اليوم العالمي للقدس
ا.د.رشيد عمارة الزيدي
كلية العلوم السياسية
جامعة السليمانية
مقدمة
حظيت قضية القدس باهتمام كبير من مختلف الجهات الاسلامية والمسيحية وحتى اليهودية الى الدرجة التي يمكن ان ينطبق عليها قول (يهودا لوكاكس) عن القضية الفلسطينية برمتها عندما قال “فضلا عن الدم فقد سال حبر كثير، منذ ان وجهت الامم المتحدة، أنظارها للمرة الاولى الى المسالة الفلسطينية، ومنذ ذلك الحين أمكن رصد حجم ضخم من الاقتراحات لحل هذه القضية المعقدة”[1].
فضلا عن الدماء التي سالت من أجل القدس، فقد سال حبر كثير يعكس الحجم الضخم من الاقتراحات والمشاريع التي تناولت هذه القضية المعقدة؛لانها تشكل جوهر القضية الفلسطينية وعمودها الفقري؛ولاريب ان التوصل الى حل بشأنها يعني حل القضية الفلسطينية كلها؛لذا شكلت عائقا كبيراً في التوصل الى حل في المفاوضات التي جرت بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ اتفاق اوسلوعام 1993 الى يومنا هذا؛ولم تجد تسوية مقبولة من الطرفين؛اذ ان لكل طرف من الطرفين رؤيته للحل،التي لا تنسجم مع رؤية الطرف الاخر؛ من هنا تبرز اشكالية هذه الورقة ؟ ان القدس ستبقى عصية على الجهود الثنائية والاقليمية والدولية، وتبقى حائلاً دون التوصل الى اتفاق يرضي كل الاطراف.
ويعد يوم القدس العالمي احد الاوجه الرئيسة لمكانة القدس من جهة،ولحجم وعمق الاختلاف بين الاطراف المتنازعة حول القدس من جهة اخرى،الامر الذي يثير تساؤلات عدة حول اهمية هذا اليوم، والجدوى منه وكيفية تفعيله ،وهو ماسيتم التطرق اليه في هذه الورقة.
ثانيا: اهداف البحث
يهدف البحث الى تحقيق مجموعة من الاهداف لعل من ابرزها ماياتي:
– التعريف باهمية مدينة القدس.
– التعريف باليوم العالمي للقدس.
– بيان الرؤية الاسرائيلية لليوم العالمي القدس.
– بيان الرؤية الاسلامية لليوم العالمي القدس.
– كيفية الاستفادة من اليوم العالمي لخدمة قضية القدس.
ولأهمية قضية القدس بالنسبة للمسلمين واليهود، فقد اتخذ كل منهما يوما للاحتفال بالقدس ،بالنسبة لليهود يوم توحيد المدينة واتخاذها عاصمة لهم ،وبالنسبة للمسلمين إعتراضاً واحتجاجاً على الاحتلال اليهودي -الاسرائيلي لمدينة القدس .
لاريب ان هذه الاشكالية تثير مجموعة من التساؤلات لعل من ابرزها ماياتي:
- ما المقصود باليوم العالمي للقدس؟
- ما الرؤية الاسرائيلية لليوم العالمي للقدس؟
- ما الرؤية الفلسطينية لليوم العالمي للقدس للقدس؟
ولحل هذه الاشكالية ينطلق البحث من فرضية مفادها”ان اليوم العالمي للقدس يشكل عنصراً رمزياً مهماً للحفاظ على قدسية هذه المدينة، ودليلا على عدم التخلي عنها،لكنه يحتاج الى إبعاده عن التوظيف السياسي ”
ولاجل اثبات هذه الفرضية فقد اعتمد البحث على المنهج التاريخي لمعرفة مكانة وأهمية القدس بالنسبة للمسلمين واليهود ،فضلاعن المنهج الوصفي التحليلي لمعرفة مغزى وأهداف يوم القدس العالمي .وبغية اثبات الفرضية فقد تم تقسيم البحث على المحاور الآتية:
تقسيم البحث:
المبحث الاول: التعريف بقضية القدس واهميتها.
المطلب الاول: التعريف بمدينة القدس.
المطلب الثاني: أهمية القدس عند المسلمين.
المطلب الثالث: أهمية القدس عند اليهود.
المبحث الثاني: اليوم العالمي للقدس.
المطلب الاول: اليوم العالمي للقدس عند اليهود –الاسرائيليين.
المطلب الثاني: اليوم العالمي للقدس عند المسلمين.
المطلب الثالث:تحليل ابعاد اليوم العالمي للقدس.
المبحث الاول :التعريف بمدينة القدس وأهميتها
لايمكن فهم أشكالية القدس دون التعرف على واقع المدينة وأهميتها بالنسبة الى طرفي الصراع ،ويمكن ان يتم ذلك من خلال المطالب الآتية:
المطلب الاول: التعريف بمدينة القدس
ربما لا توجد مدينة في العالم يرافق تعيين حدودھا الادارية والسياسية حساسية خاصة كما ھوالامر بالنسبة لمدينة القدس .اذ شهدت هذه المدينة منذ احتلالها عام 1967 تغيرات في حدودها اثارت ردود فعل اقليمية ودولية عدة، وادت الى صدامات كثيرة بين المسلمين واليهود في فلسطين.وكان الهدف من هذه التغيرات احداث تغيير ديمغرافي في المدينة.
وتجدر الاشارة الى ان اول تغيير للحدود الادارية والسياسية لمدينة القدس بدا في اقتراح الجمعية العامة للامم المتحدة بموجب قرارها المعروف (قرار التقسيم رقم181 ) الصادر في 29/11/1947،الذي منح القدس”كياناً منفصلاً”(Separatum Corpus )بعد توسيع حدودھا لتشمل 258 الف دونم وتشمل بلدية القدس وعشرين قرية محيطة بها، بما في ذلك بعض المدن المحيطة مثل: (منطقة بيت لحم، بيت جالا ،وبيت ساحور) ([2]) ،وتم فعلياً عام 1948 تقسيم مدينة القدس على منطقتين وهما: القدس الغربية وكانت تحت السيادة الاسرائيلية وما تبقى تحت السيادة العربية،اما مصطلح القدس الشرقية فقد نشا بعد قيام اسرائيل باحتلال المنطقة الشرقية الخاضعة للسيادة العربية عام 1967
يقول ابا ايبان ” ان الامتين العربية والاسرائيلية لهما خصائص مشتركة عدة … وان احدى خصائصنا المشتركة هي احترامنا للتاريخ؛ فاننا مشبعون بالماضي؛ لكن الماضي عدو المستقبل …ان كلاً من شعبينا عليه ان يخرج من تاريخه القومي وينفصل عنه بقدر ما”[3]. وحقيقة الامر انه يريد من العرب ان يخرجوا من التاريخ ويبقى الاسرائيليون فيه ؛ لانهم بلا هذه الذريعة لاحجة لهم في الارض.
على الرغم من صدقية هذا القول من اجل الوصول الى حلول واقعية؛بيد ان ذلك لا يعفي اي باحث من العودة للتاريخ من اجل التعرف على هذه المدينة .
فمدينة القدس[4]، تقع وسط فلسطين، في منتصف الضفة الغربية، وتبعد 52 كم عن البحر المتوسط، و22 كم عن البحر الميت، وتقع على الخط الأخضر (خط التقسيم)، الفاصل بين حدود الضفة الغربية لعام 1967 وحدود إسرائيل، وتبلغ مساحتها 44.500 دونم، بينما تبلغ مساحة البلدة القديمة الواقعة داخل الأسوار نحو كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانها809.011 نسمة حسب جهاز الإحصاء الفلسطيني لعام 2012، يتوزعون في: العيزرية، والسواحرة، وأبو ديس، وقطنة، وبدو، وبيت إكسا، وبيت حنينا.
وتُقسَم مدينة القدس على جزأين رئيسين، هما: القدس الشرقيّة: تُعرَف أيضاً باسم المدينة القديمة وتحتوي على مجموعة من المعالم الأثريّة الدينيّة، ومن أهمّها المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة.و القدس الغربيّة: تُعرَف أيضاً باسم المدينة الجديدة، وتشمل العديد من الأماكن الحديثة[5] .
وتحتوي المدينة على العديد من المراكز الحضارية التي تضفي عليها مزيدا من الاهمية لطرفي الصراع ،ولعل من ابرز هذه المعالم ماياتي:[6]
- المسجد الأقصى: وهو كل ما يقع داخل سور المسجد الأقصى من مدارس ومساجد وقباب، ومحاريب، ومآذن، ومصاطب، ومنابر، وأروقة وضوء، وساحات، وأماكن، وحدائق، وآبار، وأشجار، ومرافق، وتبلغ مساحته 144.000متر مربع.
- مساجد البلدة القديمة: حيث تضم العديد من المساجد التاريخية مثل: مسجد عمر بن الخطاب، ومسجد مقام الشيخ شكي مكي.
- سور مدينة القدس وأبوابها: حيث يمتد سور القدس حول المدينة القديمة التي تبلغ مساحتها كيلو متر مربع، ويختلف ارتفاع السور وسماكته من مكان إلى آخر حسب التضاريس الطبيعية للأرض، حيث يتراوح طوله بين 30-4200 متر، وقد بني سور القدس في بداية العهد العثماني خلال حكم السلطان سليمان القانوني.
- أبواب مدينة القدس: تحتوي مدينة القدس على سبعة أبواب مفتوحة، وهي: باب الحديد، باب الخليل، باب الأسباط، باب العمود، باب الساهرة، باب المغاربة، باب النبي داوود، وأربعة أبواب مغلقة تقع في الجهتين الجنوبية والشرقية للمسجد، وهي: باب الرحمة، والباب المزدوج، والباب المفرد والباب الثلاثي.
- كنائس البلدة القديمة وأديرتها: مثل كنيسة القيامة التي تتميز بمكانتها المقدسة لدى جميع الطوائف المسيحية، فضلا عن العديد من الأديرة مثل: دير حبس المسيح، دير مار يعقوب، الدير الكبير، دير العذراء، دير مار مرقص، دير المخلص، دير السلطان.
واستمدت هذه المدينة معالمها الحضارية من المراحل التاريخية التي مرت بها،اذ عاش عليها اقوام عدة ،منها قبيلة اليبوسيين التي تنتمي إلى القبائل العربيّة الكنعانيّة، وأطلقت عليها اسم يبوس، وفي الفترة الزمنيّة بين القرنين السادس عشر والرابع عشر قبل الميلاد،كما سيطر عليها الفراعنة حقبة من الزمن ،وحاول سيدنا موسى عليه السلام دخول مدينة القدس الا انه لم يستطع بسبب تقاعس اتباعه ،وخوفهم من العمالقة الفلسطينيين الذين كانو يسكنون فيها كما جاء بقوله تعالى” قالو يا موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها فاذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون”[7].
وبعد وفاة موسى استطاع سيدنا يوشع بن نون الذي خلفه ان يدخلها ،ويسيطر عليها بعد قتال كبير كما اشار الى ذلك في سفر يوشع[8]،ثم خضعت لحكم القضاة والملوك ،كان اولهم شاؤول وابرزهم داودعليه السلام الذي حكم 40 سنة ، وآخرهم سليمان الذي بنى الهيكل ،وحكم 33 سنة، وبعد وفاة النبي سليمان عليه السلام ضعفت مملكته وانقسمت على قسمين يهودا وعاصمتها اورشليم واسرائيل وعاصمتها السامرة[9].
وسقطت المملكتان على يد الاشوريين ،واستولوا على القدس عام 586 ق.م ،وهو ما عرف بالسبي البابلي ،وبعد سقوط بابل على يد الملك الاخميني الفارسي كورش نحو 538 ق .م أعاد اليهود اليها واعاد بناء الهيكل[10].
و بعد الميلاد أصبحت مدينة القدس تتبع للحُكم الرومانيّ في الفترة الزمنيّة المُمتدّة بين سنتَي 63 ق.م-636 م؛ اذ سيطر عليها (بومبيجي )قائد جيش الرومان وصارت جُزأً من الإمبراطوريّة الرومانيّة،وتم تشتيت اليهود في انحاء الامبروطورية[11].
وخضعت القدس للسيطرة الاسلامية منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب في 636م ،وكتب مع سكانها المسيحيين (الوثيقة العمرية) التي تحفظ لهم حريتهم الدينية واستمر الحكم الاسلامي لها الى الحرب العالمية الاولى،عندما خضعت للسيطرة البريطانية ،التي منحت وعد بالفور لليهود عام 1917 ومن ثم صدور قرار التقسيم عام 1947.
المطلب الثاني: اهمية مدينة القدس
ويبقى التساؤل المهم عن اهمية هذه المدينة الى كل من المسلمين واليهود ،ولماذا يتمسك كل منهما بها ؟ولايمكن التنازل عنها ،مما شكل عقدة كبيرة فيما بينهما ،ولمعرفة ذلك لابد من البحث في النقاط الاتية:
اولا: اهمية القدس عند المسلمين
تكتسب القدس اهميتها لعموم المسلمين ،وتنبع هذه الاهمية من مكانتها في الديانة الاسلامية ،اذ عد الاسلام هذه المدينة ومواقعها الاسلامية احد المراكز الرئيسية المقدسة ،ففيها يوجد الحي الاسلامي وهو اكبر الاحياء الاربعة التي تتكون منها مدينة القدس [12]،ويضم قبة الصخرة والمسجد الاقصى ،ويعد المسجد ثالث اكثر الاماكن قدسية في الديانة الاسلامية ،اذ منه اسرى الرسول محمد صلى الله علية وسلم وعرج من موقع قبة الصخرة الى السماء ،اذ جاء في القران الكريم”سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ “[13]
وازدادت قدسية المكان عندما اشار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى.”) ” [14]
والملاحظ ان اغلب المواقع الاسلامية المقدسة تقع في الجزء الشرقي من مدينة القدس الامر الذي دفع الفلسطينيين وبدعم من الدول العربية والاسلامية بضرورة التمسك بالقدس الشرقية بوصفها عاصمة للفلسطينيين
وبالنسبة الى الفلسطينيين لا يقتصر الامر على مكانة القدس الاسلامية فحسب؛ وانما هناك مبررات اخرى ،فالعديد من الفلسطينيين هم من اتباع الديانه المسيحية ،وللقدس اهمية في الديانه المسيحية،ففي هذه المدينة تقع كنيسة القيامة وهي في موقع صلب السيد المسيح عليه السلام ،وهي مقصد للحج لملاين المسيحيين في العالم والمسيحيين الفلسطينيين على وجه الخصوص
والاهم من ذلك بالنسبة لاغلب المنظمات الفلسطينية ان مدينة القدس مدينة عربية سكنها العرب قبل الاسلام وبعده وبمختلف دياناتهم الاسلامية والمسيحية وحتى اليهودية والديانات الاخرى.
ويستند الفلسطينيين وعموم المسلمين على مجموعة من الاسانيد لاثبات احقيتهم بالقدس ،ولعل من ابرزها ما ياتي:
- المبررات التاريخية
يؤكد الفلسطينيون ان تاريخ القدس حتى قبل الفتح الاسلامي (17هـ) كان سكانها جميعا عربا من الموجات الآرامية، والكنعانية، والعمورية، وغيرها من الشعوب والقبائل، التي سبقت الإسلام وهذه الأقوام أنشأت المدينة لأول مرة في التاريخ منذ نحو أربعة ألاف قبل الميلاد
- المبررات القانونية:
يؤكد الفلسطينيون ان القدس جزء لا يتجزأ من الضفة الغربية، يجب أن يطبق بخصوصها قرار مجلس الأمن رقم 242، خاصة انه عندما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 181 الخاص بتقسيم فلسطين أبقت منطقة القدس تحت السيادة الدولية، لم تكن هناك حكومة فلسطينية ولا سلطة في البلاد لتوافق أو ترفض هذا القرار، فقرار التقسيم ترك منطقة القدس لتكون تحت الإدارة الدولية[15]
يؤكد الفلسطينيون ان خروج السيادة العربية على القدس كان بفعل الانتداب البريطني ،وهذا لا يغير من وضعها ولا ينقص من احتفاظها بالسيادة الكاملة لان الانتداب مهمته الأساسية هي تقديم المساعدة إلى الشعب الفلسطيني الواقع تحت الانتداب، ولا يكتسب الانتداب أي حق في السيادة على الأرض الفلسطينية التي يديرها الانتداب البريطاني، وهذا يؤكد أن السيادة حق قانوني يبقى منوط بحقوق الشعب الفلسطيني، وان حق ممارسته تم تعليقه حتى انتهاء الانتداب وان حق السيادة على القدس هو جزء لا يتجزأ من الكيان الفلسطيني[16].
ثانيا: اهمية القدس عند اليهود الاسرائيليين
تَحْظى مدينة القدس باهمية كبيرة لدى الاسرائيليين ،وينطلقون في اهمية هذه المدينة من اعتبارات تاريخية – دينية مغلفة باطار قومي ،اذ ان اليهود الاسرائيليين يقدمونَ تصورا مختلفا عن كل الشعوب لهذا الموضوع، فهم يربطون الجانب القومي، بالتاريخي، والديني ،بمنطلق واحد؛ لذا فان أهمية القدس بالنسبة لهم تحتوي على المعطيات الثلاثة المتداخلة مع بعض، ففيها الحي اليهودي الذي يوجد فيه حائط المبكى الذي يعتقد اليهود انه ما تبقى من هيكل سليمان ،وبداخله يوجد قدس الاقداس الذي يحتوي على الحجر الاساس الذي خلق منه العالم؛فضلا عن أعتقادهم بانه المكان الذي كان سيضحي فيه سيدنا ابراهيم بولده إسحاق[17].
وتقوم الحجج الاسرائيلية على أهمية القدس بالنسبة اليهم من خلال ربطهم بالتاريخ اليهودي الذي يرجعونه الى سيدنا ابراهيم عليه السلام ،وعن طريق ولده اسحاق حَصَروا كل شيء ومن بعده لابنه يعقوب الذي خصه الله باسم اخر هو اسرائيل ،ومنه الاسباط الاثنا عشر ومنهم جاءت تسمية اليهود نسبة الى الابن الرابع يهوذا [18]
ومن خلال ذلك تحاول اسرائيل ربط العبرانيين وبني اسرائيل واليهود اليوم من اجل اضفاء شرعية لادعائهم بالقدس بوصفها جزء من الارض المقدسة التي منحها الله للشعب المقدس ،وان كان في هذا الامر جدل كبير نحن ليس بصدده في هذا المقام
اما الحجج والاسانيد الاسرائيلية في القدس ،فانها تعود هي الاخرى الى حجج واسانيد تاريخية ودينية،ويستندون الى مزامير داود ،التي اشارت ” على انهار بابل هناك جلسنا بكينا ايضا ،عندما تذكرنا صهيون،على الصفصاف في وسطها علقنا اعوادنا ،لان هناك سالنا اللذين سبونا كلام ترنيمة ،ومعذبونا سالونا فرحا قائلين رنموا لنا من ترنيمات صهيون ،كيف نرنم ترنيمة الرب في ارض غريبة ،ان نسيتك يا اورشليم تنسى يميني وليلتصق لساني بحنكي ،ان لم اذكرك ،ان لم افضل اورشليم على اعظم افراحي”[19] ويواصل اليهود الاسرائيليون تاكيدهم على أن القدس جزء لا يتجزأ من الدولة اليهودية وأنها عاصمتها الأبدية وانه أكثر من ثلاثة ألاف سنة كانت القدس عاصمة لليهود، وانه لم تكن يوما عاصمة للعرب، وأشير لها أكثر من 700 مرة في الإنجيل، بينما لم يشر لها القرآن الكريم ولو مرة واحدة[20]، وان الملك داوود بني القدس عاصمة لليهود، وابنه سليمان بني المعبد الذي يعد أقدس مكان لليهود في العالم، ويتجه نحوه اليهود في صلواتهم، بينما يتجه الفلسطينيون في صلواتهم نحو مكة.
يتضح مما تقدم ان كلا الطرفين يؤكد على حجج معينة من اجل اثبات حقه في القدس ،بيد ان الامر الواقع وبغض النظر عن ضعف وقوة السند الذي يستند عليه كل طرف من الطرفين يشير الى فرض اسرائيل لسياسة الامر الواقع في القدس من خلال سيطرتها الكاملة عليها واتخاذها مجموعة من الاجراءات والسياسات الاستيطانية التي تقوض كل جهود للحل وتقوي موقفها التفاوضي في التمسك بالقدس.
المبحث الثالث:اليوم العالمي للقدس
استنادا الى الاسانيد التي يدفع بها كلا الطرفين باحقيتهما في مدينة القدس؛وجد ما يعرف بيوم القدس ،الذي بدا عام 1947 عندما وضعت الامم المتحدة مدينة القدس تحت التدويل؛اذ طرح مشروع من اللجنة الخاصة للأمم المتحدة في تقريرها في أيلول-سبتمبر 1947م بتقسيم فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية ،وإقامة نظام منفصل للقدس وضواحيها تحت نظام دولي خاص يدار من قبل مجلس دولي باسم الأمم المتحدة،وصدر بموافقة 23 دولة ورفض 13،اذ جاء فيه” تنشأ في فلسطين الدولتان المستقلتان العربية واليهودية، والحكم الدولي الخاص بمدينة القدس المبين في الجزء الثالث من هذه الخطة” [21].
ولقد عارض الفلسطينيون هذا الاقتراح للسلبيات التي يحملها التدويل ،فضلا عن رفضهم والدول العربية الاخرى قرار التقسيم جملة وتفصيلا.
اما الموقف الاسرائيلي فقد اعلن اليهود قبول تدويل مدينة القدس، لكنهم تأملوا في النهاية أن يتخلصوا من نظام التدويل وفعلا منعت إسرائيل سريان مفعوله بإحتلال الجزء الغربي من مدينة القدس قبل إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين ،وقد برروا تبديل موقفهم بحجة أن هذا التعهد قد أصبح لاغياً مع رفض الدول العربية لمشروع التقسيم الذي طرحته الأمم المتحدة[22].
وفق هذه التطورات بدا موضوع يوم القدس عند اليهود الاسرائيلين وعند المسلمين ؛ومن اجل التعرف على هذا اليوم سيتم دراسته من خلال النقاط الاتية:
اولا: يوم القدس عند اليهود الاسرائيلين
وبعد تطورات حرب 1948 سيطرت اسرائيل على 84.23 من المنطقة المقترحة للنظام الخاص ،وبقاء 11.38 تحت السيطرة الاردنية،و 4.39 ارض تشرف عليهاالامم المتحدة،ثم اعلنت اسرائيل عام 1949 ان القدس عاصمة لها على الرغم من رفض مجلس الوصاية لهذا الاجراء في 20 ايلول 1949[23]
بعد انتصار جيش الدفاع الإسرائيلي في حرب الأيام الستة، في يوم الثلاثاء الموافق 27 حزيران / يونيو 1967، صادقت الكنيست على ثلاثة اقتراحات قوانين قدمتها الحكومة. وأقرت القوانين التي صادقت عليها الكنيست عمليا توحيد القدس ومنح شرعية للقانون الإسرائيلي في كل مسطح المدينة الموحدة. وغيرت الحدود البلدية لمدينة القدس، وتضاعفت مساحة المدينة الموحدة ثلاث مرات من 38100 دونم إلى 110000 دونم. ومنحت الدولة سكان شرق القدس مكانة مقيمين دائمين وسمحت لهم بالتصويت في الانتخابات البلدية ولكن ليس لانتخابات الكنيست[24]
وتجدر الاشارة الى ان احد القوانين الثلاثة السالفة الذكر تناول موضوع الحفاظ على الأماكن المقدسة في المدينة.وعليه اصدرت الحكومة الاسرائيلية قراراً في 12 أيار / مايو 1968 ان يكون يوم 28 أيار حسب التقويم العبري كيوم عيد للقدس، والذي يمثل العلاقة التاريخية الخاصة بين الشعب اليهودي ومدينة القدس[25]
. وفي سنة 1980 بعد انقضاء 13 سنة على توحيد القدس، سن الكنيست قانون أساس: القدس عاصمة إسرائيل، والذي أقر أن القدس هي عاصمة دولة إسرائيل ومقر مؤسسات الحكم. وأمر القانون بالحفاظ على الأماكن المقدسة في المدينة ومنح حرية الوصول إليها لأبناء الديانات وأقر أيضا التزام دولة إسرائيل بالعمل على تطوير المدينة وازدهارها وفي 23 أذار / مارس 1998 صادقت الكنيست على قانون يوم القدس لسنة 1998 والذي أقر يوم 28 أيار حسب التقويم العبري، اليوم الذي (حررت) فيه مدينة القدس بعد حرب الأيام الستة، كيوم وطني ،[26]
ولم تتوقف السياسة الاسرائيلية على الاحتفال بهذا اليوم وحسب،وانما تبعتها اجراءات عدة على ارض الواقع ،وياتي بناء جدار القدس جزءاً من هذه الإجراءات، وسيصل طول الجدار عند إكماله 84 كم، وارتفاعه 9م، ويتراوح عرضه بين 60–150م في بعض المقاطع، وهو جزء من الجدار المقام مع الضفة بطول 680 كم، وسيضم 8% أو أكثر من أراضيها، ويقطع أوصال بعض القرى والبلدات، ويشتت سكانها عند إتمامه. ويدخل الجدار وسط الأحياء والقرى العربية داخل شرقي القدس، وتزامن بناؤه مع الإعلان عن مستوطنتين جديدتين في أبو ديس وجبل المكبّر، والاستيلاء على مئات المنازل في سلوان وحي الشيخ جرّاح.[27]
من جانب اخر تحاول اسرائيل من خلال مشاريع عدة الى تفريغ القدس من سكانها الأصليين وجذب الإسرائيليين، اذ تم مصادرة نحو 87% من مساحة القدس الشرقية، كما تم هدم أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية وسحب الإقامة والطرد لـ15 ألف عائلة فلسطينية، كما دشنت إسرائيل شبكة طرق وأنفاق وشوارع التفافية ومشاريع بنى تحتية تمهد لضم الكتل الاستيطانية “معاليه أدوميم” شرقا و”غوش عتصيون” جنوبا و”موديعين” غربا للقدس، والتخطيط لسكة حديدية تربطها أيضا بمركز البلاد، وكذلك التخطيط لمطار دولي في منطقة “النبي موسى” شرق القدس،.[28]
وبذلك فان اسرائيل بصدد الإعلان عن “القدس الكبرى” التي تشكل 10% من مساحة الضفة الغربية التي يجري تشريع قوانين لضمها لسيادة الاحتلال بموجب قرار سياسي سيتخذ تماشيا مع الظروف الإقليمية والدولية، بينما يهدف المشروع الاستيطاني إلى السيطرة على 60% من مساحة الضفة الغربية؛ مما يستحيل تطبيق حل الدولتين،ويكون الحل من خلال رسم خارطة جديدة للعاصمة الفلسطينية وهي بيت حنينا والمجلس التشريعي في أبو ديس، مبينا أنه عقب الانتهاء من بناء الجدار ونقل الحواجز العسكرية وشق الطرق الالتفافية لتفصل التجمعات الفلسطينية عن الكتل الاستيطانية، فالكثير من التجمعات المقدسية باتت معزولة عن المدينة المحتلة.[29]
ثانيا: يوم القدس عند المسلمين
وكرد فعل على الاعلان الاسرائيلي لاعتبار يوم 28 ايار الذي تم فيه احتلال كامل القدس من اسرائيل واعلانه يوما وطنيا اعلن المرشد الاعلى في ايران السيد الخميني الاسبوع الاخير من شهر رمضان عام 1980 يوما للقدس احتجاجا على الاحتلال الاسرائيلي للقدس وجاء في بيان اصدره في 13 رمضان 1399 جاء فيه” إنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين، لسنوات عديدة، قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة والتي اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي هي، في جنوب لبنان على وجه الخصوص، مستمرة في قصف منازل الفلسطينيين على أمل سحق النضال الفلسطيني. وأطلب من جميع المسلمين في العالم والحكومات الإسلامية العمل معا لقطع يد هذه الغاصبة ومؤيديها. وإنني أدعو جميع المسلمين في العالم لتحديد واختيار الجمعة الأخيرة في شهر رمضان الكريم – الذي هو في حد ذاته فترة محددة يمكن أيضاً أن يكون العامل المحدد لمصير الشعب الفلسطيني – وتسميتها بيوم القدس العالمي و ذلك خلال حفل يدل على تضامن المسلمين في جميع أنحاء العالم، تعلن تأييدها للحقوق المشروعة للشعب المسلم. أسأل الله العلي القدير أن ينصر المسلمين على الكافرين[30]”
وعلى اساس هذا الاعلان ،أقيمت مراسيم يوم القدس العالمي في مختلف أنحاء العالم من خلال تنظيم مسيرات، منها: في مالزيا، والهند، وباكستان، وأندونيسيا، وتركيا، وأمريكا، وكندا، والنرويج، ووأذربيجان، ووالسودان، وبريطانيا، ووالبحرين، والبوسنة والهرسك، وتونس، وباكستان، وإستراليا، وألمانيا، ورومانيا، وكويت، وإسبانيا، وجنوب أفريقيا، والسويد، وفنزويلا، وألبانيا، واليونان،[ وتفيد وكالات الأنباء أن هذه المراسيم تقام في أكثر من 80 دولة إسلامية وغير إسلامية[31].
ومنذ ذلك التاريخ احتل يوم القدس العالمي مكانة خاصة وأهمية بالغة في خطابات قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كالإمام الخميني والسيد علي خامنئي ومراجع التقليد للشيعة، كناصر مكارم الشيرازي، بالإضافة إلى شخصيات أخرى مثل السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان. اعتبر الإمام الخميني أن يوم القدس لا يقتصر على يوم فلسطين فقط، بل هو يوم الإسلام ويوم الحكومة الإسلامية أيضاً،[ وقدّمه كيوم للتعبئة الإسلامية العامة وتشكيل حزب المستضعفين في جميع أنحاء العالم.[4] تعتقد إيران أن الاحتفال بيوم القدس العالمي يجعل الفلسطينيين لا يشعرون بالوحدة عند هجوم الإسرائيليين، كما يمنحهم ذلك القوة على المقاومة[32]
ويرى انصار هذه المبادرة (يوم القدس العالمي ) انها ترمي الى تحقيق مجموعة من الاهداف منها:[33]
أولاً: انها تمثل تأكيداً على معارضة العالم الإسلامي بأسره لوجود الكيان المحتل المسمى بإسرائيل. ذلك أن هذا اليوم يشكل سبباً في توادد القلوب ومدعاة للتقارب بين أبناء العالم الإسلامي، وهو ما يعزز دعوة الإمام (رض) إلى وحدة الكلمة، حيث تتحقق الخطوة الأولى على طريق الوحدة الإسلامية وتعبيد الطريق أمام تحقق الأمة الواحدة بعيداً عن النـزعة العرقية والقومية والدينية.
ثانياً: يشكل يوم القدس أكبر حرب نفسية ضد الكيان الصهيوني وأكثر وسائل الضغط تأثيراً يمكن الاستعانة بها للحد من مطامع هذا الكيان. فهو عبارة عن حدث هام يثير الشكوك إزاء مشروعية الكيان الغاصب للقدس.
ثالثاً: إن يوم القدس العالمي أخرج القضية الفلسطينية من إطارها القومي وأضفى عليها بعداً إسلامياً وعالمياً.. فكما هو واضح أن الكيان الصهيوني كان يحرص دائماً على إظهار الصراع وكأنه صراع عربي إسرائيلي. غير أنه ومع إعلان هذا اليوم بعثت روح جديد في الجانب الإسلامي المنسي والمحتضر من النضال ضد إسرائيل، وقد أدى ذلك إلى أن يفكر المناضلون الفلسطينيون بالخيار الإسلامي وبخيار المقاومة بدلاً من خيارات التوجه اليساري والقومي وحتى التوجه إلى الغرب وخيار المساومة.
على الرغم من ذلك فان هذا اليوم شكل ازمات عدة داخل الدول الاسلامية ،لاسيما في الخليج العربي من خلال استثمار المظاهرات والاحتجاجات في هذا اليوم ضد الانظمة السياسية في هذه الدول. الامر الذي يقتضي تحليل ابعاد هذا اليوم وكيفية الاستفادة منه،وهو ما سيتم تناوله في المطلب القادم
المطلب الثالث:تحليل ابعاد اليوم العالمي للقدس
ان تحليل ابعاد يوم القدس العالمي،يقتضي بيان ردود الفعل على هذا اليوم والتي تمخضت بوجود وجهتي نظر حول الموضوع في العالم الاسلامي: الاولى داعمة ومؤيدة لهذا الاعلان والثانية رافضة له ،ولكل منهما حججه واسانيده ،وهو ما سيتم تناوله من خلال النقاط الاتية:
اولا: حجج الاطراف المؤيدة لليوم العالمي للقدس
- ان هذا اليوم يعد احياء للذكرى مدينة مقدسة بالنسبة لعموم الاديان ،ويساهم في عدم تناسي الموضوع ،ويساهم في استمرار هذه الذكرى.اذ ان اليوم، لم يكن خاصاً بالمسلمين، بل يوماً عالمي، ولعل في ذلك اشارة الى اعطاء القضية بعدها العالمي، كنموذج للصراع بين الحق والباطل.وهو ما عبر عنه الخميني بقوله” يوم القدس يوم عالمي، ليس فقط يوماً خاصاً بالقدس، انه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين”انه يوم مواجهة الشعوب التي عانت من ظلم أمريكا وغيرها للقوى الكبرى”.[34]
- ان هذا اليوم يدلل على اهمية المدينة الى عموم المسلمين فهي ارض وقف اسلامية لا تتعلق بحزب او دولة معينة، وانما هي ملك لكل المسلمين ،وبذلك يشكل دلالة ورمزية يوم الجمعة الذي هو عيدٌ للمسلمين جميعاً، يتوجهون فيه الى بيوت الله تعالى لاقامة الجماعة واداء الجمعة، في حالة من الخشوع والتقرب الى الله، وفي حالة من الوحدة والالفة بين المسلمين والمؤمنين[35].
- يشكل هذا اليوم اكبر تحد للمخططات الاسرائيلية الرامية الى تغليب وجهة نظرها لمدينة القدس ،واخراج هذه القضية من معادلة الصراع الاسلامي اليهود حول المدينة
- ان هذا اليوم يدلل على وقوف الشعوب الاسلامية الى جانب الحق الفلسطيني ودعم موقفه في الصمود تجاه المخططات اليهودية الرامية الى طمس المعالم الاسلامية للقدس
- ان هذا اليوم يشكل اول تجمع دولي اسلامي لمواجهة الدعم الدولي للجانب اليهودي الاسرائيلي لاسيما من الولايات المتحدة التي نقلت سفارتها من تل ابيب الى القدس واعتبرتها عاصمة لليهود، ففي 6 ديسمبر 2017، أعلن ترمب قراره بنقل سفارة بلاده من “تل أبيب” إلى مدينة القدس، في 14 مايو 2017، نفّذ ترامب وعده في حفل شارك فيه ممثلون أوفدهم الرئيس الأمريكي،..[36] كما اعتبرترامب أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل “ليس أكثر أو أقل من إقرار بالواقع”، مضيفا “إنه كذلك الأمر الصواب[37]
- ان هذا اليوم يعزز صمود الشعب الفلسطيني ويزيد من تمسكهم بالقدس وعدم الرضوخ للمخططات الاسرائيلية وهو ما نلاحظه في التكوين الديمغرافي لمدينة القدس كما يبين تقرير مؤسسة القدس الدولية ” الذي يبين أن نسبة السكان الفلسطينيين في المدينة ارتفعت من 26 % عام 1967 م إلى 34 % عام :2005 ، وتؤكد الدوائر الإسرائيلية أن النسبة وصلت عام 2020 م إلى 40 %، مما دق ناقوس الخطر لدى الدوائر الاسرائيلية،لاسيما وان هذه الزيادات نتيجة للولادات الطبيعية فقط ،فضلا عن تراجع نسبة المهاجرين في القدس على الرغم من كل الاغراءات المادية المقدمة لهم[38].
اذ شهدت المدينةفي الفترة بين عامي 1980 م و 2005 م على سبيل المثال هجرة يهودية معاكسة ،اذ تبين الإحصاءات هجرة 208000 يهودي إلى المدينة في مقابل هجرة 313000 يهودي- خارجها، مما يعني أن عدد المهاجرين اليهود الذين تركوا المدينة بلغ 105000 مهاجر[39].
ثمة تقديرات إسرائيلية ترجح بأن أعداد المستوطنين تتراجع سنويا على الرغم من عوامل الجذب والتحفيز، وتوقعت أن تنخفض عام 2030 إلى 58% على أن يكون الفلسطينيون أغلبية بحلول عام 2050 بواقع 55%.[40]
من جانب اخر يستند الفلسطينيون على ارادة وقوة الشعب الفلسطيني وصبره وتحمله واستعداده للتضحية من اجل مدينة القدس ،وبالتالي لا يتمكن اي سياسي فلسطيني ان يقدم على خطوة التنازل عن القدس حتى وان اقتنع بسياسة الامر الواقع فضلا عن اصرار المقدسيين مسلمين ومسيحيين بالتمسك بوجودهم فيها وعدم اعترافهم بالاحتلال الاسرائيلي لها منذ عام 1967 الى اليوم.
على الرغم من اقرارنا باهمية هذا اليوم ،وضرورة استمرار الاحتفال به من اجل احياء الذكرى لهذه المدينة ،الا ان الملاحظ على حسابات الجدوى من هذا اليوم انها لم تحقق لهذه المدينة الكثير من الاهداف المعلنة ؛فما زال الاحتلال الاسرائيلي واعتبارها عاصمة له فضلا عن توسع الدعم الاقليمي والدولي للموقف الاسرائيلي من المدينة الامر الذي يوحي بعدم فاعلية هذا اليوم ،الامر الذي يدفعنا الى التساؤل عن النواقص والسلبيات التي ترافق هذا اليوم ،وهو ما سيتم بحثه في حجج واسانيد الطرف المعارض له
ثانيا: حجج الاطراف المعارضة لهذا اليوم
بالمقابل فان الفريق المعارض ليوم القدس يسوق مجموعة من الحجج والاسانيد ولعل من ابرزها ما ياتي:[41]
- ان اعلان الإمام الخميني ومن يسير بركبه يريد ان يجعل من هذا اليوم يوم مواجهة بين حكام العرب و المسلمين ، و شعوبهم لإشعال نار الفتنة ، و الاضطرابات ، بازدياد الهوة بين الحكام و المحكومين .
- إن دعوة الإمام الخميني و دولته إلى التظاهر ضد أمريكا و إسرائيل و في الخفاء يتعاون معها يداً بيد لقتل المسلمين وتدمير دولهم، فلولا دولة ايران لما استطاعت أمريكا من احتلال أفغانستان و العراق وتدميرهما وسواهما فما أهمية الأقوال وجميع الأفعال تعاكسها تماما .ويستند في ذلك على تصريحات بعض المسؤولين الايرانيين ،اذ صرح محمد علي ابطحي نائب الرئيس الايراني بعد 2003 عندما سئلَ هل يجب ان تبقى طهران على موقف عدم الاعتراف ب اسرائيل ؟ قال”علينا ان ننظر للمسالة بواقعية اكبر ،ونقبل ما يختاره ابناء الشعب الفلسطيني لانفسهم ،ولاداعي لان نقول نحن غير ذلك”[42].
- هناك من يرى في دعوة خميني ليوم القدس مجرد توظيف سياسي في قضية حساسة كقضية القدس والمسجد الاقصى ،فبعد هذه الدعوة وبعد اشهر من بدء الحرب العراقية الايرانية،اعلن الخميني تشكيل جيش القدس الذي تحول بعد سنوات الى فيلق القدس الذي مارس جهاده عبر اعمال تخريبية في دول الخليج والعراق،وكان شعار ايران في ذلك الوقت ان طريق القدس تمر عبر كربلاء وبغداد،تم اكتشاف فضيحة التسليح الاسرائيلي لايران من خلال فضيحة ايران كونترا،وفي اب 1985 تم ارسال 96 صاروخا من نوع تاو من اسرائيل الى ايران على متن طائرة ،فضلا عن ارسال 18 صاروخا تم شحنها من البرتغال واسرائيل تبعها 62 صاروخا اخرا ارسلت من اسرائيل.[43]
وتحدث المعارض الايراني السيد مير حسين موسوي عن التوظيف السياسي للقدس قائلاً: ان جميع الشعارات والمراسيم والمناسبات الاسلامية مثل يوم القدس ومعاداة اسرائيل هي مجرد وسائل وادوات بيد النظام لخدمة مصالحه في الداخل والخارج”[44]
- إن هذه الدعوى و أمثالها لإثارة الفتن و القلاقل في البلاد العربية الآمنة المطمئنة ، فالمظاهرات التي تقام بيوم القدس لم تدفع أي ضرر عن المسلمين ، ولم تجلب أي منفعة لعموم المسلمين و حكامهم بل على العكس أن هذه الظاهرات هي ضرر محض ، لأنها تنفيذ لاستراتجيات خارجية تريد النيل من المسلمين و بلادهم و حكامهم .
- أن دعوة الخميني وكل من يدعو إلى أمثال هذه الدعوات لم تحرر أي ذرة من أي أرض محتلة أو مغتصبة بل ذهب ضحية هذه المظاهرات بعض رجال الأمن ، وبعض المتظاهرين السذج الذين لبوا هذا النداء دون أي تفكير لأهدافه و عواقبه و شرعيته .
- ان هذه الدعوة ليوم القدس العالمي وحججها تتناقض مع الفكر الديني لولاية الفقية وانصاره ،فهم لهم نظرة خاصة للقدس والمسجد الاقصى تتناقض مع الادبيات الاسلامية،فقد خلص جعفر مرتضى العاملي المقرب من القيادة الايرانية في كتابه (الصحيح من سيرة الرسول الاعظم)”ان المسجد الاقصى في السماء وليس في القدس”[45]وهي بذلك ليس لها القدسية التي يتم الايحاء بها من سياسي ولاية الفقيه.
- هناك من ياخذ على ايران أن دعوتها ليوم القدس تتناقض مع السلوك الواقعي للسياسة الايرانية فالى اليوم لم تزود ايران المقاومة الفلسطينية اسلحة فاعلة مثل صواريخ بعيدة المدى فضلا عن الفتوى التي اصدرها علي خامنئي بمنع مواطنيه من التطوع للقتال الى جانب الفلسطينيين او لم يدع حزب الله لفتح جبهة مع اسرائيل لتخفيف الضغط على غزة وغيرها من المواقف.[46]
ان قراءة تحليلية لحجج واسانيد الطرفين توحي دون ريب ان هناك اتجاهين يسود العالم الاسلامي اتجاه تتزعمه ايران وتدعو الى دعم القدس وان كان ظاهريا واتجاه يدعو الى رفض هذا اليوم لانه دون جدوى ولم يحقق اي هدف للقدس ولعموم القضية الفلسطينية.
وبغض النظر ان الحجج التي يصيغها كل طرف من الاطراف فان نظرة فاحصة في حساب المغانم والمغارم ليوم القدس العالمي فان وجوده افضل من عدم وجوده مع اقرارنا بضرورة ابعاده عن التدخل بالشؤون الداخلية للدول الاسلامية ،وان لايكون هذا اليوم ذريعة تستهدف من خلالها بعض الانظمة السياسية في العالم الاسلامي، وضرورة ترسيخ هذا اليوم بالكامل الى دعم قضية القدس وكل ما يدعو الى وحدة الصف الفلسطيني والصف الاسلامي لدعم هذه القضية،لاسيما في الوقت الحاضر الذي تم تغييب قضية القدس وتهميشها ،والتقليل من شانها ،بعد ان انشغلت اغلب الدول الاسلامية بشؤونها الداخلية لاسيما بعد ما يعرف بثورات الربيع العربي .
الخاتمة
تعد مدينة القدس احدى العقبات الرئيسية ،ومن اصعب القضايا والمشاكل على المستوى الاقليمي والدولي ،وذلك بسبب تداخل المعطيات الدينية والسياسية والثقافية،لاطراف الصراع ،فضلا عن اصرار كل جانب على صدقية رؤيته وطريقة حله لهذه الاشكالية،وتعبيرا عن عمق الازمة برز مايعرف بيوم القدس العالمي الذي ابتدأه اليهود الصهاينة بعد احتلال مدينة القدس واعتبارها عاصمة ابدية وموحدة لدولة اسرائيل واضحى هذا اليوم رمزا لاحتفال اليهود،وردا على ذلك اصدر السيد الخميني بياناً دعا فيه ان تكون اخر جمعة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس استنكارا للاحتلال الصهيوني للمدينة ،من كل العالم الاسلامي،ومن خلال الدراسة لهذا اليوم ،والوقوف على تحليل المعطيات خرلاجت الدراسة بالاستنتاجات الاتية:
- تشكل قضية القدس قضية محورية في الصراع الاسلامي- اليهودي- الصهيوني ،ولايمكن التوصل الى اي اتفاق تسوية دون حل قضية القدس
- تختلف الرؤية الاسلامية عن الرؤية اليهودية -الصهيونية لحل اشكالية مدينة القدس ولايمكن لاي طرف من الاطراف ان يقدم تنازلات فيها؛الامر الذي يعرقل التوصل الى تسوية سلمية.
- تعد قضية القدس قضية اسلامية لايمكن لاي طرف او دولة معينة ان تتصرف لوحدها في مستقبل هذه المدينة فهي اولى القبلتين وثالث الحرمين وهي ارض وقف اسلامية.
- ان اليوم العالمي للقدس يعد رمزية كبيرة لمساند قضية القدس ويشكل تطورا مهما لابد من الحفاظ عليه.بغض النظر عمن اطلق المبادرة في العالم الاسلامي
- ان توظيف قضية القدس سياسيا دون تحقيق منجز حقيقي سيفقد القضية محتواها الجوهري ويثبت عدم صدقية المتصدين لها.
- يساهم اليوم العالمي لمدينة القدس في استذكار الاحتلال الصهيوني لها ويجعلها حاضرة امام المجتمعات الاقليمية والدولية.
- يشكل هذا اليوم ضرورة لمنع كل المحاولات الاقليمية والدولية من سحب قضية القدس من الصراع الاسلامي اليهودي.
التوصيات
وقد خرجت الدراسة بالعديد من التوصيات بخصوص يوم القدس العالمي ولعل من ابرزها ما ياتي:
1-ضرورة ابعاد اليوم العالمي للقدس عن الخلافات السياسية بين الدول الاسلامية وان تكون الدعوة خالصة لله في دعم قضية القدس.
2-ضرورة ابعاد اليوم العالمي للقدس عن اثارة الفتن والخلافات بين الدول الاسلامية المختلفة ،وان لايكون هذا اليوم سببا في اثارة المشاكل بين المسلمين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم
- يجب ان لا يكون هذا اليوم مبررا من بعض الدول للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى؛ الامر الذي يفقد هذا اليوم مغزاه الحقيقي
- ضرورة ان يكون هذا اليوم مبررا لتقديم الدعم المادي والمعنوي للفلسطينيين المرابطين في المسجد الاقصى
- يجب ان يكون هذا اليوم منبرا لوحدة العالم الاسلامي على قضية لايمكن ان يختلف عليها اي مسلم ويساهم في الدعم الاقليمي والدولي لقضية القدس
المصادر
اولا: الكتب السماوية
- القران الكريم
- التوراة
ثانيا: القرارات
– راجع نص قرار رقم 181 بشأن تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 29 نوفمبر-تشرين ثاني 1947.
ثالثا: الكتب
- السيد ابو داود،تصاعد المد الايراني في العالم العربي،دار،عبيكان، الرياض،2014 .
- – سامي سعيد الاحمد،تاريخ فلسطين القديم،مركز دراسات فلسطينية،بغداد،1979
- ميخائيل مكيسي اسكندر،القدس عبر التاريخ،مكتبة الاسكندرية،1972
4- محمد بن اسماعيل البخاري، صحيح البخاري، رقم الحديث 1132 فضل الصلاة في المسجد ،دار بن كثير ،بيروت، 1993
5-منهل الهام عبد العقراوي،العلاقات الامريكية الايرانية1993-2008،شركة دارالاكادمية للنشر والتوزيع،عمان،2019،
8-مركز التعاون والسلام الدولي،السيناريوهات المستقبلية للقدس الشرقية،بلا،2014.
رابعا:الكتب باللغة الانكليزية
1- Yahuda Lucaces , the Arab Israeli conflict since 1967-1990 American university u.s.a 1992
خامسا: الرسائل
-1 رشيد عمارة ، العامل الديني واثره في الكيان الاسرائيلي:دراسة سياسية –اجتماعية ،كلية العلوم السياسية،جامعة بغداد،1992
سادسا: البحوث
1-حكيم العمري،اسانيد السيادة الفلسطينية على القدس في القانون الدولي،مجلة جيل حقوق الانسان، عدد 32،كلية الحقوق والعلوم السياسية، الجزائر،بلا،
2- كمال محمد الاسطل، سيناريوهات ومواقف وحلول مقترحة لمستقبل مدينة القدس البعد السياسي والقانوني والديني والجغرافي،بحث مقدم لمؤتمر القدس الثامن ،جامعة النجاح ، تشرين الثاني، 2006.
3 – -مركز التعاون والسلام الدولي،السيناريوهات المقترحة للقدس الشرقية،بلا 2014،
4–هاني رسلان : ” موقف القدس من المفاوضات “، مجلة السياسة الدولية ، العدد 114، مركز الدراسات السياسية الاستراتيجية بالأهرام ، 1993م
5-خلدون ناجي معروف،التفسير الاسرائيلي للصراع العربي الصهيوني،مجلة كلية العلوم السياسية،جامعة بغداد،كلية العلوم السياسية ،العددالاول اذار 1988.
سابعا: الانترنيت
1 – مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، القدس والمفاوضات الفلسطينية –الاسرائيلية متاح على الرابط
www.wafainfo.psLar_page.aspx?id
2 -محمد محسن ،خطة اسرائيلية لتصفية الوجود الفلسطيني بالقدس، متاح على الرابط https://www.aljazeera.net/news/alquds/2017/10/20/
3 -عدنان ابو عامر،جدار الضم والتوسع الصهيوني للقدس متاح على الرابط
http://adnanabuamer.com/post/140
4 – القدس عاصمة إسرائيل”.. أصل الحكاية وتبعاتها
https://alkhaleejonline.net/
5 – ترامب يعلن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ،متاح على الرابط
https://alkhaleejonline.net/
6- محمد ابراهيم المدهون،بعد قرار ترامب بشان القدس اليسار الاسرائيلي في بودقة اليمين متاح على https://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions
7 – مدينة القدس متاح على الرابط الاتي: تاريخ الزيارة 22-3-2019 https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3_%D9%81%D9%8A_%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86
[1] Yahuda Lucaces , the Arab Israeli conflict since 1967-1990 American university u.s.a 1992
وتجدر الاشارة الى إن محاولات وضع طروحات وحلول جيوسياسية للقدس خلال القرن الأخير قد تجاوزت مئة اقتراح أو مشروع،وكل اقتراح ركز على جانب من الجوانب السياسيةوالادارية والدينية
وما زالت المحاولات مستمرة لوضع معادلة جيوسياسية بشأن القدس يمكن قبولھا أوالتعايش معها من الاطراف المتصارعة على القدس بصورة مباشرة او غير مباشرة.ينظر بذلك مركز التعاون والسلام الدولي،السيناريوهات المستقبلية للقدس الشرقية،بلا،2014،ص 16
[2] – راجع نص قرار رقم 181 بشأن تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 29 نوفمبر-تشرين ثاني 1947
[3] – نقلا عن خلدون ناجي معروف،التفسير الاسرائيلي للصراع العربي الصهيوني،مجلة كلية العلوم السياسية،جامعة بغداد،كلية العلوم السياسية ،العددالاول اذار 1988،ص13
وتجدر الاشارة في هذا السياق الى ملاحظتين اساسيتين وهما :ان التاريخ مهم في دراسة الحاضر والمستقبل من اجل الوصول الى حلول منطقية هذا من جهة ، فضلا عن ان اغلب ان لم نقل جل الحجج والاسانيد الاسرائيلية في قضية القدس تعتمد على الجانب التاريخي
[4] -اختلف العلماء في اصل تسمية مدينة القدس فمنهم من يرجعها الى اوشليم(اور سالم) اي مدينة السلام ،ويعتقد ان اول من بناها وسماها هو سام بن نوح كما ورد في التوراة “وملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا وخمرا وكان كاهنا لله العلي” التكوين:18 وسماها ابراهيم الخليل اور بينما سماها الفراعنه اوريساليمو، وبعد ان استولى عليها سليمان عليه السلام سماها يبوس ساليم بعد ان كانت تسمى في عهد اليبسيون بيبوس مزيد من التفاصيل عن ذلك ينظر ميخائيل مكيسي اسكندر،القدس عبر التاريخ،مكتبة الاسكندرية،1972 ص 5
[5] -عرفه عبده علي،القدس العتيقة مدينة التاريخ والمقدسات،الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 2007،ص 19
[6] – مدينة القدس متاح على الرابط الاتي: تاريخ الزيارة 22-3-2019 https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3_%D9%81%D9%8A_%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86
مزيد من التفاصيل ميخائيل مكيسي ،المصدر سبق ذكره ،ص ص6-8
[7] – المائدة:24
[8] – يوشع 6 :21-24
[9] – نقلا عن رشيد عمارة ، العامل الديني واثره في الكيان الاسرائيلي:دراسة سياسية –اجتماعية ،كلية العلوم السياسية،جامعة بغداد،1992،ص 10
[10] -سامي سعيد الاحمد،تاريخ فلسطين القديم،مركز دراسات فلسطينية،بغداد،1979،ص 34
[11] – المصدرالسابق نفسه،ص 41
[12] -تضم القدس اربع احياء رئيسة وهي: الحي المسيحي،والحي الاسلامي،والحي اليهودي، والحي الارمني وتضم اقدس الاماكن في العالم مزيد ينظر ميخائيل مكيسي ،المصدر سبق ذكره،ص ص 6-7
[13] الاسراء: 1
[14] -محمد بن اسماعيل البخاري، صحيح البخاري، رقم الحديث 1132 فضل الصلاة في المسجد ،دار بن كثير ،بيروت، 1993
[15] – ينظر في ذلك قرار 181 قرار التقسيم الصادر من الامم المتحدة ،المرجع سبق ذكره
[16] – مزيد من التفاصيل ينظر،حكيم العمري،اسانيد السيادة الفلسطينية على القدس في القانون الدولي،مجلة جيل حقوق الانسان، عدد 32،كلية الحقوق والعلوم السياسية، الجزائر،بلا، ص79 وما بعدها
[17] وتجدر الاشارة الى ان هناك خلافاً وتنازعاً بين ايات القران الكريم وما ورد في التوراة عن حادثة ذبيح ابراهيم فالتوراة تؤكد انه اسحاق بن ابراهيم بينما القران الكريم يدلل على انه اسماعيل بن ابراهيم جد العرب
[18] -مزيد من التفاصيل ينظر رشيد عمارة ،المصدر سبق ذكره، ص ص 8-12
[19] -مزمور :137
[20] – علما ان هذا الكلام غير دقيق اذ اشار القران الكريم الى القدس من خلال الاشارة الى المسجد الاقصى بقوله تعالى” سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى اللذي باركنا حولهلنريه من آياتنا انه هو السميع العليم”الاسراء:43
[21] – راجع نص قرار رقم 181 بشأن تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 29 نوفمبر-تشرين ثاني 1947.
[22] – كمال محمد الاسطل، سيناريوهات ومواقف وحلول مقترحة لمستقبل مدينة القدس
البعد السياسي والقانوني والديني والجغرافي،بحث مقدم لمؤتمر القدس الثامن ،جامعة النجاح ، تشرين الثاني، 2006.
[23] – مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، القدس والمفاوضات الفلسطينية –الاسرائيلية متاح على الرابط
www.wafainfo.psLar_page.aspx?id
[24] – https://m.knesset.gov.il/ar/about/lexicon/pages/jer.aspx
[25] ibid
[26] -ibid
[27] -عدنان ابو عامر،جدار الضم والتوسع الصهيوني للقدس متاح على الرابط
http://adnanabuamer.com/post/140
[28] -محمد محسن ،خطة اسرائيلية لتصفية الوجود الفلسطيني بالقدس، متاح على الرابط https://www.aljazeera.net/news/alquds/2017/10/20/
[29] – محمد محسن، المصدر نفسه
[30] – يوم القدس العالمي https://ar.wikishia.net/view/%D9%8A%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A
تاريخ الزيارة 12-4-2022
[31] – المرجع نفسه
[32] – المرجع نفسه
[33] -لإمام الخميني وإعلان يوم القدس العالمي؛ الدلالات والأبعاد،متاح على الرابط الاتي:
https://www.wahdaislamyia.org/issues/140/mhakim.htm5/
[34] – الإمام الخميني وإعلان يوم القدس العالمي؛ الدلالات والأبعاد،متاح على الرابط الاتي: http://qodsna.com/ar/341181/%
تاريخ الزيارة 10-4-2022
[35] – المرجع نفسه
[36] – القدس عاصمة إسرائيل”.. أصل الحكاية وتبعاتها
[37] – ترامب يعلن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ،متاح على الرابط
https://alkhaleejonline.net/
[38] تحدر الاشارة الى ان من بين التشجيعات تعمل اسرائيل على توسيع المستشفيات اليهودية بـ1800 سرير، وإنشاء مستشفييْن بسعة 800 سرير، وإدراج ذوي الدخل المنخفض في الخدمة، وتوفير الرفاه الاجتماعي لليهود بـ3600 سرير لكبار السن، وتخصيص 5000 وحدة سكنية لهم بتخصيص 1000 دونم، على قاعدة أنها مؤسسات العاصمة التي تمثل المركز الديني لـ”إسرائيل”.
نقلا عن محمد ابراهيم المدهون،بعد قرار ترامب بشان القدس اليسار الاسرائيلي في بودقة اليمين متاح على https://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions
[39] -عبد الله معروف عمر،اسرائيل والقدس وازمة الهوية،ص119
[40] – محمد محسن،المصدر سبق ذكره
[41] – مسلم محمد جودت اليوسف، يوم القدس العالمي اهدافه المخفية والمنظورة،متاح على اتلرابط الاتي: http://www.saaid.net/Doat/moslem/48.htm
تاريخ الزيارة 1/4/2022
[42] – نقلا عن منهل الهام عبد العقراوي،العلاقات الامريكية الايرانية1993-2008،شركة دارالاكادميونللنشر والتوزيع،عمان،2019، ص134
[43] -السيد ابو داود،تصاعد المد الايراني في العالم العربي،دار عبيكان،الرياض،2014، ص349،368
[44] – السيد ابو داود،المرجع سبق ذكره،ص350
[45] – نقلا عن المرجع نفسه،350-351
[46] – المرجع نفسه، ص355