البحوث

ملا خليل الاسعردي والملا يحيى المزوري

أوجه التشابه والتباين

 أ.د. فرست مرعي

الملخص

هذا البحث يخص سيرة العالمين الجليلين: ملا خليل الاسعردي، والملا يحيى المزوري من ناحية، وأوجه التشابه والتباين بينهما من جهة أخرى. فرغم انهما عاشا في حقبة زمنية متقاربة (النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري والنصف الاول من القرن الثالث عشر الهجري، الذي يقابل النصف الثاني من القرن الثامن عشر والنصف الاول من القرن التاسع عشر الميلاديين، أحدهما عاش في كردستان العثمانية (= تركيا الحالية)، والثاني عاش أيضاً في كردستان العثمانية (= العراق حالياً)؛ إلا أن هناك نقاط تباين واختلاف بينهما من ناحية تلقي العلم والرحلات العلمية، فضلاً عن منهجهما في التدريس وتأليف الكتب، والانشغال بالسياسة من عدمه. ومهمة هذا البحث بيان أوجه الشبه بينهما من جهة، وأوجه التباين والاختلاف من جهة أخرى.

 

المبحث الاول: سيرة حياة

 أولاً: سيرة ملا خليل الاسعردي (= السيرتي)

يعد الملا خليل الاسعردي من أبرز العلماء الكرد في العهد العثماني الاخير، فقد عاش في بداية النصف الثاني من القرن الثامن عشر الى النصف الاول من القرن التاسع عشر، وقضى جل حياته الطويلة في خدمة الدين والعلم، تتلمذ عليه العديد من كبار العلماء من أبرزهم (الملا يحيى المزوري). وله تصانيف عديدة في شتى مناحي العلوم الاسلامية: كالنحو والمنطق والبلاغة، والتفسير والحديث والفقه وغيرها([1]).

ولد خليل بن الملا حسين بن الملا خالد الكولاتي الاسعردي في بلدة هيزان التابعة لقضاء (قرصو) في ولاية بدليس سنة1164هـ/1750م([2]). وأصل أسرته من قرية كُلَيبك، وهي قرية صغيرة تقع جنوبي بلدة هيزان([3])، وإليها ينتسب والد الملا خليل، ويبدو أنه ترك قريته هذه واستقر في (هيزان) قبل ولادة الملا خليل، لأن خليل على ما يرويه حفيده الملا عبد القهار ولد في بلدة هيزان([4]).

ولتأكيد ولادته في بلدة هيزان يذكر (الملا مصطفى) في القصيدة التي رثى بها والده، إذ يقول:

قمر هل بهيزان، بأسعرد غرب

نشر العلم فأهل العلم منه آخذون([5])

وهيزان، أو خيزان في بعض المصادر بلدة كردية شهيرة تقع في جنوب غرب بحيرة وان، وهي اليوم تابعة لقضاء (قرصو)([6]) التابعة لولاية بدليس.

نشأ في أسرة معروفة بالعلم والتدين وحب الخير وتوقير العلماء، فقد كان والده الملا حسين – على قلة ذات يده – جواداً سخياً يستضيف العلماء وطلبة العلم ويوقرهم ويحسن اليهم، ومع أن المصادر لا تتعرض الى تفاصيل نشأته، إلا أن حفيده الملا عبد القهار يذكر أنه دخل منذ طفولته ( زمرة التلاميذ، وحملة القرآن، وكان ممن يرى عليه زي الاتقياء)، كان متعلقاً بوالده الذي رباه ونشأه تنشئة علمية إذ وضعه وهو لا يزال صغيراً عند المشايخ والعلماء ليغترف من علومهم، ورحل به الى قرية (تلو) حيث مشايخ النقشبندية من أسرة الشيخ اسماعيل فقير الله وخليفته الشيخ ابراهيم حقي الذي مسح على ظهره ودعا له قائلاً:” رزقك الله عمراً طويلاً وعلماً كثيراً وعملاً صالحاً” فحصلت له هذه الامور الثلاثة([7]).

وبعد تلقيه مباديء القراءة والكتابة الاولية في بلدته هيزان قصد عدة قرى ومدن كردستان: كحلنزي، ووسطان، ومكس، وخوشاب،

تلقى الملا خليل علومه الاولى في منطقته على يد كثير من العلماء منهم: الملا عبد الرحمن البلكي، والملا عبد الهادي الارواسي، والملا حسن الخوشبي، والشيخ فرج. ثم رحل الى العمادية وواصل دراسته هناك في مدرسة قبهان([8])، فأكمل دراسته على يد أستاذه مفتي العمادية الملا محمود البهديني، بعد أن أتم كتبه: الحكمية، ومناهج الاصول، فأجازه الملا محمود البهديني([9]).

وبحصوله على الشهادة العلمية التي تؤهله للامامة والتدريس، بدأ يٌدَرس في هذه المدرسة، فتتلمذ له هناك الكثير من التلاميذ منهم: العلامة الملا يحيى المزوري. ثم رجع الملا خليل من العمادية وانتقل الى مدينة الجزيرة (= جزيرة بوتان). ولعله بقي هناك مدة مواصلاً التدريس فيها ايضاً. ثم انتقل الى هيزان، فقام بالتدريس في مدرسة الميدان، واستمر ذلك نحو خمس سنوات، وقيل عشر سنوات. ثم طلب منه والده الانتقال الى مدينة أسعرد، إذ كانت كالوطن له، وعاد الى أسعرد واستقر فيها واشتهر بالنسبة اليها، فاستقبله العامة والخاصة أحسن استقبال، واجتمع عنده عدد كبير من طلاب العلم، فذاع صيته في الاصقاع حتى لقب ب (أستاذ الكل في الكل)، أي أستاذ كل العلماء في زمنه في كل العلوم الدينية. ولهذا نجد أن سلسلة إجازات معظم العلماء المتخرجين من المدارس الشرقية التقليدية تصل اليه، ولا يزال الامر كذلك حتى اليوم([10]).

وبعد الاستقرار في مدينة أسعرد، بدأ الملا خليل بالتدريس في مدرسة الفخرية، واستمر تدريسه في هذه المدينة حوالي ثلاثين سنة، وصارت المدينة بفضله منار علم يهتدى به.

أما في مجال علم التصوف والسلوك، فقد جمع الملا خليل بين طريقتين: القادرية والنقشبندية، وكانت من الطرق الصوفية المنتشرة في الشرق الاسلامي عامةً وكردستان خاصةً، وممن تلقى عنهم الملا خليل علم التصوف: الشيخ احمد الرشيدي([11]) الذي أجازه بالطريقة القادرية([12])، والشيخ خالد الجزري النقشبندي([13]) الذي أجازه في الطريقة النقشبندية([14]).

تتلمذ للملا خليل في كل بقعة قام بالتدريس فيها عدد كبير من التلاميذ، وتخرج على يديه عدة طلاب منهم: الملا مصطفى، والملاعبدالله ابنا الملا خليل، وحفيده الملا عمر بن الملا عبدالله، والملا محمود الاسعردي بن الملا عرب، والملا علي من قرية حلنزي، والشيخ حامد التلوي، والملا خالد الصلحي، والملا زاد الارهي، والملا حامد النيفلي، والملا ابوبكر الصهري، والشيخ فهيم الارواسي، والملا حسن مفتي مدينة موش([15]).

كان الملا خليل يقسم وقته بين التدريس والتأليف، ولما كان عمره مباركاً إذ بلغ خمسة وتسعين سنة، فقد ترك مؤلفات كثيرة في شتى العلوم بين منظوم ومنثور، انتشرت بين العلماء وغيرهم، وعبيه احتل الملا خليل مكانة سامية بين علماء كردستان وأدبائها، وهناك من يعد الملا خليل الاسعردي أكبر عالم كردي ظهر في شمال كردستان في عصره، إن بديع الزمان الملا سعيد النورسي يعد الملا خليل واحداً من العلماء المحققين ممن يعد قولهم حجة([16]).

توفي الملا خليل في مدينة أسعرد سنة(1259هـ/1843م) ودفن فيها، وقد حدد ابنه الملا مصطفى سنة وفاته حسب الحساب الابجدي في قصيدة له قائلاً

من صميم القلب حقاً قيل في تاريخه

تاج أهل العلم طراً ها هو الدر المصون([17])

مصنفاته

لم يقتصر نشاط الملا خليل العلمي على الدرس والتدريس، بل تعداهما الى التأليف والتصنيف، فألف العديد من المؤلفات في شتى العلوم، حتى قيل: إنه لم يدع علماً إلا كتب فيه. ومن مؤلفاته ما يلي:

1- بصيرة القلوب في كلام علام الغيوب، وهو تفسير قصير تام للقرآن الكريم (مطبوع).

2- بصيرة القلوب في كلام علام الغيوب وهذا أوسع من الاول، وهو نسخة ثانية لتفسير القرآن مطولة، لكنها ناقصة فهي الى سورة الكهف (غير مطبوع).

3- ضياء بصيرة القلب العروف في التجويد والرسم وفرش الحروف، منظومة عربية (غير مطبوع).

4- شرح ضياء بصيرة القلب العروف في التجويد والرسم وفرش الحروف (غير مطبوع).

5- مختصر شرح حرز الاماني للشاطبي لما فيه من الرموزات ومبنى المعاني (غير مطبوع).

6- تفسير البسملة الشريفة (غير مطبوع).

7- محصول المواهب الاحدية في الخصائص والشمائل الاحمدية (مطبوع).

8- تأسيس قواعد العقائد على ما سنح من أهل الظاهر والباطن من العوائد (مطبوع).

9- أصول الفقه (غير مطبوع).

10- أصول حديث الازهر من مختصر وشرحه لابن حجر الهيتمي[18]( غير مطبوع).

11- ملخص القواطع والزواجر فيما تكلموا على الصغائر والكبائر (غير مطبوع).

12- أصول مغني اللبيب الحاج من جمع جوامع التاج (غير مطبوع).

13- زبدة ما في الفتاوى الحديثية في الاجوبة والاعتناء بنحو الفضل والتفضيل وأمور ليس لاحد عنها غناء(غير مطبوع).

14- مختصر شرح الصدور بشرح حال الموت وأحوال القبور (غير مطبوع).

15- منهاج السنة السنية في آداب سلوك الصوفية (مطبوع).

16- نبذة المواهب اللدنية في الشطحات والوحدة الذاتية (غير مطبوع).

17- منثورة في عقيدة السيخ محيي الدين ابن عربي (غير مطبوع).

18- نهج الانام لنفع العوام (مطبوع).

19- نهج الانام لنفع العوام (غير مطبوع).

20- مختصر المنح المكية في شرح القصيدة الهمزية (غير مطبوع).

21- معفوات عجاب يحتاجها ذو تقوى وآداب (غير مطبوع).

22- أزهار الغصون من مقولات أرباب الفنون وما للطالب فيه من قر العيون (غير مطبوع).

23- القاموس الثاني في النحو والصرف والمعاني (مطبوع).

24- تلميح الايساغوجي بزيادة تلوح(تفوح) من الملتجى (غير مطبوع).

25- توضيح استعارة قاسم السمرقندي الهمام بزيادة إرادة وتبديل الكلمات (العبارات) يقتضيها المقام (غير مطبوع).

26- منظومة في الآداب تهدي الطالب الى الطريق الصواب (غير مطبوع).

27- الرسالة العضدية الوضعية (غير مطبوع).

28- المنظومة الزمزدية مما من المفاتح مجنية (غير مطبوع).

29- منظومة في مولد خير البرية (غير مطبوع).

30- الكافية الكبرى في النحو (مطبوع).

31- منظومة الخيبة في آداب المناظرة (غير مطبوع).

32- منظومة التجويد باللغة الكردية (غير مطبوع).

33- كتاب في الطلاق عند الاكراد (غير مطبوع).

34- مجمع المسائل (غير مطبوع).

35- مناقب أئمة المذاهب الاربعة (غير مطبوع).

36- رسالة في الوعظ والارشاد[19] (غير مطبوع).

37- رسالة في النذر (غير مطبوع).

38- رسالة في علامات الساعة (غير مطبوع).

39- رسالة في وظائف أعضاء جسم الانسان (غير مطبوع).

40- طبقات الرجال (غير مطبوع).

41- رسالة في الفرق الثلاث والسبعين (غير مطبوع).

42- ديوان شعر باللغة الكردية والعربية- لم يجمع – في شتى الاغراض والمواضيع، أشار اليه حفيده (الملا عبد القهار بقوله:” وله قصائد وأبيات أخذ في نصح نفسه ومدح مشايخه والتبهل الى خالق القوة والقدر، وغيرها من المطولات”([20]). (مطبوع)([21]).

شيوخه

   لقد قصد الملا خليل قرى ونواحي وبلدات كثيرة طلبا للعلم، وانه تلقى علومه الشرعية واللغوية والا دبية من علماء ومشايخ اجلاء مشهود لهم بالعلم والصلاح والتقوى، وكان والده الملا حسين – وهو العالم المتدين – عندما يسلمه إلى أحد المشايخ يوصيه بالاهتمام به وإخلاص النصح له وتربيته على الاخلاق الفاضلة.

وأول من تتلمذ عليه الملا خليل هو صوفي حسين الغرسوي وقد تلقى منه مباديء القرأءة والكتابة وختم عليه القران في نحو سنة قراءة وتجويدا في قرية (كولبيك)

وقرأ على الملا عبد الرحمن البلاكي الانصاري ديوان الشاعر الفارسي الاشهر الحافظ الشيرازي وكان يحبه حبا شديدا، وفي قرية (تلو) أقعده والده عند شيخها الأشهر الشيخ إبراهيم حقي آفندي الأرضرومي.

وفي (بدليس) ذهب إلى الملا رمضان الخزبوتي وقرأ عليه قدراً من التصريف. وفي قرية (حلنزي) ذهب إلى الملا محمود وقرأ عليه كتاب المصابيح. وفي (مكس) التحق بحلقة الملا محمد بن الملا أحمد الكفناهي فأتم عليه التصريف، وحفظ عنده تركيب الملا عيسى البيروستي وشرح المغني وقدراً من الحسامكاتي. وعند رجوعه إلى هيزان من مكس درس عند الملا عبد الهادي الأرفاسي وقرأ عليه المقدمات في المنطق كلها.

وفي قلعة (خوشاب) درس عند أستاذة الملا حسين الخوشابي وقرا عليه شرح الشمسية وحواشيها في المنطق وبعض المختصر في علم البلاغة ومنظومة (يوسف وزليخا) الفارسية. وفي مدينة الجزيرة تتلمذ على الشيخ فرج، وقد قرأعليه شرح عقائد النفسية وحواشيها. وعند رجوعه إلى خوشاب ثانية درس عند الملا عبد السلام البيزاني وقرأ عليه بعض المختصر، وقرأ بقية المختصر على الملا إسماعيل الكيسيني.

وفي العمادية عاصمة أمارة بهدينان التحق بمدرسة العلامة الملا محمود البهديني مفتي العمادية.

تلاميذه

بعد حصول الملا خليل على الاجازة العلمية من أستاذة الملا محمود البهديني في العمادية، رجع قافلا إلى بلدة هيزان واستقر فيها وأصبح أستاذا في مدرسة الميدان وهي واحدة من أشهر مدارس هيزان.

بقي هناك خمس سنوات يدرس الطلاب، ثم طلب منه والده أن ينتقل إلى مدينة (أسعرد- سيرت) لأنها كانت كالوطن له، فتولى التدريس في مدرسة (أسعرد – سيرت) ودرس فيها نحو ثلاثين سنة – كما يروي حفيدة الملاعبدالقهار- وكان هناك يستقيل الطلاب ويعتني بهم وكان يجتمع عليه كل سنة نحو ثلاثين منهم.

وكان رحمه الله يقسم وقته بين التدريس والتأليف، ولما كان عمره مباركاً فيه إذ عاش خمسا وتسعين سنة فقد ترك خلفه مؤلفات علمية جليلة وأفواجاً من التلاميذ الذين ساهموا في نشر العلم الشرعي.

 

ثانياً: سيرة ملا يحيى المزوري

هو يحيى بن الملا خالد بن حسين، ابو عبدالله المزوري البالطي العمادي الكردي الشافعي، العلامة ، شيخ مشايخ العراق، والمزوري نسبة الى العشيرة المزورية وهي من عشائر بهدينان العريقة، وينتمي تحديداً الى فخذ الاركوشيين، حيث تضم العشيرة عدة أفخاذ أخرى، والبالطي نسبة الى قرية بالطة احدى قرى عشيرة المزورية الواقعة شرق مدينة دهوك بالقرب من قرية بريفكا مقر الطريقة القادرية في محافظة دهوك([22]).

ينتمي ملا يحيى الى أسرة شهيرة عرفت بالرئاسة والعلم، فقد كان عمه (علي آغا البالطي) أحد زعماء عشيرة المزوري في حينه، أما والده فيبدو من لقبه ( الملا) أنه كان شخصية دينية، مما أثر في حياة ولده يحيى الذي نشأ طالباً للعلم منذ نعومة أظفاره وسار على نهج والده يتزود من العلوم الشرعية([23]).

ولد ملا يحيى في قرية بالطة في سنة1185هـ/1771م، وهناك خلاف في المصادر في تحديد سنة وفاته، لكن تلميذه العالم ابراهيم فصيح الحيدري، يذكر أن المزوري عند وفاته كان قد “بلغ من العمر قريباً من مائة سنة”([24]).

اتجه منذ صغره بجهود والده نحو المساجد والمدارس ونشأ طالباً للعلم، ورحل على عادة طلاب العلوم الشرعية وقتئذٍ للتحصيل، وتتلمذ على عدد كبير من علماء عصره داخل وخارج كردستان، وكان من زملائه في طلب العلم العلامة (الملا خليل الاسعردي)، وقد التقيا معاً عند شيخهما مفتي العمادية (الملا محمود البهديني)([25])، ومنه أخذ الاجازة العلمية على عادة علماء الكرد، وقد ذكر الملا عبد القهار بن الملا محمود الزوقيدي حفيد الملا خليل الاسعردي أن الملا يحيى قرأ عند الملا خليل (رسالة الفناري في علم المنطق)، و(حاشية قول أحمد من موضوع- القضايا-) الى أخر الكتاب، ثم قرأ عليه في علم المنطق أيضاً رسالة، وكتاب (عصام الوضع في علم البلاغة) وكتبه، ودون حواشيه على التمام، وكذا قرأ عنده رسالة الاستعارة وحواشيها([26]).

وتجدر الاشارة الى أن العلامة الملا خليل الاسعردي طلب من الملا يحيى أن يستأذن من والده كي يذهب معه الى مدينة الجزيرة (= جزيرة بوتان)، ولكن لم يأذن له.

وفضلاً عن العمادية درس الملا يحيى في كل من الموصل وبغداد والشام (= دمشق) وغيرها، ومن شيوخه في تلك البلاد: العلامة عاصم بن ابراهيم الحيدري، والشيخ احمد بن عبيد العطار الدمشقي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن الكزبري الدمشقي، والشيخ محمد بن أحمد المقدسي المشهور ببدير القدس، والشيخ جرجيس الاربلي.

وكان قد أخذ الاجازة في الطريقة النقشبندية من مولانا الشيخ خالد الجاف الشهرزوري المتوفى 1242هـ/1826م، في السنوات التي هاجر فيها الاخير الى بغداد قبل أن يغادر العراق الى دمشق.

وبعد إكماله تحصيله العلمي ونيل الاجازة العلمية، تفرغ للتدريس، ودرس في أكثر من مكان، في الموصل والعمادية وبغداد، وعندما أنشأ والي الموصل محمد باشا مدرسة في جامعه وسماها (دار الحديث) استدعى الملا يحيى ليدرس فيها، فبقي هناك الى أن ذاع صيته واشتهر، لذلك قصده الكثير من طلاب العلم. بعدها دعاه أمير العمادية (= بهدينان) مراد خان بن اسماعيل باشا الذي كان يحب العلم والعلماء، ليكون مدرساً فيها، ولاجل ذلك بنى له مدرسة عرفت ب (المدرسة الجديدة)، ثم بمدرسة الملا يحيى.

وخلال وجوده في العمادية نال منزلة رفيعة عند أميرها، وتخرج على يديه عدد كبير من الطلاب.

 

شيوخ الملا يحيى المزوري:

 

  1. 1. والده الملا خالد بن حسين المزوري في قريته بالطه.
  2. الشيخ محمود بن علامة بن محمود البهديني الزيوكي العمادي (صاحب تفسير سورة الفاتحة غير المنقطة) مفتي العمادية في عهد الامير اسماعيل باشا الاول.
  3. الشيخ المعمر العلامة خليل أفندي الاسعردي والد العلامة (الملا مصطفى أفندي).
  4. الشيخ الشريف عاصم بن ابراهيم الحيدري عم جد تلميذه ابراهيم فصيح الحيدري وعم الشيخ اسعد صدرالدين (مثبته في إجازاته).
  5. الشيخ صالح بن صبغة الله الحيدري (مثبته في إجازاته).
  6. الشيخ محمد بن الشيخ عبد الرحمن الكزبري الدمشقي، درس عليه في دمشق ومنحه الاجازة سنة 1204هـ/1790م.
  7. الشيخ علي بن احمد الكزبري الدمشقي، درس عليه في دمشق عند ذهابه الى الحج.
  8. الشيخ احمد بن الشيخ عبيد الشهير ب (العطار) الدمشقي، إمام الجامع الأموي، منحه الاجازة في الحديث بدمشق.
  9. الشيخ محمد بدر الدين بن أحمد الشهير ببدير القدسي، منحه الاجازة في الحديث في المسجد الاقصى في القدس سنة 1206هـ / 1791م.
  10. الشيخ احمد بن علي العثماني الشهير (بالمنيني).
  11. الشيخ علي أفندي الداغستاني.
  12. الشيخ عبد الرحمن بن جعفر الكردي.
  13. الشيخ عبد الرحمن بن محمد الشهير (بالصناديقي).
  14. الشيخ مصطفى الدمياطي الشهير (باللقمي) الفرض الحيسوبي.
  15. الشيخ احمد بن عبد الله الحنبلي الشهير (بالبعلي).
  16. الشيخ محمد بن سليمان الكردي المدني، سمع منه واجازه عامة، في المدينة المنورة سنة 1207هـ/ 1792م، كان مفتيا للشافعية في المدينة المنورة، له عدة مؤلفات، منها كتاب (شواهد الحق في الرد على محمد بن عبد الوهاب).
  17. الشيخ محمد التافلاتي ، قرأ عليه واجازه مراراً بكل ما يجوز له.
  18. الشيخ علي بن عمر الحسيني القناوي المصري.
  19. الشيخ احمد الملوي، وكتب له الاجازة من مصر.
  20. الشيخ احمد الجوهري، وكتب له الاجازة له من مصر.
  21. الشيخ المحقق محمد الحفني.
  22. الشيخ المحقق يوسف الحفني، وهو أخو محمد الحفني.
  23. الشيخ عطية الاجهوري.

وقد كتب هؤلاء السالفون له الاجازة، وبقيت قسم من اجازاته في مجلد رتبها بنفسه في بغداد، مع الكثير من الاجازات التي منحها لطلابه، وهي التي أشار اليها الباحث القره داغي بانه رآها وهي تحت رقم (13488) في الدار العراقية للمخطوطات. وأشار إليهم الدكتور أكرم عبد الوهاب الموصلي في كتابه (أسانيد العراقيين وإجازاتهم).

 

المبحث الثاني: أوجه التشابه بين العالمين

 

هناك نقاط مشتركة كثيرة بين العالمين الجليلين، فكلاهما كردي الاصل، وكلاهما ظهرا في حقبة زمنية واحدة، النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري الى النصف الاول من القرن الثالث عشر الهجري الموافق للنصف الثاني من القرن الثامن عشر الى النصف الاول من القرن التاسع عشر الميلادي (تكاد تكون متطابقة)، وكلاهما درسا في بداية تحصيلهما العلمي على يد العلامة (الملا محمود البهديني) في مدينة العمادية حصراً، ومن أبرز النقاط المشتركة بينهما ما يلي:

1- فقد نال كل منهما شهرة واسعة داخل وخارج كُردستان بسبب مؤلفاتهما، وكثرة تلاميذهما، ودورهما البارز في ازدهار الحركة العلمية والثقافية في المنطقة خلال النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري الى النصف الاول من القرن الثالث عشر الهجري الموافق للنصف الثاني من القرن الثامن عشر الى النصف الاول من القرن التاسع عشر الميلادي.

2- وقد عاشا عمرين طويلين نسبياً، عَمَر العلامة الملا خليل الاسعردي حوالي خمسة وتسعون سنة هجرية، واثنان وتسعون سنة شمسية، ولد في أصح الروايات سنة1164هـ الموافق ل سنة1751م، وتوفي سنة 1259هـ الموافق ل سنة1843م في مدينة (أسعرد – سيرت)، والدليل على ذلك ما ذكره ابنه (الملا مصطفى) في مرثيته له قائلاً:

من صميم القلب حقاً قيل في تاريخه

تاج أهل العلم طراً ها هو الدر المصون([27])

والحساب الابجدي لعجز البيت هو (1259هـ).

أما كون وفاته في مدينة (أسعرد)، فيفهم من قول ابنه الملا مصطفى في مرثيته

قمر هل بهيزان بأسعرد غرب

نشر العلم فأهل العلم منه آخذون([28])

وبينما عاش العلامة الملا يحيى المزوري عمراً طويلاً أيضاً حوالي مائة عام، لم نستطيع تحديده بدقة زميله (الملا خليل)، حيث ولد ما بين سنة1740-1745م في قرية بالطة المزورية([29])، وفي رواية أخرى انه ولد سنة 1185هـ/1771م، لكن ابراهيم فصيح الحيدري وهو من المعاصرين للملا يحيى، يذكر أن المزوري عند وفاته كان قد بلغ من العمر قريباً من مائة سنة، كما جاء في كتاب(حديقة الورود في مدائح أبي الثناء شهاب الدين محمود الألوسي) لمؤلفه (عبد الفتاح أفندي شواف زاده) عند الكلام عن الملا يحيى المزوري:” وكان ما عمر في السنين حتى جاوز- على ما قيل – التسعين”([30]). وإذا ما علمنا أن المزوري قد توفي سنة 1254هـ/1839م لوجب القول:” إنه ولد بين سنتي 1154هـ و1164هـ، ولعل هذا هو الاقرب الى الحقيقة فقد كان المزوري زميلاً للملا خليل الاسعردي في الدراسة والتحصيل عند الملا محمود البهديني في العمادية، والملا خليل – كما مر بنا في ترجمته- هو من مواليد سنة1164هـ؛ وبذلك لا يلتفت الى الاقوال التي أشارت الى أن الملا خليل يكبر الملا يحيى بعشرين سنة([31])، ويعتقد الباحث بأن ما ذكرته المصادر آنفاً غير موافقة لسيرة حياة الملا يحيى الذي لا يعقل أن يتدخل في السياسة وعمره في التسعين، لأنه توفي في مطلع عام1839م وكان قد شارك في الاحداث قبل أقل من خمس سنوات حيث اعتقل على يد رجال أمير العمادية (اسماعيل باشا) في سنة1834م  وسملت عينا مرافقه الملا قاسم المايي، بينما اطلق سراحه لمكانته ولشفاعة تلميذه العالم الكبير الشيخ محمد العقراوي(= سيدايى مجذوب) له([32]).

ومهما يكن من أمر فإن الملا خليل الاسعردي كان عمره أطول من عمر الملا يحيى حوالي خمسة سنوات وليس بعشرين سنة كما ذكر أحد الباحثين([33]).

وقد توفي في الثاني والعشرين من شهر شوال سنة1254هـ الموافق للسابع من كانون الثاني سنة1839م، وقد جمع تاريخ وفاته حفيد(محمد سعيد المهري المتوفى سنة1884م) بن الملا عبد الرحمن بن الملا يحيى في هذا المصرع(وزر يحيى ببغداد)([34]) . وقد رثاه الشاعر العراقي المعروف (عبد الباقي العمري الموصلي) بقصيدة عصماء نذكر منها عدة أبيات:

يا عين عودي بالبكاء واسترشدي

حزناً على يحيى وفقد المرشد

ما حزن قلبي فقد غدى مستوعباً

جسمي ويرمي بالسهام المفقد

عظم بميزاب المصائب قد جرى

جرياً بتنجيز الاله السرمد([35])

 

3- لقد ترك كل من العالمين عدداً كبيراً من الابناء، أغلبهم أصبحوا علماء، فقد ترك الملا خليل السيرتي عدداً من الابناء، كل من : الملا مصطفى الذي أجازه وأصبح اماماً ومدرساً يجيز طلبة العلم،  والملا عبد الله الذي أجيز من قبل والده ايضاً ودخل في زمرة العلماء، والملا محمود، والملا ابراهيم، والملا حسن، بالإضافة الى أبناء الابناء (= الاحفاد)، وهم كل من : الملا عمر بن الملا عبدالله بن الملا خليل، والملا عبدالرحمن بن الملا عبدالله بن الملا خليل ، والملا حسين بن الملا مصطفى، وشقيقه الملا ابراهيم، والملا عبد القهار بن الملا محمود بن الملا خليل الذي كتب سيرة جده، وكان من مشاهير الشيوخ، وكان قد أخذ الاجازة العلمية من ابن عمه (الملا عمر بن الملا عبد الله بن الملا خليل)، والملا خليل بن الملا ابراهيم بن الملا خليل، والملا عبد الحكيم بن الملا حسن بن الملا خليل.

ومن جانب آخر فقد ترك الملا يحيى عشرة ابناء، وهم كل من: ملا عبد الرحمن قتل في العمادية على يد أحد أزلام (محمد سعيد باشا) أمير العمادية أثناء ذهابه لتأدية صلاة الفجر في مسجد والده عام 1829م، ملا محمد صالح، ملا عبد الله، ملا طه، استقروا في العمادية، ملا احمد، ملا محمد سليم، ملا مصطفى، ذهبوا الى ناحية اتروش، مركز عشيرة المزوري، فيما ذهب الشيخ محمد امين، والحاج عبد الحميد الى مدينة الجزيرة (= جزيرة بوتان). أما أحفاده من جهة ابنه القتيل الملا عبد الرحمن، وهم كل من: محمد سعيد المهري، خالد ،عبد الكريم، وهبة الله، فتركوا العمادية وذهبوا بصحبة والدتهم الى مدينة عقرة (= ئاكرى)([36]). وترك كل منهما عدداً من الاحفاد وابناء الاحفاد ساروا على نهجيهما وأصبحوا فيما بعد من العلماء والاساتذة وكبار الشخصيات.

4- لقد جمعت المدرسة الدينية في مدينة العمادية عاصمة أمارة بهدينان بين العالمين الجليلين، وضمهما أستاذ واحد، كما أسلفنا (الملا محمود البهديني).

5- لقد أطلق على كل من العالمين، لقب ( أستاذ الكُل في الكُل)، أي استاذ كل العلماء في زمنه في كل العلوم الاسلامية([37]).

6- كان العالمان أشعريان في أصول العقيدة، وشافعيان في فقه الفروع

7- لقد ترك كل من العالمين عدداً كبيراً من التلاميذ وطلاب العلم الذين تبوأوا مراكز علمية كبيرة، فقد تتلمذ عدد كبير على الملا خليل، ومن جملة من تتلمذوا عليه وأخذو منه الاجازة ممن عدهم حفيد الملا عبد القهار، نذكر منهم:

1- ابنه الملا مصطفى

2-   ابنه الملا عبد الله

3- الملا محمد بن الملا عرب السيرتي

4- الملا علي الحلنزي

5- الملا مصطفى الحلنزي

6- الشيخ حامد التلوهي

7- الشيخ حسن التلوهي

8- الملا أحمد الخزريني

9- الملا خالد الصالحي

10- الملا زاده الارهي

11- الملا حامد النفيلي

12- الملا بكر الصهري

13- الشيخ عبد الحكيم الأرواسي

14- الملا حسن مفتي مدينة موش

15- حفيده الملا عمر بن الملا عبد الله

16- الملا يحيى المزوري، وذلك عندما انتقل الملا خليل إلى العمادية كي يدرس على يد الملا محمود البهديني، لم يوافق الملا يحيى المزوري على الدراسة على أحدٍ سواه، فقرأ عليه بعض الكتب والحواشي، لذلك يمكن اعتبار الملا يحيى المزوري من تلاميذة الملا خليل الاسعردي، وذلك قبل أن يأخذ الملا خليل إجازته من الملا محمود البهديني، ولعل الملا يحيى كان حينئذ طالبا (مبتدئا) والملا خليل (مستعيدا)([38]).

فيما ترك الملا يحيى عدداً كبيراً من التلاميذ الذين أجازهم وصاروا علماء فحولين يشار إليهم بالبنان، من أبرزهم:

  1. الشيخ علي محضر باشي الموصللي([39]).
  2. الشيخ احمد بن محمد الخياط.
  3. الشيخ علي الموقت الحلبي المعروف بالدباغ.
  4. الشيخ (صلاح الدين) يوسف بن رمضان أفندي الموصلي المعروف بالرمضاني.
  5. الشيخ صالح السعدي الموصلي الذي استشهد عام 1829م، وهناك صالح الثاني حفيده.
  6. الشيخ (علاء الدين) على الموصلي وهو نجل الشيخ يوسف الرمضاني، وكان قد هاجر مع والده الى بغداد وتوفيا في يوم واحد بالطاعون سنة 1827م، وهو الذي أشرنا اليه بوجود اجازته التي منحها الملا يحيى له في دار العراق للمخطوطات. وهو الذي أصبح شيخا للآلوسي المفسر أيضا.
  7. الشيخ عبد العزيز بن الشيخ محمد الشواف.

8- ثناء الدين محمود الآلوسي، صاحب تفسير القرآن الكريم المشهور ب (روح المعاني).

10- الشيخ محمد فيضي الزهاوي، مفتي الديار العراقية.

11- عبيد الله بن عبيد الله الحيدري، مثبت في إجازته.

12- ابراهيم فصيح الدين بن صبغة الله الحيدري(1235-1300هـ/1820-1882م)، الذي يشير الى استاذه قائلاً:” ومن أعظم من أدركت وأخذت عنه شيخي علامة العراق واللج الذي لا ينتهي ولكل لج ساحل جامع المنقول والمعقول حاوي الفروع والاصول شيخ الكل في الكل حجة الاسلام سند العلماء الاعلام، الولي الكامل العارف الذي بلغ من مكارم الاخلاق وتواضع النفس حداً لم تره في أحد من المعاصرين، مولانا ومقتدانا الشيخ يحيى المزوري العمادي قدس سره، وقد قرأت عليه صحيح البخاري وأجازني به وبجميع الكتب الصحاح وسائر العلوم، وقرأت عليه شرح النخبة في أصول الحديث، والاشباه والنظائر الفقهية للحافظ السيوطي، ولازمت خدمته وفزت بنظره ودعائه، وكان كثير المودة لي يعدني كأحد أولاده…”([40]) .

13 – محمد بن شهيد الله الزيارتي ( مخطوطته – رسالة في الهندسة – المرقمة 9184 محفوظة في دار المخطوطات العراقية(= دار مخطوطات صدام سابقاً)  المهداة الى والي العراق داوود باشا ([41]) .

14- محمد بن عبد الله الزيارتي ، له مخطوطة بعنوان:( توحيد الصانع ببرهان التمانع) المرقمة 20663 المحفوظة في دار المخطوطات العراقية، أصبح مفتياً لعقرة بعد أخذه الأجازة([42]).

15- الشيخ محمد بن رسول بن محمد بن رسول السورجي الصاوجبلاغي ( المهابادي )، حفيد العلامة رسول السورجي الزكي الألمعي، كان في أربيل عند سيطرة الأمير محمد باشا الراوندوزي عليها سنة 1832م، و نسخ فيها كتاب ( الفوائد الضيائية ) و كتب على إحدى صفحاتها:” أن محمد باشا أمر أهالي أربيل بالإرتحال” ، وهي محفوظة  ضمن مكتبة مفتي عقرة حاليا، وهو شيخ مفتي العراق المشهور محمد فيضي الزهاوي الذي زار الملا (محمد سعيد) مفتي عقرة سنة 1293هـ / 1876م([43]).

16- الشيخ احمد الصديقي البامرني المشهور ب( احمد بابك ) والد الملا نجم الدين ، وهو ابن الملا عثمان بن الملا عبد الرحيم بن الملا ابو بكر بن الملا عبد الله بن حجي موسى الساكن القرية التي سميت باسمه ( ماميسا ) او (امام موسى ) بن بير عيسى الرادكي البستناني القريشي التميمي، والعائلة كلهم علماء جيل بعد جيل وآخرهم المرحوم الملا صالح بن الملا محمد عارف بن الملا مصطفى اخ الملا نجم الدين ساكن الموصل، ولأحمد بن عثمان الكثير من الحواشي على مخطوطات مكتبة مفتي عقرة، ولعبد الله بابك ( ربما أخوه ) قصيدة في مدح الرسول بالكردية في مكتبة مفتي عقرة، كما ان الملا نجم الدين نسخ الكثير من الكتب واخذ الاجازة من الشيخ عبد الوهاب الجوادي في الموصل، وكانت مكتبته عامرة([44]).

17- أحمد بن عثمان الشيفكي الشيخاني، درس عنده في العمادية في مدرسة قبهان ورأس العمادية، كما تؤكدها حواشيه المكتوبة على بعض المخطوطات الباقية لدى أحفاد المزوري في مكتبة المفتي في عقرة.

18 – الشيخ احمد بن علي الكلالي البالكي قرأ عليه التحفة([45]).

19- الشيخ عبيد الله بن الشيخ عبيد الله الحيدري اجازته رقم (في مكتبة)

20- الشيخ محمد امين بن ابو بكر بن عبد المنان التركماني([46]).

21- الملا يوسف البنستاني الرادكي الريكاني، استنسخ مخطوطة في علم المنطق والكلام عند استاذه الملا يحيى المزوري في المدرسة الجديدة بالعمادية سنة 1226هـ/1801م واوقفها الى الشيخ طاهر الرادكي البنستاني وعلى اولاده من بعده ، وهي في عهدة احفاد الملا نجم الدين الرادكي في الموصل وبرقم 14([47]).

22- الملا يوسف بن المعلم داوود اليهودي الاصل، درس عنده في العمادية، وكتب ذلك في حواشي بعض كتبه الموجودة في مكتبة مفتي عقرة، ومنها حاشيته التي كتبها عند استاذه الملا يحيى في رأس العمادية سنة 1225هـ/1810م.

23- فق محمد بن ملا ناصر البيبي الهوصي، وكان من أقرباء الشيخ حسن الخيلافتي، وله ولإبنه ابراهيم أربعة مجلدات في مكتبة مفتي عقرة.

24- الملا ابراهيم بن فق محمد البيبي الهوصي، له حواشي كثيرة على مجلداته التي نسخها والموجودة في مكتبة مفتي عقرة.

25- الشيخ عيسى صفاء الدين البندنيجي، الذي أصبح بالإضافة إلى كونه عالما وشيخا نقشبنديا، قادريا، مؤرخا وأديبا وصاحب تكية، له كتاب في (تراجم الأعلام الذين عاشوا في بغداد وما جاورها من البلدان)، وقد نقل الباحث القرداغي كتابات له عن استاذه الملا يحيى في بعض أوراقه المحفوظة في دار العراق للمخطوطات في بغداد([48]). ونشرها في كتابه (أحياء تاريخ العلماء الاكراد من خلال مخطوطاتهم)، كما نقل الإجازة التي منحها إياه الملا يحيى، ومنها ما نصحه بأخذ الإجازات من شيوخه السابقين في دمشق والقدس وهم: البيطار والكزبري وبدير القدس، وقد فعل، وقد رثا شيخه المزوري بأبيات معبرة، توفي في السابع عشر من رجب سنة1283هـ/12 تشرين الثاني1866م عن عمر ناهز الثمانين عاماً([49]) .

26- الشيخ عبد الرحمن حلمي بن محمد عبد المحسن العباسي السهروردي ( 1798 – 1870م)، كان مدرسا في جامع الشيخ عمر السهروردي في بغداد ومشرفا عليه، وهو صاحب كتاب ( تاريخ بيوتات بغداد في القرن الثالث عشر) والذي حققه الدكتورعماد عبد السلام رؤوف سنة 1996م، أرخ وجود بيت الملا يحيى في بغداد ضمن كتابه هذا، وكان تسلسلها (53) من قائمة هذه البيوت البالغة مجموعها 66 في ص 13، وكان من تلاميذ الملا يحيى المزوري، وأشار الى ذلك عند تكلمه عن بيته في بغداد في ص 83 من هذا الكتاب، وكما ظاهر من النص التي كتبها كما هوأدناه : ” بيت العلم والفضل والصلاح، إنتصب الشيخ يحيى أفندي لتعليم العلوم فأجاز الكثيرين، وقد أجازني بجميع العلوم العقلية والنقلية، في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة سنة 1245هـ الموافق17 حزيران 1831م، وكان رجلا عالما صالحا، وهو أكثر العلماء ميلا لوالدي، ولا يفارقه، وهو من أشراف عشيرة المزورية بجهة الموصل، وهو ابن الشيخ خالد المزوري، هذا يوحي أن أباه كان من العلماء، لكننا لم نوفق على ترجمة له – د. عماد المحقق(حسب المحقق الدكتور عماد عبد السلام رؤوف)”. كان أبوه مدرسا وقاضيا ومؤرخا له كتاب (تاريخ حوادث بغداد الجديدة – ص3 من نفس الكتاب). ملاحظته التاريخية هذه تفيدنا في معرفة أن الملا يحيى كان لا يزال في بغداد لحد هذا التاريخ قبل توجهه إلى كردستان للطلب من الأميرمحمد باشا الراوندوزي بمحاربة اليزيدية.

27- الشيخ محمد أمين بن علي السويدي : من علماء بغداد ومن مؤرخيها ولد سنة 1785 م وتوفي سنة 1830م ، كان من تلاميذ الملا يحيى، ومن مدرسي الشيخ عبد الرحمن السهروردي ، ، له كتاب ( السهم الصائب …)([50]).

28- وان السيد نعمان السيد خير الله ثبت الإجازات الموقعة منه إلى أخيه احمد شاكر الالوسي في1214هـ/1799م، رقم المخطوطة (30382) المحفوظة في دار المخطوطات العراقية في بغداد، الورقة (1ـ 3).

29- الملا حسن بن حسين الجاربوطي الزيباري العقري، درس عنده في العمادية، وكتب العديد من حواشيه وملاحظاته على بعض مخطوطاته الباقية في مكتبة المفتي في عقرة.

30 – الشيخ صالح السراجي بن الشيخ جبرائيل العقري، درس عنده في العمادية وقرية بالطة، ترجم مع أستاذه بعض قصائد الشاعر المشهور (أحمد خاني) الى الفارسية بناء على طلب أمير العمادية (زبير باشا)، وكان من نصيبه قصيدة (بيت الحدوث) وتوجد نسخة منها بخط يده في مكتبة المفتي في عقرة، كما ثبت بعض كتابات أستاذه ومنها شرحه لبيت شعر.

31- ملا عبدالله البارزاني الملا عبدالله البارزاني، ورد في نص الاجازة قول العلامة يحيى المزوري في وصف الملا عبدالله:” المولى الاجل، الفاضل الامثل، الكامل الهمام اللوذعي، المحقق الفرد الالمعي، الامام ذو الفضائل الباهرة، والفوائد الزاهرة، مولانا العلامة عبدالله بن الحاج الملا محمد الشافعي الكردي الشهير بالبارزاني…”([1]).

ومع أن تاريخ الاجازة غير مذكور في الوثيقة، إلا انها يبدو منحت للملا عبد الله البارزاني قبيل انتقال الملا يحيى المزوري الى بغداد سنة 1829م بعد مقتل ابنه (الملا عبد الرحمن) على يد أحد أتباع أمير العمادية (سعيد باشا)، التي يمكن تحديدها في سنوات (1824-1825م). ومن جانب آخر فلا تتوفر في المصادر المتوفرة بين أيدينا سنة وفاة الملا عبد الله بن الحاج الملا محمد البارزاني، حيث يبدو جلياً انه قضى الشطر الاكبر من عمره في النصف الاول من القرن التاسع عشر. وقد ترك الملا عبدالله ثلاثة أبناء هم: عبدالرحمن، وعبد الرحيم، وعبد السلام، وقد خلفه ابنه عبد الرحمن أولاً وهو الذي استلم الطريقة النقشبندية من الشيخ طه الشمديني الاول المتوفى (سنة1853م)، وبذلك يعد أول شيخ نقشبندي في الاسرة البارزانية، وتاريخ وفاته مجهول، ثم خلفه شقيقه عبد السلام (= الاول) الذي توفي سنة1874م أو 1875م([51])، وقد كان شاعراً ينظم بالكردية ويؤلف بالعربية، وقد ترك ولدين هما: الملا محمد والملا قاسم، والملا محمد توفي (سنة1903م) وهو الذي خلف والده في المشيخة النقشبندية، وقد ترك خمسة أبناء هم: الشيخ عبد السلام (= الثاني)، والشيخ احمد، محمد صديق، محمد بابو، الملا مصطفى([52]).

 

المبحث الثالث: أوجه التباين والاختلاف

رغم وجود سمات مشتركة بين العالمين الجليلين، فإن هناك أوجه تباين واختلاف بينهما، اقتضتها سنة الحياة، فضلاً عن الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كان العالمين يمران بها كل في منطقته.  وتأثير ذلك على مسيرة حياتهما العلمية والاجتماعية بل والسياسية، ومن أهمها:

1- عاش الملا خليل بعيداً عن السياسة والاختلاط بالأمراء والحكام، أي منزوياً يعتني بطلابه ، ومن ثَمَ تفرغ للتأليف والبحث رغم قربه من الاحداث، فقد عاصر آخر حكام هيزان(الامير خالد بك) الذي دخل في حلف مع الامير (بدرخان بك البوطاني- 1806-1869م) الذي كان يطمع الى الاستقلال)[53](، لذلك كانت له تصانيف ومؤلفات فاقت قرينه وزميله الكثير، حيث فاقت الاربعين مؤلفاً، طبع منها وحقق حوالي عشرة وفق مناهج البحث العلمي([54])، في الوقت الذي لم يطبع أو يحقق أية مخطوطة منسوبة الى الملا يحيى المزوري. ومن تصانيفه، يقول العلامة ابراهيم فصيح الحيدري:” له تآليفات عديدة قسم منها محفوظة في المركز الوطني للمخطوطات في بغداد التي كانت تعرف سابقاً ب (مركز صدام للمخطوطات)، وهي:

1- شرح قصيدة مغبجة للملا الجزيري، وهي محفوظة في المركز الوطني المخطوطات بالرقم (20904/1)، وكان الملا محمد القره داغي أول من عثر على هذا الشرح، ونشره في كتابه (بايه خدانى ميرانى ئاميدى به رو شنبيرى له ده فه رى باديناندا) الصادر عن دار ئاراس في مدينة اربيل سنة2006م.

2- حاشية على الربع الاول من تحفة العلامة احمد بن بن حجر المكي الهيتمي، تصدى فيها للجواب عن اعتراضات العلامة ابن قاسم العبادي على الشيخ ابن حجر، تحت رقم (20100).

3- مجموعة رسائل ملا يحيى المزوري إلى الشيخ معروف النودهي  في أربعة نسخ، في الدفاع عن الشيخ مولانا خالد الجاف النقشبندي، تحت رقم (16592، 17502، 16532، 39820)[55].

4- حواشيه على تحفة ابن حجر المكي الهيتمي، تحت رقم (5132/5).

5ـ رسالة في معنى كلمة التوحيد باللغة الفارسية، محفوظة في المركز الوطني للمخطوطات، تحت رقم (19953).

6ـ مجموعة من فتواه ضمن كراس صغير، تحت رقم (17994).

7ـ حله لبعض الإلغاز، محفوظة في المركز الوطني للمخطوطات، تحت رقم (23239/4).

8ـ حاشية على شرح عصام الدين على الرسالة الوضعية

9- مسائل فقهية، تحت رقم (16532).

10- رسالة المولد، تحت رقم (14579، 14572).

11- مجموعة إجازات، منها اجازته عندما ذهب الى الحج عن طريق الشام وأخذها من علمائها، وفيها إجازته بخطه لحسين بن علي البغدادي عام 1244هـ/1829م، تحت رقم (13488).

12- فتوى حول مسألة غصب ظالم شاة وذبحه إياها، ثم أكل منها رجل هل تسقط عدالته، تحت رقم (43461/13)([56]).

13- شرح فارسي على قصيدة للملا الجزري، ولعله قطعة من شرح كامل له على ديوان الجزري، فقد اتهر على الالسن أن له شرح على الديوان المذكور([57]).

14- شرح المسائل الحسابية في أخر خلاصة الحساب التي تحير في حلها الحكماء[58].

15- مجموعة من فتواه ضمن كراس صغير([59]).

ويذكر الباحث (الملا محمد القره داغي) بأنه من خلال وقوفه على فهارس مخطوطات المكتبات الاخرى في العراق، عثر على مؤلفات أخرى للملا يحيى المزوري، قسم منها كانت محفوظة أيضاً في المركز الوطني للمخوطات، تم الاشارة اليها آنفاً، وفق ما يلي:

1- السراج الوهاج في شرح تحفة المحتاج، ج2/ ص250، محفوظة في الآثار الخطية في المكتبة القادرية في بغداد.

2- ثبوت اجازات ج/1ص: 170،203،705،706، فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الاوقاف العامة في بغداد.

3- حل لغز، ج6/ص254، فهرس مخطوطات مكتبة الاوقاف العامة في الموصل.

4- العرائض المغنية لكل محتاج( رسائل أرسلت الى الشيخ معروف النودهي )ج/5، ص:254، فهرس مخطوطات مكتبة الاوقاف العامة في الموصل([60]).

والكتاب الوحيد الذي نشر من مؤلفات الملا يحيى المزوري هي سبعة مكاتيب، وهي رسائل أرسلها مترجمنا الى العلامة الشيخ معروف النودي البرزنجي القادري(1166-1254هـ/1752-1838م)، رداً على اتهام الاخير لمولانا خالد النقشبندي بالكفر.، وقد حقق هذه الرسائل وكتب لها مقدمة (الملا محمد القره داغي) العضو العامل في أكاديمية كردستان، ونشرت في الملتقى العالمي لمولانا خالد الذي انعقد في مدينة السليمانية سنة2009م، وطبع في مطبعة ئاراس في مدينة اربيل.

بينما كان الملا يحيى قريباً من أمراء العمادية (= أمراء بهدينان)، وكان له دور بارز في صنع الاحداث السياسية؛ حيث قام أحد أزلام الامير سعيد باشا بقتل نجله (ملا عبد الرحمن) عندما كان ذاهباً لتأدية صلاة الفجر في مدرسة والده في مدينة العمادية سنة1245هـ/1829م، مما تسبب في هجرة الملا يحيى أخيراً الى بغداد.

وملخص الاحداث، عندما ساءت الامور في منطقة بهدينان، توجه الملا يحيى الى الموصل وأصبح مدرساً في مدرسة (الحاج زكريا)، ثم قصد بغداد واشتغل فيها بالتدريس، وكان مقرباً لدى والي العراق داود باشا(1267-1188هـ/1767-1851م)، وبعد مدة رجع الى العمادية، فلقي ترحيباً من أميرها  زبير باشا بن اسماعيل باشا(1222-1240هـ/1807-1825م)، وكان أميراً عادلاً يحب العلماء ويبالغ في إكرامهم، فدرس مرة أخرى في العمادية، وبعد وفاة الامير زبير خلفه ابن أخيه سعيد باشا(1240-1250هـ/1825-1834م) الذي قتل أحد خاصته (الملا عبد الرحمن) نجل الملا يحيى في سنة1245هـ/1829م)، لخلافات حول منصب أمارة العمادية التي تتكر كثيرا في أمارة العمادية عند وفاة الامير ومحاولة نصب أمير آخر، ويبدو أن الملا يحيى كان قد انحاز الى طرفٍ دون آخر بحك ظروفه كعالم ومفتي الامارة. وما زاد الطين بلةً أن أمير العمادية حرض ايضاً أمير اليزيدية (علي بك) على قتل (على آغا البالطي) وابنه (سنجان آغا) وهما عم وابن عم المترجم له، فحدثت منافرة شديدة بين الامير سعيد باشا من جهة وبين الملا يحيى المزوري من جهة أخرى، وحادثة القتل هي كالتالي:

كان بين (علي آغا البالطي) أحد زعماء عشيرة المزوري الضاربة و(علي بك) أمير اليزيدية عداوة، فتوسط بينهما (إسماعيل بك) حاكم عقرة وهو أخو (سعيد باشا) أمير العمادية، فتصالحا، وذهب الأمير اليزيدي لزيارة علي آغا في قريته (= بالطة)، وكرد للزيادة طلب من علي آغا الذهاب إلى قرية (باعدره) مقر إقامة الامراء اليزيديين، لزيارة الأمير علي بك، وحينئذ طلب سعيد باشا من أمير اليزيدية – سراً – أن يقتل علي آغا بسبب تدخل عشيرة المزوري في عملية نصب وخلع أمراء العمادية لمرات عديدة، لذلك لأنه قتل غدراً في دار أمير اليزيدية ومعه ولده سنجان آغا، ولما علم الملا يحيى بحادثة مقتل عمه وابن عمه، طلب من الامير سعيد باشا الانتقام لعمه، فلقي بروداً من الأمير، فذهب إلى عقرة واتصل بحاكمها إسماعيل بك فكان رده شبيهاً برد أخية سعيد باشا، فتحقق لدى الملا يحيى أن لهؤلاء يد في تدبير مسألة القتل… وكان قد سبق لأحد أعوان الأمير أن قتل ابن الملا يحيى وهو المدعو (ملا عبدالرحمن) في سنة1829م،  فأراد الملا يحيى أخذ الثأر، فقصد (داود باشا) والي العراق العثماني الذي استجاب لطلبه وأرسل رسالة الى أمير الامارة السورانية (محمد باشا كوره) في عاصمته رواندوز، وكان محمد باشا على خلاف مع أمراء العمادية، لذلك حرضه الملا يحيى على الأخذ بثأره، وأصدر فتوى شرعية بكفر الطائفة اليزيدية، فأعد أمير سوران العدة للهجوم على مناطق اليزيدية بعد أن أعلن الجهاد عليهم، وسرعان ما قضى عليهم وأحدث فيهم مقتلة كبيرة، ولما علم أمير رواندوز أن حاكم عقرة وأخيه أمير العمادية حاولوا مساعدة اليزيدية لصد هجومه، واصل زحفه نحو عقرة والعمادية، وبعد استيلائه على مدينة العمادية خلع أميرها (سعيد باشا) ونصب مكانه أخاه (موسى باشا) الذي كان على خلاف معه وكان قد لجأ إلى أمير سوران وأتى معه … وبعد حوادث يطول ذكرها استطاع إسماعيل بك – حاكم عقرة – من الاستيلاء على العمادية بمساعدة أمير هكاري (نور الدين بك) بعد أن هرب (موسى باشا) قاصداً الأمير محمد باشا الرواندوزي الذي كان في اطراف مدينة حصن كيفا حينئذ، ولما علم الملا يحيى بالأمر خرج من العمادية يريد هو الأخر الالتحاق  بالأمير السوراني، لكن ألقي القبض عليه في الطريق وأعيد مع تلميذه الملا قاسم المائي، فتوسط له الشيخ محمد المجذوب العمادي المشهور بسيد الخالدي النقشبندي([61] ) فأطلق سراحه، ولكن تم تسميل عيني ملا قاسم المائي. ويبدو أن الملا يحيى قد ترك المنطقة الكردية بعد ذلك نهائياً، وذهب إلى بغداد سنة 1245هـ/1829م بنية الاستقرار فيها، وبقي فيها حتى وفاته، ومنها توجه الى الديار المقدسة عن طريق الشام، يثبت ذلك منحه الاجازة (لحسين بن علي البغدادي) عام1244هـ/1829م([62]).

2- كان الملا خليل من أتباع الطريقة القادرية، حيث دخل في الطريقة على يد العلامة (أحمد الرشيدي القادري)، وفي بعض المصادر تشير الى أنه دخل في الطريقة النقشبندية على يد العلامة (خالد الجزري النقشبندي)([63])، بينما دخل الملا يحيى الى الطريقة النقشبندية على يد مجددها (مولانا خالد الجاف الشهرزوري) مباشرة، وكان له دور كبير في رأب الصدع الذي حدث بين (الشيخ معروف النودهي) رئيس الطريقة القادرية في كردستان وبين (مولانا خالد الجاف) مؤسس الطريقة النقشبندية الخالدية في كردستان والعراق وغيرها من بقاع العالم الاسلامي. وكان الشيخ النودهي قد ألف رسالة في الرد على مولانا خاد الجاف، وقد تصدى للرسالة كثيرون من أتباعه للرد على الشيخ معروف النودهي، من ضمنهم الملا يحيى المزوري، فله ردود كثيرة ونصائح عدة ذكرت كلها في كتاب (بلوغ الاماني)، وانتخبت منها سبعة تحارير طبعت في ذيل كتاب (بغية الواجد)([64])، فهنا يظهر بوضوح بان الملا يحيى المزوري قام بهذه الوساطة للمصالحة بين الشيخ معروف النودهي ومولانا الشيخ خالد لكون الملا يحيى المزوري أحد مريدي مولانا خالد ويؤمن بطريقة تصوفه وهي الطريقة النقشبندية([65]).

3-  لا تتوفر في المصادر التي بين أيدينا ما يشير الى زيارة الملا خليل الى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج، بينما زار الملا يحيى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج مرتين، الاولى سنة 1206هـ/1792م، والثانية سنة 1244هـ/1829م، وعرج في طريقه الى الشام(= دمشق) والقدس([66]).

4- لقد كان لكل من العالمين وجهة خاصة في الرحلات العلمية لغرض الدراسة والتحصيل، سواءً في الاختلاف الجغرافي للمناطق التي طلب فيها العالمان العلم، فيمكن بيان وجهة الملا خليل من خلال رحلاته العلمية وفق ما يلي:

أ- رحلة الى قرية (كولبيك).

ب- رحلة الى قرية (بدليس).

ت- رحلة الى قرية (تلو).

ث- رحلة الى قرية حلنزى).

ح- رحلة الى قصبة (وسطان).

ج- رحلة الى قصبة (مكس).

خ- رحلة الى قلعة (خوشاب).

ل- رحلة الى (الجزيرة – جزيرة بوتان).

م- رحلة الى (العمادية) وحصوله على الاجازة العلمية([67]).

بينما كانت الرحلة العلمية للملا يحيى بدأت في قرية بالطة – مدينة العمادية حيث حصل على الاجازة العلمية، ومنها الى الموصل – بغداد – العمادية مرة اخرى، وبغداد، حيث توفي هناك ودفن في الحضرة الكيلانية، في الجهة الشرقية من قبر الشيخ عبد القادر الكيلاني.

الخاتمة

  مما سبق يبدو أن العالمين الجليلين عاشا في العهد العثماني الاخير، وتركا بصمات واضحة على البنية الثقافية والعلمية في كردستان العثمانية، حيث تركوا من وراءهم العشرات من التلاميذ الذين غدوا علماء يشار اليهم بالبنان، والذين تبوأوا صدارة مراكز العلم والتوجيه في المنطقة الكردية وغيرها من مناطق العالم الاسلامي، سواءً من ناحية التدريس والتأليف، أو من ناحية منح الاجازات العلمية لمن يليهم من طلبتهم، ولا زال طلبة العلم يستفادون من مخطوطاتهم التي لا تقدر بثمن في نيل الشهادات العلمية  من الجامعات والمعاهد المختلفة في تركيا وغيرها من بلدان العالم الاسلامي عن طريق تحقيقها ودراستها وفق مناهج البحث العلمي. هذا من جانب ومن جانب آخر فقد كان لانشغال الملا يحيى المزوري في السياسة أثر كبير في حدوث تغييرات كبيرة على الصعيد السياسي والاجتماعي في المنطقة، التي تزامنت مع قيام السلطان العثماني محمود الثاني(1808-1839م) بإجراء اصلاحات جذرية في بنية الدولة العثمانية نحو المركزية وانهاء حكم الامارات الكردية (أمارة سوران – أمارة رواندوز) عام1836م، و(أمارة بهدينان- أمارة العمادية) عام1842م، وامارة بوتان عام1847م/ وامارة بابان عام1851م.

المصادر والمراجع 

  • الاكراد في بهدينان، انور المائي: مطبعة هاوار، دهوك، ط3،2011م.
  • إجازة الملا يحيى المزوري العلمية للشيخ الملا عبد الله البارزاني، اعداد مجلة فه زين، العدد 10، دهوك، 1998م.
  • بوو زاندنه وه ى ميزووى كورد له ريكه ى ده ستخه ته كانيانه وه، محمد علي القره داغي، مطبعة السالمي، بغداد، 1999م.
  • بيوتات بغداد، السهروردي، دار الحرية، بغداد، د، ت.
  • جامع الانوار في مناقب الاخيار، تراجم الوجوه والاعيان المدفونين في بغداد وما جاورها من البلاد، عيسى صفاء الدين البندنيجي القادري، تحقيق: اسامة ناصر النقشبندي ومهدي عبد الحسين النجم، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2002م.
  • خليل السيرتي ومنهجه في اثبات العقائد الاسلامية من خلال منظومته (نهج الانام)، ملا علي نبي الدوسكي، دار سبيريز للطباعة والنشر، دهوك، 2007م.

7 –            رسالة في النذر، الملا خليل الاسعردي، تحقيق ودراسة: حامد سيفكِلي، مجلة البحوث العلمية الشرقية، ديار بكر، 2017،

  • الرسائل المغنية لكل محتاج، رسائل أرسلها الملا يحيى المزوري الى الشيخ معروف النودهي، الملا يحيى المزوري، أعدها وقدم لها: محمد القره داغي، منشورات الملتقى العالمي لمولانا خالد -مطبعة ئاراس، اربيل،2009م.
  • زانايى مه زنى به هدينان (مه لا يحيىايى مزوورى) وبه لكه كرنا مرنا وى ب ده ستخه تان، بلند محه ممه د شوكري موفتى، كوفارا نيزن، زماره (6)، دهوك، بهارا 2016.
  • سالفه كه را زانايى زانينان لبه هدينان مه لا يحيايى مزوورى (1745/1740-1839ز)، هيرش كه مال ريكانى روزناما ئه فرو، دهوك، هزمار 2267، 10/1/2018.
  • سير اعلام النبلاء، الذهبي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط5، 1985م.
  • الشاعر خليل الهيزاني السيرتي، معبد الرحمن المزوري، مجلة كاروان، اربيل، العدد 55، 1985م.
  • شذرات الذهب في اخبار من ذهب، ابن العماد الحنبلي، مطبعة القدس، القاهرة، 1350هـ.
  • الشيخ معروف النودهي البرزنجي، محمد الخال، دار مطبعة التمدن، بغداد، 1961م.
  • عقد الجمان في تراجم العلماء والادباء الكُرد والمنسوبين الى مدن وقرى كردستان، حمدي عبد المجيد السلفي وتحسين ابراهيم الدوسكي، مكتبة الاصالة والتراث، الشارقة، 2008م.
  • علماؤنا في خدمة العلم والدين، عبد الكريم المدرس، دار الحرية للطباعة والنشر، بغداد، 1983م.
  • العمادية في مختلف العصور، تعباس العزاوي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي وعبد الكريم فندي، اربيل، د، م، 1999م.
  • عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد، ابراهيم فصيح الحيدري، تحقيق: معن حمدان علي، مصر مرتضى للكتاب العراقي، العراق- بغداد، 2013م.
  • فهرست مكتبة الاوقاف المركزية في بغداد، عبد الله الجبوري، دار الحرية، بغداد.1976م.
  • مالميسانز، البدرخانيون في جزيرة بوطان، ترجمة: دلاور زنكي وكولبهار بدرخان، مراجعة وتقديم: نذير جزماتي، مطبعة أميرال، بيروت، 1998م).
  • مجمع المخطوطات، محمد سعيد المهري، مخطوطة محفوظة في مكتبة مفتي عقرة، الرقم (11).
  • محمد سعيد المهري، مجمع مخطوطات المفتي في عقرة، بب 352.
  • محمد علي الصويركي، معجم اعلام الكورد، محمد علي الصويركي، مطبعة حمدي للطباعة والنشر، السليمانية،2006م.
  • مساجد ومدارس في بهدينان، مسعود الكتاني العمادي، مطبعة هاوار، دهوك.2010م.
  • بارزان والحركة التحررية الكردية، مسعود البارزاني، دار كاوة للنشر، بيروت،2010م.
  • مساجد ومدارس ومخطوطات في العمادية، مسعود الكتاني العمادي، دهوك: مطبعة هاوار، 2013م.
  • مشاهير الكرد وكردستان، محمد امين زكي، مراجعة وتعليق: محمد علي عوني، مطبعة السعادة، مصر،1947م.
  • معجم الفرق الإسلامية، عارف تامر، دار المسيرة، بيروت، د، ت.
  • معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، مكتبة المثنى، بغداد، د، ت.
  • المقتطف من إجازات العراقيين وأسانيدهم، أكرم عبد الوهاب الموصلي، دار النور للعلوم الشرعية، عمان، 1428هـ.
  • ملا يحيى المزوري وجهوده العلمية، م نوري عبد الرحمن ابراهيم، مجلة فه زين، العدد 15، ربيع 1999م.
  • منهل الاولياء ومشرب الاوصياء، العمري، تحقيق: سعيد الديوه جي، الموصل: د، م، 1965م.
  • هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون اسماعيل باشا البغدادي، دار الفكر، بيروت، 1990م.
  • ورود الكرد في حديقة الورود، محمد علي القره داغي، دار ئاراس للطباعة والنشر، اربيل، 2002م.

 

 

[1] –  رسالة في النذر، الملا خليل الاسعردي، تحقيق ودراسة: حامد سيفكِلي، مجلة البحوث العلمية الشرقية، مج9، شهر نيسان 2017، الاصدار 1(17)، ص134.

[2] –  عقد الجمان في تراجم العلماء والادباء الكُرد والمنسوبين الى مدن وقرى كردستان ، حمدي عبد المجيد السلفي وتحسين ابراهيم الدوسكي، الشارقة، مكتبة الاصالة والتراث،1429هـ -2008م، 3/ 920-921، وقد ذكر الباحثان انهما اعتمدا في تدوين هذا التاريخ على حفيد المترجم له(الملا عبدالقهار بن الملا محمود الزوقيدي)، وإلا أن غالبية المصادر والمراجع أكدت أن ولادته كانت سنة1167هـ/1754م. ينظر: هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون، اسماعيل باشا البغدادي، بيروت: دار الفكر،1990م، 1/375؛ معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، بغداد: مكتبة المثنى، د، ت)، 4/117؛ مشاهير الكورد وكوردستان، محمد امين زكي، مراجعة وتعليق: محمد علي عوني، مصر: مطبعة السعادة،1947م، 1/208 ؛ معجم اعلام الكورد، محمد علي الصويركي، مطبعة حمدي للطباعة والنشر،2006 م، السليمانية، ص261.

[3] –  عقد الجمان، حمدي السلفي وتحسين ابراهيم الدوسكي، 3/921.

[4] – ومنهجه في اثبات العقائد الاسلامية من خلال منظومته (نهج الانام)، علي نبي صالح الدوسكي، دهوك: دار سبيريز للطباعة والنشر،2007م، ص27.

[5] – االمصدر نفسه، ص25 نقلاً عن ترجمة الملا خليل السيرتي، بقلم حفيد الملا عبد القهار الزوقيدي، مخطوط، ق (4).

[6] – قرصو: بفتح القاق وسكون الراء والصاد مهملة، مدينة أرمنية من نواحي تفليس يجلب منها الإبرسيم. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان (بيروت: دار صادر، 1955م)، ج4، ص323، والصحيح انها الآن مدينة كردية كانت سابقاً في العهد الاسلامي تابعة لمقاطعة أرمينيا ادارياً، لذا اقتضى التنويه (الباحث).

[7] – ، الملا خليل السيرتي، علي نبي الدوسكي ص42 نقلاً عن ترجمة الملا خليل الاسعردي بقلم حفيده الملا عبد القهار الزوقيدي، مخطوط، ق (4).

4- مدرسة قبهان: أو مدرسة قبا، أول مدرسة بنيت في العمادية حوالي القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، وكانت صغيرة في بداية الامر، غير انها اتسعت ورممت، ثم اضيفت اليها بنايات مكونة من خمسة اجنحة، وهذه البناية مع منارة العمادية بنيت بأمر السلطان حسين أحد أمراء العمادية، وقد استمرت الدراسة فيها حوالي خمسة قرون، إلا أن انتهت بعد قيام النظام الجمهوري في العراق عام1958م ينظر: الاكراد في بهدينان انور المائي، مطبعة هاوار، ط3، دهوك،2011م، ص 247.

4- ، الملا خليل السيرتي، علي نبي الدوسكي، ص43.

[10] – رسالة في النذر، الملا خليل الاسعردي، ص135.

[11] – الشيخ احمد الرشيدي: أحد مشايخ الطريقة القادرية، ينتسب الى قرية (الرشيدية) التي تقع شمال مدينة الموصل في الجهة الشرقية من نهر دجلة، لا تحدد المصادر المتوفرة تاريخ ولادته ولا تاريخ وفاته، وإنما يذكر المؤرخ الموصلي (محمد أمين العمري) في كتابه (منهل الاولياء) في ختام ترجمة الرشيدي، قوله:” والشيخ المذكور الآن هو في عداد الاحياء، وظاهر حاله الصلاح، والله يتولى السرائر”. ينظر: منهل الاولياء، العمري، تحقيق: سعيد الديوه جي، الموصل: د،م، 1965م، 2/214، وكان العمري قد كتب (منهل الاولياء) سنة1201هـ/1787م.

3- القادرية: طريقة صوفية تنسب إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني، وهو فقيه حنبلي توفي ببغداد سنة 561هـ/1166م، ودفن فيها وله ضريح ومزار. له عدة مؤلفات من أهمها: الغنية لطالب الحق وهو من أشهر كتبه في الاخلاق والاداب الاسلامية في جزءان، وآداب السلوك والتوصل الى منازل السلوك، وكتب أخرى ينظر: سير اعلام النبلاء، الذهبي، مؤسسة الرسالة، ط5، بيروت،1985م،20/485؛ معجم الفرق الإسلامية، عارف تامر، دار المسيرة، بيروت، ص 100 – 101.

[13] – الشيخ خالد الجزري النقشبندي: أحد شيوخ الطريقة النقشبندية، أصله من جزيرة ابن عمر (= بوتان) اشتهر بالعلم والصلاح، أخذ الطريقة النقشبندية من مولانا الشيخ خالد الجاف الشهرزوري، عندما زاره في مدينة دمشق، بعدها ارسله شيخه بعد أن جعل خليفته لارشاد أهل الجزيرة، وديار بكر، وماردين، وجبال بوتان الى حد بدليس، وقد ناله أذى كبير في سبيل نشر النقشبندية، مما جعله يغادر مسقط رأسه الى باصرت الواقعة شمال غرب ولاية شرنخ ، ، الملا خليل السيرتي، المصدر السابق، ص45.

[14] – النقشبندية: نسبة الى مؤسسها الشيخ محمد النقشبندي المتوفى سنة791هـ/1389م.

[15] – رسالة في النذر، حميد سيكِلي، ص136.

[16] –  عقد الجمآن، حمدي السلفي والدوسكي،3/921-922.

[17] – الملا عبد القهار بن الملا محمود الزوقيدي، ترجمة الملا خليل السيرتي، مخطوط، ق (5).

[18] – ابن حجر الهيتمي، هو شهاب الدين ابو العباس احمد بن محمد بن علي بن محمد الهيتمي، السعدي، الانصاري الشافعي، ولد في محلة ابن الهيتم من إقليم الغربية في مصر سنة999هـ/1591م، فقيه مشارك في أنواع من العلوم، من مؤلفاته: تحفة المحتاج لشرح المنهاج للنووي في فروع الفقه الشافعي، بلوغ الارب في فضل العرب، معن اليواقيت الملتمعة في مناقب الائمة الاربعة. ينظر ترجمته في: شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ابن العماد الحنبلي، مطبعة القدس، القاهرة، 1350هـ، 8/370.

[19] –  الشاعر خليل الهيزاني السيرتي، عبد الرحمن المزوري، مجلة كاروان، اربيل، العدد 55، ص138. وقال بأن نسخة خطية منها توجد في مكتبته.

[20] – علي الدوسكي، الملا خليل السيرتي، مرجع سابق، ص56.

[21] – هذه جملة مؤلفات الملا خليل التي ذكرها حفيد الملا قهار وهي تبلغ (26) كتاباً، ومؤلفاته التالية لم يذكرها حفيده وإنما جاء ذكرها في مصادر أخرى. ينظر: السلفي والدوسكي، عقد الجمآن، ج3، ص922-923، الهامش (1) الذي أشار بأن له (26) مؤلفاً، ومؤلفات التالية لم يذكرها حفيده وإنما جاءت في مصادر أخرى؛ الملا خليل السيرتي، علي نبي صالح الدوسكي، ص54-56 حيث ذكر له (35) مؤلفاً) بعدها بدأ في التعريف بها وبيان أماكن وجودها وهل تم تحقيقها من عدمه.

[22] – عقد الجمان، السلفي والدوسكي، 3/1048.

[23] – ملا يحيى المزوري وجهوده العلمية، نوري عبد الرحمن ابراهيم، مجلة فه زين، العدد 15، دهوك، ربيع 1999م، ص173.

[24] – عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد، ابراهيم فصيح الحيدري، تحقيق: معن حمدان علي، مصر مرتضى للكتاب العراقي، العراق- بغداد، 2013م، ص219.

[25] – الملا محمود البهديني: مفتي العمادية ورئيس علمائها أبو عبيد الله محمود بن ابراهيم بن محمود البهديني، البهوسي (= احدى قرى عشيرة المزوري العليا)، لكنه ينسب الى العمادية لاقامته فيها ، ولد قبل سنة 1139هـ/1726م حتماً لأنها سنة وفاة والده، تلقى تعليمه في مناطق عديدة، ونال أكثر من إجازة علمية، ثم أصبح استاذاً في مدرسة (قبهان) الشهيرة، وذاع صيته حتى أصبح رئيساً للعلماء ومفتياً للعمادية، كان من أفاضل فقهاء الشافعية، عالماً بالتفسير، وقد ترك تصانيف عديدة منها: تفسير الفاتحة في مجلد متوسط كله مهمل غير منقوط، وقد توفي العمادية سنة1202هـ/1788م.ينظر: العمادية في مختلف العصور، عباس العزاوي، تحقيق: حمدي عبدالمجيد السلفي وعبدالكريم فندي، اربيل، د،م،1999م، ص87؛ الأكراد في بهدينان أنور المائي، مطبعة هاوار، ط3، دهوك،2011م، ص252.

[26] – رسالة في النذر، الملا خليل الاسعردي، ص135، الهامش (2).

[27] – ترجمة الملا خليل السيرتي، الملا عبد القهار بن الملا محمود الزوقيدي، مخطوط، ق (5).

[28] – المصدر نفسه، ق، (5).

[29] – سالفه كه را زانايى زانينان لبه هدينان مه لا يحيايى مزوورى (1745/1740-1839ز)، هيرش كه مال ريكانى، روزناما ئه فرو، دهوك، هزمارا 2267، 10/1/2018.

[30] – ورود الكرد في حديقة الورود، محمد علي القرداغي، دار ئاراس للطباعة والنشر، اربيل، ص148.

[31] – الملا خليل السيرتي، علي نبي الدوسكي، ص48؛ وعنه نقل حفيد الملا خليل الاسعردي (حامد سيفكِلي) في بحثه، الصفحة 135، الهامش (12)، نعم تتلمذ الملا يحيى على يد الملا خليل وليس العكس. (الباحث).

[32] – الاكراد في بهدينان، أنور المائي، ص234-235.

[33] – الملا خليل السيرتي، علي نبي الدوسكي، ص48.

[34] – مجمع المخطوطات، محمد سعيد المهري، مخطوطة محفوظة في مكتبة مفتي عقرة، الرقم (11).

[35] – زانايى مه زنى به هدينان ( مه لا يحيىايى مزوورى) وبه لكه كرنا مرنا وى ب ده ستخه تان، بلند محه ممه د شوكري موفتى، كوفارا نيزن، دهوك، زماره (6)، بهارا 2016، ل، 31. بلند محمد شكرى موفتى، محه مه د سه عيدى(مهري) موفتى وهوزانفان وزانا وديروكنفيسى ئاكرى وبه هدينان، كوفارا ديروك، هزمارا 8، بهارا 2015ز، بب 14-31.

[36] – مجمع المخطوطات، محمد سعيد المهري، ص230؛ محه مه د سه عيدى(مهري) موفتى وهوزانفان وزانا وديروكنفيسى ئاكرى وبه هدينان، بلند محمد شكري مفتي، كوفارا ديروك، بب 31.

[37] – رسالة في النذر، الملا خليل الاسعردي، ص136؛ ملا يحيى المزوري وجهوده العلمية، نوري عبد الرحمن ابراهيم، ص182-183.

[38] – المستعيد: لقب يطلق على كل من وصل في دراسته الى كتاب (الفوائد الضيائية بشرح الكافية لابن الحاجب) المعروف بابن الملا جامي. ينظر: الملا خليل السيرتي، علي نبي الدوسكي، ص48، الهامش (1).

[39] – المقتطف من إجازات العراقيين وأسانيدهم، أكرم عبد الوهاب الموصلي، دار النور للعلوم الشرعية، عمان، 1428ه، ص23.

[40] – عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد، ابراهيم بن فصيح الحيدري، ص218.

[41] –  بوو زاندنه وه ى ميزووى كورد له ريكه ى ده ستخه ته كانيانه وه، محمد علي القره داغي مطبعة السالمي، بغداد، 1999م، ص363-364.

[42] – المصدر نفسه، ص364

[43] – علماؤنا في خدمة العلم والدين، عبد الكريم المدرس، دار الحرية للطباعة والنشر، بغداد، 1983م، ص234.

[44] – مساجد ومدارس في بهدينان، مسعود الكتاني، مطبعة هاوار، ط1، دهوك، 2011م، ص345؛

[45] – المقتطف من إجازات العراقيين وأسانيدهم، أكرم عبد الوهاب الموصلي، ص2.

[46] – فهرست مكتبة الاوقاف المركزية في بغداد، عبد الله الجبوري، دار الحرية للطباعة والنشر، ط1، بغداد، ص 203.

[47] –  مساجد ومدارس ومخطوطات في العمادية، مسعود الكتاني العمادي، مطبعة هاوار، دهوك، 2013م، ص 224.

[48] – ورود الكرد في حديقة الورود محمد علي القرداغي، دار ئاراس للطباعة والنشر، اربيل، 2002م، ص 112-121.

[49] –  جامع الانوار في مناقب الاخيار- تراجم الوجوه والاعيان المدفونين في بغداد وما جاورها من البلاد، عيسى صفاء الدين البندنيجي القادري، تحقيق: اسامة ناصر النقشبندي ومهدي عبد الحسين النجم، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2002م، ص234.

[50] – بيوتات بغداد، السهروردي، دار الحرية، بغداد، د،ت، ص4، 35 .

[51] – الصحيح أنه توفي في شهر ذي القعدة سنة1291م الموافق ل سنة1874م، ولذلك جانب الصواب العديد من الباحثين والمؤرخين عندما حددوا وفاته سنة 1873م، أو سنة 1884م. ينظر: بوو زاندنه وه ى ميزووى كورد له ريكه ى ده ستخه ته كانيانه وه، محمد علي القره داغي، شركة الخنساء للطباعة المحدودة، بغداد، 2000، كتاب تاريخات باللغة الفارسية، ص184.

[52] – بارزان والحركة التحررية الكردية، مسعود البارزاني، دار كاوه للنشر، ط2، بيروت، 2010م، 1/16.

[53] – البدرخانيون في جزيرة بوطان، مالميسانز، ترجمة: دلاور زنكي وكولبهار بدرخان، مراجعة وتقديم: نذير جزماتي، مطبعة أميرال، بيروت، 1998م، ص39-40.

[54] – على سبيل المثال لا الحصر، حقق الباحث علي نبي صالح من كردستان العراق منظومة (نهج الانام) تحت عنوان: الملا خليل السيرتي ومنهجه في اثبات العقائد الاسلامية من خلال منظومته نهج الانام، بالاضافة الى الحفيد الباحث (حامد سيكفلي) الذي حقق رسالة النذر تحقيقاً علمياً ونشرها في مجلة البحوث العلمية الشرقية الصادرة في مدينة دياربكر، بالاضافة الى العديد من الباحثين الذين قدموا رسائل علمية الى الجامعات التركية، تجدها مبثوثة في ثنايا بحث المذكور آنفاً.

[55] – الشيخ معروف النودهي البرزنجي، محمد الخال، دار مطبعة التمدن، بغداد، د،ت، ص51، ويذكر الخال بأن الشيخ المعروف النودهي كان قد كفر الشيخ مولانا خالد النقشبندي، وممن انبرى للرد عليه (الملا يحيى المزوري)، فله ردود كثيرة ونصائح عدة ذكرت كلها في كتاب بلوغ الاماني، وانتخب منها سبعة تحارير طبعت في ذيل كتاب (بغية الواجد في مكتوبات حضرة مولانا خالد) في مطبعة الترقي بدمشق سنة1334هـ- 1924م. المرجع نفسه، ص46، 51-52،الهامش(20).

[56] –  الرسائل المغنية لكل محتاج، رسائل أرسلها الملا يحيى المزوري الى الشيخ معروف النودهي، الملا يحيى المزوري، أعدها وقدم لها: محمد القره داغي، منشورات الملتقى العالمي لمولانا خالد-  مطبعة ئاراس، اربيل، 2009م، ص16-17.

[57] – عقد الجمان، السلفي والدوسكي، 3/1054.

[58] – عنوان المجد، الحيدري، ص219

[59] – المصدر السابق، ص219.

[60] – الرسائل المغنية لكل محتاج، الملا يحيى المزوري، ص17-18.

[61] – لقد جانب الصواب الباحث محمد القره داغي عندما حدد وفاة الشيخ المجذوب ب 1242هـ/1826-1827م، لأن عملية اعتقال ملا يحيى المزوري وتلميذه ملا قاسم المائي جرت في سنة 1250هـ/1834م على يد اسماعيل باشا الثاني آخر والي لإمارة العمادية التي انتهت رسمياً سنة1842م بسقوطها بيد العثمانيين في عهد والي الموصل إينجه بيرقدار.

[62] – الرسائل المغنية لكل محتاج، الملا يحيى المزوري، ص17.

[63] – الملا خليل السيرتي، علي نبي الدوسكي، ص45.

[64] – الشيخ معروف النودهي البرزنجي محمد الخال، ص51.

[65] – الرسائل المغنية لكل محتاج، الملا يحيى المزوري، مقدمة الناشر (الملا محمد القره داغي)، ص32 نقلاً عن كتاب (المجد التالد في مناقب الشيخ خالد)، تأليف ابراهيم فصيح الحيدري.

[66] – عقد الجمآن، السلفي والدوسكي، 3/1054.

[67] – الملا خليل السيرتي، علي نبي الدوسكي، ص37.

‎ٲ.د. فَرسَت مرعي

د.فرست مرعي اسماعيل مواليد ۱۹٥٦ دهوك ٲستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة دهوك له ۲۱ كتابا مؤلفا باللغتين العربية والكردية ، و٤۰ بحثا ٲكاديميا في مجال تخصصه

‎ٲ.د. فَرسَت مرعي

د.فرست مرعي اسماعيل مواليد ۱۹٥٦ دهوك ٲستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة دهوك له ۲۱ كتابا مؤلفا باللغتين العربية والكردية ، و٤۰ بحثا ٲكاديميا في مجال تخصصه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً