البحوث

الفرق اليهودية في العصر الاسلامي

أ.د.فرست مرعي

   لما كانت الديانة اليهودية هي أسبق تاريخيا من الديانةالمسيحية لذا لابد من التطرق إليها والى فرقها وتأثيراتها على النواحي الفكرية والعقدية لبعض الفرق الباطنية، أو تأثير بعض الفرق الكلامية كالمعتزلة على بعض أفكار الفرق اليهودية كالقرائين.

فكما هو معلوم تاريخيا انقسم اليهود في مختلف مراحل تاريخهم إلى فرق دينية تدعى كل فرقة أنها امثل طريقة واشد تمسكا بأصول الدين اليهودي وروحه من غيرها، وتركز الاختلاف بين تلك الفرق حول الاعتراف بأسفار العهد القديم (التوراة) والتلمود() أو إنكار بعض هذه الأصول ورفض الأخذ بما جاء فيها من أحكام وتعاليم().

واليهود كما هو معلوم يتكونون من ثلاثة طوائف رئيسية هم: الربانيون، والقراءون، والسامريون.

والربانون أو الربانيون أو الربيون هم جمهور اليهود المعروفون أكثر من غيرهم، وتعني كلمة (ربانيم) بالعبرية الإمام الحبر الفقيه، وقد عربت هذه الكلمة إلى (رباني) ووردت في القرآن الكريم في قوله تعالى { إنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚيَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }()، وقد سمي أبناء هذه الفرقة (ربانيين) إشارة إلى أتباعهم تفسير علماء اليهود وفقهائهم في المشنا()، والتلمود، وتقيدوا بذلك حتى صار هذا الاسم سمة عامة لهم، وكانت رئاسة اليهود لواحد من الربانيين وهم أكبر طوائف اليهود في تلك الآونة، وكان لهم حق الإشراف على أبناء الطوائف الثلاث().

أما الفرقة الثانية من فرق اليهود فهي (القرائيين) والكلمة مشتقة من المصدر (قرأ)، بمعنى قرأ – دعا- نادى- وذلك لأنهم لم يؤمنوا بغير (المقرأ) أي ما يقرأ فيه وهي التوراة التي لم يعترفوا بغيرها من كتب اليهود كما أنهم لم يتقيدوا بما جاء في التلمود()، ويعتقدون بسابق القدر، ويعتمدون على الأهلة في تقويهم وحساب أعيادهم ومواسمهم مما اوجد فروقا في هذه الناحية بينهم وبين الربانيين، وقد شبههم بعض المؤرخين العرب بالمعتزلة في الإسلام، والحقيقة أن هذا التشبيه لا يطابق الواقع، ولعل السبب في ذلك هو الخلط بينهم وبين الفريسيين().

وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن أصل هذه الفرقة يرجع إلى (عنان بن داود)، فقد حدث أن توفي حاخام العراق الأكبر ورأس الجالوت في الدولة الإسلامية، وكان اسمه (الجاؤون سليمان) ويبدو انه لم يترك ولدا يخلفه في وظيفته وكان أحق المرشحين لهذا المنصب ابن أخيه عنان بن داود فعارض في انتخابه اكبر رجلين باقيين على رأس اليهود في الدولة الإسلامية، واختارا لزعامة يهود العراق الأخ الأصغر لعنان بن داود وكان اسمه حنانيا()، وقد وجد اليهود في ثورة عنان هذه ضالتهم المنشودة فنصبوه على رأس حركتهم، فأسرع الربانيون بالشكوى إلى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور الذي أمر بحبس عنان، ويروى بعض المؤرخين أن عنان هذا لقي الإمام أبا حنيفة النعمان( 70 – 150هـ) في السجن فأشار عليه أن يدعي انه صاحب دين وليس ثائرا على رأس الجالوت، وبعد إطلاق سراحه رحل إلى فلسطين هو وأتباعه حيث شيدوا لهم كنيس()، وان كان بعض الباحثين المحدثين يرفض رواية السجن هذه ويرجحون انه لا صحة لها من أساسها وينفون ما زعمه باحثوا الربانيين من تأثر القرائيين بالشيعة، وان عنان كان تلميذا للمعتزلة الذين وقفوا موقف الحذر من الروايات الشفوية الإسلامية، وتحرجوا من اعتبار الحديث مصدرا أساسيا للتشريع الإسلامي، ويزعمون أن ذلك جور رفض عنان للتلمود وليس حقده على الربانيين بسبب الصراع على منصب رئيس الجالوت كما قيل().

ويرجح البعض عودة نشأة هذه الفرقة إلى فترة سابقة على عصر عنان والى جذور تاريخ القرائيين يمتد إلى أعماق التاريخ اليهودي، وهناك نظرية تذهب إلى أن يهود الجزيرةالعربية الذين وُطِّنوا في عهد عمر في البصرة وغيرها من بقاعالعالم الإسلامي، ولم يكونوا يعرفون التلمود، كانوا من أهمالعناصر التي ساعدت على انتشار المذهب القرّائي .. ويرجعالقرّاءون تاريخهم إلى أيام يُربعـام الأول، حينما انقسـمتالمملكة العـبرانية المتحـدة إلى مملكتين: المملكة الشمالية(= إسرائيل) والمملكة الجنوبية – يهودا (928 ق.م). أما المؤسسةالحاخامية فكانت تشـيع أن عنان بن داود أسَّـس الفرقـةلأسباب شخصية. وبعد تطــورات وأحداث تم تنصيب حنانياالأخ الأصغر لعنان رئيسا عليهم ( أو كما يسمونه الاجزيلارك) .. وعمل هذا على إعادة النظر في الأسفار الخمسة واحتجعلى ما ادخله علماء التلمود من تبديل في الشريعة الموسوية ،وامتدح عنان عيسى (عليه السلام) وقال انه رجل صالح لميرغب في نبذ شريعة موسى (عليه السلام) ، وقد تشددالقراءون في تطبيق الطقوس الدينية وآمنوا بالجبر لابالاختيار وحرموا زواج العم من ابنة أخيه وزواج الخال منابنة أخته وساووا بين الابن والبنت في الميراث وقرروا أن الزوجلا يحق له ترك زوجته وفتحوا باب الاجتهاد في فهم النصوصالمقدسة.

كما ذكر المقريزي أن العانانية نسبة إلى عانان بن داود، وأشار بأنها فرقة غير القرائيين الذين يرجع تاريخ نشأتهم إلى فترة سابقة في التاريخ اليهودي().

وقد اعتبر مؤرخو عصر المماليك الربانيين والقرائيين بمثابة الفرقة الواحدة، وذلك رغم انه كان لكل من الفرقتين معابدها الخاصة، فقد اتفق القراءون والربانيون على استخراج ستمائة وثلاث عشرة فريضة من التوراة، كما اتفقوا على نبوة موسى وهارون ويوشع، وعلى نبوة إبراهيم واسحق ويعقوب وهو (إسرائيل) وأبنائه الاثني عشر (الأسباط)، ولم يعترف القراءون بغير هؤلاء().

وهناك العديد أيضا من الاختلافات بين القرائيين والربانيين ومن أهمها:

1- رؤوس الشهر، فالقراءون يذهبون إلى تحديد رأس الشهر برؤية الهلال. بينما الربانيون ينكرون ذلك لأنهم لا يتقيدون برؤية الهلال، واعتمدوا على الحساب، لأنهم يعتقدون أن تحديد بداية الشهر برؤية الهلال قد يخلق مشاكل كثيرة.
2- الأعياد، ولها أهمية كبيرة لأنه يترتب عليها تأدية الطقوس الدينية في مواعيد محددة، فالقراءون يلتزمون بعدد أيام كل عيد حسب ما ورد في التوراة، أما الربانيون فقد أضافوا يوما إلى أيام كل عيد، فيما عدا صيام يوم الغفران الذي يصومونه يوما واحدا دون زيادة.
3- أحكام النجاسة فقد أسقط الربانيون النجاسة عن جميع الناس في فترة الشتات()، وقالوا انه لا نجاسة من البرص ولا حاجة للتطهر من الميت، بعكس القرائيين الذين طبقوا أحكام التوراة بخصوص النجاسة.
4- أحكام الذبائح، فقد اختلف الربانيون والقراءون في كيفية معرفة الطائر الذي يجوز أكله والطائر غير الطاهر المحرم أكله، فقال الربانيون أن الطائر يعرف بعلامات معينة. أما بخصوص الذبائح فان الربانيين فرقوا بين ما يأكله الكاهن (رجل الدين) وما يأكله سائر الناس، أما إذا كان الطائر مما يأكله عامة الناس ذبح بطريقة ذبح البهائم نفسها. وذهب القراءون إلى تحريم أكل الطيور، وان كانوا في فترة متأخرة حددوا عددا من الطيور المنزلية وسمحوا بأكلها، ويحرم القراءون أكل أجزاء من الحيوان الطاهر كالإلية بكاملها والشحم أو الدهن الذي يغطي الأحشاء وعرق النسا من جميع البهائم والطيور، بينما حرم الربانيون أكل عرق النسا من البقر والغنم وسائر الحيوانات ولم يحرموه من الطير.
5- وهناك اختلافات أخرى كثيرة تخص الزواج والطلاق أعرضنا عن ذكرها خوفا من التطويل.

وعن الفرقة الثالثة من فرق اليهود أي فرقة السامرة (= السامريون)، فهي باللغة العبرية (شومرون) التي تعني عاصمة مملكة إسرائيل التي يوجد فيها جبل جريزيم الذي كان يحج إليه السامريون في عيد الفصح، وقد شكلت السامرة أقلية صغيرة العدد في مصر أيام سلاطين المماليك، هذا فضلا عن أن بعض المصادر المعاصرة قد أشارت إلى أن السامرة ليست من اليهود، ومع هذا فقد عاملهم سلاطين المماليك على أساس أنهم فرقة يهودية ينطبق عليها شروط أهل الذمة.

وقد نشأت هذه الطائفة في فلسطين بعد سقوط مملكة إسرائيل -التي انشقت بعد وفاة نبي الله سليمان( عليه السلام) على يد الملك آشوري (تجلات بلاصر الخامس) عام 738 ق.م الذي أجلى اليهود عن فلسطين إلى نواحي شمال إيران الحالية ( = بلاد ميديا)، وأحل محلهم بعض القبائل في سكنى عاصمة المملكة وهي مدينة السامرة القديمة التي يعيشون حولها والتي قامت على أنقاضها مدينة نابلس. وقامخليفته شلمنصرالخامس(724 -722ق.م)، ومن بعده سرجونالثاني(722 – 705ق.م) بتأديب (هوشع) آخر ملوك ( مملكةإسرائيل) وقضى على دولته سنة 721- 722 ق.م، وقامالآشوريون بنقل سكان إسرائيل إلى منطقة حران ونهريالخابور والبليخ في شمال سوريا (= غرب كوردستان) وبلادميديا (= شرق كوردستان) وأحلوا مكانهم جماعات منالآراميين، ويظهر أن المنفيين الإسرائيليين اندمجوا تماماً فيالشعوب المجاورة لهم في المنفى فلم يبق بعد ذلك أثر للأسباطالعشرة من بين إسرائيل، رغم البحث الشديد من قبل الرحالةاليهود والمبشرين البروتستانت والمستشرقين اليهود في القرونالثلاثة الاخيرة، وفي هذا الخصوص تمكن الآشوريون منالقضاء على مملكة إسرائيل (= المملكة الشمالية) نهائياً.

ويذهب بعض الباحثين اليهود إلى أن نشأة هذه الفرقة ترجع إلى أيام السبي البابلي عام 586 ق.م في أيام الملك الكلداني بختنصر(= نبوخذنصر) عندما سبى اليهود الى عاصمته بابل في العراق، وفي هذا التاريخ بنى السامريون هيكلهم فوق جبل جرزيم.

وترى السامرية أن قمة جبل جرزيم هي المكان الحقيقيالمقدس عند الله، على خلاف ما تُعلم اليهودية، بأنه الصخرةالمشرفة على جبل الهيكل (موقع ساحات المسجد الأقصى). لذلك، يتتبع السامريون تاريخهم ككيان منفصل عن اليهودإلى زمن موسى، إذ يعتقدون أن يوشع أرسى الأساسلمعبدهم. ويُرجع التأريخ السامري الانشقاق إلى تخلّي الكاهنالأكبر عالي عن خيمة موسى؛ متوجهًا لجبل جرزيم بعد وفاةيوشع. ويعلق أبو الفتح السامري، الذي كتب في القرن الرابععشر الميلادي عملًا رئيسيًا في التاريخ السامري، علىالأصول السامرية على النحو الآتي:اندلعت حرب أهليةرهيبة بين عالي بن يفني، من نسل إيثامار، وأبناء فينحاس،لأن عالي بن يفني قرر سلب الكهنوتية العليا من ذريةفينحاس. كان يقدم تضحيات على حجر المذبح. وكان يبلغ 50 عامًا من العمر، ويتمتع بثروة، ومسؤولًا عن خزينة بنيإسرائيلقدم تضحية على المذبحِ، بدون ملح، كما لو كانغافلًا. وعندما علم الكاهن الأكبر عزي بهذا، ووجد أنالتضحية لم تُقبل، تنصلّ منه تمامًا؛ ويُقال (حتى) أنه وبخه. فقام هو والجماعة المتعاطفة معه بالثورة وعلى الفور انطلق هووأتباعه إلى شيلو. وهكذا انقسمت إسرائيل إلى طوائف. أرسل إلى زعمائهم قائلًا لهم:(كل من أراد رؤية أشياء رائعة،فليأتني). ثم جمع حوله مجموعة كبيرة في شيلو، وبنى معبدًالنفسه هناك؛ حيث شيد مكانًا مثل الهيكل (على جبل جرزيم). وبنى مذبحًا، دون إهمال أي تفصيل، فكل شيء كان متوافقًامع الأصل، قطعةً قطعة. في هذا الوقت انقسم بنو إسرائيلإلى ثلاثة طوائف. طائفة مخلصة في جبل جرزيم؛ وطائفةمنشقة تتبع آلهة زائفة؛ والأخيرة التي تبعت عالي بن يفني فيشيلو.

وعلاوة على ذلك، يُعتقد أن الوقائع السامرية أدلر، أو الوقائعالجديدة، تألفت في القرن الثامن عشر الميلادي مستخدمةسجلات سابقة كما تفيد المصادر:انقسم بنو إسرائيل فيأيامه إلى ثلاث مجموعات: أحدهم عمل حسب رجاساتالجنتايل وخدم آلهة أخرى؛ ومجموعة أخرى اتبعت عالي بنيفني، رغم أن الكثير ابتعد عنه بعد أن كشف عن نواياه؛وبقيت الأخيرة مع الكاهن الأكبر عزي بن بقي، المكانالمختار.

وقد اشتدت العداوة بين هذه الفرقة وبقية اليهود عندما رفضوا المساهمة في بناء الهيكل الثاني، إذ كانوا يعتبرون أن المكان المقدس لليهودية هو جبل جرزيم المطل على مدينة نابلس،وليس جبل صهيون في أورشليم(= القدس)، وقد أضاف هؤلاء إلى التوراة عبارات توحي بقدسية هذا الجبل، ومن المعروف أن السامرة يصعدون جبل جرزيم ثلاث مرات في السنة حاملين معهم حمامة ذهبية ليقدموها قربانا على المذبح في أعلى الجبل، وهم لا يحجون إلى مدينة القدس ذلك لان جبل جرزيم يحتل في قدسيتهم مكان القدس، وهم يقدمون الشاة في عيد الفصح محتفظين بعظامها سليمة.

المصادر والمراجع والهوامش

[1]- التلمود: بالعبرية (المعرفة) أو (التعليم) وهي كلمة من كلمة (لوميد) التي تعني دراسة، ومنها (تلميد) بمعنى التلميذ لأنه يعلم الفقه والدين وتفسير التوراة، وهو كتاب جامع مانع بشكل لا يكاد يدع للفرد اليهودي حرية الاختيار في وجه من وجوه النشاط في حياته العامة أو الخاصة. وبدأ تدوين التلمود مع بداية العصر المسيحي، وقيل في القرن الخامس، وقيل في القرن الثاني عشر، ويوجد تلمودان : بابلي وآخر آورشليمي، وكلاهما مكون من قسمين: المشناة أي النص أو المتن والجمارة وهي التفسير أو الشرح. والتلمود هو الاسم الجامع للمشناة والجمارة معا. ووجه الاختلاف إن الجمارة في التلمود البابلي أكمل من التلمود الآورشليمي، والتلمود أكثر قداسةً عند اليهود الربانيين من التوراة. ينظر: اسرائيل ولفنسون، موسى بن ميمون حياته ومصنفاته (القاهرة: لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1936م)، ص36 (الهامش).

[1] – علي عبد الواحد وافي: اليهودية واليهود بحث في ديانة اليهود وتاريخهم ونظامهم الاجتماعي والاقتصادي، (القاهرة، (د،م)،1970م)، ص87.

[1] – سورة المائدة، الآية رقم 44.

[1] – المشنا: كلمة عبرية تنطق مشنة بكسر فسكون ففتح وهو اسم كتاب عبري فقهي بمنزلة التفسير للتوراة ولكن للربانيين فيه اعتقاد خاص دون القرائيين وهو انه سنة عن موسى عليه السلام، أوحى بها الله إليه في أثناء الأيام الأربعين التي قضاها في طور سيناء وأمره ألا يكتبها وان يبلغها شفويا، ولذا فهي تعرف بالتوراة الشفوية وتقسم (المشنة) ستة أقسام تعرف ب سداريم وهي لفظة آرامية تعني الأوامر وهذه العناوين الست هي: (زرعيم) أي الزراعة والبدور، و (موعيد) أي الأعياد، و (ناشيم) ومعناها النساء، و (نزيكين) ومعناها الجروح، و (قوداشيم) ومعناها المقدسات والأشياء المقدسة، و (توهاروت) ومعناها المطهرات عن الطهارة والنجاسة وما يتعلق بهما، ينظر: ابن النديم، الفهرست، ( القاهرة: المكتبة التجارية الكبرى، د،ت)، ص40؛ جواد على، علم ابن النديم باليهودية والنصرانية، ضمن كتاب أبحاث في تاريخ العرب قبل الاسلام، دراسة ومراجعة: نصير الكعبي(بغداد- بيروت: المركز الاكاديمي للابحاث،2011م)، ج2، ص306؛ مراد فرج القراءون والربانون، (القاهرة: دار العالم العربي، 2011م)، ص36 – 38.

[1] – شمس الدين محمد السحماوي، الثغر الباسم في صناعة الكاتب والكاتم  المعروف باسم المقصد الرفيع المنشا الهادي لديوان الإنشا للخالدي، دراسة وتحقيق وأشراف: محمد أنس، مراجعة: حسين نصار، ( القاهرة: دار الكتب والوثائق القومية، 2009م)، ص428 المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك، ج1، ق3 ، ص728؛ القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الانشا، ج11، ص391، 192؛ فؤاد حسنين، اليهودية، ص101.

Bosworth, Christian and Jewish, P.210; Clereget Le Carire etude, P.217; Cottheil, An Eleventh-Century; P.539

[1] – السحماوي، المقصد الرفيع المنشا الهادي لديوان الإنشا للخالدي، ص429. القلقشندي صبح الأعشى في صناعة الإنشا، ج13، ص258. بنيامين، رحلة بنيامين التطيلي، ترجمة وتعليق: عزرا حداد، (بغداد ،1384ه)، ملحق رقم 2، ص195. قاسم عبده قاسم، أهل الذمة في مصر من الفتح الإسلامي حتى نهاية المماليك دراسة وثائقية، ( ج م ع – الهرم: عين للدراسات والبحوث الاجتماعية والانسانية، 2003م)، ص111.

[1] – الفريسيون، الفويسيون، وبالعبرية فروشيم هم الربانيون أنفسهم وهم جمهور اليهود غير القرائيين، وللتسمية معنيان: الأول الاعتزال أي أنهم كالمعتزلة في الإسلام، وقد حافظوا على التوراة والتلمود وتشددوا في الطهارة والأطعمة الحلال وقد بدأ اعتزالهم وقت ختام النبوءة أيام تعقب الروم لهم، فاسلموا أنفسهم رهينة في يد الإيمان فبعضهم تغالى وتفانى وهم الأسييم وقد انفردوا بأنفسهم والبعض الآخر وهم الجمهور ظلوا على ما هم عليه لم يستهينوا بأمر الحياة هذا هو المعنى الأول بحسب تفسيرهم لكلمة فروشيم من فرش بمعنى فسر، ميز، فرق، والمعنى الآخر قيل لهم ذلك لأنهم يعلمون بالتفسير أي التفسير الوارد بالمشنا والتوفيق بينه وبين التوراة. ينظر: مراد فرج، القراءون والربانون،  ص29- 30.

[1]- الشهرستاني، الملل والنِحل، صححه وعلق عليه: احمد فهمي محمد، (القاهرة: (د،م)، 1948م)، ج2، ص22؛ ابن حزم الفصل في الملل والأهواء والنحل، ط1، 1347هـ، ص82؛ علي عبد الواحد وافي، اليهودية، ص70- 71؛ أبو الفداء، المختصر في اخبار البشر، ص88؛ دوزي، ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام، ترجمة :كامل كامل كيلاني، ط1، 1933م، ص352؛ جواد علي، علم ابن النديم باليهودية، ضمن كتاب أبحاث في تاريخ العرب قبل الاسلام، دراسة ومراجعة: نصير الكعبي(بغداد- بيروت: المركز الاكاديمي للابحاث،2011م)، ج2، ص322- 323.

[1]- بنيامين التطيلي، رحلة بنيامين ص192؛ يوسف رزق الله، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق، (بغداد : د،م، 1924م)، ص104. حسن ظاظا، الفكر الديني، أطواره ومذاهبه، ( القاهرة: معهد البحوث والدراسات العربية، 1971م)، ص296؛ احمد سوسة، ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق، (بغداد: مركز الدراسات الفلسطينية، جامعة بغداد، 1978م)، ص198- 200؛ فؤاد حسنين، اليهودية، ص94؛  السمؤال ابن يحيى المغربي، أفحام اليهود، وقصة اسلام السمؤال، تحقيق: محمد عبدالله الشرقاوي، (القاهرة: دار الهداية، 1986م)، ص174. عبدالغني عبود، اليهود واليهودية والإسلام، القاهرة، 1982م، ص69،Cohen (Martin) Anan Ben David Karaite Origins, JQR. 1963 P. 132.

[1]- حسن ظاظا، الفكر الديني، ص295؛ قاسم عبدة، أهل الذمة في مصر، ص112.

[1] – عبدالوهاب محمد الجبوري، دراسة شاملة عن الفرق الدينية اليهودية القديمة والمعاصرة، http://wata.cc/forums/showthread.php?94692

[1]- المقريزي، تقي الدين علي بن أحمد، الخطط المقريزية، القاهرة، د، ت، ج2، ص472، 476؛ قاسم عبده، أهل الذمة، ص112.

[1]- السحماوي، المقصد الرفيع المنشا الهادي لديوان الإنشا للخالدي، ورقة 141؛ القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، ج13،ص253؛ وينظر أيضاً: مراد فرج، القراءون والربانيون، ص113، 116.

[1]- المشتتون the Dispersed : أي اليهود الموجودون في المنفى أو الشتات، والشتات Dispersed ترجمة عربية لكلمة الدياسبورا التي تستخدم للإشارة لوجود اليهود في المنفى أي خارج فلسطين، ينظر: عبدالوهاب المسيري، موسوعة المفاهيم والمصطلحات اليهودية، ص226، 265.

[1] – فرقة السامرة: تُعد الديانة السامرية، الديانة القومية للسامريين. ويلتزم السامريون بالتوراة السامرية، التي يؤمنون بها ويعتبرونها التوراة الأصلية غير المحرفة، غير التوراة المُتعامَل بها عند اليهود. بالإضافة إلى التوراة السامرية، فإن السامريين أيضًا يبجلون نسختهم من كتاب يوشع ويعترفون ببعض الشخصيات التوراتية، مثل عالي. تُوصف السامرية داخليًا بأنها الديانة التي بدأت بموسى، ولم تتغير طيلة آلاف السنين التي مرت منذ ذلك الوقت. ويعتقد السامريون أن الديانة اليهودية والتوراة اليهودية حُرفت بمرور الوقت ولم تعد تخدم الواجبات التي كلف بها الله على جبل سيناء. وينظر اليهود إلى جبل الهيكل باعتباره المكان الأكثر قداسة في عقيدتهم، في حين أن السامريين يعتبرون جبل جرزيم أكثر مواقعهم قداسة.

[1]- السامرة: مدينة توراتية تاريخية يعتقد بأنها كانت عاصمة لمملكة إسرائيل الشمالية، تقع السامرة  حالياً ضمن أراضي قرية سبسطية الحالية على بعد حوالي 7 كم شمال غرب مدينة نابلس.

[1] – كان المبشر البروتستانتي الامريكي أساهيل كرانت – Grant Asahel   (1807 – 1844م)  من أبرز الباحثين الغربيين الذين حاولوا البحث عن الاسباط الاسرائيلية المفقودة ضمن أراضي كردستان، وهو موفد من قبل مجلس البعثات التبشيرية البروتستانتية  الى إيران والدولة العثمانية في القرن التاسع عشر، ووقد وصل في سنة 1833م الى مدينة أروميا (= أورمية) الواقعة في كردستان القاجارية (= الايرانية) وفتح محطة تبشيرة (= تنصيرية) هناك، وبالاضافة الى وظيفته الدينيةكان طبيباً أيضاً يعالج المرضى، وقضى سنوات عديدة من عمره في كردستان، الى أن توفى فيها ودفن في مقبرة السريان اليعاقبة في مدينة الموصل. وكان يعتقد بأن النساطرة أو أتباع كنيسة المشرق هم أحفاد هؤلاء اليهود، وكان النساطرة لهم عدة قبائل يسمى زعيم كل قبيلة بالملك، وكان زعيمهم الروحي مار شمعون  يقيم في قرية قودشانس الواقعة شمال شرق مدينة جولميرك، وكان بقية شعبهم يعيشون في منطقة هكاري في جنوب وجنوب شرق مدينة جولميرك عاصمة أمارة هكاري الكردية ، وكانت عناوين كتبه تشي بذلك مثل كتابه:”النساطرة والقبائل المفقودة”، يعني قبائل اليهود المسبيين من قبل الآشوريين قبل الميلاد والذين تم اسكانهم في كردستان. كما أن العديد من الرحالة اليهود قد جابوا كردستان شرقاً وغرباً للبحث عن هؤلاء الاسباط العشرة المفقودين. ويعتقد بعض المؤرخين أن القبائل العشرة المفقودة نزحت إلى شرق آسيا وافريقيا وروسيا والجزيرة العربية، ويستشهدون بجماعات يهودية ما تزال تعيش في افريقيا (مثل الفلاشا في اثيوبيا، واليمباه في زمبابوي وجنوب افريقيا) وجماعات أخرى هاجرت الى جزيرة العرب واستقرت في البحرين وخيبر والمدينة واليمن.. أما في آسيا فقد وصلت الجماعات اليهودية إلى جنوب إيران والهند والصين واليابان وبورما – في حين هاجر بعضها إلى روسيا وشرق أوروبا!

[1] – جبل جرزيم: جبل يقع جنوبي مدينة نابلس في فلسطين ويرتفع 881 مترا عن سطح البحر ويطلق عليه اسم جبل الطور أو جبل البركة، ويضم أشجاراً حرجية، وتسكن الطائفة السامرية على قمته والتي تعدّ من الطوائف قليلة العدد في العالم حيث يبلغ عدد أفرادها حوالي 712 نسمة موزعين على منطقتين: الأولى جبل جرزيم في نابلس، والثانية في منطقة حولون بالقرب من تل أبيب. ويوجد على قمة الجبل بقايا معبد روماني هو معبد زيوس وكنيسة بيزنطية ومقام إسلامي وقرية لوزة. وأقيمت مستعمرة هار براخا الإسرائيلية على إحدى قمم الجبل من الطرف الجنوبي الشرقي. وقد آمنت هذه الطائفة بالنبي موسى واتخذت التوراة كتاباً مقدساً – الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم فقط. وتحافظ على طابعها وتراثها وعاداتها النابعة من الدين السامري، حيث يقوم أفراد الطائفة بدراسة الدين واللغة العبرية القديمة من خلال كهنتهم وشيوخهم الذين يقطنون على قمة الجبل، وكما يقطن بعضهم داخل مدينة نابلس، ويعدّ جبل جرزيم بالنسبة لهذه الطائفة هو القبلة لصلاتهم.

[1] –  The Keepers, An Introduction to the History and Culture of the Samaritans, by Robert T. Anderson and Terry Giles, Hendrickson Publishing, 2002, pages 11–12

 

[1] – الهيكل الثاني (بالعبرية: بيت همقدش هشني، أي بيت المقدس الثاني) كان معبدًا يهوديًّا مقدّسًا، قام على جبل الهيكل في القدس، بين عام 516 قبل الميلاد تقريبًا، إلى عام 70 للميلاد تقريبًا، وتعرَف هذه الفترة بفترة الهيكل الثاني. وحسب الكتاب العبري، حلّ الهيكل الثاني محل هيكل سليمان (الهيكل الأول)، الذي دمّرته الإمبراطورية البابلية الجديدة بقيادة الملك نبوخذ نصر عام 586 قبل الميلاد، عندما كانت القدس محتلّة ونُفي جزء من شعب مملكة يهوذا إلى بابل.

واستناداً الى الكتاب المقدس، كان الهيكل الثاني في أصله بناءً متواضعًا بنته عدة مجموعة يهودية منفيّة عندما عادت إلى الشام من بابل تحت حكم الحاكم زربابل الذي عينه  الفرس الأخمينيون، ولكن في حكم هيرودوت الكبير حاكم فلسطين من قبل الرومان، جُدّد الهيكل الثاني كلّه، وجُمع إلى صروح وواجهات عظيمة وجميلة، بيّنت مكانته أكثر. كما دمّر البابليون الهيكل الأول عام586ق.م، دمّر الرومان الهيكل الثاني والقدس عام 70 للميلاد، انتقامًا من ثورة يهودية كانت قائمة. وقام الهيكل الثاني 585 عامًا (من 516 قبل الميلاد إلى 70 للميلاد). وفي عقيدة اليهود الأخروية أن الهيكل الثاني سيحلّ محلّه في المستقبل هيكل ثالث.

[1] – جبل صهيون: ومعناه الحصن، هو اسم مكان عبري في الكتاب المقدس يشير إلى أحد التلين اللذان بنيت عليهما مدينة أورشليم (القدس) حيث أسس داوود عاصمته الملكية، وقد استخدمت كلمة صهيون أيضا للإشارة إلى القدس ككل. وذكر صهيون لأول مرة في العهد القديم كمنطقة قام عليها حصن لليبوسيين وقعت لاحقا في يد العبرانيين لتتحول لمدينة داوود (2 صموئيل 5: 7 و 1 أخبار 11: 5) ووضع على ذلك التل تابوت العهد فأصبح أرضا مقدسة (2 صموئيل 6: 10-12) ولكن التابوت نقل لهيكل سليمان بعد أن تمت عمارته على جبل المريا (1 ملوك 8: 1 و 2أخبار 3: 1 و 5: 2)، فمن هذين النصين يستدل بأن صهيون والمريا مرتفعتين منفصلين، والمصطلح صهيون اشتمل بعدها على جبل المريا أيضا أي حيث أقيم الهيكل المقدس (اشعياء 8: 18 و 18: 7 و 24: 23 ويوحنا 3: 17)، لهذا ذكرت صهيون حوالي 200 مرة في العهد القديم بينما لم يذكر المريا سوا مرتين فقط (تكوين 22: 2 و 2 أخبار 3: 1). إذاً في العهد القديم ورد اسم صهيون غالبا للحديث عن أورشليم بمجملها وذلك بصورة شعرية أو نبوية (2 ملوك 19: 21 ومزامير 48 و 69 : 35 و 133: 3 واشعياء 1: 8 وغيرها)، بينما في زمن المكابيين عرفت صهيون بأنها الرابية التي يقوم عليها هيكل سليمان فقط وليس مدينة أورشليم بكاملها (1 مكابيين 7: 32 و 33). وصهيون أو جبل صهيون (جبل النبي داود) في اليهودية هي مكان سكنى يهوه (الله) وستكون مركز خلاصه المسيحاني، وبالنسبة لليهود فإن صهيون هي وطن العبرانيين ورمزاً لآمالهم القومية، ومن هذه الكلمة جاء مصطلح الصهيونية. ويندر في العهد الجديد ذكر صهيون، ولكنها استخدمت في الأدب المسيحي بشكل عام للحديث عن أورشليم السماوية كرمز للمكان الذي سيسكنه الأبرار إلى الأبد بحسب المعتقد المسيحي.

‎ٲ.د. فَرسَت مرعي

د.فرست مرعي اسماعيل مواليد ۱۹٥٦ دهوك ٲستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة دهوك له ۲۱ كتابا مؤلفا باللغتين العربية والكردية ، و٤۰ بحثا ٲكاديميا في مجال تخصصه

‎ٲ.د. فَرسَت مرعي

د.فرست مرعي اسماعيل مواليد ۱۹٥٦ دهوك ٲستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة دهوك له ۲۱ كتابا مؤلفا باللغتين العربية والكردية ، و٤۰ بحثا ٲكاديميا في مجال تخصصه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً