المقالات

دراسة ألمانية: المسلمون لديهم أعلى مستويات الرضا عن الحياة ويفوقون المسيحيين والملحدين

تشير دراسة جديدة إلى أن المسلمين يشعرون برضا أكبر عن حياتهم، بفضل شعورهم أكثر بـ «الترابط الروحي»، عن أصحاب الديانات الأخرى.

حتى الآن، أقصى ما استطعنا تحقيقه لقياس مدى الرضا عن الحياة هو محاولة قياس «السعادة»، في حين تقترح الدراسة الجديدة التي أجراها عالم النفس الألماني أن الشعور بـ «الترابط الروحي» يتنبأ بمدى الرضا العام.

يضيف تقرير نشرته صحيفة The Daily Mail البريطانية، أنه عندما قسّم الباحثون المشاركين في الاستطلاع البالغ عددهم 67.562 فرداً حسب الدين، كان المسلمون أكثر شعوراً بالترابط الروحي.

وأشارت الأبحاث في عدد من التخصصات، من بينها الدين والفلسفة وعلم النفس، إلى أن الأنواع المختلفة من الترابط تؤدي إلى شعور شامل بالرفاهية والسعادة.

ومن بين «الأسئلة الكبرى» في علم النفس؛ «ما هي السعادة؟ وكيف نحصل عليها؟».

لا نعرف، ولن نعرف، وربما إذا عرفنا فلن تكون الإجابة قابلة للتطبيق عالمياً.

لكن إد ديينر، أستاذ علم النفس الفخري بجامعة إلينوي في أوربانا-شامبين، يشتهر في الدوائر الأكاديمية بمحاولاته تحديد مقياس للسعادة أو «مقياس الرضا عن الحياة».

يتألف مقياس إد دينيير من خمسة أسئلة تستهدف التكهُّن بمدى رضا الشخص عن حياته ككل.

على مقياس من واحد إلى سبعة، يجيب الشخص من خلال تحديد مدى موافقته مع أو رفضه ما يطرحه السؤال.

وكلما كانت درجاتك أعلى، كان شعورك بالرضا عن حياتك أكبر (أو كما يُفترض ذلك).

الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بأنهم «ملتزمون دينياً» أكثر احتمالاً لقول إنهم «سعداء جداً»
واقترحت بعض الدراسات، ومن بينها استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2016، أن الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بأنهم «ملتزمون دينياً» أكثر احتمالاً لقول إنهم «سعداء جداً» في حياتهم.

الغالبية العظمى (95%) من هؤلاء الأمريكيين السعداء جداً كانوا مسيحيين: بروتوستانت أو كاثوليك أو مورمون.

ولكن الحالة الروحانية –بغض النظر عن الانتماء إلى دين معين– ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالرضا عن الحياة، والسعادة والتفاؤل لدى مرضى السرطان.

واستقر علماء النفس على فكرة «الترابط الروحي»، بوصفه الخيط المشترك بين البشر الروحانيين من كل الأديان.

يعتقد سيغموند فرويد، الملقّب بـ «أبي التحليل النفسي»، أن كل البشر يتوقون للعود إلى شعور «الترابط» الذي كانوا ينعمون به في أرحام أمهاتهم، وارتباطهم بها بالسبل كافة.

حدد علماء النفس المعاصرون أيضاً مفهوم «الترابط الروحي» بأنه إحدى السمات الشخصية التي تميز الأشخاص الساعين إلى روابط أكثر مع الآخرين، ومع البيئة، ومفهومهم عن القوة الأسمى، أو «الله».

ويبدو أن كل هذه المفاهيم الخاصة بـ «الترابط الروحي» ترتبط بتحقيق الرضا بشكل أكبر عن الحياة، وهو ما يرتبط بدوره بنتائج أفضل للصحة العقلية والبدنية.

أراد الباحثون في جامعة مانهايم بألمانيا تحليل مدى تأثير «الترابط الروحي» على الرضا عن الحياة في الأديان المختلفة.

لذا، أجروا استطلاعاً على أكثر من 67 ألف شخص من غير الطلاب (حيث يعتقدون أن استخدام العينات الطلابية يحرّف ويحدُّ من البيانات المتعلقة بالشعور بـ «الترابط الروحي» والتقدير الذاتي للرضا عن الحياة) من جنسيات غير معلِنة عن انتماءاتها الدينية، واستخدموا أسئلة مصممة لتقييم مدى شعورهم بالارتباط الروحي والرضا.

المسلمون الأكثر اعتقاداً بارتباطهم بشيء أكبر من أنفسهم
وبحسب الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لعلم النفس، فإنه من بين كل المجموعات، كان المسلمون الأكثر اعتقاداً بارتباطهم بشيء أكبر من أنفسهم.

بعد المسلمين، جاء المسيحيون، الذين لا يعتبرون أنفسهم من الكاثوليك أو البروتستانت، في المركز الثاني للشعور بالترابط الروحي، ومن بعدهم جاء البوذيون ثم الهندوس.

الملحدون الأقل شعوراً بالترابط تجاه الآخرين
بينما كان الملحدون الأقل شعوراً بالترابط تجاه الآخرين أو تجاه قوة عليا.

وعلاوة على ذلك، أكد النموذج الرياضي الذي صممه الباحثون الصلة القوية بين الترابط الروحي والرضا عن الحياة.

كتبت لارا ماري إدينغر-شونز، عالمة النفس بجامعة مانهايم: «تشير (النتائج) بوضوح إلى أن الاتجاه السببي للربط بين مفهوم الترابط الروحي والرضا عن الحياة يتماشى مع الافتراضات المستمدة من الأدبيات السابقة؛ يصبح مفهوم الترابط الروحي أحد المحددات المهمة للرضا عن الحياة بمرور الوقت، في حين لا يوجد أي تأثير عكسي للرضا عن الحياة على مفهوم الترابط الروحي».

وأضافت: «سيكون من المهم اختبار ما إذا كانت الفروق الفردية في الشعور بالترابط الروحي يمكنها التنبؤ باختلافات في التكيف مع الواقع، والتأقلم مع أحداث الحياة وضغوطها، على سبيل المثال».

تهدف البوذية إلى تحقيق السكينة، التي يصل إليها الفرد من خلال التخلص من المعاناة.

بينما ترتكز الهندوسية على الصدق.

ولكن المعتقد الأهم في الإسلام هو «التوحيد»، أي الإيمان بمفهوم الارتباط الروحي الغيبي بالإله الواحد.

لذا، ليس من الغريب أن نجد المسلمين الأكثر شعوراً بالترابط الروحي.

من الصعب تحديد كيف تتغير حالاتنا البدنية والعقلية نتيجة الشعور بـ «الترابط الروحي»، لكننا نعرف أن الروابط الاجتماعية تحفز كل شيء، من تحسين أداء أجهزة المناعة إلى إطالة العمر، وتولّد قدرة أكبر على التعاطف، وتحدُّ من الشعور بالقلق والاكتئاب.

وربما يحقق الشعور بـ»الترابط الروحي» تلك النتائج نفسها.

كتب الباحثون: «هذه الدراسة تسلط الضوء على الجوانب النفسية للأديان، ولا تكشف فقط عن متوسط مستوى الشعور بالترابط الروحي في مختلف الأديان، بل تكشف أيضاً عن تأثير ذلك الشعور على مدى الرضا عن الحياة بناء على تأثير الانتماء الديني».

عن موقع : عربي بوست

سەنتەری زەھاوی

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً