الفضائح الجنسية تطال الكنيسة الكاثوليكية
القسم الاول
لمحة عن تاريخ الفضائح في الكنيسة الكاثوليكية
لابد أن كل من قرأ عن خبر استقالة البابا الالماني“بنيديكتس السادس عشر” من قيادة الكنيسة الكاثوليكية بالڤاتيكان في بداية عام 2013م، وهي قبلة ومحج المسيحيين من أرجاء المعمور، سيشك في صحة السبب الذي أعلن عنه الإعلام، والذي لُخِّص في كون سنه ـ 85 سنة ـ يمنعه من الاستمرار في أداء مهامه بشكلها التام، علما أن قيادة الكنيسة الكاثوليكية يقع عليها ما يقع من تشاحن وقتال بين الباباوات. ومهما كان السبب الخفي الذي يكمن وراء حجاب الكنيسة الساتر.. لن يكون بقدر الفضائح التي اشتهر بها الباباوات السابقون ممن قادوا كنائس كاثوليكية.. بين من عانى من مرض “الزهري” لدرجة لم يعد قادرا على الصلاة بالناس والوعظ، وبين آخر عرف بإقامة حفلات العري والثمالة لحد العربدة…
ويسرد موقع هسبريس لمحة عبر عبر التاريخ لتكشف أكبر فضائح باباوات الكنيسة الكاثوليكية، من “بيدوفيليا” العصر الحديث إلى جرائم قتل حاكمت فيها الكنيسة جثة ميت سنة 897م!!
القرار المفاجئ لاستقالة البابا “بنديكتس السادس عشر” من قيادة الكنيسة الكاثوليكية بالڤاتيكان، والذي أعلته رسميا يوم 28 من فبراير/ شباط عام 2013م، شكل صدمة لدى المسيحيين عامة، وانقساما داخل الكنيسة بين مؤيد ومعارض لهذا القرار الذي لم يتخذه أحد قادة الكنيسة منذ 600 عام. إذ أن الترتيب الطبقي داخل الكنيسة، والذي يكون أعلاه البابا القائد، وتحته الكرادلة، لم يسبق أن عرف عودة أحد الباباوات طبقة إلى الأسفل، كما سيحدث الآن حين يعود البابا “بنيديكتس” بعد استقالته إلى رتبة كاردينال تحت قيادة البابا الجديد!
ولذلك يقترح كثيرون أن تكون استقالة البابا بمثابة نهاية عمله داخل الكنيسة، وأن يذهب ويستريح في أحد دير الرهبان المشيّد عند حدود دولة الڤاتيكان!!!
منذ زمن والأقاويل تتناقل عن الاستغلال الجنسي للأطفال من طرف القساوسة الكاثوليك الأمريكان، أقاويل تعود إلى سنة 1950م مع ظهور أحد الاساقفة الذي ظل يحذر من العواقب الوخيمة التي ستلطخ سمعة الكنيسة من جراء هذه الجريمة الشنعاء. لكن تستر الكنيسة وصمتها انتهى سنة 2002م، حين نشرت صحيفة (بوستن ڭلوب) الامريكية تحقيقا معمقا في شهر يونيو/ حزيران عام 2002م، عن الكاهن (جون جيوڭان) الذي اشتبه به التحرش بأكثر من 150 طفلا على مدى فترة 30 سنة. وقد أدين الكاهن (جيوڭان) بعشر سنوات سجن نافذ، وقُتل بعد سنتين من صدور الحكم. لكن الفضيحة الحقيقية هي أن الكنيسة كانت تعلم بجريمة (جيوڭان)، وكانت طوال تلك الفترة تنقله من “أبرشية” إلى أخرى، لتبعده عن التهم والأقاويل، وكانت ترسله للعلاج النفسي!! وبقيت تتستر عليه حتى بعد خلعه من منصبه سنة 1998م.
وبعد الكشف عن قضية ذاك الكاهن المغتصب، خرجت مئات القضايا الأخرى إلى النور، بما في ذلك ملف كنيسة (لوس أنجلوس)، حيث دفعت الكنيسة 600 مليون دولار لتسوية القضية مع ضحايا عقود وعقود ممن تجرعوا ظلم الاغتصاب في صمت!!!
لم يكن إنكار فعالية حبوب منع الحمل في تحديد النسل أول مواجهة بين معتقدات الكنيسة الكاثوليكية والأبحاث العلمية، بل الأمر يعود إلى القرن 16 الميلادي، حين خرج العالم (غالييو) يعلن كروية الأرض التي تدور حول نفسها وحول الشمس، وأنها كوكب من بين كواكب عديدة داخل المجموعة الشمسية. تضارب هذا الواقع الجديد مع قرار باباوات الكنيسة الذي اتخذ شكلا مسطحا، مؤمنين أن الأرض مستقيمة وأنها مركز الكون، جعل لعنة الكنيسة تحل على العالم (غاليلو)، فمنعت الكنيسة كتبه وصادرتها، وأمرت به إلى محاكم التفتيش ثم قادته معتقلا إلى وسط روما أمام حشود من الناس حيث هددوه بالتعذيب ليتوقف عن أبحاثه!
مرض العالم (غاليلو) ولم يعش طويلا حتى يرى الكنيسة ترفع الحظر عن كتبه سنة 1822م، حيث توفي سنة 1642م. وبقي الأمر حتى منتصف القرن الماضي سنة 1960م ليتقدم بابا الكنيسة(يوحنا بولس الثاني(1978 – 2005م) باعتذار رسمي لغاليلو عن التعذيب والإهانة!!!
ليس السياسيون وحدهم الذين يملؤون خزائنهم بأموال الشعب، بل باباوات الكنيسة عرفوا بذلك منذ القدم. حيث المقولة الشهيرة للبابا الالماني جوهان تيتزل(1465 – 1519م): “بمجرد أن ترمي الدرهم داخل هذا الصندوق الصغير.. ستتطهر روحك من المعاصي وترتاح من عذاب الضمير”! هكذا كان البابا (جوهان)، والبابا الايطالي ليو العاشر( 1513 – 1521م) الذي لحقه لا يعطيان لنفسهما حق غفران ذنوب الآخرين فقط، وإنما يشجعان الناس على دفع المال لتنمحي خطاياهم دون اعتراف لكاهن ولا دعاء! وقد علقوا لائحة للأسعار، كل ذنب بثمنه، ابتداء بالكذب ثم الزنا إلى القتل، حتى تقوى النشاط الاقتصادي لكنيسة “پيترز باسيليسكا” (كنيسة بطرس) وتدفق على باباواتها وأسقفها المال من حيث لم تحتسب!
وقد استمر الوضع كذلك إلى أن زادت حنقة الناس والعاملين بالكنيسة، وانفجر أحد الرهبان الملقب ب(مارثن لوثر)، الذي طرح وثيقة يفضح فيها هذه النشاطات بعنوان: “95 أطروحة في عام1517م!!.
لم تكن مفاجأة أن يصدر البابا يوليوس الثاني (1433 – 1513م) للملك الإنكليزي هنري الثامن( 1491 – 1547م) إعفاء بالطلاق، الذي كان وقتها محرما في الكنيسة الكاثوليكية، ويسمح له بالزواج من حبيبته الإسبانية “كاثرين”، فقد كان البابا نفسه متزوجا قبل أن يلتحق بالكنيسة! لكن الرهبانية لم تنزع من قلب “خوليوس” حبه للمعاشرة، فقد أنجب على الأقل ابنة واحدة غير شرعية، وهي المعروفة، وكانت له أكثر من عشيقة! ، ففي سنة 1511م، وجهت الكنيسة ضده اتهامات لممارساته الجنسية البذيئة واصفة إياه حرفيا باللوطي: “اللوطي المغطى بقرحات مثيرة للاشمئزاز”!!!
كان البابا المذكور معروفا بقضائه أغلب الوقت مع أطفال صغار، وذكور يمارسون البغاء، وكان أول بابا عرف بإصابته بمرض “الزهري”. وفي يوم من أيام الجمعة سنة 1508م، أصيب بقروح مرض الزهري لدرجة لم يستطع تقديم القداس!، وعرف أيضا بصداقاته مع الفنانين، ومن بينهم الرسام (مايكل أنجيلو) الذي أجبره على رسم سقف الكنيسة!
اتفق المؤرخون جميعا على أن أسوأ بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، هو البابا ألكسندر السادس(1431 – 1503م) مؤسس السيمونية (= شراء المناصب) والمحسوبية، سليل عائلة “بورجيا” الشهيرة. عرف بحفلات الثمالة والعربدة، وأشهرها سنة 1501م التي أثارت حنقة الكنيسة وساكنة المدينة، والتي سماها حفلة: “تنافس العاهرات”! حيث رقصت 50 امرأة من جميلات القرون الوسطى فوق طاولة البابا وأصدقائه، وكان أكثرهم جماعا تلك الليلة هو الفائز، حيث منحه البابا ملابس ومجوهرات ثمينة أخذ ثمنها من صندوق الكنيسة!!
ونتيجة لتلك الحفلات، فقد أنجب البابا “ألكساندر السادس” 6 أولاد و3 بنات مع نساء مختلفات، وفرق عليهم وظائف ضمنت لهم حياة كريمة داخل الكنيسة، بين قساوسة وباباوات!!!، وأشيع أن أحد أبنائه البررة سممه بتفاحة ليأخذ مكانه في قيادة الكنسية!
إن قمت بزيارة كنيسة “سيستن” بالڤاتيكان تذكر البابا سيكستوس الرابع (1414 – 1484م)!! هو بابا أنجب ستة أطفال، والسابعة من علاقة مع شقيقته… كان يجمع الضريبة من أرباح الباغيات، ويجمع الرشاوى من القساوسة مقابل جلب العاهرات وممارسة البغاء داخل غرفهم بالكنيسة. ورغم وجود النساء في دور الرهبان، لم يمنع ذلك انتشار الشذوذ الجنسي في تلك الحقبة بين رهابي الكنائس، كما يقول المؤرخون!
وأخيرا فضيحة لا علاقة لها بالجنس! هذه الفضيحة لها علاقة بالانتقام، وهي ليست قصة فلم مختلقة، إنما حقيقة البابا ستيفن السادس(896 – 897م) الذي أراد الانتقام من سلفه البابا فورموسس(891 – 896م)، رغم أن هذا الأخير كان قد مات مسبقا!! وعلى ما يبدو أن تنصيب “ستيفن” على رأس الكنيسة لم يكن بمحض الصدفة، ولم يشف لا تنصيبه بابا للكنيسة ولا موت سلفه غليله حول ماهية الصراع الذي كان بينهما. فقرر “ستيفن” حفر قبر “فورموسس” وانتشال جثته بعد 9 أشهر من وفاته، ثم ألبس الجثة ووضعها على كرسي وأخذها ليحاكمها في قاعة المحكمة!
حوكمت الجثة، وقرر القاضي أن قيادة (فورموسس) للكنيسة باطلة، وأن أيا من القرارات التي اتخذها خلال مرحلة بابويته ملغاة ولن تأخذ بعين الاعتبار ابتداء من وقت صدور الحكم. ولم يكتفي “ستيفن” بذلك الحكم العدل على جثة، إنما قطع ثلاث أصابع كان يستعملها “فورموسس” خلال خطاباته قبل أن يعيد الجثة مكانها!
لكن القدر لم يغب طويلا حتى حكم على “ستيفن” حكما أعدل من الأول، حيث قام شغب عارم بروما واقتحم المشاغبون الكنيسة واعتقلوه وجعلوه في زنزانة انفرادية، وعثر عليه لاحقا ميتا بالخنق!، هكذا استمرت فضائح الكنيسة الكاثوليكية عبر التاريخ.. حين تتحول الكنائس إلى مجالس خمر وقلع ملابس.. ويتحول الرهبان إلى فضائح جنسية تهز أركان الفاتيكان وتقوّض مصداقية الكنيسة.
المصدر: موقع هسبريس. في 14/2/2013م
المدارس والمعاهد الكاثوليكية تنهار على وقع الفساد والشذوذ الجنسي
أظهرت وثائق رسمية إيطالية لتسجيلات تعود لاتصالات هاتفية تجسست عليها الشرطة تورط مرتل في جوقة الفاتيكان بشبكة دعارة مثلية، أمّن من خلالها عددا من الرجال المستعدين لممارسة الشذوذ الجنسي مع موظف حكومي إيطالي، يتمتع في الوقت عينه بمنصب ضمن حاشية البابا بندكيت السادس عشر، بالمجموعة المعروفة بـ”نبلاء صاحب القداسة.”
وجاء اكتشاف هذا الدور للمرتل النيجيري (طوماس شندو إيهيم)، والميول الشاذة للموظف (أنجيلو بالدوتشي)، خلال تحقيقات كانت ترمي إلى كشف إمكانية وجود فساد في صفقات حكومية، كان بالدوتشي يشرف على تحديد الشركات الفائزة بها، وبينها أعمال البناء في مطار بيروجيا. وتعمل مجموعة “نبلاء صاحب القداسة” ضمن مناصب شرفية دون رواتب، وهم بمثابة حجّاب للبابا، وتتركز مهماتهم في استقبال رؤساء الدول والحكومات ومرافقتهم إلى مكتب البابا.
وكانت الشرطة الإيطالية قد قبضت على بالدوتشي مع ثلاثة موظفين كبار آخرين ورجل أعمال بتهمة الحصول على رشى لقاء تسهيل الفوز بصفقات حكومية، وقالت الشرطة إن الرشى توزعت على شكل مبالغ مادية أو هدايا عقارية وخدمات جنسية، علماً أن القضاء لم ينظر بالقضية بعد. وأعرب فرانكو كوبي، محامي بالدوتشي، عن غضبه حيال كشف الصفقات الجنسية لموكله وطبيعتها، وقال إن عرض الأمور الشخصية التي لا صلة لها بالتحقيقات على حد قوله “معيبة،” كما رجح أن يقوم بملاحقة المصادر التي عرضت تفاصيل حياة بالدوتشي الخاصة.
وكانت مجلة (بانوراما) الإيطالية قد أجرت مقابلة مع المرتل النيجيري إيهيم، قال خلالها إنه كان يجلب الرجال إلى بالدوتشي ليمارس الجنس معهم مع مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك ممثلين ورياضيين وعاملين في عرض الأزياء، وصولاً إلى طلاب في معاهد لاهوتية.
وبحسب إيهيم، فإن بالوتشي كان يفضل الرجال الذين هم فوق سن الأربعين، ويرى أن الشباب في منتصف العقد الثاني من عمرهم “صغار جداً بالنسبة له.”بحسب سي ان ان.
وتشير وثائق تسجيلات الاتصالات الهاتفية عدد من المحادثات حول القضايا الجنسية بين بالدوتشي وإيهيم، حيث يقول المرتل النيجيري للمسؤول الإيطالي خلال اتصال معه: “لدي ثلاث أو أربع قضايا جيدة جداً لك إن لم تكن مشغولاً.. بينهم رجلان من كوبا.. لقد رأيتهما يا أنجيلو وهما يشكلان فرصة جيدة.. يمكن تدبير شيء ما فوراً.”
وفي اتصال آخر قال إيهيم لبالدوتشي: “إذا كنت ترغب يمكنني أن ارتب حضورهما بشكل متتالي،” فيرد بالدوتشي: “من هم الأفضل بين من عرضت علي” فيجيبه إيهيم: “الأفضل هما من ذكرتهما لك أول الأمر، رجل من بالونيا والثاني من روما.” وزعم المرتل النيجيري الذي يبلغ من العمر 39 سنة أنه كان يقوم بهذه المهمة لمساعدة عائلته مادياً في نيجيريا.
بالمقابل، ذكر مصدر رفض كشف اسمه في الفاتيكان، أن البابا قرر إعفاء إيهيم من منصبه ضمن جوقة الفاتيكان، أما بالنسبة لبالدوتشي، فأشار المصدر أنه لن يتمكن حالياً من ممارسة مهامه ضمن مجموعة “نبلاء صاحب القداسة” بسبب وجوده في السجن،” وأضاف أن القضاء لم يدن الموظف الإيطالي بعد، متوقعاً أن يكون هناك موقف آخر للكنيسة في حال حصل ذلك.
المصدر: شبكة صباح، بقلم صباح جاسم.
وفي السياق نفسه صرحت مديرة إحدى المدارس التابعة للكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا بضرورة حل مجلس إدارة المدرسة بصفة كاملة ليتسنى للمدرسة أن تبدأ بداية جديدة بعد فضيحة الاعتداء على بعض تلاميذها جنسيا. وقالت (مارجاريتا كاوفمان) مديرة مدرسة أودنفالد الواقعة في جنوبي ألمانيا إن الاتهامات التي وجهت للمدرسة أساءت لسمعتها وأن حل هذه المشكلة يتمثل في حل مجلس إدارتها بصورة كاملة لتمهيد الطريق أمام بداية جديدة. وصرحت كاوفمان لصحيفة (فرانكفورتر روندشاو) الصادرة غدا الاثنين قائلة “أعتقد أن مجلس الإدارة الذي أنتمي إليه لابد أن يستقيل بصفة كاملة”. ومع ذلك أبدت كاوفمان رغبتها في إدارة المدرسة التي تقع في دائرة هيبنهايم جنوب ولاية هيسن الألمانية، مضيفة أنها “ستقوم بمهامها المنوطة بها كمديرة للمدرسة حاليا بصورة كاملة”.
وأعلنت كاوفمان التي تدير المدرسة منذ عام 2007م أنها ستقدم “المساعدة من الخارج” في التحقيقات الدائرة بشأن الفضيحة التي أساءت لسمعة المدرسة. ويضم مجلس إدارة المدرسة سبعة أشخاص من بينهم مديرتها كاوفمان.
الفاتيكان: من الخطأ التركيز على الكنيسة وحدها
وقال الفاتيكان رداً على هذه الانتهاكات التي تجري في المعاهد والمدارس التابعة له، انه من الخطأ القاء اللوم في اساءة معاملة الاطفال على الكنيسة الكاثوليكية ونفى اتهامات بأنه حاول التستر على أعمال تحرش جنسي بالاطفال لرجال دين تابعين له في انحاء اوروبا. واعترف الاب ( فيديريكو لومباردي) المتحدث باسم الفاتيكان “بعمق الازمة التي تمر بها الكنيسة” بعد ظهور ادعاءات جديدة في الاسابيع الاخيرة بشأن انتهاكات جنسية واسعة من جانب رجال دين في المانيا والنمسا وهولندا.
ولكنه أنكر ادعاءات ساقها وزير في الحكومة الالمانية بأن الفاتيكان تواطأ للتستر على انتهاكات جنسية للاطفال. وزعمت تقارير الشهر الماضي ان قساوسة كاثوليك استغلوا جنسيا أكثر من 100 طفل في المدارس اليسوعية هناك. بحسب رويترز.
وقال لومباردي لراديو الفاتيكان “ارتكبت اخطاء من جانب المؤسسات واعضاء في الكنيسة وهناك لوم مستحق خاصة بالنظر الى المسؤولية التعليمية والاخلاقية للكنيسة.”واضاف “ولكن كل شخص موضوعي ومتنور يعلم ان الامر اوسع كثيرا وتركيز الاتهامات على الكنيسة وحدها يجعل الامور تخرج عن نصابها.”
واستشهد لومباردي بتقرير حديث للسلطات النمساوية اورد تفصيلا 17 حالة انتهاك في مؤسسات ذات صلة بالكنيسة الكاثوليكية ولكنه تضمن ايضا 510 حالات في مؤسسات اخرى. وقال “سيكون من الافضل القلق بشأن هذه ايضا.”
وجاءت احدث الادعاءات بعد سنوات من فضيحة مدوية في ايرلندا والولايات المتحدة، ودفعت الكنيسة الامريكية الكاثوليكية نحو ملياري دولار لتسوية قضايا مع ضحايا منذ عام 1992م.
وقالت الكنيسة الكاثوليكية الهولندية انها ستطلب تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في أكثر من 200 تقرير عن مزاعم بانتهاكات جنسية من جانب قساوسة وذلك ردا على ظهور مزيد من الضحايا.
وغضب الالمان بسبب تقارير عن اساءة معاملة من جانب القائمين على المدارس اليسوعية وادعاءات بالضرب وانتهاكات جنسية في ثلاث مدارس كاثوليكية في بافاريا من بينها واقعة ذات صلة بجوقة راقية أدارها شقيق بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر من 1964 الى 1994م. واعترف جورج راتسينجر (86 عاما) بانه صفع التلاميذ على وجوههم لتأديبهم ولكنه نفى معرفته باي انتهاك جنسي.
شقيق البابا بينيديكتس السادس عشر: قضية الاستغلال الجنسي لم تُطرح يوما
ومن ناحيته أكد المونسنيور (غيورغ راتسينغر) شقيق البابا بنديكتوس السادس عشر ان قضية الاستغلال الجنسي “لم تطرح يوما” في الجوقة الالمانية التي كان يقودها في ريغنسبورغ ودان العقوبات الجسدية التي تعرض لها تلاميذ. وقال غيورغ راتسينغر (86 عاما) لصحيفة “باسوير نيوي بريسي” ان “مشكلة الاستغلال الجنسي التي كشفت الآن لم تبحث يوما”، مضيفا “لم نتحدث ابدا عن هذا النوع من الامور داخل كنيستنا”.
وكان المخرج والمؤلف الموسيقي (فرانتس فيتنبرينك) الذي كان في مدرسة داخلية في الكنيسة وعضوا في الجوقة حتى 1967م تحدث عن استغلال جنسي تعرض له عدد كبير من التلاميذ من قبل مدير سابق للمؤسسة.
وكشفت هذه الفضيحة في نهاية كانون الثاني/يناير بشأن معهد كانيسيوس اليسوعي في برلين الذي اعترف بحدوث انتهاكات جنسية في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، تورط فيها مدرسان سابقان على الاقل. ومنذ ذلك الحين كشفت حالات كثيرة اخرى يعود معظمها الى عقود في المانيا حيث استقال عدد كبير من رجال الدين. بحسب رويترز.
ودان شقيق البابا العنف الجسدي الذي تعرض له تلاميذ الجوقة من قبل مدير المدرسة. وقال “لو عرفت درجة العنف المفرط لتحركت، لقلت شيئا ما”. واضاف “اطلب الصفح من الضحايا”. وأوضح ان “تلاميذ رووا لي خلال جولات عن الطريقة التي يعاملون بها (…) لكن رواياتهم لم توح لي بان علي ان افعل شيئا ما”. وتابع “كنت اعرف ان المدير العام السابق (للمدرسة) كان يصفع التلاميذ بقوة (…) ولاسباب سخيفة في بعض الاحيان”. لكنه رأى في الوقت نفسه انه اسلوب كان شائعا في تلك الفترة.
وبينما تواصل فضيحة حالات الاستغلال الجنسي التي تهز الكنيسة الكاثوليكية في المانيا تصاعدها منذ كانون الثاني/يناير قالت وزيرة العدل الالمانية سابين لويتهويسر شنارنبرغر الثلاثاء انه يجب دفع تعويضات مالية للضحايا.
وكانت الوزيرة الالمانية صرحت لاذاعة “دويتشلاندفونك” ان “جدارا من الصمت رفع في عدد كبير من المدارس والمؤسسات”، متهمة الفاتيكان بعرقلة التحقيقات في هذه الفضيحة.
وانتقلت القضية الى النمسا حيث اعلن مسؤول في كنيسة سالزبورغ انه يشتبه بحدوث حالات استغلال جنسي في مؤسستين دينتين نمساويتين. واعترف في تصريح للاذاعة العامة بانه استغل شابا نمساويا يبلغ من العمر اليوم 53 عاما، لكنه عرض عليه في نهاية 2009م تعويضا يبلغ خمسة آلاف يورو مقابل صمته. وأكد اسقف سالزبورغ (الويس كوتغاسر) انه بمثابة “تعويض”.
البابا يدعو الأساقفة إلى إعادة مصداقية الكنيسة
ومن جهته دعا البابا بنييكتس السادس عشر حوالى عشرين من اساقفة ايرلندا استقبلهم مؤخرا في الفاتيكان الى اتخاذ اجراءات “عملية” من اجل “اعادة المصداقية الاخلاقية والروحية للكنيسة” التي تهزها فضيحة التحرش الجنسي بالاطفال.
وتعهد الاساقفة الايرلنديون خلال اللقاء التعاون مع القضاء في بلدهم حيث اتهمت الكنيسة الكاثوليكية بالتغطية على ممارسات كهنة تحرشوا جنسيا بمئات الاطفال خلال عقود من الزمن على ما ذكر الفاتيكان. وفي بيان نشره الفاتيكان بعد اللقاء، وصف البابا هذه الاعمال بانها “جريمة دنيئة” و”خطيئة مميتة تشكل اهانة للرب وتجرح كرامة البشر الذين خلقوا على مثاله”.
وندد بنيديكتس السادس عشر ايضا ب”فشل سلطات الكنيسة الايرلندية طوال سنوات في العمل بفعالية لمواجهة هذه الحالات من الاستغلال الجنسي للاولاد من قبل افراد في السلك الكهنوتي الايرلندي ورجال دين”. ودعا البابا الاساقفة الى “الانكباب على مشكلات الماضي بحزم ومواجهة الازمة الراهنة بكل صدق وشجاعة (…) مع الادراك بان الوضع الحالي المؤلم لن يحل بسرعة”. كما دعاهم الى اتخاذ “تدابير واضحة لتضميد جراح اولئك الذين تعرضوا للاستغلال الجنسي (…) واعادة المصداقية الروحية والاخلاقية للكنيسة”.
واعتبر ان “ضعف الايمان كان عاملا حاسما أسهمَ في ظاهرة الاستغلال الجنسي للقاصرين”. وطلب في هذا الخصوص “تأملا لاهوتيا عميقا” ودعا الى “تحضير افضل بشري وروحي واكاديمي ورعوي للمرشحين لدخول السلك الكهنوتي والحياة الدينية.” وقال البابا انه سيوجه خلال فترة الصوم رسالة رعوية الى الكاثوليكيين في ايرلندا تمت مناقشة مشروعها خلال لقاءات في الايام الاخيرة.
فضائح الاعتداءات الجنسية بالمعاهد اليسوعية في المانيا
في أول رد فعل على فضيحة الاعتداءات الجنسية بالمعاهد اليسوعية في ألمانيا، أعلنت إدارة تلك المؤسسات أن عميد كلية الويسيوس في بون الأب (ثيو شنايدر) قد استقال من منصبه بأثر فوري. وكانت مجلة دير شبيغل الصادرة الاثنين قد نشرت تحقيقاً مثيراً تناول الاعتداءات الجنسية في المعاهد اليسوعية في ألمانيا حيث أظهر وجود هذه الحالات في أربعة وعشرين أبرشية من أصل سبعة وعشرين.
والأسبوع الماضي شكا طالب سابق في الكلية المذكورة يبلغ من العمر اثنين وستين عاماً، من أنه تعرض في الماضي للاغتصاب على يد قس، ولاحقاً وجّهَ طالب آخر تهمة مماثلة، ثم اتهم طالب يدعى ميغيل ابرانتس عدداً من القساوسة بأنهم مارسوا اعتداءات جنسية ضده ورفاقه على مدى سنوات في مدرسة باد غودسبرغ، كما نشر طالب سابق يبلغ من العمر سبعة وثلاثين عاماً كتاباً تحت عنوان “بوب ساكرا” يروي فيه تجربته في إحدى المدارس الدينية. بحسب رويترز.
وجاءت خطوة الأب شنايدر بسبب الاتهامات الموجهة ضده حول تواطؤه في بعض من حالات الاعتداء الجنسي، حيث قبلت استقالته وسيعنى بتسيير الكلية مدير مؤقت، وفقاً لما نقلته وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء. وكان البابا بنيدكتس السادس عشر قد دان الكهنة الذين قاموا باغتصاب الأطفال، وقال خلال كلمة أمام المجمع الفاتيكاني للأسرة “إن الكنيسة عززت على مر القرون مبدأ حماية كرامة وحقوق الأطفال واعتنت بهم.” وأضاف قائلاً: “للأسف، في كثير من الحالات قام بعض أعضاء الكنيسة بانتهاك هذه الحقوق، والكنيسة لن تكل عن إدانة هذا السلوك واستنكاره.”
وكانت الكنيسة في أيرلندا، قد تلقت ضربة موجعة للثقة فيها، بعد أن قال تقرير حكومي نشر في نوفمبر/تشرين ثاني عام2003م، إن “أبرشية دبلن، وعدد آخر من الكنائس والمؤسسات الكاثوليكية الأيرلندية أخفت عمليات تحرش جنسي ارتكبها كهنة بحق مئات الأطفال في التسعينيات.”
وقال تقرير لجنة التحقيق التي شكلتها أبرشية دبلن، والذي جاء في 720 صفحة إنه “مما لا شك فيه أن اعتداء الكهنة على الأطفال جنسيا تم التستر عليه،” بين يناير/كانون ثاني عام 1975م وحتى أيار/مايو 2004م وهو الوقت الذي غطاه التقرير.
الفاتيكان يطرد حاجبا للبابا متهم بالدعارة
ووردَ اسم حاجب للبابا بنيديكتس الستدس عشر وعضو بجوقة خاصة في كاتدرائية القديس بطرس ضمن شبكة دعارة للشواذ جنسيا وذلك في أحدث فضيحة جنسية تلطخ الفاتيكان.
وطرد الفاتيكان جيندو ايهايم -وهو نيجيري- من جوقة جوليا بعد ان ظهر اسمه في نصوص اتصالات هاتفية سجلتها الشرطة ونشرتها صحيفة ايطالية في اطار تحقيق في قضية اخرى. وقامت الشرطة بتسجيل تلك الاتصالات في اطار تحقيق في فساد في عقود لبناء أشغال عامة.
وكان بين اربعة اشخاص اعتقلوا الشهر الماضي في فضيحة الفساد انجيلو بالدوشي وهو مهندس وعضو بمجلس ادارة الاشغال العامة الايطالية ومستشار انشاءات للفاتيكان. واعتقل بالدوشي بتهم الفساد وتكشفت اتهامات الدعارة في وقت لاحق. بحسب رويترز.
وبالدوشي عضو ايضا في جوقة مختارة تضم حجابا يستدعون للعمل في القصر الرسولي للفاتيكان في مناسبات مهمة مثل استقبالات البابا لرؤساء دول أو عندما يرأس البابا مناسبات كبيرة. وأفراد تلك الجوقة هم الذين حملوا نعش البابا يوحنا بولس اثناء مراسم جنازته في 2005م. واظهرت مقتطفات نشرت في صحيفة لاريبوبليكا الايطالية أن ايهايم (40 عاما) كان على اتصال منتظم مع بالدوشي قبل اعتقال الاخير الشهر الماضي وان موضوع محادثاتهما كان جنس الشواذ.
المصدر: شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 14/آذار/2010 – ما ليس في الحسبان!
انتقادات جديدة للفاتيكان بشأن الشذوذ الجنسي
لقد أثارت تصريحات وزير خارجية الفاتيكان (الكاردينال تارشيزيو بيرتوني) الأخيرة جدلاً حادا في الأوساط السياسية وجمعيات حقوق المثليين عندما شبّه الانتهاكات الجنسية التي هزت الكنيسة الكاثوليكية مؤخرا بسلوك المثليين. وقال بيرتوني للصحفيين، خلال زيارته لتشيلي “إن العديد من علماء النفس قد أثبتوا أنه لا يوجد أي ارتباط بين التحرش الجنسي والعزوبية، بينما أثبت آخرون أن التحرش الجنسي مرتبط بسلوك المثليين”. تأتي هذه التصريحات في وقت تتعرض فيه الكنيسة الكاثوليكية لاتهامات بالتستر على فضائح جنسية ارتكبها قساوسة في مختلف الأبرشيات العالمية منذ أكثر من خمسين عامًا.
وتوجه أصابع الاتهام بشكل خاص إلى البابا بنيديكت السادس عشر الذي تجاهل حسب صحيفة نيويورك تايمز شكاوى من انتهاكات جنسية قام بها كهنة، وذلك عندما كان مسؤولاً عن “هيئة عقيدة الإيمان”.
وتعليقا على تلك الاتهامات قال الصحفي والخبير بشؤون الفاتيكان( أوراتسيو لاروكا ): “إنها لمأساة أن تخفي الكنيسة قضايا الفضائح الجنسية”، لكنه أعرب عن شكوكه في أن تكون هناك هداف أخرى وراء هذه الحملة القادمة من الولايات المتحدة ضد بابا الفاتيكان.
وذكّر لاروكا في حديث للجزيرة نت بأن أول مرة تحدثت فيها الصحف الأميركية عن التحرشات الجنسية بأطفال في الكنائس الكاثوليكية جاءت بعد انتقادات البابا الراحل يوحنا بولص الثاني للحرب الأميركية على العراق وانتقاده للرئيس جورج بوش. ووصف لاروكّا الكهنة الذين ارتكبوا الانتهاكات الجنسية بأنهم أنذال، وأعرب عن أمله في أن توقع بهم أقسى العقوبات لكنه رفض أن يربط انتهاكات الكاهن الشاذة بالعزوبية.
ومن جهته قال عالم اللاهوت السويسري (هانس كونغ) المعروف بانتقاداته للفاتيكان إن سياسة البابا بنيديكت السادس عشر فشلت في إجراء تعديلات على المؤسسة الدينية، خاصة فيما يتعلق بالأخلاقيات الجنسية. وقال كونغ في مقال نشر بصحيفة لاريبوبليكا الإيطالية أمس الخميس إنه كان الأحرى ببابا الفاتيكان أن يتحدث خلال قداس الفصح الماضي عن قضايا التحرش الجنسي بدلاً من التزام الصمت.
وأشار كونغ إلى أن قضايا التحرش جُمعت من قبل “هيئة عقيدة الإيمان” عندما كان البابا الحالي نفسه مسؤولاً عنها، لكنها عولجت بسرية تامة وفرض على الأساقفة الكتمان مع أن مرتكبي الانتهاكات قد نالوا عقوبات قاسية حسب القانون الكنسي.
وفي غضون ذلك، يعيش الفاتيكان حالة تأهب قبل زيارة البابا بنديكتس السادس عشر لمالطا يومي 17 و 18 أبريل/نيسان عام2010م في ذكرى غرق سفينة القديس بولص قبالة سواحل الجزيرة منذ 1950 عامًا.
وأشار الناطق باسم الفاتيكان (فيديريكو لومباردي) في مؤتمر صحفي خاص برحلة البابا إلى مالطا إلى أنه لا يُستبعد أن يلتقي البابا بعض ضحايا التحرشات الجنسية في مالطا.
وهناك تخوف من أن يتعرض البابا في رحلته إلى مالطا لمظاهرات أو شتائم، حيث نقلت الصحف الإيطالية صورًا لتظاهرة فنية للنحات المالطي (بول فيللا كريتيان) بينها عمود ذو إيحاء جنسي نُصب في بلدة لوكا التي سيمر بها البابا بعد دقائق من وصوله للجزيرة.
وقبل أيام من وصوله إلى مالطا تعرضت صور البابا التي وضعت على الطرقات استقبالا له، للتشويه حيث كتبت عليها شتائم ورسم شارب هتلر على وجهه. وفي محاولة للدفاع عنه أعلن “مجلس الشورى العلماني الوطني” التابع لمجلس الأساقفة يوم 16 مايو/أيار 2010م يوم تضامن مع بابا الفاتيكان، حيث ستتجمع نحو 70 مؤسسة كنسية في ساحة القديس بطرس بوسط روما للإعراب عن تضامنها مع البابا ضد ما تعتبره حملة تعرض لها في الآونة الأخيرة. المصدر : الجزيرة نت. غادة دعيبس- روما في 16/4/2010.
شذوذ القساوسة الجنسي وراء استقالة البابا
ذكرت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية في عددها 23/2/2013م أن تقريرا صحفيا عزا استقالة البابا بنيديكتس السادس عشر من منصبه راعياً للكنيسة الكاثوليكية إلى الكشف عن شبكة من الأساقفة الشاذين جنسياً داخل الفاتيكان، بعضهم تعرض للابتزاز من أشخاص في الخارج. وامتنع الناطق الرسمي باسم البابا عن تأكيد أو نفي التقرير الذي أوردته صحيفة “لا ربوبليكا” اليومية الإيطالية. وقالت الصحيفة الإيطالية إن البابا اتخذ قرار استقالته في 17 ديسمبر/كانون الأول عام2012م، وهو اليوم الذي تلقى فيه ملفاً جمع بياناته ثلاثة من الكرادلة، أُنيطت بهم مهمة النظر في قضية تسريب وثائق سرية من الفاتيكان فيما عُرف بفضيحة “فاتيليكس”.
وكان باولو غابرييلي – كبير خدم بابا الفاتيكان – قد اعتُقل في مايو/أيارعام2012م بتهمة سرقة وتسريب مراسلات بابوية صورت الفاتيكان على أنه بؤرة تمور بالدسائس والصراعات الداخلية. وطبقا لصحيفة “لا ربوبليكا”، فإن الملف الذي يتألف من “مجلدين من 300 صفحة تقريبا” أُودع في خزانة حديدية بالشقق البابوية، وسيسلم إلى البابا الجديد بعد انتخابه.
وفي اقتباس واضح من تقرير الكرادلة، قالت “لا ربوبليكا” إن بعض مسؤولي الفاتيكان خضعوا “لنفوذ خارجي من أشخاص عاديين تربطهم بهم علاقات ذات طبيعة دنيوية”.
ونقلت عن مصدر وصفته بأنه وثيق الصلة بمن أعد التقرير من الكرادلة، القول “إن كل شيء يدور حول عدم التقيد بما جاء في الوصيتين السادسة والسابعة من الوصايا العشر التي أنزلها الله تعالى على نبيه موسى (عليه السلام)”. وهاتان الوصيتان تحرمان الزنا والسرقة على التوالي.
وفي تطور آخر ذي صلة بالديانة المسيحية، اقترح أكبر رجال المذهب الكاثوليكي في بريطانيا أن يُسمح للقساوسة بالزواج وممارسة الجنس، في خطوة اعتبرتها صحيفة “إندبندنت” البريطانية انحرافاً كبيرا عن التعاليم السائدة حاليا في الكنيسة. وقال رئيس أساقفة سانت أندروز وإدنبره (الكاردينال كيث أوبراين) في مقابلة مع تلفزيون بي بي سي إن على البابا الجديد أن يعمل على تعديل القوانين المتعلقة بتبتل القساوسة “لأن ليس لها أصل في الدين”.
المصدر: صحيفتي الإندبندين والكارديان البريطانيتان.في 23/2/2013
استقالة البابا بنيديكتس السادس عشر في عام2013م
ومن جهته شكك كثيرون في تصريحات البابا والأسباب التي برر بها استقالته التي أعلنها مؤخرا، واعتبروها غير مقنعة، وتضاربت الآراء حول هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية منذ 600عام، عندما قام البابا (شيليستينو الخامس) بالاستقالة، وإن كانت الأسباب والظروف مختلفة عن اليوم.
واعتبر العالم الكاثوليكي والعالم الغربي إعلان بابا الفاتيكان بنيديكت السادس عشر أمس التنحي عن سدة البابوية يوم 28 فبراير/شباط عام2013م بالقرار الشجاع والاستثنائي، لما يحمل في طياته من مسؤولية كبيرة لرئيس الكنيسة الكاثوليكية. وجاء قرار البابا المفاجئ خلال جلسة استثنائية للكرادلة على هامش اجتماع للمجلس البابوي، مبررا ذلك بأن صحته وسنه لم يعودا ملائمين لقيادة الكنيسة. وقال البابا “بعد أن فحصت ضميري أمام الله تيقنت بأن قوتي وتقدمي في السن أصبحا غير ملائمين لممارسة منصب الوزارة البطرسية، كما أن عالم اليوم يخضع لتغيرات سريعة، وتحركه مسائل لها أهمية كبيرة لحياة الإيمان، لهذا أُعلن تنازلي عن منصب أسقف روما”.
ويرى أستاذ التاريخ في جامعة الدراسات العليا في مدينة بيزا الإيطالية (البروفيسور دانييلي مينوتسي) في حديث للجزيرة نت أن مشاكل كثيرة هي التي قد تكون تسببت باستقالة البابا.
ويذكر مينوتسي في هذا الصدد فضائح الفساد والاعتداءات الجنسية والصراع على السلطة والخلافات حول “عقيدة الإيمان”، معتبرا أن كل هذه المشاكل ألقت بثقلها على البابا بحيث لم يعد قادراً على إدارة الحكم بنفس النهج السياسي الذي اتبعه حتى الآن. لكن المشكلة الحقيقية كما أوضح مينوتسي، هي عدم مواكبة الكنيسة للعصر الحديث، “فمنذ تسلم البابا منصبه عام 2005م أصبحت الكنيسة أكثر تزمتاً، وخاصة فيما يتعلق بفرضية الحقيقة الحصرية الصالحة لكل زمان ومكان كمعيار عالمي”.
ويضيف أن هذه الفرضية خلفت اعتراضات كثيرة في كنيسة روما لأنها تصر على أن المبادئ والقيم الكاثوليكية غير قابلة للنقاش وتنطبق على كافة المجتمعات والسياسات بالتساوي. معتبرا أن هذا يدل على انغلاق الكنيسة تجاه العالم الآخر والحوار مع الديانات الأخرى.البلجيكية (البروفيسورماركو فينتورا)، أن البابا برر استقالته بمشكلة صحية “لكن المشكلة الحقيقية هي الصراع من أجل الدين في عالم علماني سريع التغيرات، فالبابا ضحية مثله مثل باقي القيادات الدينية للتغيرات السريعة، ولفكرة أن العلمانية تتناقض مع الدين”.
وأضاف فينتورا للجزيرة نت، أن البابا ركز على السلطة واللاهوت منذ المجمع الفاتيكاني الثاني ولم يترك حيزاً لإبداعات جديدة لإدخال تغييرات على الكنيسة، وركز على شخص الكاهن، واستثنى المرأة من الكهنوت ووطد السلطة الذكورية والهرمية للكنيسة، لكن استقالته أثبتت أنه لم يكن بمقدوره الاستمرار في هذه السياسة المتناقضة مع العصر الحديث.
وفيما يتعلق بالبابا القادم، توقع فينتورا أن يكون من الولايات المتحدة ” لأنها أصبحت المكان الذي يشهد تزايدا في أتباع الديانة الكاثوليكية المتشددة، لكنه أبدى تخوفه من تأثير البابا المستقيل على البابا المنتخب، “لأنه سيكون هناك اثنان وليس واحداً، بما أن بنيديكت السادس عشر تنحى عن منصبه ولم توافه المنية مثلما يحصل عادة في تاريخ الكنيسة”.
وبحسب مينوتسي، سيعتمد ذلك على اختيار الكرادلة للبابا الجديد، وما إذا كانوا سيختارون بابا على نهج البابا المستقيل أم أنهم سيدركون أن سياسته أظهرت ضعفها وبالتالي يلزم الأمر اختيار بابا قادر على التغيير والتحديث؟
المصدر : الجزيرة
بدايات التحرش الجنسي في عام 1985م
قد تكون بدايات النحرش الجنسي لرجال الكنبسة الكاثولية بشتى مراتبهم الكنسية قديمة، ولكنها ظهرت للملاْ بحق الكرادلة في عام 1985م في ولاية لويزيانا الأمريكية بعد ما اعترف الكاهن (جيلبرت جوث) بالاعتداء الجنسي وإساءة معاملة 37 صبيا، بالإضافة إلى اعترافه بأنه مُذنب في الـ34 تهمة جنائية الموجهة له بحسب صحيفة نيويورك تايمز. وحُكم على جوث بالسجن لمدة 20 عاماً، لكنه أفرج عنه بعد عشر سنوات فقط.
وبحسب وكالة رويترز فإن البابا فرانسيس طالب بضرورة تسريع وتيرة التحقيقات التي يخضع لها الكرادلة المتهمين بالاعتداءات الجنسية. وأضافت أنه خلال اجتماع البابا بعدد من الكرادلة الذين يجتمعون في الفاتيكان 4 مرات خلال العام الواحد من أجل مناقشة عدد من الأمور الهامة والتي كان من بينها هذا العام قضية الاتهامات الجنسية.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان (جريج بورك ) أن البابا ناقش مع الكرادلة خلال الاجتماع الخطوات التي من الممكن أن يتخذوها من أجل الإسراع من وتيرة التحقيقات المتعلقة بالتحرش الجنسي. وأضاف أن من بين تلك الإجراءات هو إقامة عدد من المحاكم الإقليمية بعدد من الدول من أجل أن تتابع التحقيقات مع الكرادلة والكهنة المتورطين في تلك القضايا.
وتجدر الاشارة إليه أنه عندما اُنتخب البابا الارجنتيني فرانسيس، بابا للفاتيكان، منذ نحو 8 أعوام، وتحديداً في 13 مارس/ آذار من عام 2013، تم اصطحابه في جولة – مثله في ذلك مثل أي بابا سبقه – من كنيسة سيستين إلى “غرفة الدموع”، وهي المكان الذي يتوقف بداخله أي بابا جديد لبضع لحظات. ودون شك ذرف الكثير منهم بضع دمعاتٍ في هذه الغرفة وهم يفكرون في المسؤولية الضخمةالمُلقاة على عاتقهم، قبل أن يخرج ليطل من شُرفة كاتدرائية القديس بطرس ليحيي العالم كقائدٍ جديد للكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
ووفقًا لما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية فإنه عند ظهور البابا فرانسيس، الذي كان يعرف حتى ذلك الوقت بـ”خورخي بيرغوليو”، أسقف العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، لأول مرةٍ في تلك الليلة، بدا متفائلاً بشكل ملحوظ، ومزح قائلاً إن الكرادلة قد ذهبوا إلى أطراف الكرة الأرضية لاختيار البابا الجديد.
لكن لو كان البابا يعلم كيف ستسير السنوات الثماني الأخيرة، لكان انفجر في البكاء داخل “غرفة الدموع، حسب ما جاء في تقرير الصحيفة.
بينما حظى فرانسيس بشعبيةٍ ضخمة في معظم أرجاء العالم سواء في الأوساط الكاثوليكية وغير الكاثوليكية، فقد عانى من معارضةٍ شرسةٍ داخل الفاتيكان بسبب سعيه لأن تواكب الكنيسة الكاثوليكية ما يجري في القرن الحادي والعشرين، حيث كافح من أجل إصلاح الحكومة، وحاول إقناع الكرادلة بمراجعة آرائهم بشأن الطلاق والزواج مرة أخرى، ولاقى معارضةً واضحة من بعض الأساقفة المتمردين.
الأسبوع الماضي تزامن مع بداية “الصوم الكبير”، وهو واحدة من أهم الفترات في تقويم الكنيسة، وهي الفترة التي يصوم خلالها الكاثوليك، ويقدمون الصدقات ويتأملون في الذنوب البشرية، في الفترة التي تسبق إحياءهم لذكرى صلب المسيح وعيد الفصح. وتتميز هذه الفترة عادةً بالتقوى وفعل الخير، وسيغادر البابا روما، الأحد 5 مارس/ آذار 2017م، بصحبة أعضاء الكوريا الرومانية، وهي الجهاز الإداري والتنفيذي والاستشاري الذي يساعده في الفاتيكان على إدارة مهامه المختلفة، من أجل بدء فترة اعتكاف روحي لمدة خمسة أيام.
البابا سيترك دولة محاطة بالاضطرابات والتمرد، وهناك شائعات تزعم أن أعداداً متزايدة من المواطنين في الفاتيكان ترى أنه يجب أن يرحل. وفي يوم أربعاء الرماد، أول أيام الصوم الكبير، تلقى البابا ضربة موجعة من أعدائه، حيث تقدمت (ماري كولينز) التي نجت من حادث اعتداء جنسي بالكنيسة في صغرها، وكانت آخر الأعضاء الباقين باللجنة التي فوضها البابا للتصدي لحالات الاعتداء الجسدي على الأطفال في الكنيسة، باستقالتها من اللجنة، معربة عن خيبة أملها بسبب عدم إحراز أي تقدم وما سمته “الغياب المخزي للتعاون” من جانب المسؤولين المعنيين بحالات الاعتداء الجسدي، لافتة إلى تعنت أعضاء الكوريا الرومانية أو الهيئة الحاكمة في الفاتيكان، وهي الهيئة التي يرغب البابا فرنسيس في إصلاحها.
وباستقالة كولينز من لجنة حماية القاصرين، التي شكلها البابا للتحقيق في فضائح الاعتداء الجنسي للكهنة والقساوسة بمختلف أنحاء العالم، وتواجد الباحث البريطاني (بيتر ساوندرز) عضو اللجنة والذي تعرض هو الآخر لاعتداء جنسي من أحد القساوسة، في إجازة لأجل غير مسمى، فقد فقدت اللجنة مصداقيتها.
واعترض مسؤولو الكوريا الرومانية على توصية اللجنة بضرورة إنشاء محكمة للتعامل مع حالات الأساقفة المتهمين بالاعتداء الجنسي، على الرغم من موافقة البابا نفسه عليها. وتضع المعارضة التي يواجهها البابا فرنسيس الكنيسة في منطقة مجهولة. وقال ماسيمو فاجيولي، وهو عالم لاهوت بارز وصحفي متابع لأخبار الفاتيكان: “الوضع والحالة في الفاتيكان هي السبب وراء ذلك. إنها معارضة ثقافية وسياسية كانت ظاهرة بالفعل بعد أسابيع قليلة من انتخاب البابا فرانسيس، إنهم يعارضون تغيير أسلوب وموقف الكنيسة والتحول من التقاليد الغربية إلى التقاليد العالمية”..
في أيام فرانسيس الأولى كبابا للفاتيكان، ركَّزت الأصوات الخافتة في الفاتيكان على الإصلاحات المالية التي يريد القيام بها. استقال البابا بينيديكتس السادس عشر بعد سلسلةٍ من التسريبات عُرفت باسم “فاتيليكس”، والتي كشفت عن ممارساتٍ مالية فاسدة في الفاتيكان، وسعى البابا فرانسيس إلى إنهائها. ولكن الأصوات المعارضة للبابا تعالت بعد رغبته في الحوار بشأن الزواج والطلاق والمثليين والعائلة.
وبعد اجتماعين للكنيسة بشأن هذه القضايا عامي 2014م و2015م، أصدر البابا فرانسيس وثيقة Amoris Laetitia، التي يطلب فيها من أساقفة الكنيسة أن يتخذوا قرارات موضوعية بشأن المطلقين والمتزوجين مرة أخرى وتلقيهم للإرشاد الروحي. حيث إن تعاليم الكنيسة التقليدية تنص على أن الشخص الكاثوليكي الذي يتزوج مرة أخرى بعد الطلاق يمكنه أن يتلقى الإرشاد الروحي فقط إذا ألغت الكنيسة زواجه الأول. بعض الأساقفة رأوا وثيقة Amoris Laetitia كتوجيه للترحيب بالأشخاص الذين لم تُبطِل الكنيسة زواجهم ولمنحهم الإرشاد الروحي.
أثار هذا الأمر غضب المحافظين، وأعلن أربعة كرادلة معارضين للتغيير بالكنيسة عن خطابٍ وجهوه إلى البابا فرانسيس. وأعرب الكرادلة في الخطاب، الذي أخذ هيئة تعرف باسم “دوبيا”، عن شكوكهم، وطلبوا إجاباتٍ واضحة، وفي حقيقة الأمر تحدوا سلطة البابا من خلال مطالبته بتوضيح تعاليم الكنيسة بخصوص هذه القضية والحياة المسيحية. وخلال أيام، ظهرت ملصقات معارضة للبابا فرانسيس في شوارع روما، بالإضافة إلى انتشار أخبار وهمية وعبارات ساخرة منه على صفحات الجرائد بالفاتيكان.
والآن يحاول البابا أن ينقل بعض القرارات على الأقل إلى الأساقفة والكنائس المحلية في مختلف أنحاء العالم من خلال السماح للكهنة والأساقفة باتخاذ القرارات بخصوص السماح للمطلقين بتلقي الإرشاد الروحي. وكان هذا الأمر بمثابة ناقوسِ خطرٍ بالنسبة للمحافظين.