دهوك والحاقها بالموصل.
29– في نهاية سنة1904م وبسبب دخول رئيس القوش ومختارها (يوسف صارا) وبعض أقربائه وجيرانه الى الدين الاسلامي، وذهابه الى مدينة الموصل لاتمام مراسيم الدخول أمام المحكمة الشرعية، اتصل بطريرك الطائفة الكلدانية ( مار عمانوئيل) بالشخصيات الموصلية وبزعماء العشائر للحيلولة دون اعتناق رئيس القوش واتباعه للاسلام، وكان مسيحية القوش يتندرون على وضوء المختار على ضفاف نهر الخوصر، وقد استطاع البطريرك وقف اجراءات دخول الالقوشيين الى الاسلام؛ ولكن اصرار ( يوسف صارا) على الذهاب الى الموصل مرة ثانية لاشهار إسلامه واعلانه بأنه سيبني مسجداً في وسط القوش. وأما هذا الاصرار طلب بطريرك الكلدان من الالقوشيين عمل اللازم؛ فكان هذا معناه اعطاء شباب القوش الضوء الاخضر لتصفية (يوسف صارا) وبالفعل تم عمل مكيدة شارك فيها ثلاثة من الالقوشيين وهم كل من: يوسف خوبير،اسطيفو بلو، يونس تيزي(هومو)، وثلاثة رجال من قبيلة المزوري وهم كل من : مصطو جد سعيد حسن مصطو المعروف، أحمو رحيمو، وأحمو خالد، وكانت الخطة تتضمن بأنه عندما يخرج (يوسف صارا) من منزل رئيس القوش السابق(خواجه ميخا دمن)؛ وبالفعل عند خروجه ووصوله أمام خان الرهبان قُذف ببعض الحجارة، وعند وصوله أمام بيته أطلق عليه الرماة ثلاث اطلاقات نارية اخترقته وأردته قتيلاً. نقلاً عن، نبيل يونس دمان في كتابه، الرئاسة في القوش، ص78-81.
30– في سنة 1905م قررت الحكومة العثمانية إجراء مصالحة بين عشيرة البرواري(بالا) الكردية وعشيرة التياري الآثورية، وتم تكليف والي مدينة وان العثمانية للقيام بتلك المهمة، وكان رشيد بك زعيم عشيرة البرواري بالا قد قتل زعيم تياري عليا (مالك اسماعيل) إنتقاما لمقتل خادمه محمد دشتاني، كما كان التياريون قد قتلوا سعيد بك شقيق رشيد بك أثناء هجوم التياريين على منطقة البرواري بالا، ولم تسفر هذه المصالحة عن شيء نظرا لعدم تنازل رجال عشيرة التياري السفلى عن حقوقهم.
31– في 3/7/1906م دخل مجموعة من عشيرة أورماري الكردية قصبة القوش، وبينما هم في طريقم الى القرية التقوا بالحاج ملوه رئيس عشيرة المزوري في قرية بيدَه، وقالوا انهم ذاهبون لجلب الحنطة من القوش بقوة السلاح، أبدى آغا المزوري لهم النصح قائلاً: إن الجهة التي تقصدونها لا تخضع للابتزاز، فعبثاً تحاولون، فتصدى لهم اهالي القو ش بزعامة القس (متي ريس) وردوهم على اعقابهم حسب رواية مصادر القوشية، الرئاسة في القوش، 83-84.
32– بين عامي 1906-1907م جلى سكان قرية معلتا(= مالطا) عن قريتهم وغادروها الى مدينة دهوك بسبب سيطرة الشيخ نور محمد دهوكي على قريتهم.
33– في سنة 1913م نشر الخوري يوسف تفنكجي احصائية عن عدد نفوس المسيحيين الكلدان في مدينة دهوك، التي قدرها بحدود 350 نسمة، لهم كنيسة واحدة وكاهنين ومدرسة واحدة، وتجدر الاشارة الى أن الزعيم اليزيدي(حمو شرو) قائمقام سنجار المعين من قبل الاستعمار البريطاني كان قد أنقذ (التفنكجي) مع عدد كبير من المسيحيين والارمن من الموت، أثناء هروبهم الى جبل سنجار خوفاً من ملاحقة الجيش العثماني.
34– في 15 تموز سنة 1915م ورد في يوميات بطريرك الكلدان( يوسف عمانوئيل توما)، حول قيام نايف مصطفى باشا ميران زعيم قبيلة الميرانالكردية بقتل رئيس قرية فيشخابور(ياقو آغا) مع القس توما شيرين وحوالي ثمانين من أفراد القرية بعد أن أمنهم على حياتهم، لذا عبروا نهر الى دجلة الى مضارب قبيلة ميران. وتطلق المصادر المسيحية على تلك السنة ( السيفو) أي السيف؛ في اشارة الى حوادث القتل التي ألمت بالمسيحيين أثناء سنوات الحرب العالمية الاولى.
35– في شهر حزيران 1916م إتهم زعماء الأكراد في العمادية مطران أبرشية العمادية (فرنسيس داود) بأنه يزود الروس بالمعلومات عن الدولة العثمانية وجيشها، فتم توقيفه لمدة خمسة عشر يوماً بعد أن نزعوا عنه شارة الأسقفية.وفي السياق نفسه اتهم وجهاء الكرد في دهوك القس يوسف بهرو الدهوكي وآخرين بنفس التهم، فتم توقيفهم من قبل المجلس العرفي المشكل في مدينة الموصل، وعلى الشاكلة نفسها تم توقيف كل من (الخواجا بتو ريس ) مختار قرية أرادن نصارى، والمدعو (توما) من قرية بيباد بتهمة التخابر مع المالك اسماعيل زعيم قبيلة تياري عليا، ومن خلاله الاتصال بالروس الذين كانوا في حالة حرب مع الدولة العثمانية، وقد طالت محاكمتهما مدة شهر تقريباً، ولكن بعد التماسات عديدة من قبل (مار عمانوئيل الثاني) بطريرك الكلدان في العراق لدى حيدر بك والي الموصل، تم إطلاق سراح المطران فرنسيس داود وبعدها تم إطلاق سراح الجميع، ماعدا الخواجا بتو ريس الذي لم تفد تدخلات البطريرك، وقد كتب بهذا الشأن رسالة الى مطران قرية أرادن (فرنسيس) المطلق سراحه جاء فيها:” كدت أوفق(= لاطلاق سراح بتو الريس)، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن)، وحكم على المدعو بتو ريس بالاعدام شنقاً حتى الموت، وعلى ما يبدو، فقد مات بتو ريس من حمى التيفوس قبل تنفيذ حكم الاعدام به.
36– في شهر آب/ اغسطس/1916م استولى محمد حاجي آغا مصطو زعيم قبيلة الارتوشي الكوجرية على قرية دير مار ياقو ودير الآباء الدومنيكان، حيث هرب اهالي القرية وتركوا بيوتهم وكل ما يملكون، فاستجار أهل القرية بقائممقام قضاء دهوك، الذي أسرع بجنوده الى منطقة قشفر لنجدتهم، لذا سرعان ما أخلى الارتوشيون الدير مولين الادبار، بعد أن سلبوا ونهبوا القرية والحبوب التي كانت في البيادر وأفرغوا دير الآباء الدومنيكان من كل محتوياته، وبعد مدة قصيرة القى والي الموصل العثماني حيدر بك القبض على محمد حاجي آغا لمعاقبته.
37– في سنة1919م زار آغا بطرس يرافقه المالك خوشابا قصبة القوش، وقد جرى لهم استقبال شعبي حافل، القيت فيها الكلمات المتبادلة، وقام بزيارة (ديرالربان هرمزد) و جاء الى استقباله في الوادي الانبا(موشي ارميا) رئيس الدير، ثم صلى في الكنيسة ونال بركة الرهبان، ثم غادر الى قرية باعذرى مركز الزعامة الروحية للطائفة اليزيدية، وقد خرج لاستقباله بحفاوة الامير(سعيد بك بن علي بك) وزاروا معاً ضريح الشيخ عدي في كلي لالش، ثم عاد الى الموصل.
38– في نهاية سنة1919م، بعد عودة الاسيريوسف جبويوسف حنا هومي من الاسر في الهند، وكان قد أسر على يد الانكليز في معركة الكوت عام1915م، وبعدعودته استقبله السيد(كوريال كوركيس) مدير ناحية دهوك ورافقه مع اشخاص آخرين الى قريته (مار ياقو – قشفر) وعند وصولهم القرية طلب من زوجته قدر ماء مغلي ووضع فيه شيئاً أسود اللون، وقال هذا يسمون الشاي وصب للرجال الحاضرين، وعندما شربوه تعجبوا من مذاقه الحلو الطيب، وكانت المرة الاولى التي شرب الناس الشاي في المنطقة.
39– في تشرين الاول سنة 1920م قام حوالي (5000) مقاتل آثوري بقيادة كل من : آغا بطرس، وملك خوشابا، وزعماء آخرين بتسلق جبال كردستان انطلاقاً من معسكرهم في قرية مندان الواقعة على نهر الخازرعلى طريق الموصل – عقرة، بغية اقامة دولة آثورية (=آشورية ) في مناطق أورمية وهكاري (اجزاء من كردستان الشمالية والشرقية )، وقد تقدمت هذه القوات تحت رايتها الحمراء ذات الصليب الابيض مدعومة بالمدفعية البريطانية نحو مدينة عقرة، وبعد معارك عنيفة مع أبناء عشيرتي السورجي والزيباري ، تمكنوا من احتلال عقرة، بعدها واصلوا تقدمها لاحتلال قرية بارزان، وبعد معارك عنيفة مع الزيباريين والبارزانيين، تمكنت القوات الآثورية من احتلال بارزان وحرقها بعد استشهاد القائد البارزاني المشهور (سعيد ولي بك)، ثم واصلت تقدمها نحو مناطق عشائر المزوري زوري والريكاني والنيروي والبرواري زوري، حيث أحرقت ودمرت في طريقها العشرات من القرى الكردية لعشائر الزيباري والبارزاني والريكاني والنيروي انتقاما وثأراَ لخسائرها في معارك عام 1915م مع المجاهدين الاكراد من أبناء العشائر المذكورة، ولولا حلول فصل الشتاء وحدوث انقسام بين أبناء مناطق اورمية وهكاري، لكانت الامور تسير وجهة اخرى..
40– في 9/9/ 1924م حدثت مشاجرة بين أهالي قصبة القوش وأسرة آل توحلة الموصلية حول جني محصول الحنطة أدى الى جرح (يوسف اسطيفو أودو) من قبل اثنان من جباة المحصول من المواصلة وهما : احمد السالم واحمد الحياوي، وقد فارق الالقوشي الحياة بعد عدة ايام، بعدها انطلقت نداءات الاستغاثة من اهالي القوش حيث تمكنوا من الالحاق بهما بعد فرارهما باتجاه الموصل، وبعد تبادل اطلاق النار جرح احدهما بينما استسلم الثاني، اقتيد الجانيان من قبل مجموعة من الرجال باتجاه وادي الدير العلوي (= الربان هرمزد)، وفي مكان داخل وادي (نيرد ايوه) تمت تصفيتهما باضرام النار فيهما، ليكونا عبرة لمن يعتدي على الناس الامنين، ولقد أعقب موكب الثأر قطيع من الاغنام لكي لا تترك الدماء النازفة من احدهما سبيلاً، ثم أقسمت المجموعة ان تكتم ما حدث تحسباً لما تحمله الايام المقبلة. الرئاسة في القوش، ص114-116.
41– في سنة 1924م قدم الى القوش حاكم الموصل البريطاني الجنسية (نولدن) وطلب من (يوسف بولا) رئيس(=مختار)القوش ان يكلف شخصا لايصال رسالة الى حاكم دهوك البريطاني (جادين)، فوقع الأختيار على (الياس قودا) وبينما هو في طريقه الى دهوك فوق جبل زاوا المطل على دهوك من الجهة الجنوبية، إذ بطائرة بريطانية تمر بتلك الأجواء فصوب الياس بندقيته نحوها وأخذ يطلق الرصاص عليها دون ان يصيبها، غير ان الياس أختبأ في بعض الشقوق الجبلية ورجع الى القوش دون ان يكمل مهمته حيث أعتبر خارجا عن القانون بنظر السلطات البريطانية .
42– في سنة 1924م أسس المبشر الامريكي المشيخي (روجر كريغ كامبرلند) محطة للارسالية المتحدة فيما بين النهرين United Mission Mesopotamiaفي مدينة دهوك، للتبشير(= التنصير) بين سكان العراق في المنطقة الشمالية (= كردستان) والوسطى من العراق، وكان كامبرلند قد وصل مدينة الموصل عام 1923م قادماً من الولايات المتحدة الامريكية.
43– في عام1925م قام الاكراد البارزانيون بالهجوم على قرية نيرم(= كوندك) الواقعة جنوب غرب مدينة عقرة، وقتلوا كاهن(قس) القرية مع (12) من أهالي القرية، وحالياً أصبحت القرية كردية تماماً. ينظر: جان موريس فييه، اشور المسيحية، ج1، ص198.
44– في سنة 1926م زار المستشرق الفرنسي الاب (يعقوب فوستي) مدينة دهوك والقرى المسيحية المجاورة، بقصد الإطلاع على المخطوطات السريانية في الاديرة والكنائس الكلدانية، والاطلاع على محتوياتها، ومن ثم فهرستها.
45– في سنة 1926 أشترى المبشر الامريكي (روجركريغ كامبرلند) قرية (بابلو) الواقعة على بعد عشرة كم شمال شرق مدينة دهوك من السيد(محمد عبدالرحمن إيتوتي) بمبلغ (400) ليرة تركية؛ وأسكن فيه بعض العوائل الاثورية – الاشورية القادمة من منطقة هكاري في كردستان تركيا.
46– في سنة 1927م وصل المرسل الدومنيكي الفرنسي (توماس بوا) الى الموصل في طريقه الى دير مار يعقوب (= قرية قه شفر) الواقعة شمال غرب دهوك، للعمل كرئيس للدير هناك، وهو احد مركزين للآباء الدومنيكان في منطقة الموصل، وتجدر الاشار الى أن ان توماس بوا هو احد المستشرقين الفرنسيين المختصين بالتراث الكردي، ولد عام 1900 في فرنسا، والتحق بالرهبانية الدومنيكية عام 1919م، ورسم كاهناً عام 1925م، وخدم في كردستان سوريا(=الجزيرة الفراتية) من عام1933م لغاية 1936م برئاسة الاب الدومنيكي(فرنسوا درابيي)، الف توماس بوا كتابه المهم (الكرد والحق) باسم مستعار(=لوسيان رامبو) الذي نشر عام 1947م، وترجم عام 1974م الى اللغة العربية، وله مؤلفات أخرى تخص تراث الكرد، توفي توماس بوا في فرنسا عام 1975م.
47– في عام 1928م قتل ثلاثة من التجار اليهود في القرى المحيطة بمدينة زاخو، وهم كل من : آشر، ويوسف، وجمعة، وكانت لهذه العملية تداعيات كبيرة على هجرة اليهود الكرد الى فلسطين فيما بعد.
48– في سنة 1929م تم بناء دير براني (= مارا ايثالاها ) على يد الخوري يوسف بهرو دهوكي بأمر من مطران أبرشية زاخو بطرس عزيز.
49– في سنة 1929م فتحت الاخوات الكاترينيات ديراً ومدرسة أولية في قرية مار ياقو(= قشفر)، وقد انصرفن الى التعليم وتثقيف النسوة القرويات.
50– في الخامس من شهر ايلول عام 1930م نشرت صحيفة (يونيفرس) اللندنية تقريراً نقلاً عن السلطات الكنسية الكلدانية في العراق جاء فيها: أن قرى الكلدان في منطقة زاخو تعرضت وحدها خلال مدة ثلاثة اعوام فقط، لاثنتين وعشرين غارة، ذهب ضحيتها ثمانية عشر قتيلاً، وتم التمثيل بجثث ثمانية ضحايا، فضلاً عن خسارة الف وثمانمائة رأس من الماشية.
51– في 22/11/1931م وافقت وزارة المعارف العراقية على منح الخوري يوسف بهرو إجازة فتح مدرسة الطاهرة الاهلية للكلدان المسيحيين بصفين في مدينة دهوك، وتم تعيين داود صليوة البهرو معلماً للمدرسة المذكورة في نفس السنة، وكان المذكور حاصلاً على شهادة الخامس الابتدائي من المدرسة الاميرية الحكومية في دهوك.
52– في 3/1/1932م نقل مركز قضاء العمادية الى قرية أرادن نصارى، على أن يبقى القضاء معروفاً باسم العمادية.
53– في عام 1932م وصل الاب الدومنيكي(يوسف كادار) الى دير مار ياقو(=قرية قشفر) للخدمة هناك، وقد سبق له أن ابتاع قطعة ارض كبيرة قرب قرية شيوز(=شيزى) من السلطات العثمانية لحساب الارسالية الدومنيكية.
54– في 6/6/1932م زار دهوك الميجر (العميد) البريطاني (تومسون) بشأن الاطلاع على ملابسات قضايا إسكان الاثوريين في الأراضي المخصصة لهم في منطقة دهوك.
55– في 12حزيران 1933م زار مدينة دهوك الصحفي البريطاني (المستر مارتن) حيث قابل رؤوساء العشائر الاثورية ومدير مركز ناحية دهوك (لازار افندي) ومعاون شرطة دهوك (عزرا وردة).
56– في 15/6/1932م عقد البطريرك مار شمعون اجتماعا مع ملوك ( رؤوساء)العشائر الاثورية في جبل سر عمادية، وتقرر في هذا الاجتماع اعتبار مناطق دهوك وزاخو والعمادية وعقرة سياسيا واداريا منطقة آثورية( آشورية)خالصة، تكون بموجبه مدينة دهوك عاصمة لها .
57– في 21مايس 1933م قطع مقاتلو الآثوريين بقيادة الملك ياقو اسلاك التلفون بين دهوك والموصل، واقتحموا مقر قائمقامية دهوك وأمروا قائمقام دهوك (مكي الشربتي) بالافراج عن الاثوريين المعتقلين.
58– في 19حزيران1933 م سيطر حوالي 200 مقاتل من الآثوريين بقيادة الملك ياقو زعيم عشيرة تياري العليا على طريق دهوك – عمادية .
60– في 19حزيران 1933م زار مهندس الري البريطاني (المستر كولفن ) دهوك في طريقه الى دشتا زي (منطقة شيلادزي) لعمل اللازم لاسكان الآثوريين في هذه المنطقة.
61– في شهر تموز 1933م حشد الجيش العراقي قطعاته في منطقة قرية بادي الواقعة على الطريق العام بين دهوك وزاويته، وشرع في اجراء تمارين عسكرية كورقة ضغط على الآثوريين المتمردين على الحكومة الملكية العراقية.
62– في بداية شهر آب 1933م جرت معارك بين الجيش العراقي وبين المقاتلين الآثوريين في منطقة فيشخابور وديره بون بالقرب من الحدود السورية – العراقية، سقط على اثرها عدد من الضحايا من الجيش العراقي وامتدت هذه المناوشات الى منطقة سميل حيث حدثت مجزرة فيها بحق المدنيين الآثوريين سقط فيها عدد كبير من الضحايا من أبناء العشائر الآثوريية كان محل إستنكار الجميع، حيث قامت العديد من العشائر الكردية والعربية بعمليات سلب ونهب للقرى الآثورية القريبة من منطقة الأحداث، ولولا تدخل العديد من شيوخ وآغوات الكرد لكانت تحدث أعمال مما لا تحمد عقابه.
63– في شهر آب 1933م هاجم بعض أفراد القبائل الكردية دير مار ياقو بقصد الاستيلاء على الممتلكات، فهرب من الدير الاب الدومنيكاني الفرنسي(توماس بوا) رئيس الدير قاصداً الموصل، بعد أن بقى فيها حوالي ست سنوات، بعدها غادر الى سوريا للعمل هناك في منطقة الجزيرة (=كردستان سوريا).
64– في 15/6/1935م اجتمع ما يقارب (3000) يهودي عند قبر النبي ناحوم في غرب قصبة القوش الواقعة جنوب مدينة دهوك – شمال مدينة الموصل، لاداء واجب الزيارة التي استمرت ثلاثة ايام.
65– في 18/6/1935م قدم ثمانية يهود من اهالي قرية جوجر التابعة لناحية العشائر السبعة(= قضاء برده رش)، وهم من اسرة واحدة أمام قاضي عقرة، وأشهروا اسلامهم.
66– في 12/6/1938م قتل المنصر(= المبشر) الأمريكي روجر كمبرلند(= كمبلان) على يد سليم مصطفى آغا بيسفكي الدوسكي الملقب بـ (سليمى مصتىَ) في قصره الواقع جنوب غرب دهوك ( قصرا كمبلاني)، التي تشغلها الان دائرة صيانة الاتصالات، بسبب فتوى أصدرها علماء المسلمين في دهوك تؤكد بأن كمبرلند الامريكي الجنسية ومن اتباع المذهب المشيخي البروتستانتي، يحاول ردة المسلمين الى المسيحية.
67– في 12/2/ 1941م قام تيلي كَردى أكمالي أحد وجهاء عشيرة الدوسكي ومعه إبن عمه رشيد صديق كِندل بقتل سبعة من يهود قرية صندور، وهم كل من : الحاخام مُردَخاي، وابنه موشي المختار، موشي المعلم من قرية ميري، شيكو، يوسف، شاباتاي، وجمعة؛ بسبب اتهام يهود صندور بقتل شقيق تيلي مصطفى كَردي أثناء وقوع مناوشة ليلية في منطقة ميدان الواقعة غرب قرية صندور وجنوب شرق قرية إكماله في سنة 1937م، وقد اصبح تيلي وابن عمه مطلوبين لدى السلطات الملكية العراقية بتهمة قتل اليهود، ولكن يهود قرية صندور عفوا عنهم، ومع ذلك فقد إتهم تيلي كَردي بأن له ضلعاً في قتل كاهن قرية بارزانكى (= القس وردة) الواقعة غرب قصبة بامرنى بالتعاون مع سليم مصطفى بيسفكي دوسكي، وفي الاخير تمكن سعيد آغا الدوسكي من جلب العفو له، فتم اعتقاله لمدة ثلاثة اشهر في العمادية، وبعدها اطلق سراحه.
68– في سنة 1949م بدات أعداد كبيرة من يهود منطقة بهدينان بالهجرة الى فلسطين(= إسرائيل) وأستمرت هذه الهجرة الى سنة 1951م، ولم يبق من يهود دهوك غير المدعو (بصلو)، وعندما مات دفنه مسيحيو دهوك في المقبرة العائدة لليهود الواقعة مقابل جامع محلة شيلى في مركز مدينة دهوك.
69– في 3/ 11/1968م قامت مجموعة مجهولة باقتحام دار منصور حنا ساوا الملقب ب(منصور شله)، في محلة النصارى في دهوك والطلب منه تزويدهم بمبلغ 300 دينار، فلما رفض ذلك قتلوه بدم بارد، ولاذوا بالفرار الى جهة مجهولة، وقد أثارت محاولة قتله استنكارأهالي دهوك، وبدوره أتصل البابا بولص السادس بالرئيس العراقي الاسبق احمد حسن البكر طالباً حماية المسيحيين، وتم الايعاز الى قيادة فرقة المشاة الرابعة التابعة للجيش العراقيفي الموصل للايعاز الى اللواء الثامن عشر لحماية المسيحيين في دهوك. وقد تعهد ديوالي سعيد آغا الدوسكي رئيس عشيرة الدوسكي بحماية المسيحيين الساكنين في محلة النصارى عن طريق ارسال مفرزة من رجاله المسلحين(=الفرسان) بقصد الحماية ومراقبة مداخل المحلة لمنع التسلل اليها ليلاً، ومن الجدير ذكره أن منصور ساوا هو جد الفنان والمغني المشهور (جنان ساوا ) المقيم حالياً في ميشيغان في الولايات المتحدة الاميركية.